«النواب الليبي» يدعو للتحقيق في أزمة الكهرباء... والدبيبة يتهم مصانع «بيتكوين»

توتر أمني مفاجئ وتحشيدات للميليشيات في طرابلس

طلبة ليبيون يذاكرون دروسهم في أحد مطاعم طرابلس نهاية الشهر الماضي للتغلب على انقطاع الكهرباء (رويترز)
طلبة ليبيون يذاكرون دروسهم في أحد مطاعم طرابلس نهاية الشهر الماضي للتغلب على انقطاع الكهرباء (رويترز)
TT

«النواب الليبي» يدعو للتحقيق في أزمة الكهرباء... والدبيبة يتهم مصانع «بيتكوين»

طلبة ليبيون يذاكرون دروسهم في أحد مطاعم طرابلس نهاية الشهر الماضي للتغلب على انقطاع الكهرباء (رويترز)
طلبة ليبيون يذاكرون دروسهم في أحد مطاعم طرابلس نهاية الشهر الماضي للتغلب على انقطاع الكهرباء (رويترز)

عاد التوتر الأمني إلى العاصمة الليبية طرابلس إثر تحشيدات مفاجئة للميليشيات المسلحة، في حين طالب عقيلة صالحن رئيس مجلس النواب، رسمياً بفتح تحقيق عاجل في أسباب استمرار انقطاع الكهرباء، تزامناً مع إلقاء إعلان فتحي باشاغا، رئيس حكومة الاستقرار الجديدة، تشكيل لجنة لوضع حلول عاجلة لإنهاء أزمتي الكهرباء والوقود، في حين ألقى غريمه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، باللوم على ما وصفه بمصانع تعدين عملة «بيتكوين» وفي التأثير السلبي على قدرات الشبكة الكهربائية للبلاد.
ودعا صالح، وفقاً لبيان وزّعه مجلس النواب رئيس لجنته للطاقة والموارد الطبيعية ورئيس الرقابة الإدارية والنائب العام، إلى معرفة أسباب انقطاع التيار الكهربائي على المواطنين لساعات طويلة، والتحقيق في أسباب النقص الحاد في توفر الوقود؛ الأمر الذي ترتب عليه زيادة معاناتهم.
وحثّ صالح هذه الجهات على تحمّل المسؤولية وإحالة المسؤولين عن ذلك للقضاء لمحاسبتهم وإعلان نتائج التحقيقات للشعب.
ودخل باشاغا، رئيس الوزراء المكلف من مجلس النواب، على الخط وأصدر أمس بعد ساعات من بيان صالح، وفقاً لبيان وزعته حكومته، قراراً بتشكيل لجنة برئاسة نائبه علي القطراني وعضوية وزير الكهرباء ومسؤولين من وزارة الداخلية وشركتي «البريقة» و«الخليج» للنفط وجهاز الطارق للاستثمار؛ للبحث والتقصي بشأن أزمتي الكهرباء والوقود.
تضمن القرار قيام اللجنة بـ«التواصل المباشر مع الجهات ذات العلاقة والتنسيق معها لوضع الحلول العاجلة لإنهاء الأزمة وتلافيها بما يضمن عدم تدني مستوى الخدمات للمواطنين مستقبلاً»، مع تقديم تقارير يومياً إلى باشاغا بنتائج أعمالها.
في المقابل، توعد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، بمواجهة أي احتجاجات شعبية ضدها، وقال في كلمة ألقاها خلال زيارته إلى مسقط رأسه بمدينة مصراتة في غرب البلاد بمناسبة العيد «الدولة تحمي من يريد أن يعبّر عن رأيه بطريقة سلمية، أما إحراق الممتلكات فهو مرفوض»، لافتاً إلى أن «الأجهزة الأمنية مهمتها حماية المجتمع وممتلكاته وسنتصدى لمن يريد العبث».
وأضاف، أن «حرية التعبير متاحة لكل الليبيين دون قيودن وهذا أمر طبيعي وصحي، لكن الديمقراطية لها قيودها وقوانينها وقواعدها».
ووعد الدبيبة بحل أزمة الكهرباء التي تسببت في اندلاع احتجاجات بالبلاد، وقال، إن حكومته خصصت 3 مليارات دولار لصيانة محطات توليد الكهرباء القائمة حالياً والمحطات القديمة التي لم تشهد صيانة منذ 40 عاماً وأنجزنا صيانة المحطات بنسبة 70 في المائة.
وتابع «سمعت أن هناك مصانع» لوغريتمات في ليبيا تنتج عملة «بيتكوين» وتستهلك كمية كبيرة جداً من الكهرباء، وليبيا تعدّ رقم واحد أو 2 على مستوى تصنيع هذه العملة، معرباً عن اعتقاده بأن المعلومة التي وصلته صحيحة بنسبة 80 إلى 90 في المائة.
واعتذر الدبيبة مجدداً عما وصفه بالخطأ في الحسبة بشأن طرح الأحمال، وقال، لا بد من الاعتذار لهذا الشعب، وحاولت والله غالب، مشيراً إلى أن شركة الكهرباء تعاني من الترهل والتضخم الوظيفي.
