ليبيا: باشاغا يدعي تراجع قوى مسلحة عن رفض دخوله طرابلس

حكومة الدبيبة التزمت الصمت

رئيس «حكومة الاستقرار» الليبية فتحي باشاغا (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس «حكومة الاستقرار» الليبية فتحي باشاغا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

ليبيا: باشاغا يدعي تراجع قوى مسلحة عن رفض دخوله طرابلس

رئيس «حكومة الاستقرار» الليبية فتحي باشاغا (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس «حكومة الاستقرار» الليبية فتحي باشاغا (أرشيفية - أ.ف.ب)

التزمت حكومة الوحدة الليبية المؤقتة الصمت، حيال إعلان فتحي باشاغا رئيس حكومة الاستقرار الموازية الجديدة المكلفة من مجلس النواب، أنه سيتولى مهامه في العاصمة طرابلس في الأيام المقبلة.
وشدد باشاغا في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية بثتها مساء أول من أمس، على أنه إذا كان قد انسحب، فذلك من أجل تجنب إراقة الدماء من دون أن يتخلى عن مهامه في العاصمة طرابلس، وأضاف من مقره المؤقت في مدينة سرت على بعد 450 كيلومتراً، شرق طرابلس، أن «كل الطرق إلى طرابلس مفتوحة»، مضيفاً: «تلقينا عدة أصوات ودعوات إيجابية لدخول العاصمة»، لافتاً إلى أن بعض القوى المسلحة، التي لم يسمها، تغيرت مواقفها وآراؤها وليس لديها مانع من دخولنا.
وبعدما وصف حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة غريمه عبد الحميد الدبيبة بأنها «عصابة محتلة للمقرات»، قال باشاغا إن «حكومة طرابلس غير شرعية، انتهت ولايتها ولم تنجح في تنظيم انتخابات»، على حد تعبيره.
ومع أنه استبعد سيناريو الحرب الأهلية، لكنه حذر في المقابل من احتمال «أن تعم الفوضى بسبب التظاهرات ومطالبة الناس بأن تكون هناك حكومة واحدة في ليبيا، وحكومة قادرة على أن تجمع الليبيين وتبدأ في عملية الإصلاح».
وأكد باشاغا أنه ليست هناك «أي صلة» بين انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المنشآت النفطية، وقال «بعد أن يطمئن سكان الهلال النفطي إلى أن الأموال لن تذهب إلى الفساد أو السرقات أو غيرها، سوف يرفعون الحظر على تصدير النفط».
ودعا باشاغا الأمم المتحدة إلى «تبني حلول تعمل لصالح الليبيين بدلاً من الدول التي تتدخل في ليبيا».
وقال: «تمكنا من تجنب أي مواجهة عسكرية، لكن ليبيا لا يمكن أن تبقى على هذا الحال إلى الأبد، نحن بحاجة إلى حل».
ولم تعلق حكومة الدبيبة، التي ترفض التخلي عن السلطة وتسليمها إلى حكومة باشاغا، على هذه التصريحات التي أدرجها مراقبون في إطار ما وصفوه بالحرب النفسية والإعلامية بين الحكومتين المتنازعتين على الشرعية في البلاد.
واضطر باشاغا في شهر مايو (أيار) الماضي، لمغادرة طرابلس بعدما دخلها خلسة بالتعاون مع ميليشيات القوة الثامنة المعروفة باسم «كتيبة النواصي»، التي كانت محسوبة على حكومة الدبيبة، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة استمرت لساعات ضد عدد من التشكيلات المسلحة في غرب البلاد.
وعدَّ الدبيبة وقتئذ مغادرة باشاغا طرابلس فشلاً لما وصفه بمشروع «التمديد والانقلاب»، كما أعفى اللواء أسامة جويلي، من مهامه رئيساً للاستخبارات العسكرية، بسبب تورطه في محاولة إدخال باشاغا إلى العاصمة.
وحتى الآن، ما زال باشاغا الذي كلفه مجلس النواب برئاسة حكومة موازية في شهر مارس (آذار) الماضي، عاجزاً عن الإطاحة بحكومة الدبيبة التي كلفت بمهمة أساسية هي تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية كانت مقررة في نهاية العام الماضي.
من جهتها، استغلت المفوضية العليا للانتخابات التهنئة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك لتجدد ما سمته بالعزم الصادق والعمل الدؤوب من أجل تحقيق الأهداف الوطنية التي يتطلع إليها الليبيون لبناء دولة آمنة.
بدوره، بحث محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، احتياجات مدينة تاورغاء في مختلف المجالات بعدما أدى صلاة عيد الأضحى فيها، لدى اجتماعه مساء أول من أمس مع أعضاء مجلسها البلدي والحكماء والأعيان.
وجدد المنفي في بيان وزعه مكتبه دعمه لبلدية وأهالي تاورغاء بوصفهم جزءاً لا يتجزأ من مشروع المصالحة الوطنية، الذي يسعى المجلس الرئاسي لتحقيقه، بهدف رأب الصدع وإقرار السلام بين كافة الليبيين، ونقل عن أعضاء الوفد تأكيدهم دعمهم الكامل للمجلس الرئاسي في مشروع المصالحة.
كان عبد الله اللافي، نائب المنفي، قد أشاد بمشروع المصالحة الوطنية، ودعا الجميع إلى «مواصلة العمل من أجل لم الشمل، وتجاوز الأحقاد»، على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

توافق مصري - صيني حول ضرورة تبني «عملية سياسية شاملة» بسوريا

جانب من الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين (الخارجية المصرية)
جانب من الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين (الخارجية المصرية)
TT

توافق مصري - صيني حول ضرورة تبني «عملية سياسية شاملة» بسوريا

جانب من الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين (الخارجية المصرية)
جانب من الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين (الخارجية المصرية)

توافقت مصر والصين على ضرورة تبني «عملية سياسية شاملة» في سوريا، وأن تتم «إدارة مرحلة انتقالية لا تقصي أحداً». كما أكدت القاهرة وبكين على «حل الدولتين» ودعم استقرار لبنان.

