نظام قد يهيمن على العقد المقبل... ما هي «التغذية الإدراكية»؟

بعض الأطعمة تحمي الدماغ وتساعده على الوصول إلى الأداء الأمثل (رويترز)
بعض الأطعمة تحمي الدماغ وتساعده على الوصول إلى الأداء الأمثل (رويترز)
TT

نظام قد يهيمن على العقد المقبل... ما هي «التغذية الإدراكية»؟

بعض الأطعمة تحمي الدماغ وتساعده على الوصول إلى الأداء الأمثل (رويترز)
بعض الأطعمة تحمي الدماغ وتساعده على الوصول إلى الأداء الأمثل (رويترز)

عندما انضم فارين مورغان إلى الحياة في الجيش كان على أعتاب الثلاثينيات من عمره. محاطاً بمجندين جدد آخرين، أدرك أنه بحاجة إلى إصلاح نظامه الغذائي للحفاظ على قوته البدنية. لم يرغب فقط في بناء جسم قوي، لكنه كان يعلم أنه سيحتاج للحفاظ على قدراته الذهنية أيضاً. بدأ في البحث عن أفضل الأطعمة التي يمكن تناولها لحماية الدماغ ومساعدته على الوصول إلى الأداء الأمثل - ما يسمى بنظام «التغذية الإدراكية».
تزداد شعبية التغذية الإدراكية بين الرجال، ويصفها اختصاصيو التغذية بأنها اتجاه غذائي من المقرر أن يهيمن على العقد المقبل. نظراً لأننا نعيش لفترة أطول، أصبحت حماية الدماغ لا تقل أهمية عن تحسين الجسم، وما نأكله مهماً، وفقاً لتقرير لصحيفة «إندبندنت».
يقدم النظام الغذائي، الذي يعتمد بشكل فضفاض على نسخة منخفضة الكربوهيدرات من طبق البحر الأبيض المتوسط، أطعمة ومكونات معينة لتعزيز الوظيفة العقلية واليقظة. حتى أن بعض خبراء التغذية أكدوا أنه يساعد في الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف ومرض باركنسون.
يتناول مورغان، قائد قسم بالجيش، ست وجبات صغيرة يومياً تعتمد على البروتينات الغنية بالأحماض الأمينية، مثل الدجاج أو السمك، لتقليل التعب. يفرط في تناول الخضراوات الخضراء التي لها تأثير إيجابي على الوظيفة الإدراكية وتمنع تمزق العضلات. كما أنه يتناول الجوز والسلمون والسردين - وكلها تحتوي على مغذيات تعزز الدماغ.

يشرح قائلاً: «أميل إلى دمج الجوز في السلطات والحبوب التي أتناولها... من خلال تغيير نظامي الغذائي وكوني مدركاً للطعام الذي أتناوله، أصبح ذهني وجسدي قويين تماماً لمساعدتي في إنهاء المهام اليومية والوصول إلى الأهداف التي حددتها لنفسي».
يقول مورغان، الذي يبلغ الآن 36 عاماً، والذي يدير أيضاً نشاطاً للتدريب التكتيكي، إن التحول إلى النظام الغذائي هذا كان له «تأثير كبير» على حياته. وتابع: «لقد وجدت أنه ساهم في عقليتي الإيجابية وصحتي، وعزز قدرتي على التركيز، وحسن من أدائي الرياضي أثناء التدريبات اليومية والتمارين العسكرية». وبسبب نظامه الغذائي، تحسنت نوعية نومه بشكل ملحوظ أيضاً.
وتابع: «الاختلاف هو الوضوح العقلي. أصبحت أكثر صحة ولياقة وسعادة في سن الأربعين مما كنت عليه في العشرين وأعتقد بالتأكيد أن جزءاً من ذلك كان معالجة نظامي الغذائي».
في تقرير عن اتجاهات النظام الغذائي في المستقبل، حددت شركة الوجبات «غرين شيف» التغذية الإدراكية كواحدة من خمس طرق لتناول الطعام تتوقع أن تصبح أكثر شيوعاً في العقد المقبل. تسلط الدراسة الضوء على الأبحاث التي تُظهر أن 37 في المائة من المستهلكين يعتبرون الآن أن الطعام ليس مجرد مصدر للطاقة ولكن «أداة وظيفية» لتحقيق أهدافهم العقلية.
ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة للأطعمة التي نختار وضعها على أطباقنا؟ وفقاً لاختصاصية التغذية بيني ويستون، فإن نقطة البداية لزيادة قوة دماغك من خلال النظام الغذائي هي الحد من الأطعمة التي تزيد من مستويات الأنسولين، والتي يمكن أن تسبب التهاباً في جميع أنحاء الجسم بما في ذلك الدماغ.
أظهرت العديد من الدراسات أن اتباع نظام غذائي سيء، بما في ذلك الأنظمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، يمكن أن يؤدي إلى ضعف الصحة العقلية. وتؤكد أن الطعام الذي تتناوله يمكن أن يؤثر على مزاجك وذاكرتك وسلوكك.
https://twitter.com/hannahfearn/status/1544671200231686146?s=20&t=r7DoNdi1JmlVSaeQwBXQrw
* إذن ما الذي يجب علينا تناوله؟
تسمي ويستون عدداً من الأطعمة المفيدة بشكل خاص للوظائف المعرفية: التوت الأزرق والبروكلي واللفت والسبانخ والجرجير كلها تعمل على تحسين صحة الدماغ والذاكرة والتركيز، بينما توفر الأسماك أحماض أوميغا 3 الدهنية التي يستخدمها الدماغ لبناء الخلايا العصبية.
وأشارت إلى أنه من الرائع أيضاً إضافة الكثير من بذور اليقطين وعباد الشمس إلى نظامك الغذائي، لأنها مليئة بالمعادن مثل المغنيسيوم والزنك والحديد والنحاس، والتي تساعد في إرسال الإشارات العصبية. تضيف أن بذور عباد الشمس تحتوي على نسبة عالية جداً من فيتامين «بي 1»، وهو أمر مهم للذاكرة والإدراك. أما بالنسبة للتوابل، فإن الكركم يعتبر أساسياً لنظام التغذية الإدراكية. أظهرت الأبحاث أنه يمكن أن يقلل الاكتئاب وحتى أعراض مرض الزهايمر.
بولين كوكس، اختصاصية التغذية التي تدرب الأطباء الممارسين العامين وغيرهم من العاملين الطبيين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا على قوة الغذاء للشفاء وتحسين الجسم، تُعتبر خبيرة أخرى لاحظت أن الاتجاه نحو النظام الغذائي المرتبط بالصحة العقلية يكتسب شعبية - خاصة بين الرجال.
تقول: «شخصياً، أعتقد أنه اتجاه بدأ في أميركا حيث رأى الرجال الذين يعملون لساعات طويلة أهمية زيادة قدرة عقولهم. لقد أدركوا أنه من خلال التلاعب بنظامهم الغذائي وزيادة الدهون الصحية، يمكنهم القيام بعمل خمس ساعات في ساعتين فقط».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الجمعة، أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية والتوصيل وآخرين من العاملين في المجال الإنساني، الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

وقال المكتب إن إراقة الدماء في الشرق الأوسط كانت أكبر سبب لحالات الوفاة البالغة 281 بين العاملين في المجال الإنساني على مستوى العالم هذا العام.

وأضاف المتحدث باسم المكتب ينس لاركه: «حتى قبل انتهاء العام، أصبحت 2024 السنة الأكثر فتكاً التي يجري تسجيلها للعاملين في المجال الإنساني حول العالم».

وأوضح للصحافيين في جنيف أن الرقم تجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 280 وفاة للعام بأكمله في 2023.

وتابع أن العاملين في المجال الإنساني «يعملون بكل شجاعة وإيثار في أماكن مثل غزة والسودان ولبنان وأوكرانيا... إلى آخره، ويظهرون أفضل ما يمكن أن تقدمه الإنسانية، ويُقتلون في المقابل بأرقام قياسية».

وقالت الأمم المتحدة إن الأرقام تأتي من «قاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة»، وهو مشروع بتمويل أميركي تديره منظمة تسمى «هيومنيتاريان أوتكامز»، ومقره بريطانيا.

ومن بين الـ268 فرداً من عمال الإغاثة الذين قُتلوا - بما في ذلك من منظمات لا تتبع الأمم المتحدة مثل «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر»- هم من الطاقم الوطني، بينما 13 من الطاقم الدولي.

وأظهرت قاعدة البيانات، الجمعة، أن نحو 230 من عمال الإغاثة قُتلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم توضح ما إذا كان ذلك في غزة أم في الضفة الغربية.

وقال لاركه إن التهديدات لعمال الإغاثة «تمتد لما وراء غزة، حيث توجد مستويات مرتفعة من العنف والإصابات نتيجة عمليات الخطف والمضايقات والاحتجاز التعسفي» في أفغانستان والكونغو ودولة جنوب السودان والسودان وأوكرانيا واليمن وأماكن أخرى.

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن إجمالي 333 من عمال الإغاثة قُتلوا منذ اندلاع الحرب الجارية حالياً بين إسرائيل و«حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).