ضمن احتفالات المتاحف المصرية بموسم الحج ينظم متحف المركبات الملكية بحي بولاق أبو العلا (وسط القاهرة) معرضاً أثرياً مؤقتاً تحت عنوان «زيارة الحبيب»، ضم قطعاً نادرة توثق لتاريخ الحج والاحتفالات الشعبية بنقل «المحمل»، وتبرز القطع المعروضة جماليات فنون تطريز كسوة الكعبة ونقوشها الذهبية والفضية البارزة، وتكويناتها الفنية المبهرة.
ويقدم المعرض جولة تراثية روحانية تستدعي ملامح وومضات من تاريخ موسم الحج والاحتفالات الشعبية والرسمية المرتبطة به عبر مجموعة من المقتنيات النادرة، منها كسوة نادرة للكعبة المشرفة تعود إلى عصر الملك فاروق، وهي مصنوعة من الحرير الخالص المصبوغ باللون الأسود والمحلى بأسلاك من الذهب والفضة وعليه نقش لآيات من القرآن الكريم بطريقة «الجاكارد»، وهو نقش بارز لآيات قرآنية، وعلى الجانب الآخر منها منقوش عبارة توثق تاريخها: «أمر بتجديد هذا الستارة الشريفة صاحب الجلالة ملك مصر فاروق الأول بن فؤاد الأول بن إسماعيل باشا الحاج بن إبراهيم باشا».
«العربة الدوق» التي كانت تشارك في موكب المحمل
كما يضم المعرض الذي يستمر حتى 21 يوليو (تموز) الحالي «العربة الدوق»، وهي عبارة عن عربة مفتوحة «بكبوت متحرك» مدهون باللون الأسود، وبها مقعدان أحدهما داخلي والآخر خلفي ولا تحتوي على كرسي أمامي لسائق العربة، ووضع بدلاً منه صندوق خشبي لحفظ أدوات التنظيف الخاصة بالعربة، وقد استخدمت هذه العربة في احتفالية المحمل الخاصة بنقل كسوة الكعبة من مصر إلى الأراضي الحجازية، حيث كانت مصر تنال شرف صناعة الكسوة بداية من العصر العباسي وحتى سنة 1962 ميلادية وفق أحمد الصباغ المدير العام لمتحف المركبات الملكية، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن: «المعرض يقدم لمحات عن تاريخ الحج والاحتفالات المصرية الشعبية والرسمية به، ومظاهر الفرح خلال موكب المحمل الذي كان يضم كسوة الكعبة ويحظى باهتمام رسمي كبير من كافة ملوك وحكام مصر، كما نقوم على هامش المعرض بعرض فيلم وثائقي يقدم لمحات لمظاهر ومراحل نقل كسوة الكعبة من مصر إلى أراضي الحجاز».
قطعة من كسوة الكعبة بمتحف المركبات الملكية
ويشير الصباغ إلى أن «المعرض يسلط الضوء على جماليات فن تطريز كسوة الكعبة وتكويناتها الفنية المبهرة، ويهدف إلى ربط التاريخ والتراث بالحاضر، والتفاعل مع المناسبات الدينية والاجتماعية المهمة لتعريف الأجيال الجديدة بحضارتهم وعناصر الإبهار فيها».
وتضم العديد من المتاحف المصرية قطعاً متنوعة تعرضها ضمن الاحتفاء بموسم الحج تستدعي عبرها مكانة هذه المناسبة لدى المصريين، ويعرض متحف قصر المنيل، عدداً من مقتنياته النادرة لهذه المناسبة، منها قطع من كسوة الكعبة، ومجموعة متنوعة من السبح والأباريق ومصحف شريف، والصور الفوتوغرافية الخاصة بصاحب القصر الأمير محمد علي توفيق أثناء أدائه لمناسك الحج، وكذلك الهيكل العظمي للجمل (مبروك) أحد أشهر الجمال التي كانت تحمل كسوة الكعبة من مصر إلى الحجاز، وهو معروض بمتحف الصيد في قصر المنيل.
كما يعرض متحف جاير أندرسون «بيت الكرتيلية» بجنوب القاهرة قطعة قماش نادرة، هي جزء من كسوة الكعبة الشريفة، أرضيتها خضراء وعليها كتابة بالخط الثلث وعبارة «لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله»، فيما يعرض المتحف القومي للحضارة بالفسطاط مجموعة من مقتنياته النادرة التي توثق لهذه المناسبة، منها كسوتان للكعبة، إحداهما تعود إلى عهد الملك فاروق، وأخرى تعود إلى حقبة الرئيس جمال عبد الناصر، ومفتاحان للكعبة المشرفة بأكياس حفظهم، يعودان إلى عصر المماليك، فضلاً عن «محمل» يعود إلى عصر الخديو عباس حلمي الثاني.