التأكيدات المصرية - الصينية جاءت على هامش زيارة وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى الصين.

وقال عبد العاطي، الجمعة، إن مباحثاته مع نظيره الصيني، وانغ يي، في بكين، أكدت «ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها». وأضاف في تصريحات نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، أنه من «المهم وجود (عملية شاملة) تضم كل أطياف المعارضة السياسية السورية».

وبحسب إفادة لوزارة الخارجية المصرية، فإن الوزير عبد العاطي أدان «العدوان الإسرائيلي على سوريا وتدمير البنى التحتية والمواقع العسكرية المختلفة في انتهاك صارخ للقانون الدولي، والتوغل الإسرائيلي واحتلال جزء كبير جداً من المنطقة العازلة في انتهاك سافر لاتفاقية (فض الاشتباك) التي تم التوقيع عليها»، مؤكداً «رفض بلاده لأي تدخل خارجي في سوريا أو إتاحة الفرصة لأي أطراف إقليمية أو خارجية أن تحقق مكاسب وقتية وذاتية لهذه الدول على حساب المصلحة السورية».

وأوضح عبد العاطي أنه تم الحديث مع وزير الخارجية الصيني عن تطورات الشأن اللبناني، وتم الاتفاق على «أهمية الاحترام الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أنه «تم التوافق على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية إلى داخل القطاع، والعمل على تنفيذ رؤية الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة لخلق أفق سياسي يحقق السلام الدائم والعادل».

وتتوسط مصر وقطر، إلى جانب أميركا، منذ أكثر من عام، لتبادل المحتجزين، ووقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

محادثات عبد العاطي ووزير خارجة الصين في بكين (الخارجية المصرية)

ووفق الوزير عبد العاطي، فإن «القوة العسكرية وغطرستها لن تحقق الأمن والاستقرار لإسرائيل ولا للمنطقة، وإنما إعادة الحقوق المشروع لأصحابها من الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود 67، لتحقيق الأمن والاستقرار لإسرائيل وللمنطقة».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو (أيار) الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

وأكدت محادثات عبد العاطي ووانغ يي، الجمعة، «ضرورة استمرار الدعم المتبادل في القضايا الجوهرية التي تهم البلدين»، و«التأكيد على حقوق مصر المشروعة في الحفاظ على أمنها المائي، واستقرارها في مواجهة التحديات».

ولفت عبد العاطي إلى أنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون المشترك في «مكافحة الإرهاب»، بوصفه ظاهرة عالمية لا تستطيع دولة بمفردها أن تواجهها، في «ظل مقاربة شاملة تعالج القضية من جوانبها؛ سواء الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الآيديولوجية المتطرفة وقطع التمويل عن المنظمات الإرهابية».

وتعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات وزارة الري المصرية.

وأقامت إثيوبيا «سد النهضة» على رافد نهر النيل الرئيسي منذ عام 2011، ويواجه مشروع «السد» باعتراضات من دولتي المصب مصر والسودان، للمطالبة بـ«اتفاق قانوني ينظم قواعد تشغيل السد، بما لا يضر بحصتيهما المائية»... وخاضت الدول الثلاث جولات متعددة للتفاوض من دون الوصول إلى اتفاق.

عبد العاطي خلال لقاء وزير دائرة العلاقات الدولية بـ«اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني» (الخارجية المصرية)

في سياق آخر، أكد وزير الخارجية المصري «خصوصية العلاقات الثنائية مع الصين»، وأشار خلال لقاء وزير دائرة العلاقات الدولية بـ«اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني»، ليو جيان تشاو، الجمعة، إلى أهمية البناء على الزخم المتولد عن دورية اللقاءات الرئاسية، وآخرها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بكين في مايو الماضي، والمشاركة ضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون «العربي - الصيني»، علاوة على الزيارات الأخرى رفيعة المستوى، والزيارات الحزبية المتبادلة التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين.

وأعلن السيسي ونظيره الصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو الماضي، تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

وعلى صعيد التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، ثمن عبد العاطي المشروعات المشتركة بين الجانبين، خصوصاً مشاركة الشركات الصينية في بناء حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، والاستثمارات الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، وفق إفادة «جهاز التعبئة والإحصاء» المصري، في مايو الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.80 جنيه في البنوك المصرية).

في غضون ذلك، عقدت الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين بمشاركة بدر عبد العاطي ووانغ يي، في بكين. وبحسب متحدث وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، الجمعة، فإن «الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي تناولت مجمل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وما حققته من تطور بارز في مجالات التعاون المختلفة، بما في ذلك مشاركة الشركات الصينية في كثير من المشروعات التنموية بمصر».