وتعاني معظم المدن الليبية من انقطاع يومي للكهرباء، خاصة في فترتَي الذروة الشتوية والصيفية، حيث يتخطى العجز في توليد الطاقة الكهربائية 2000 ميغاواط يومياً، بينما لا يتجاوز الإنتاج الحالي للكهرباء 5.5 آلاف ميغاواط يومياً.
كما يعاني قطاع الكهرباء منذ سنوات من مشكلات تتعلق بالصيانة وآثار الحرب والفساد، وفي الفترة الأخيرة من حصار لمنشآت نفطية وقطع إمدادات الوقود عن بعض محطات توليد الكهرباء، فضلاً عن سرقة أسلاك التوصيل المصنوعة من النحاس غالي الثمن من قبل عصابات مسلحة بشكل شبه يومي.
إلى ذلك، تشهد العاصمة طرابلس توتراً أمنياً منذ مساء أول من أمس، على خلفية تحركات مفاجئة للميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الدبيبة، بعد ساعات من إعلان باشاغا اعتزامه دخول المدينة خلال الأيام المقبلة.
وقالت مصادر في حكومة الدبيبة، إنها تسابق الزمن في إطار سعيها منع نشوب أي اشتباكات جديدة، بينما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر تكليف أيوب أبوراس آمر الحرس الرئاسي، مساعديه بحل خلاف نشب بشكل مفاجئ بين قادة الميلشيات المسلحة، إثر سيطرة ميلبشيات كتيبة رحبة الدروع بقيادة بشير خلف المكنى بالبقرة، على معسكر النعام بعين زارة جنوب العاصمة التابع لهيثم التاجوري، آمر ميليشيا ما يعرف باسم «اللواء 777».
ولفتت إلى تكليف محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة بالمنطقة الغربية، لميلشيات البقرة بالسيطرة على هذا المعسكر؛ ما دفع التاجوري إلى حشد قواته في المنطقة، قبل سحبها منها.
ورصد سكان محليون سماع إطلاق نار متقطع في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، بينما أظهرت لقطات مصورة تحركاً لآليات عسكرية من الميليشيات التي تتنازع فيما بينها باستمرار على مناطق النفوذ والسيطرة.
بدوره، قال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، إنه تلقى برقية تهنئة بمناسبة عيد الأضحى من الرئيس التونسي قيس سعيّد، تمنى فيها دوام الاستقرار والنماء لليبيا وشعبها، مجدداً حرصه على العمل سوياً لتعزيز أواصر الأخوة بين البلدين.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الرئيس المصري يؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
TT

الرئيس المصري يؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها، جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم، جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، وبريت ماكغورك منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأميركي، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وحسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والسفيرة الأميركية بالقاهرة هيرو مصطفى جارج.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي، في بيان نشره على صفحة الرئاسة بموقع «فيسبوك»، بأن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع الإقليمية، واستعرض جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، إذ شدد الرئيس المصري على أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء، وتم التأكيد على حل الدولتين باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث أن اللقاء تناول كذلك استعراض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وسبل المحافظة عليه، باعتباره نواة لجهود التهدئة الإقليمية، وكذا تطورات الوضع في سوريا. وأوضح المتحدث أنه تم التأكيد خلال اللقاء على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص البلدين على مواصلة تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة.