الفراغ الرئاسي اللبناني لا ينعكس فراغاً في المؤسسات

الصلاحيات في يد الحكومة وإن كانت لـ{تصريف الأعمال}

الفراغ الرئاسي اللبناني لا ينعكس فراغاً في المؤسسات
TT

الفراغ الرئاسي اللبناني لا ينعكس فراغاً في المؤسسات

الفراغ الرئاسي اللبناني لا ينعكس فراغاً في المؤسسات

مع بدء العد العكسي لانتهاء ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وتراجع الآمال يوماً بعد يوم بإمكانية تأليف حكومة جديدة برئاسة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، كما انتخاب رئيس جديد في المهلة المحددة دستوريا والتي تبدأ أول سبتمبر (أيلول) المقبل، باتت الأسئلة تطرح عما سيكون عليه الوضع بعد مغادرة عون القصر الرئاسي في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وعما ستكون عليه حدود صلاحيات حكومة تصريف الأعمال برئاسة ميقاتي، وهي التي يعتبرها البعض حكومة «غير كاملة الصلاحيات».
الرئيس عون سبق أن أعلن أنه لن يبقى في قصر بعبدا يوما واحدا بعد انتهاء ولايته، فيما سبق للرئيس ميقاتي أن أكد أنه أمام الأمور الأساسية لن يتقاعس عن دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد عند الضرورة، لكن يبقى السؤال حول مدى «هذه الضرورة»، لا سيما أن لبنان سيكون أمام استحقاقات مهمة من الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ومفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، إلى قرارات أساسية ترتبط بشكل مباشر بحياة المواطنين في ظل الأزمات المتفاقمة التي يرزحون تحتها.
وفيما بدأت المعلومات تشير إلى توجه «التيار الوطني الحر» لاتخاذ قرار بسحب وزرائه من الحكومة المستقيلة أصلاً، وجعلها بالتالي «غير ميثاقية»، رفضا لنقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى الحكومة، يتوقف رشيد درباس، وزير العدل السابق ونقيب محامي الشمال السابق، عند هذا الأمر شارحا لـ«الشرق الأوسط» من الناحية الدستورية، بالقول: «المادة 62 من الدستور تنص على أنه في حال خلو سدة الرئاسة لأي علة كانت، تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء مجتمعاً»، وذلك من دون الإشارة عما إذا كانت الحكومة كاملة الصلاحيات أو في مرحلة تصريف الأعمال. وهنا يؤكد درباس أن «ليس هناك من فراغ في الدستور، فهو نظم الانتخابات الرئاسية وأوضح كيفية إدارة البلاد إذا لم تحصل هذه الانتخابات، وبالتالي ليس هناك من فرق بين حكومة عادية أو حكومة تصريف أعمال حيال صلاحيات رئيس الجمهورية، التي تنتقل إلى الحكومة مجتمعة من دون أن تتقيد بفكرة تصريف الأعمال الذي ينطبق على مهام الحكومة فقط، والتي تخضع بدورها لاجتهادات، وليس على صلاحيات رئيس الجمهورية».
وفيما يستبعد درباس، المقرب من ميقاتي، تشكيل حكومة قبل الانتخابات الرئاسية، يؤكد أن «هدف الرئيس المكلف ليس الربح إنما الحد من الخسائر السياسية وغير السياسية». ويذكر في الوقت عينه بما سبق لميقاتي أن أعلنه أنه لن يتوانى عن دعوة مجلس الوزراء للاجتماع في الحالات والقضايا التي تستدعي اتخاذ قرارات مهمة ومصيرية في البلاد.
في المقابل، يعتبر الخبير الدستوري بول مرقص، رئيس «مؤسسة جوستيسيا» الحقوقية، أن حدود حكومة تصريف الأعمال تضيق أكثر عند حدوث الفراغ الرئاسي. ويرى أن «عدم انبثاق الحكومة من البرلمان الجديد يجعل تمثيلها منتقصاً».
ويوضح لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «الحكومة تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمقتضى المادة 62 من الدستور عند خلو سدة الرئاسة. أما إذا كانت أساسا حكومة مستقيلة، أي تصريف أعمال، فإن حدود تصريف الأعمال الضيقة أصلا بحكم المادة 64 فقرة 2 من الدستور تضيق أكثر فأكثر، الأمر الذي يعني أن الحكومة الحاضرة تستطيع أن تقوم بمهام الرئيس الضرورية جداً، والتي تستدعي المصلحة العامة القيام بها تفاديا لإلحاق الضرر بالمرفق العام وهي الصلاحيات الإدارية التي لا يمكن تأجيلها والتي يتحتم القيام بها فورا تحت طائلة الظرف».
ويقول مرقص: «يزيد من عدم قدرة الحكومة الحاضرة على التوسع في مفهوم تصريف الأعمال، أن هذه الحكومة منبثقة عن المجلس النيابي السابق وبالتالي قد نالت الثقة من برلمان تغير أي أن تمثيلها منتقص لهذه الجهة». إلا أنه ما يوازن ذلك، بحسب مرقص، أن فترة تصريف الأعمال إذا طالت توسع من هذا المفهوم قليلا، كذلك فإن الأمر الثاني الذي يوازن فإن رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي استقرت عليه الاستشارات النيابية الإلزامية هو نفسه رئيس حكومة تصريف الأعمال.
مع العلم أنه إذا حدث فراغ رئاسي، وفق التوقعات التي تستبعد انتخاب رئيس للجمهورية في المهلة الدستورية المحددة نهاية شهر أكتوبر، فإنها ستكون المرة الأولى التي يسجل فيها حالة كهذه أي الفراغ الرئاسي في ظل حكومة تصريف أعمال، وذلك بعدما عاش لبنان فترة حوالي سنتين ونصف السنة مرحلة الفراغ الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان وقبل انتخاب عون رئيسا عام 2016، وتولت حينها حكومة تمام سلام التي كانت كاملة الصلاحيات إدارة البلاد بما فيها إصدار مراسيم كانت من صلاحيات رئيس الجمهورية.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«لقاء العقبة» يدعم حكومة «جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

«لقاء العقبة» يدعم حكومة «جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أكَّدت لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، في اجتماعها بمدينة العقبة الأردنية، أمس، الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الانتقالية، واحترام إرادته وخيارته، داعية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية جديدة «جامعة».

وشدَّد البيان الختامي الصادر عقب الاجتماع، على دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.

في غضون ذلك، قال أحمد الشرع، زعيم «هيئة تحرير الشام»، إنَّ جماعته ليست بصدد الدخول في صراع مع إسرائيل، عادّاً أنَّ «التذرعات التي كانت تستخدمها إسرائيل قد انتهت»، بحسب ما أورد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس». أمَّا «وكالة الصحافة الفرنسية» فنقلت عنه قوله: «الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».

وقال الشرع في مقابلة بثها التلفزيون السوري: «لقد تجاوز الإسرائيليون قواعدَ الاشتباك»، في إشارة إلى الغارات المستمرة منذ أيام التي دمَّرت قواعد وأسلحة للجيش السوري المنهار.

وجاء كلامه فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنَّ بلاده أقامت «اتصالاً مباشراً» مع «هيئة تحرير الشام»، في الوقت الذي أعادت فيه تركيا فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 12 عاماً من إغلاقها.