في إصرار على تحدي ادعاءات الصين بسيادتها على منطقة بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها مع دول المنطقة، وكسرها، أبحرت مدمرة أميركية بالقرب من سلسلة جزر في المنطقة الأربعاء، متحدية القيود التي تفرضها الصين وغيرها من الدول على عبورها.
وقال الملازم نيكولاس لينغو، المتحدث باسم الأسطول السابع في البحرية الأميركية، ومقره اليابان، إن هذا هو ثاني تطبيق لما يسمى عملية حرية الملاحة في جزر باراسيل، المعروفة باسم جزر شيشا في الصين، حتى الآن في هذا العام، والثالث الذي يستهدف ما سماه «الادعاءات البحرية» لبكين في المياه الإقليمية خلال الفترة نفسها.
وردت البحرية الصينية في بيان باسم قيادة المسرح الجنوبي في جيش التحرير الشعبي، قائلة إنها حذرت المدمرة الأميركية و«أبعدتها عن مياهها الإقليمية»، الأمر الذي نفته البحرية الأميركية.
وجزر باراسيل هي مجموعة من 130 جزيرة مرجانية صغيرة في الجزء الشمالي الغربي من بحر الصين الجنوبي، ولا يعيش فيها سكان أصليون. لكن يقطنها جنود صينيون، يبلغ عددهم نحو ألف وأربعمائة شخص، بحسب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه). وتفرض الصين سيطرتها على تلك الجزر منذ العام 1974، بعدما انتزعتها من سيطرة فيتنام. وكالة «رويترز» أشارت إلى أن عملية إبحار مدمرة الصواريخ الموجهة الأميركية، «يو إس إس بنفولد»، لم تتحد الصين فقط، بل فيتنام وتايوان أيضا، حيث تطلب البلدان الثلاثة من السفن المدنية والعسكرية الحصول على إذن أو إعطاء إشعار مسبق بأن «مرورها بريء». وعدّ إبحار المدمرة بأنه جاء ليذكّر بالحكم الدولي، الذي صدر قبل 6 سنوات، رفض ادعاءات الصين بالسيطرة الكاملة على بحر الصين الجنوبي، الممر الحيوي للتجارة الدولية، ويعبره سنوياً بضائع بأكثر من 3 تريليونات دولار، ويعتقد أنه يحتوي على ثروة غازية ونفطية. وتسعى الصين لفرض الأمر الواقع في المنطقة، من خلال بناء جزر صناعية ومبان ومطارات، لبسط سيطرتها، ما زاد من قلق المجتمع الدولي من نيات الصين.
وبينما تواصل بكين رفض الاعتراف بالحكم الدولي، قال المتحدث باسم قوات المسرح الجنوبي في الجيش الصيني، الكولونيل تيان جون لي، في بيان، «إن تصرفات الجيش الأميركي انتهكت بشكل خطير سيادة الصين وأمنها، وقوضت السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، وانتهكت القانون الدولي وقواعد العلاقات الدولية». وأضاف أن البحرية الأميركية «تزيد التوترات في المنطقة، وهذا دليل قاطع آخر على محاولات الولايات المتحدة عسكرة المنطقة من خلال الهيمنة البحرية». وقال: «الحقائق تظهر مرة أخرى أن الولايات المتحدة هي مصدر خارجي للمخاطر في بحر الصين الجنوبي، وتزعزع السلام والاستقرار الإقليميين».
لكن المتحدث باسم الأسطول السابع الأميركي، قال في بيان إن إبحار المدمرة الأميركية، «يدعم الحقوق والحريات والاستخدامات القانونية للبحر المعترف بها في القانون الدولي». وأضاف: «المطالبات البحرية غير المشروعة في بحر الصين الجنوبي تشكل تهديداً خطيراً لحرية البحار، بما في ذلك حرية الملاحة والتحليق، والتجارة الحرة، وحرية الفرص الاقتصادية للدول المطلة على بحر الصين الجنوبي». وقال البيان: «بموجب القانون الدولي، تتمتع سفن جميع الدول، بما في ذلك السفن الحربية، بالحق في المرور البريء عبر البحر الإقليمي. والفرض الأحادي الجانب لأي تصريح أو شرط إخطار مسبق للمرور البريء أمر غير قانوني».
مدمرة أميركية تبحر قرب جزر دولية متنازع عليها
مدمرة أميركية تبحر قرب جزر دولية متنازع عليها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة