شخصيات من «فلسطينيي 48» تجدد تجربة توحيد الأحزاب العربية

لصد اليمين المتطرف مع نشر نتائج استطلاع تبين ارتفاعاً في فرص عودة نتنياهو

بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
TT

شخصيات من «فلسطينيي 48» تجدد تجربة توحيد الأحزاب العربية

بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

في الوقت الذي يشير فيه آخر استطلاع للرأي إلى أن معسكر اليمين المتطرف الذي يقوده رئيس حزب الليكود والمعارضة، بنيامين نتنياهو، ومعه حزب الصهيونية الدينية، الذي يدعو إلى «تشجيع الفلسطينيين على الرحيل»، سيحصل على أكثرية 61 مقعداً في الكنيست (البرلمان)، في حال جرت الانتخابات الآن، خرجت شخصيات قيادية وجماهيرية من المواطنين العرب (فلسطينيي 48)، بمبادرة لتوحيد جميع الأحزاب العربية لتخوض الانتخابات في قائمة واحدة تؤدي إلى رفع نسبة التصويت وإضعاف نفوذ وفرص المتطرفين.
وقد أصدر رئيس لجنة الوفاق الوطني، الأديب محمد علي طه، بياناً كشف فيه عن هذه المبادرة، أمس (الجمعة)، علماً بأن هذه اللجنة هي التي كانت قد بادرت إلى توحيد العرب في «القائمة المشتركة» في سنة 2015، ما جعلها تفوز بـ13 مقعداً، وهو أعلى عدد من النواب العرب في التاريخ السياسي الإسرائيلي. وفي سنة 2020 ارتفعوا إلى 15 مقعداً. لكن الوحدة لم تدُم، فانشقت عنها الحركة الإسلامية (الشق الجنوبي) بقيادة النائب منصور عباس. فانتشر جو من الإحباط في صفوف الناخبين العرب وهبطت نسبة مشاركتهم في الانتخابات من 64 في المائة إلى 45 في المائة. وحصلت المشتركة على 6 مقاعد فقط والإسلامية على 4 مقاعد، أي هبط تمثيلهما معاً من 15 إلى 10 مقاعد.
وقد تعمق الخلاف بين الفريقين، إذ دخلت الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس في الائتلاف الحكومي بقيادة نفتالي بنيت ويائير لبيد، وبقيت المشتركة، بقيادة النواب أيمن عودة وأحمد الطيبي وسامي أبو شحادة، في المعارضة. ودخل الطرفان في صراعات اتخذت طابعاً حاداً وبلغت حد تبادل الشتائم والإهانات والتخوين واستخدمت أسلوب التجريح الشخصي، ما عمق الإحباط في صفوف الجمهور العربي. وأشار أحد الاستطلاعات إلى أن نسبة التصويت بين العرب ستنخفض مرة أخرى وتصل إلى 41 في المائة. وبالمقابل، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن نتنياهو ينوي وضع العرب مرة أخرى هدفاً لسهامه بغرض تخفيض نسبة التصويت أكثر وأكثر بينهم، علماً بأن ارتفاع عددهم في الكنيست كان سبباً لمنعه من تشكيل حكومة في المعارك الانتخابية الأربع الماضية.
وقال محمد علي طه، أمس، إنه وبعد «توجهات جهات وشخصيات غيورة وحريصة على مصالح جماهيرنا، تعلن لجنة الوفاق الوطني بهذا عن شروعها بسلسلة من الاتصالات والمشاورات الهادفة إلى تهيئة الأرضية والسبل لإقامة قائمة انتخابية تحالفية واسعة وشاملة وممثلة في الانتخابات البرلمانية الوشيكة، وستباشر بالاتصال بكل الأحزاب والحركات والشخصيات والجهات المؤثرة والفاعلة. كما تهيب اللجنة بكل الكوادر الفاعلة والمؤثرة أن تعمل على نبذ المناكفة وعلى تنقية الأجواء وتهدئة الخواطر بشكل يمكننا جميعاً من الوصول إلى نتيجة ترتقي إلى طموحات وآمال جماهيرنا بالوحدة والتكاتف حيال التحديات والمخاطر الجسام التي تقف أمامها».
وكانت صحيفة «معريب»، نشرت نتائج استطلاع رأي لها، أمس (الجمعة)، دلت على أن نتنياهو سينتصر هذه المرة. وأن حزبي «يمينا» (الذي يقوده اليوم نفتالي بنيت وستقوده بعده وزيرة الداخلية أييلت شاكيد) وحزب ميرتس اليساري، لن يتجاوزا نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة، ما يعني أن يفقد معسكر لبيد أكثريته، من 62 في الانتخابات الأخيرة قبل سنة، إلى 53 مقعداً حسب الاستطلاع الجديد، مؤلفة من الأحزاب التالية: حزب «يش عتيد» بقيادة لبيد يرتفع من 17 إلى 23 مقعداً، وحزب «كحول لفان» بقيادة وزير الدفاع، بيني غانتس، يرتفع من 8 إلى 9 مقاعد، ويهبط حزبا العمل و«يسرائيل بيتينو» (بقيادة وزير المالية أفيغدور ليبرمان) من 7 إلى 6 مقاعد لكل منهما، ويهبط «تكفا حدشاه» بقيادة وزير القضاء غدعون ساعر من 6 إلى 5 مقاعد، وأما القائمة الموحدة للحركة الإسلامية فتحافظ على قوتها وتحصل على 4 مقاعد.
وتوقع الاستطلاع ارتفاعاً كبيراً لحزب الليكود بقيادة نتنياهو، من 30 حالياً إلى 36 مقعداً، والصهيونية الدينية من 6 إلى 10 مقاعد، وهبوط حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين من 9 إلى 8 مقاعد، وحفاظ «يهدوت هتوراة»، وهو حزب اليهود المتدينين الأشكناز، على 7 مقاعد.
وأما «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية فتحافظ على قوتها وتحصل على 6 مقاعد.
ويشير الخبراء إلى أن ارتفاع نسبة التصويت لدى الناخبين العرب سيؤثر سلباً على أحزاب اليمين المتطرف وربما تنقذ حكم لبيد. ولهذا يحاربها نتنياهو ويعمل على تخفيضها. وبالمقابل، يسعى لبيد وشركاؤه إلى تنظيم حملة خاصة لزيادة نسبة التصويت بين العرب.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«حماس» «ترحّب» بالتصويت الأممي على وقف إطلاق النار في غزة

رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)
رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)
TT

«حماس» «ترحّب» بالتصويت الأممي على وقف إطلاق النار في غزة

رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)
رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)

رحّبت حركة «حماس»، الخميس، بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وهي دعوة تبقى رمزية بعدما فرضت الولايات المتحدة الفيتو على نص مماثل في مجلس الأمن.

وقالت الحركة في بيان: «نرحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبتأييد مائةٍ وثمانٍ وخمسين دولة؛ قراراً يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وتمكين السكان المدنيين في القطاع من الوصول الفوري إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، ويرفض أي مسعى لتجويع الفلسطينيين»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويشير الإسرائيليون والفلسطينيون إلى جهود جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، للمرة الأولى منذ عام، من شأنه أن يوقف القتال في غزة ويعيد إلى إسرائيل عدداً على الأقل من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني.

ويأتي هذا التفاؤل الحذر في الوقت الذي يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، محادثات في إسرائيل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر، اللتين تضطلعان بدور الوساطة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير القطاع بشكل كبير.

وأدّى هجوم «حماس» إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، بحسب إحصاء أعدّته «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قُتلوا أو ماتوا في الأسر.

وخُطِف أثناء الهجوم 251 شخصاً من داخل الدولة العبرية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 35 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا.