لقاء عباس وهنية في الجزائر «مجرد صورة»

السلطة قبلت بوجود هنية ضمن وفد عباس وليس ممثلاً مستقلاً... و«حماس» اكتفت بالقول: لقاء أخوي

جانب من لقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (أ.ف.ب)
جانب من لقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (أ.ف.ب)
TT

لقاء عباس وهنية في الجزائر «مجرد صورة»

جانب من لقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (أ.ف.ب)
جانب من لقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (أ.ف.ب)

نجح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية مساء أمس (الثلاثاء)، على هامش الاحتفالات بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر، في صورة جلبت الانتباه بعد سنوات من القطيعة، لكنها ظلت مجرد صورة، بحسب مصادر الجانبين.
واجتمع عباس مع هنية بحضور تبون والوفدين المرافقين لهما في قصر المؤتمرات غرب العاصمة الجزائر في مشهد رتبه الجزائريون وتقبله الطرفان على مضض، حسب مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط».
وقالت مصادر مطلعة من الطرفين إنهما لم يريدا رفض طلب الرئيس الجزائري بالنظر إلى المواقف الجزائرية المعروفة، لكنها ظلت مجرد صورة.
وطلب الرئيس الجزائري حضور هنية ووفده المرافق في اجتماعه مع عباس، ووافق الأخير.
وإضافةً إلى عباس وهنية، شارك في اللقاء كل من نائب رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمرو، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، وقاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، والقيادي في حركة «حماس» سامي أبو زهري.
وبث التلفزيون الجزائري مشاهد يظهر فيها عباس وهنية وبقية المسؤولين في جلسة واحدة يتوسطهم الرئيس تبون. لكنهما حتى ساعة إعداد التقرير لم يلتقيا على انفراد ولم تكن هناك خطط لذلك.
https://www.facebook.com/100004559626345/videos/722071195731285/
وكتب منير الجاغوب المسؤول في مفوضية حركة «فتح» على صفحته على «فيسبوك» بعد تداول صورة عباس وهنية وتبون «من الجزائر قصة هذه الصورة» أنه «بعد انتهاء لقاء الرئيس محمود عباس مع الرئيس الجزائري دخل الوفد الفلسطيني المرافق للرئيس عباس ومعهم إسماعيل هنيه وتم التقاط الصورة».

وقبل ذلك ظهر هنية في الصف الأول ليس بعيداً كثيراً عن عباس وهو يشاهد عرضاً عسكرياً، في مشهد لم يكن محبباً في رام الله التي لا تهادن في مسائل تخص التمثيل السياسي.
وفي مرات سابقة، أثار استقبال هنية من دول عربية معركة التمثيل الفلسطيني، واتهمته رام الله بمحاولة ضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني.
وحين زار هنية سلطنة عمان قبل عامين للتعزية بالسلطان قابوس بن سعيد، في وقت كان يوجد فيه الرئيس محمود عباس كذلك في السلطنة، ارتفع مستوى الغضب في رام الله، والذي بدأ مع زيارة أطلقها هنية في المنطقة قبل ذلك، وردّت عليها حركة «فتح» باتهام «حماس» بالإضرار بالقرار الفلسطيني المستقل ورهنه للغير.
وحرب التمثيل هي معركة قديمة محتدمة منذ بدأت دول إقليمية بالتعامل مع «حماس» كأنها ممثلة للفلسطينيين.
واحتجت السلطة مراراً لدى زعماء في المنطقة ودول، رافضةً أي تعامل مستقل مع «حماس» بوصفه يمس بالتمثيل الفلسطيني ويهدد القرار المستقل.
ولهذا السبب، حرصت الوكالة الرسمية الفلسطينية على إظهار هنية على أنه كان أحد مرافقي عباس، ولم يرغب أحد في انتقاد الجزائر.
وكتبت «وفا» أن الرئيس عباس اجتمع مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون وأطلعه على آخر التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، إضافةً إلى الكثير من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأضافت: «قدم الرئيس لأخيه الرئيس تبون، إصداراً خاصاً لطابع بريد فلسطيني بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، تقديراً لمواقف الجزائر العظيمة مع شعبنا وحقوقه المشروعة في نيل الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما سلّم سيادته فخامة الرئيس تبون، قرار بلدية رام الله بتسمية أحد شوارع المدينة الرئيسية باسم الجزائر، تقديراً وتكريماً للجزائر وشعبها الشقيق، ومواقفهم المشرفة مع قضيتنا الوطنية».
وأكدت الوكالة أن «عباس حضر إلى جانب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وعدد من زعماء وقادة الدول الشقيقة والصديقة، الاستعراض العسكري الضخم الذي أقامته جمهورية الجزائر الشقيقة، لمناسبة الذكرى الستين لاستقلالها واستعادة سيادتها».
وتابعت: «انضم الوفد الفلسطيني للاجتماع، والذي ضم كلاً من: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زياد أبو عمرو، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وقاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) وسفير دولة فلسطين لدى الجزائر فايز أبو عيطة».
وحتى حركة «حماس» لم تفرد مساحة للقاء، واكتفت بالقول إن هنية اجتمع مع عباس في لقاء «أخوي».
وكانت الجزائر قد استضافت مطلع العام الجاري لقاءات منفصلة مع وفود الفصائل الفلسطينية لبحث دفع جهود المصالحة الوطنية على أمل تنظيم مؤتمر جامع لاحق، لكن الخلافات ظلت على حالها، وطالت كل شيء: الحكومة وبرنامجها، والانتخابات ومنظمة التحرير، وإعمار القطاع ومسائل أخرى.


مقالات ذات صلة

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

اتهمت بلدية أم الفحم في إسرائيل الأجهزة المكلفة تطبيق القانون، التي يقف على رأسها وزير الأمن إيتمار بن غفير، بالتقصير في محاربة جرائم القتل، وموجة العنف التي تعصف بالمجتمع العربي، واعتبرت أن هذا التقصير هو السبب الرئيسي في استمرار وتفاقم الجريمة. وجاء بيان البلدية بعد مقتل الشاب مهدي حريري البالغ من العمر 19 عاما من سكان أم الفحم، بإطلاق النار عليه على طريق بالقرب من (الطبية)، وهو الحادث الذي أصيب فيه كذلك شاب عشريني من سكان برطعة بجروح بين طفيفة ومتوسطة، وفي ضوء تحريض علني من صحيفة «الصوت اليهودي» التابعة لحزب «القوة اليهودية» الذي يتزعمه بن غفير، على أبناء أم الفحم في قضية الجريمة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

اجتمع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة اليوم، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وجرى خلال الاجتماع استعراض مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتأكيد على مواصلة الجهود المبذولة بما يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، إن حركته ليست جزءاً من أي محور سياسي أو عسكري في المنطقة، بغض النظر عن الاسم والعنوان، في تصريح يناقض فيه تصريحات رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار التي قال فيها إن حركته جزء مهم من المحور الذي تقوده إيران في سوريا ولبنان واليمن. وجاء في تغريدة لأبو مرزوق على حسابه على «تويتر»: «نحن حركة مقاومة إسلامية، ونسعى لعلاقات مع كل القوى الحية في المنطقة والعالم، وليس لنا عداء مع أي مكون، سوى العدو الصهيوني». وأضاف مسؤول مكتب العلاقات الدولية في المكتب السياسي لحركة «حماس»: «نشكر كل من يقف معنا مساعداً ومعيناً، وليس هناك من علاقة مع أي طرف على حساب طرف

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الأمم المتحدة ستحيي الذكرى 75 لنكبة الشعب الفلسطيني لأول مرة، في 15 مايو (أيار) المقبل. كلام عباس جاء خلال إفطار رمضاني أقامه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله (وسط)، مساء السبت، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا». وشارك في الإفطار قادة ومسؤولون فلسطينيون، ورجال دين مسلمون ومسيحيون، وعدد من السفراء والقناصل، وعائلات شهداء وأسرى وجرحى. وبحسب «وفا»، طالب عباس «الفلسطينيين في كل مكان بإحياء الذكرى 75 للنكبة، لأنه لأول مرة، لا يتنكرون (الأمم المتحدة) فيها لنكبتنا».

«الشرق الأوسط» (رام الله)

الرواية الكاملة لخطف وإطلاق مشاري المطيري من مقاهي بيروت إلى الأراضي السورية

TT

الرواية الكاملة لخطف وإطلاق مشاري المطيري من مقاهي بيروت إلى الأراضي السورية

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون مجتمعاً مع وزير الداخلية بسام المولوي ومدير مخابرات الجيش العميد الركن طوني قهوجي بعد إطلاق المواطن السعودي مشاري المطيري (موقع الجيش اللبناني)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون مجتمعاً مع وزير الداخلية بسام المولوي ومدير مخابرات الجيش العميد الركن طوني قهوجي بعد إطلاق المواطن السعودي مشاري المطيري (موقع الجيش اللبناني)

تعد عملية إطلاق المواطن السعودي مشاري المطيري واحدة من القضايا الناجحة لاستخبارات الجيش اللبناني في مواجهات عصابات الجريمة المنظمة؛ ذلك أنها شهدت للمرة الأولى توقيف عدد من الخاطفين، بعد أن كانت معظم العمليات تنتهي بإطلاق المخطوفين من دون توقيفات. وكشفت العملية أيضاً عن شبكة منظمة للخطف تبدأ في مقاهي بيروت وتنتهي في الأراضي السورية، مروراً بمناطق لبنانية عدة، ضحاياها عادة «أجانب وحيدون».

بدأ المواطن السعودي سهرته في مقهى في محلة خلدة جنوب بيروت. قضى في «بيت بيوت» نحو ساعتين، من العاشرة حتى منتصف الليل. انتقل بعدها إلى مقهى آخر في وسط بيروت. يعتقد المحققون أن ثمة من كان يراقبه في تلك النقطة، بمساعدة موظفين صغار يعملون في المحلة. يقتصر دور هؤلاء على تحديد «الهدف»، وكان في تلك الليلة مشاري المطيري.

راقبت مجموعة من خمسة أشخاص يلبسون بذلات عسكرية الهدف. تواصلوا مع موسى جعفر المطلوب للأمن اللبناني بجرائم خطف وابتزاز ومخدرات. تم الاتفاق و«شراء» الضحية. في الثالثة صباحاً، كان المطيري يغادر المقهى والخاطفون الخمسة يتابعونه، صدموا سيارته لإيقافه في منطقة مقفرة، وانقضوا عليه وسحبوه من السيارة، وانتقلوا به فوراً إلى منطقة البقاع. توقف الخاطفون في منطقة شتورا، بدلوا السيارات، وتابعوا نحو محلة الشراونة حيث تم تسليم المخطوف إلى الجهة التابعة لجعفر والحصول على «أتعابهم». ومن هناك إلى ما وراء الحدود اللبنانية - السورية.

يوم الأحد، كان المخطوف يتعرض للتهديد والتخويف. صادر الخاطفون بطاقته المصرفية، لكنه أعطاهم الرقم السري الخطأ. عادوا إليه وضغطوا عليه جسدياً ونفسياً فحصلوا على الرقم الصحيح. استطاعوا سحب بضعة آلاف من الدولارات منها، لكن هذا لم يكفهم طبعاً. بعثوا برسالة نصية من هاتفه يطلبون فدية قدرها 400 ألف دولار أميركي.

في هذه الأثناء كانت القوى الأمنية تضغط للحصول على معلومات. الهدف الأول كان تحديد الجهة الخاطفة، فهناك العديد من الذين يمتهنون هذه الطريقة في شرق البلاد. سحب الأموال أعطى القوى الأمنية أول الإشارات، وفتح خط المخطوف لبعض الوقت أعطاهم دليلاً جديداً. تم الضغط على بعض الموجودين في المقهى خلال وجود المطيري، وبينهم من يعرفه شخصياً. استطاع الفريق الفني في استخبارات الجيش الحصول على الخيط الأول. تم توقيف شخص في منطقة سد البوشرية، لتتضح بعدها هوية الجهة التي تحتفظ بالمطيري.

توصلت الاستخبارات العسكرية إلى خيط يربطه بجعفر، الذي يقيم في بلدة جرماش السورية، وتسكنها أكثرية لبنانية من آل جعفر، في منطقة القصر. جعفر، كمثل مطلوبين آخرين يقيمون في المنطقة، ويعتاشون من هذه الجرائم. يقول مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، إن جعفر مطلوب للأجهزة اللبنانية بالكثير من الجرائم، منها خطف شخص عراقي، وآخر سوري، إضافة إلى أعمال تجارة بالمخدرات.

بدأ الجيش بممارسة ضغوطات على أعمال جعفر في لبنان، وعائلته في محلة الشراونة قرب مدينة بعلبك. داهم الجيش المنطقة، وقبض على بعض أفراد عائلته للتحقيق معهم والضغط عليه. تم التدقيق بهواتفهم واتصالاتهم معه، وحرصوا على أن يعرف المطلوب بما يجري.

نتيجة المداهمات، تم توقيف سبعة من المتورطين بالخطف، واحد في البوشرية (شرق بيروت) واثنان في حي الشراونة وأربعة على طريق البقاع. يوم الاثنين زاد الضغط، ونفذ الجيش عمليات مداهمة في «المنطقة المتداخلة» بين لبنان وسوريا، ووصل إلى الخاطفين الجدد، فاصطدم معهم. تم تبادل لإطلاق النار. ترك الخاطفون المخطوف وفروا إلى عمق الأراضي السورية.

ويبحث الجيش حالياً عن المزيد من المتورطين، بينهم شخص أطلق النار على مركز للجيش وعلى منزل عسكري، بعد مداهمة الجيش مركزاً لتخزين الكبتاغون في الشراونة. وهو أيضاً من المتورطين في الخطف، بالإضافة إلى أشخاص يُعتقد أنهم سهلوا للخاطفين عمليتهم.


افتتاح مجمع مياه يروي 30 ألف نسمة جنوب العراق

صور من صفحة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فيسبوك لافتتاح مجمع الحسين في البصرة
صور من صفحة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فيسبوك لافتتاح مجمع الحسين في البصرة
TT

افتتاح مجمع مياه يروي 30 ألف نسمة جنوب العراق

صور من صفحة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فيسبوك لافتتاح مجمع الحسين في البصرة
صور من صفحة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فيسبوك لافتتاح مجمع الحسين في البصرة

قالت البعثة الأممية في العراق (يونامي)، (الثلاثاء)، إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وحكومة العراق افتتحت «مجمع مياه الحسين» الذي يوفر المياه النظيفة والصالحة للشرب لأكثر من 30 ألف نسمة في ناحية حي الحسين في البصرة ويساعد في تخفيف أزمة المياه التي تعاني منها مناطق واسعة في المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط.

ومع أزمة المياه المتوقعة هذا العام والناجمة عن قلة الأمطار وقطع الجانب الإيراني إمدادات المياه عن الأراضي العراقية، يتوقع تفاقم الأزمة جنوب العراق، خاصة في محافظة البصرة في ذروة أشهر الصيف شديدة الحرارة.

وذكر بيان صادر عن «يونامي» تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «مجمع مياه الحسين تم بناؤه عام 1977 ووفر المياه غير المعالجة من محطة (آر - زيرو) للمنازل والصناعات القريبة والقواعد العسكرية لأكثر من 40 عاماً».

حقائق

30000 شخص

يستفيدون من مجمع الحسين للمياه في البصرة

وأضاف: «رغم الطلب المتزايد على المياه، توقف مجمع مياه الحسين عن العمل قبل ثلاث سنوات بسبب المعدات القديمة والتالفة. وقد أثر إغلاقه بشدة على إمدادات المياه في النواحي والمناطق المحيطة بها، ما أدى إلى مخاوف صحية للسكان فضلاً عن الآثار السلبية التي تلحق الشركات المحلية والإنتاج الزراعي».

وأكد البيان «إعادة تأهيل مجمع مياه الحسين وهو يعمل الآن بكامل طاقته مع مضخات مياه مطورة ومعدات معالجة لضمان وصول مياه آمنة للاستهلاك البشري إلى المنازل والمدارس والمؤسسات الأخرى. وعلاوة على ذلك استأنف ما لا يقل عن 45 شخصاً العمل بعد إعادة افتتاح محطة معالجة المياه».

صور من صفحة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فيسبوك لافتتاح مجمع الحسين في البصرة

ونقل البيان الأممي عن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق آوكي لوتسما قوله: «يعد الحصول على المياه النظيفة أحد أكثر التحديات إلحاحاً، التي يواجهها العراق، وندرة المياه والبنية التحتية التي مر عليها زمن طويل تؤثران على صحة ورفاه ملايين العراقيين وتعيقان تنمية البلاد. إن إعادة افتتاح مجمع مياه الحسين خطوة إلى الأمام لبناء القدرات وتعزيز أهمية المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي لصحة الأهالي».

وجدد لوتسما «التزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع شريكنا الدائم، الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في دعم العراق والمساعدة في ضمان حصول شعبه على الخدمات والفرص الحيوية التي تمكنهم من عيش حياة صحية ومنتجة وكريمة».

ونقل البيان أيضا، عن السفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانوسكي قولها إن «تحسين البنية التحتية للمياه في العراق وإدارة هذا المورد الثمين يساهمان بشكل مباشر في استقرار البلاد وازدهارها».

 

وتحدث البيان عن أن برنامج الاستجابة للأزمات والقدرة على الصمود في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يقوم منذ عام 2019، بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بإعادة تأهيل محطات معالجة المياه الحيوية في البصرة. وقال: «حتى الآن، تم الانتهاء من تسع محطات لمعالجة المياه في مناطق شط العرب والقرنة وأبي الخصيب، التي تقدم خدماتها إلى 149 ألف شخص».

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قالت بعد أشهر من ذروة أزمة تسمم المياه في البصرة صيف عام 2019، إن «السلطات العراقية لم تضمن على مدى نحو 30 عاما حصول سكان البصرة على كفايتهم من مياه الشرب المأمونة، ما أدى إلى استمرار المخاوف الصحية. ووصل هذا الوضع إلى ذروته مع أزمة مياه حادة تسببت في دخول 118 ألف شخص على الأقل إلى المستشفى في 2018 وأدت إلى احتجاجات عنيفة».


الصومال: الجيش يحبط هجوماً لحركة «الشباب»

صورة وزعها مؤخراً الجيش الصومالي لقائده يوسف راجي
صورة وزعها مؤخراً الجيش الصومالي لقائده يوسف راجي
TT

الصومال: الجيش يحبط هجوماً لحركة «الشباب»

صورة وزعها مؤخراً الجيش الصومالي لقائده يوسف راجي
صورة وزعها مؤخراً الجيش الصومالي لقائده يوسف راجي

لقي 30 من عناصر حركة «الشباب» المتطرفة مصرعهم، بعدما أحبط الجيش الصومالي، اليوم (الثلاثاء)، ما وصفه بهجوم إرهابي فاشل، على مدينة مسجواي التابعة لمحافظة غلغدود وسط البلاد، على مسافة نحو 300 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة مقديشو.

وقال بيان لوزارة الإعلام الصومالية، اليوم، إن الجيش أحبط بالتعاون مع السكان المحليين هجوماً إرهابياً، حاولت عناصر الحركة شنه على المدينة، مشيراً إلى تكبد العناصر الإرهابية خسائر فادحة في الأرواح، وتدمير ثلاث مركبات، مقابل إصابة 3 فقط من الجنود، أوضح أن حالتهم مستقرة حالياً.

وقالت «وكالة الأنباء الصومالية الرسمية» إن قوات الجيش تلقت معلومات مسبقة حول محاولة الميليشيات اليائسة شن هذا الهجوم المباغت، مشيرة إلى أن ما وصفته بعملية تمشيط واسعة تجري لتعقب العناصر الإرهابية التي فرت من الموقع.

وأبلغ حسين نور، وهو من سكان ماساجاوا، وكالة «رويترز» أنه رأى 17 قتيلاً من المهاجمين وممن تعرضوا للهجوم، لافتاً إلى أن القتال انتقل إلى الغابة، والبلدة هادئة الآن وتخضع لسيطرة الحكومة».

ونقلت الوكالة عن الكابتن عبد الله محمد، وهو ضابط في الجيش في ماساجاوا، وقوع الهجوم وقال إن 12 من مسلحي «الشباب» قُتلوا، لكنه لا يعرف عدد الجنود الذين فقدوا أرواحهم، وأضاف: «استمر القتال العنيف ساعات على أطراف البلدة». حتى الآن أعلم أننا فقدنا جنوداً لكن ليس لدي عدد محدد. قمنا بالتصدي لحركة (الشباب)، والآن نطاردهم في الغابة».

ولم يحدد الجيش الصومالي في بيان مقتضب عبر «تويتر» عدد القتلى في صفوف حركة (الشباب)، لكنه أكد تصديه للهجوم وقتل مسلحين».

وبدورها، ادعت الحركة في بيان أن الغارة التي نفذتها على قاعدة الجيش بمنطقة ماساجاوا بمحافظة غلغدود، أسفرت عن مقتل أكثر من 73 جندياً، وزعمت أنها استولت على جميع المعدات العسكرية والآليات العسكرية في المعسكر.

وتعد هذه هي العملية العسكرية الأحدث من نوعها في وسط الصومال، بعد الهجوم الذي شنته حركة «الشباب» على قاعدة للقوات الأوغندية العاملة ضمن البعثة الأفريقية الانتقالية في الصومال، في بلدة بولا مارير، جنوب الصومال، زعمت خلالها مقتل أكثر من 130 جندياً أوغندياً يوم الجمعة الماضي.

وأدانت الأمم المتحدة، هذا الهجوم، وقال ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم أمينها العام أنطونيو غوتيريش، في بيان، إنه يشيد بجميع قوات البعثة، ويعرب عن تقديره خدمتهم في دعم السلام والاستقرار في الصومال، وكرر دعوته لتقديم دعم دولي للبعثة وقوات الأمن الصومالية في حربها ضد التطرف العنيف.


محكمة تركية تبرئ ثلاثة في إعادة المحاكمة بقضية هروب كارلوس غصن

كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان (رويترز)
كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان (رويترز)
TT

محكمة تركية تبرئ ثلاثة في إعادة المحاكمة بقضية هروب كارلوس غصن

كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان (رويترز)
كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان (رويترز)

برأت محكمة تركية ثلاثة أشخاص في قضية هروب كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان إلى لبنان عبر إسطنبول بعد فراره من اليابان، حسبما قال محامي أحد المتهمين اليوم الثلاثاء.

وسبق أن أُدين مسؤول تنفيذي في إحدى شركات تشغيل الطائرات وطياران وحكم عليهم بالسجن لمدة أربع سنوات وشهرين عام 2021 بتهمة تهريب مهاجرين.

وقال محمد فاتح داناجي، محامي مدير شركة تشغيل الطائرات، إن محكمة الاستئناف أمرت بإعادة المحاكمة في القضية وأعادت الملف إلى المحكمة الأدنى.

وأضاف لـ«رويترز»: «طعنا في الحكم. وفي إعادة المحاكمة برأت المحكمة موكلنا وطيارين».

وتم القبض على غصن، الذي كان يوماً رائدا في صناعة السيارات العالمية، في اليابان أواخر عام 2018 واتُّهم بسوء السلوك المالي. ونفى التهمة وقال إن احتجازه جزء من مؤامرة نفذها مسؤولون تنفيذيون في «نيسان» لعرقلة عملية اندماج.

وفر الرئيس المخلوع لتحالف «رينو» و«نيسان موتور» و«ميتسوبيشي موتورز» إلى لبنان أواخر عام 2019 عندما كان بانتظار المحاكمة، وما زال في وطنه الأم منذ ذلك الحين.


مساعٍ عراقية لإخراج الموازنة من عنق زجاجة الخلافات

صورة نشرها حساب البرلمان العراقي من اجتماع اللجنة المالية الأحد (تلغرام)
صورة نشرها حساب البرلمان العراقي من اجتماع اللجنة المالية الأحد (تلغرام)
TT

مساعٍ عراقية لإخراج الموازنة من عنق زجاجة الخلافات

صورة نشرها حساب البرلمان العراقي من اجتماع اللجنة المالية الأحد (تلغرام)
صورة نشرها حساب البرلمان العراقي من اجتماع اللجنة المالية الأحد (تلغرام)

دخل زعماء الخط الأول في العراق على خط إيجاد حل لأزمة الموازنة المالية الناتجة عن خلاف مع «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، فيما يبدو أن هوة الخلاف لا تزال واسعة بين الطرفين.

ورغم أن الخلاف يتعلق بفقرتين فقط من مواد الموازنة، فقد عدت حكومة إقليم كردستان ما حدث (تعديلهما في لجنة المالية البرلمانية) بمثابة استهداف سياسي لإقليم كردستان، ما يهدد كل الاتفاقيات السياسية الموقعة بين المركز والإقليم (بغداد وأربيل)، خصوصاً وثيقة الاتفاق السياسي التي تشكلت الحكومة الحالية بموجبها، وكان «الحزب الديمقراطي الكردستاني» أحد أطرافها الفاعلة.

وفي إشارة إلى عدم حدوث توافق بين الطرفين واستمرار الخلافات، فقد عد زعيم «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم عدم تلبية الموازنة المالية العامة للبلاد «طموح» كافة القوى السياسية العراقية أمراً «طبيعياً». وذكر الحكيم في لقاء متلفز أن «الاتفاق على الموازنة رغم كل التعقيدات سيكون دليلًا على نجاح التجربة السياسية الحالية في العراق». وتابع أن «ائتلاف إدارة الدولة العراقية حالياً تجسيد للتفاهم بين المكونات السياسية، وأنه يأمل في إقرار الموازنة الجديدة لتكون الأكبر في تاريخ العراق». وكانت قد توالت طوال الأيام القليلة الماضية الاجتماعات الرسمية، سواء من قبل قادة «الإطار التنسيقي» الشيعي أو قيادة «ائتلاف إدارة الدولة»، فضلاً على اللقاءات والاتصالات غير الرسمية، لتقليص مساحة الخلاف، لكن لم تعلن حتى الآن رئاسة البرلمان موعداً جديداً لغرض التصويت على الموازنة.

وكانت حكومة إقليم كردستان وقيادة «الحزب الديمقراطي الكردستاني» قد اعترضتا على تعديلات أُجريت من قبل اللجنة المالية على الفقرات الخاصة بالإقليم في الموازنة المالية، ووصفت تلك التعديلات بأنها «مخالفة» للقوانين والدستور والاتفاقات المبرمة بين أربيل وبغداد التي تمخض عنها تشكيل الحكومة الاتحادية الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.

وفي هذا السياق، عبّر عدد من الخبراء والأكاديميين في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» عن رؤاهم لطبيعة الخلافات حول الموازنة المالية وطبيعة التوافقات السياسية.

 

البكيري: مخالفة دستورية

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين في بغداد الدكتور ياسين البكري يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الخلاف على الموازنة ليس مالياً بل هو خلاف سياسي، (تكتيكي واستراتيجي) في آن واحد». وأضاف البكري أن «المواطن العراقي هو من يدفع ثمن خلافات سياسية وفساد وهدر مالي»، مبيناً في الوقت نفسه أن «التعديل الذي أجرته اللجنة المالية في البرلمان لمشروع الموازنة غير دستوري بموجب المادة 62 ثانياً والكثير من قرارات المحكمة الاتحادية». وسأل: «لماذا تعقد اتفاقات قبل تشكيل الحكومة وينكل بها بعد التشكيل». وأشار إلى أن «الاتفاق السياسي لا يعني بالضرورة أنه كان عادلاً ودستورياً، ولكن لماذا يجري التفاوض وكتابة وتوقيع اتفاق غير عادل ومخالف للقواعد يتوافق عليه المتحالفون». وأوضح البكري أن «الهدف من هذا الخلاف يتمحور حول نقاط ثلاث؛ الأولى، هدف تكتيكي يتمثل في المخاوف من صعود أسهم السوداني قبيل انتخابات مجالس المحافظات، بينما الهدف الثاني هو استراتيجي يتلخص في تفريغ محتوى النظام الاتحادي (الفيدرالي) وتجريفه، بما يخص إقليم كردستان أو الأقاليم لو استحدثت وفق الدستور الاتحادي، كون الطبقة السياسية تفكر بعقلية مركزية، ومحاولة لاستثمار تخلخل موازين القوى الداخلية الحالي، والتكفير عن خطأ يعتقده الآباء المؤسسون بمنح الإقليم، والأقاليم لو استحدثت صلاحيات واسعة في الدستور يضعف من قوة المركز». أما الهدف الثالث فطبقاً لما يرى البكري فإنه «يرتبط بقوى الجذب، والاستقطاب الإقليمي في صراع المحاور الإقليمية يهدف لعزل السليمانية عن أربيل».

الدعمي: ضغط على الحكومة

ومن جهته، يرى أستاذ الإعلام الدولي الدكتور غالب الدعمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحدث هو مواقف سياسية هدفها الضغط على الحكومة تحديداً للاستجابة أو لإضافة فقرات جديدة تصب من حيث المنفعة للذين يعترضون على الموازنة» مبيناً أن «ما يطرح بشأن كردستان ليس صحيحاً، حيث لم تحدث أية تغيرات في حصة كردستان بالمطلق، لكنها أضافت بعض الفقرات، وأعتقد أن هذا هو الهدف». وتابع: «الاعتراض مثلما يقال من أجل الوسط والجنوب غير صحيح في الواقع، وبكل صراحة لو أن نصف الموازنة المخصصة للوسط والجنوب تُصرف بشكل حقيقي لأبناء تلك المناطق لشعر بها أبناء تلك المناطق، لكن الذي يحدث هو أن فقرات الموازنة تذهب للفساد وليس للمواطن». وتابع الدعمي أن «الموازنة هي سياسية قبل أي شيء آخر، وأن أي اعتراض على الموازنة هو اعتراض سياسي بالدرجة الأولى رغم قناعتي أن هناك ظلماً كبيراً لأبناء الوسط والجنوب بسبب السياسات الفاشلة التي يتحملها بعض المحافظين وبعض النواب والحكومات كلها من 2003 وحتى اليوم».


هجوم «حرميش»... يوسع ساحة المواجهة في الضفة ويبدد آمال الهدوء

شبان فلسطينيون يواجهون قوة إسرائيلية خلال عملية دهم لمخيم بلاطة (أ.ف.ب)
شبان فلسطينيون يواجهون قوة إسرائيلية خلال عملية دهم لمخيم بلاطة (أ.ف.ب)
TT

هجوم «حرميش»... يوسع ساحة المواجهة في الضفة ويبدد آمال الهدوء

شبان فلسطينيون يواجهون قوة إسرائيلية خلال عملية دهم لمخيم بلاطة (أ.ف.ب)
شبان فلسطينيون يواجهون قوة إسرائيلية خلال عملية دهم لمخيم بلاطة (أ.ف.ب)

بدّد الهجوم الذي نفذه فلسطينيون على مدخل مستوطنة «حرميش» القريبة من طولكرم، شمال الضفة الغربية، آمال الإسرائيليين بأن الهدوء النسبي الأخير في الضفة قد يطول، وثبّت معادلة قديمة على الأرض بأن التصعيد الإسرائيلي سيقابله تصعيد فلسطيني، ولم يعد هناك شيء يسمى ردعاً إسرائيلياً.

جنود إسرائيليون خلال دورية في الضفة الغربية (أ.ب)

وقتل مسلحون فلسطينيون، مئير تماري (32 عاماً) عندما أمطروه بالرصاص من مركبتهم العابرة، وهو يقود مركبته الخاصة قرب المستوطنة فأصابوه بعدة رصاصات.

وبثّت «قناة كان» أن فلسطينيين في مركبة عابرة تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية مزيفة اجتازوا مركبة تماري، وأطلقوا النار تجاهه، وأصابوه بـ7 رصاصات، قبل أن يصل إليه المسعفون وينقلوه إلى مستشفى، حيث توفي. وأكد مستشفى «هيليل يافيه» بالخضيرة أن تماري توفي متأثراً بإصابته.

فلسطينيون يرفعون أعلامهم الوطنية خلال احتجاجات ضد بؤر استيطانية في بيت دجن بالضفة، الجمعة (أ.ف.ب)

وجاء الهجوم في وقت سُجل فيه تراجع في معدل الهجمات الفلسطينية، ما رفع آمال الإسرائيليين بإمكانية استمرار حالة هدوء في الضفة الغربية، وخصوصاً مناطق الشمال، التي شهدت هذا العام كثيراً من الهجمات.

وبسبب هذا الهدوء النسبي، تم رفع حواجز إسرائيلية كانت منصوبة في الشوارع، شمال الضفة.

وقال يوسي دغان، رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الشمال، إنه يجب «إعادة جميع الحواجز الأمنية الإسرائيلية»، مضيفاً: «إنهم يصطادوننا مثل البط».

وقال دغان الغاضب: «هذا الهجوم وقع قرب حاجز أمني أزيل بسبب ضغوط خارجية على الحكومة. كان من الممكن تجنب هذه الهجمات... حين لا توجد حواجز أمنية ويمكن للإرهابي الذهاب والعودة بحرية، وبعد 5 دقائق من إطلاق النار يشرب القهوة في منزله بالقرية، فإننا ندفع ثمن هذا الواقع بدمائنا».

إسرائيليون يسيرون باتجاه مستوطنة «حومش» اليهودية في شمال الضفة، أبريل 2007 (رويترز)

ودعا دغان الحكومة الإسرائيلية إلى شن عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية.

وبعد الهجوم، أقام الجيش الإسرائيلي عدة حواجز، وشرع في مطاردة منفذي الهجوم، ما سيخلق مزيداً من التوترات في المنطقة.

وشهدت الضفة الغربية، وتحديداً مدن الشمال؛ نابلس وجنين، كثيراً من التصعيد في العامين الماضيين، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي اقتحامات يومية، وسط سلسلة هجمات فلسطينية.

وقتل الإسرائيليون هذا العام 124 فلسطينياً في الضفة، و33 في قطاع غزة، فيما قتل الفلسطينيون في الضفة 20 إسرائيلياً فقط منذ بداية العام الحالي.

وقال تسفي سوكوت، عضو الكنيست من حزب «الصهيونية الدينية»: «خلال عام ونصف عام فقط تم تنفيذ 80 عملية إطلاق نار في شمال الضفة الغربية. ومنذ بداية العام، قتل 23 يهودياً في هجمات متفرقة. نحن بحاجة إلى عملية واسعة في الضفة».

ولم يعقب الجيش الإسرائيلي على دعوات تنفيذ عملية واسعة شمال الضفة، لكنه قال إن وزير الدفاع يوآف غالانت يتابع بنفسه تفاصيل العملية ومطاردة المنفذين، وسيعقد جلسة تقييم أمني.

فلسطينيان يشتبكان مع القوات الإسرائيلية بالقرب من نابلس في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

وجاء الهجوم قرب «حرميش» بعد يوم قتل ضابط فلسطيني في جهاز المخابرات العامة، في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، في اقتحام إسرائيلي واسع.

وقال القيادي في حركة «حماس»، عبد الحكيم حنيني، إن عملية «حرميش» رد طبيعي على الاقتحامات الهمجية الإسرائيلية التي ينفذها الاحتلال في الضفة الغربية. وأضاف: «جرائم الاحتلال لن تمر دون رد قوي».

وعدّت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» أن العملية «رد طبيعي ومشروع على جرائم الاحتلال، واستجابة ميدانية وسريعة لردع المحتل المجرم وإيلامه في الزمان والمكان المناسبين، وتبعث برسالة قوية أن جرائم العدو المتواصلة بحق شعبنا لن تمر دون عقاب».

وأعلنت «كتيبة طولكرم» التابعة للجناح المسلح لحركة «فتح» مسؤوليتها عن الهجوم قرب «حرميش»، الذي نفذ بعد ساعات فقط من عملية إطلاق نار أخرى في المكان.

خيمة للمستوطنين في بؤرة حومش الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

وجاء في بيان للكتيبة: «تمكن جنودنا من تنفيذ عملية نوعية (...) لقد فتحوا النار على سيارة تقل مستوطناً، ونؤكد أنه أصيب بشكل مباشر».

وإذا كان الهجوم يشير بوضوح إلى أن التصعيد الإسرائيلي سيقابل بتصعيد فلسطيني، وأن محاولة إسرائيل إظهار الردع في مدن ومخيمات الضفة لا يؤتي ثماره، فإنه أيضاً يشير إلى توسع وتمدد فكرة الكتائب المسلحة في الضفة.

وبعد أن ركزت إسرائيل أكثر على نابلس وجنين، وأطلقت عملية واسعة هناك من أجل قتل واعتقال أكبر عدد ممكن من المسلحين، ظهرت كتيبة طولكرم، وأظهرت في وقت قصير أنها قادرة على تنفيذ عمليات ناجحة.

قبل ذلك، ظهرت مجموعات مسلحة في أريحا، أكثر المناطق الفلسطينية هدوءاً، وكان ذلك مثار حيرة بالنسبة للإسرائيليين، الذين يدركون أكثر من غيرهم أن الدم يطلب الدم.


لبنان: خلاف بين رئيس الحكومة ووزير العدل يؤجل جلسة الحكومة

وزير العدل اللبناني في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)
وزير العدل اللبناني في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)
TT

لبنان: خلاف بين رئيس الحكومة ووزير العدل يؤجل جلسة الحكومة

وزير العدل اللبناني في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)
وزير العدل اللبناني في مؤتمره الصحافي (الشرق الأوسط)

اشتدّ الخلاف بين رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي ووزير العدل اللبناني هنري خوري، على خلفية قرار الأخير تعيين محامييْن فرنسيين لتمثيل الدولة اللبنانية أمام القضاء الفرنسي في قضية الحجز على أملاك في فرنسا لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وزوجته الأوكرانية آنا كوزاكوفا.

وأعلن خوري رفضه حضور جلسة الحكومة التي كان قد دعا إليها ميقاتي، صباح الأربعاء، للبحث في القرار الذي تفرّد به وزير العدل والذي يقضي بالاتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية أمام قاضية التحقيق الفرنسية، ليقرر مجلس الوزراء في ضوء النقاشات ما يراه مناسباً، علماً بأن خوري يلتزم بقرار فريقه السياسي (التيار الوطني الحر) بمقاطعة جلسات الحكومة، معتبراً أنه لا يحق لها الاجتماع واتخاذ القرارات في ظل «تصريف الأعمال».

وإثر إعلان خوري رفضه حضور الجلسة، أعلن مكتب ميقاتي عن إلغائها. وقال في بيان له: «تعليقاً على ما قاله معالي وزير العدل الأستاذ هنري خوري في مؤتمره الصحافي يعتبر دولة الرئيس نجيب ميقاتي أن لا أحد أحرص منه على مصلحة لبنان العليا، والحفاظ على حقوق لبنان لا سيما في القضية المثارة أمام المحاكم الفرنسية، وأي مزايدات في هذا الإطار لن تنفع في التغطية على مخالفة الأصول في مقاربة هذا الملف، ووجوب اتخاذ الرأي النهائي في مجلس الوزراء».

وأضاف: «وفي السياق ذاته لا بد من تذكير معالي الوزير بما نص عليه المرسوم رقم 2252 الصادر في 1 - 8 - 1992 والمتعلق بتنظيم أعمال مجلس الوزراء، لا سيما المادة 9 من النظام الداخلي لجهة صلاحية رئيس الحكومة» في استدعاء مَنْ تقضي الضرورة الاستماع إليهم في الجلسة».

وتوقف ميقاتي، بحسب البيان، «عند قول خوري في المؤتمر الصحافي بأن الموضوع المثار يحتاج إلى البحث في مجلس الوزراء، وعليه كان حرياً بمعاليه، حضور الجلسة التي دعا إليها دولة الرئيس لمناقشة الملف، وعرض وجهة نظره والحيثيات التي لديه».

من هنا، أعلن ميقاتي إرجاء الجلسة إلى وقت لاحق، مشيراً إلى أن موقف وزير العدل «بتعطيل سير العمل ضمن المؤسسات الدستورية من شأنه أن يحمّله شخصياً المسؤولية الدستورية والقانونية والأخلاقية عن أي ضرر قد يطال مصلحة الدولة العليا، والوقت لا يزال متاحاً لاتخاذ القرار المناسب بعيداً من السجالات غير المجدية».

وأكد خوري في مؤتمر صحافي عقده للحديث عن هذه القضية، تمسكه بقرار تعيين المحاميين وعدم التراجع عنه، وقال: «لقد مثل المحاميان إيمانويل داود وباسكال بوجيه بموجب هذه العقود أمام المحاكم الفرنسية، ولا يزالان يمارسان عملهما بتمثيل الدولة اللبنانية، والهدف من وراء هذه الوكالة هو حماية حقوق الدولة.

وأضاف خوري: «أما إذا كان مجلس الوزراء يجد خلاف ذلك فهو من يأخذ قراره ويتحمل المسؤولية من دون شك»، مشيراً إلى أن القرار سيصدر في الرابع من شهر يوليو (تموز)، وأي غياب أو تغييب للدولة اللبنانية من شأنه تحميلها المسؤولية».

ورداً على بيان مجلس الوزراء، الذي دعا إلى إعادة البحث عن محامين لتوكيلهم بدلاً من المدرجة أسماؤهم كون ملفهم غير واضح أو مكتمل، اعتبر خوري أن ما جاء في البيان «معلومات غير كافية وغير صحيحة»، قائلاً إن هناك ملفاً مرفقاً بالسير الذاتية لهم. وأشار خوري إلى محام فرنسي آخر من فريق الدفاع يدعى باسكال بوفيه، قائلاً إن ذلك المحامي عقد جلسات سابقة مع لجنة العدل وحقوق الإنسان في لبنان، ويدير دكتوراه القانون المقارن اللبناني والفرنسي، وشكل فريق دفاع عن الإيزيديين على الأراضي السورية والعراقية.

* تشويه متعمد

وقال خوري «هناك تشويه متعمد للسير الذاتية للمحامييْن، والهدف تأخير الملاحقة ومتابعة الملفات المعروضة أمام المحاكم الفرنسية، ومحاولة طمس الجهد والعمل الذي قامت به هيئة القضايا».

وأوضح: «أما ما ورد في قرار مجلس الوزراء بأن المعلومات حول المحامين غير كافية، فهذا أمر غير صحيح. لقد أرفقنا السير الذاتية للمحامييْن مع الطلب الذي أرسلناه إلى مجلس الوزراء. والمدير العام لوزارة العدل الذي أبلغ مجلس الوزراء بمعلومات خاطئة ومقتضبة قال بأن أحد المحامييْن إيمانويل داود هو يهودي. أنا لست هنا في معرض الدفاع عن داود، بل الدفاع عن الخيار الذي قمنا به لا أكثر ولا أقل. المحامي داود ليس يهودياً بل كاثوليكي من أب جزائري وأم فرنسية، ويحمل الجنسية الفرنسية»، مشيراً إلى توكيله دعاوى ضد إسرائيل وأميركا، ومنها العمليات الحربية الإسرائيلية ضد الشعب اللبناني في عام 2006.


العراق يتحرك سريعاً قبل هجمات إيرانية ضد المعارضة الكردية

شمخاني والأعرجي يوقّعان وثائق الاتفاق بحضور السوداني في بغداد  مارس الماضي (رويترز)
شمخاني والأعرجي يوقّعان وثائق الاتفاق بحضور السوداني في بغداد مارس الماضي (رويترز)
TT

العراق يتحرك سريعاً قبل هجمات إيرانية ضد المعارضة الكردية

شمخاني والأعرجي يوقّعان وثائق الاتفاق بحضور السوداني في بغداد  مارس الماضي (رويترز)
شمخاني والأعرجي يوقّعان وثائق الاتفاق بحضور السوداني في بغداد مارس الماضي (رويترز)

من بغداد إلى أربيل والسليمانية فطهران، حمل مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، خلال الأيام الماضية، المحضر الأمني بين البلدين بعد تأكيدات من مصادر متقاطعة أن «إيران لوحت بقصف مجموعات كردية معارضة» في إقليم كردستان.

ووقعت حكومة محمد شياع السوداني، في مارس (آذار) الماضي، محضراً أمنياً للتعاون والتنسيق مع إيران، على هامش زيارة أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى بغداد.

وحتى مطلع الشهر الحالي، نصب قوات حرس الحدود العراقية أكثر من 30 برجاً للمراقبة في إقليم كردستان، على الحدود العراقية - الإيرانية، منعاً لعمليات التهريب من الجانبين، وفقاً للمحضر الأمني.

وبحث الأعرجي، الأسبوع الماضي، مع الملحق العسكري في سفارة طهران ببغداد، إجراءات تأمين الحدود بين البلدين، قبل أن يقول مكتبه إنه «تلقى توجيهاً من رئيس الحكومة (السوداني) بالسفر إلى إقليم كردستان لبحث الملف نفسه مع المسؤولين هناك».

وركز المسؤولون الإيرانيون الذين زاروا العراق، منذ مطلع العام الحالي، على ملف «الجماعات الكردية المسلحة المعارضة لطهران، والتي تنشط في مناطق بإقليم كردستان». ولطالما قالت طهران إنها «لن تقبل بأي حال من الأحوال التهديدات من الأراضي العراقية».

وقبل أيام بحث الأعرجي مع وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، تأمين الحدود مع إيران، قبل أن يسافر المسؤول العراقي إلى السليمانية، للقاء زعيم الاتحاد الوطني، بافل طالباني.

الأعرجي (يسار) مع بافل طالباني خلال زيارة أخيرة للسليمانية (واع)

وقال المسؤولان الكرديان، في بيانين منفصلين، إن السلطات الأمنية في الإقليم تعمل على إكمال إجراءات «المحضر الأمني».

وتقول مصادر كردية مختلفة، إن الأحزاب الكردية تواجه ملفاً معقداً في تحييد الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة؛ لأن عدداً منها ينتمي لتيارات يسارية لديها صلات تاريخية ومصالح مع مجموعات محلية، لكن بعض المصادر تفيد بأن «القصة أعقد بكثير من مجرد كونها روابط قومية تاريخية، وتمتد إلى مناورات سياسية لها صلة بالنزاع الداخلي في إقليم كردستان».

أحمديان يستقبل الأعرجي في طهران (نور نيوز)

وفي إيران، اجتمع الأعرجي، الاثنين، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان. وبحسب مصادر عراقية، فإن الأخير تلقى تعهدات عراقية بضبط الحدود من جهة إقليم كردستان، ورسائل من أحزاب كردية تتحدث عن «ضمانات بعدم السماح لأي مجموعة معارضة باستهداف مصالح إيران».

وقالت المصادر الكردية، إن إيران تريد ما هو أكثر من ذلك، وهو «طرد تلك الجماعات من الأراضي العراقية».

وعلى هامش اجتماعات الأعرجي في طهران، أكد أن «أمن إيران من العراق»، لكن أحمديان أبلغ الوفد العراقي بأن «طهران تريد إنهاء وجود الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في إقليم كردستان».

ووصف أحمديان، المحضر الأمني الموقع بين البلدين بأنه «بمثابة خريطة طريق، تضمن أمن واستقرار الحدود المشتركة».

ونقلت مصادر أمنية في بغداد، أن الأعرجي أبلغ طهران بأن «رئيس الوزراء محمد السوداني سيجري حراكاً واسعاً مع مسؤولي الإقليم بهدف إبعاد تلك الجماعات ووقف تحركاتها».


بغداد وواشنطن تناقشان عودة عائلات «الهول» إلى العراق

TT

بغداد وواشنطن تناقشان عودة عائلات «الهول» إلى العراق

مقاتلتان كرديتان مع نساء في مخيم «الهول» (الشرق الأوسط)
مقاتلتان كرديتان مع نساء في مخيم «الهول» (الشرق الأوسط)

ناقش وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد إلينا رومانوسكي، (الثلاثاء)، ملف العائلات العراقية المقيمة في مخيم الهول السوري منذ سنوات إلى العراق، فيما تتحدث وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عن اختصاصها «الحصري» بملف النازحين وضمنهم الموجودون في مخيم الهول.

وذكر بيان لـ«الخارجية» العراقي أن «نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين استقبل سفيرة الولايات المُتحدة الأمريكيَّة لدى العراق إلينا رومانوسكي، وجرى خلال اللقاء، استعراض سير العلاقات الثنائيَّة بين بغداد وواشنطن، وسُبُل تعزيزها بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين».

وأضاف أن «اللقاء ناقش نقل العائلات من مخيم ‫الهول إلى مخيم مخصص لهم داخل ‫العراق والتحديات المتعلقة بهذه العملية، وتطرق الجانبان إلى الاجتماع المقبل للتحالف الدوليّ، الذي سيعقد في المملكة العربيَّة ‫السعوديَّة بمُشارَكة وزراء خارجيَّة الدول الأعضاء».

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين علي عباس جهانكير لـ«الشرق الأوسط» إن «قضية المهجرين وضمنهم الموجودون في مخيم الهول، من مهام واختصاص وزارة الهجرة، وربما جاءت مناقشة وزير الخارجية مع السفيرة الأمريكية حول الموضوع، من زاوية رغبة العراق في توجيه ضغوط على الدول التي لديها رعايا في معسكر الهول ومعسكرات أخرى لإجلائهم وعودتهم إلى بلدانهم».

حقائق

26000 عراقي

من أصل 70 ألف شخص يقيمون في مخيم الهول

وذكر جهانكير أن «إجمالي أعداد الموجودين في المخيم يبلغ نحو 70 ألف شخص ضمنهم 26 ألف عراقي والبقية من العرب والأجانب، ونحن معنيون بإعادة العراقيين، والدولة العراقية مسؤولة عن ذلك، ومعظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء».

ويتابع: «ينقل العائدون إلى معسكر الجدعة في مدينة القيّارة في محافظة نينوى، ويخضعون إلى إعادة تأهيل واندماج ومراجعة أمنية من قبل السلطات الأمنية، ثم يعادون بعد ذلك إلى مناطقهم الأصلية وعادة ما تستغرق هذه العملية بضعة شهور، وقد قمنا بإعادة كثيرين من المخيم خلال السنوات القليلة الماضية».
 

حقائق

36000 أسرة عراقية

لا تزال تقيم في مخيمات النزوح

وعن إجمالي أعداد العراقيين الذين ما زالوا في مخيمات النزوح، يؤكد جهانكير أن «نحو 36 ألف أسرة، ومعظمهم من قضاء سنجار ذات الأغلبية السكانية الإيزيدية، ما زالوا موجودين في 26 مخيماً للنزوح داخل إقليم كردستان، وعدم عودتهم إلى مناطقهم دونها أسباب عديدة، وضمنها ضعف البنى التحتية في مناطقهم وتأخر عمليات إعادة إعمارها».

 

وكانت عمليات إعادة سكان مخيم الهول السوري إلى العراق قبل عامين، أثارت خلافات شديدة على المستويين الإداري والسياسي، إذ نشبت خلافات بين وزارة الهجرة والمهجرين ومستشارية الأمن القومي حول ظروف إعادتهم والإجراءات الواجب اتخاذها حيالهم، خاصة أن بعض العوائل يرتبط أبناؤها بتنظيم «داعش». وحصلت ممانعات من قبل بعض الجهات السياسية في محافظة نينوى حول خطورة الوجود المؤقت لتلك العوائل في مخيم الجدعة، غير أن جميع تلك الخلافات باتت من الماضي، وتتحدث وزارة الهجرة والأطراف المعنية عن قرب الانتهاء من صفحة النازحين، سواء في الداخل العراقي أو خارجه.


انخفاض معدلات الزواج في دمشق بسبب الفقر

الحياة اليومية في سوق الحميدية بالعاصمة السورية (أ.ف.ب)
الحياة اليومية في سوق الحميدية بالعاصمة السورية (أ.ف.ب)
TT

انخفاض معدلات الزواج في دمشق بسبب الفقر

الحياة اليومية في سوق الحميدية بالعاصمة السورية (أ.ف.ب)
الحياة اليومية في سوق الحميدية بالعاصمة السورية (أ.ف.ب)

تسببت الأزمة الاقتصادية الخانقة في مناطق سيطرة الحكومة السورية وتدهور الحالة المعيشية بشكل غير مسبوق للسواد الأعظم في انخفاض معدلات الزواج، بسبب عدم القدرة على تأمين تكاليفه وتوفير مستلزمات الحياة الزوجية.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر قضائي أن عدد عقود الزواج التي تم تنظيمها في العام 2021 من قبل المحكمة الشرعية بدمشق بلغ 20 ألفاً و129 عقداً، وفي العام 2022 تم تنظيم 15 ألفاً و731 عقداً، أي أن نسبة التراجع وصلت إلى نحو 25 في المئة، في حين تم منذ بداية العام الحالي حتى أواخر مايو (أيار) الحالي تنظيم 5 آلاف و536 عقداً.

لاجئات سوريات في عيادة يديرها صندوق الأمم المتحدة للسكان (أ.ف.ب)

ولم يفصح المصدر عن عدد العقود التي تم تنظيمها في الأشهر الـ5 الأولى من العام الماضي، لكنه أكد أن عددها أكبر مما هو عليه لذات الفترة من العام الحالي.

يأتي ذلك وسط تزايد تضخم الأزمات التي تعصف بمناطق الحكومة السورية، والتي شملت المحروقات والمواد الغذائية الرئيسية والطاقة والمياه والدواء والدقيق والنقل، مع تدهور مستمر في سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي، وذلك بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية الأميركية والغربية.

صورة أرشيفية للعملة السورية (أ.ف.ب)

ومع استفحال تلك الأزمات، تشهد عموم الأسعار موجات ارتفاع متلاحقة أدخلت الغالبية العظمى من الأسر في نفق طويل من الفقر، إذ باتت العائلة المكونة من 5 أفراد تحتاج إلى 4 ملايين ليرة شهرياً، في حين لا يتجاوز مرتب الموظف الحكومي 150 ألف ليرة، وتؤكد تقارير أممية أن أكثر من 90 في المئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.

في ظل هذه الحال، يلفت الانتباه التراجع الكبير في إقامة أفراح الزواج في الصالات المخصصة لذلك وفي الأحياء السكنية.

«سمير» وهو شاب يبلغ من العمر 28 عاماً، ويملك ورشة صغيرة لصناعة الأحذية، يوضح أنه يتمنى أن يتزوج، لكن «صعوبة المعيشية تمنعه»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الزواج يحتاج إلى بيت وعفش وتأمين الحاجات اليومية، وأنا لا أقدر على ذلك، فأصغر منزل إيجاره 500 ألف شهرياً، وغرفة نوم خفيفة ثمنها 6 ملايين، والبراد 4 ملايين...، حتى لو أمنت البيت والعفش، فالمصروف كبير»، ويضيف: «حالياً سأبقى عازباً أفضل، وإذا تحسنت الأحوال فسأتزوج».

بائع متجول يجلس بالقرب من كشكه في سوق بدمشق (رويترز)

ورغم صعوبة الحياة المعيشية، فإن «توفيق» و«سارة»، وهما يعملان في مؤسسة واحدة، وتمت خطوبتهما منذ 4 سنوات، جازفا أخيراً وتزوجا، وعملا على تدبير متطلبات الزواج عبر الإقامة في غرفة لدى أهل الزوج، وشراء عفش مستعمل. ويقول توفيق لـ«الشرق الأوسط»: «كان أمامنا خياران؛ إما فسخ الخطوبة أو المجازفة والإقدام على الزواج، وقد اخترنا الثاني، ولكن اتفقنا على مساعدة بعضنا بعضاً وتحمل صعوبة الحياة، والاكتفاء بطفل واحد، نظراً للتكاليف المرتفعة لتربية الأولاد».

في مقابل حالة «توفيق» و«سارة»، انتهى كثير من العلاقات إلى فسخ الخطوبة، بسبب عدم القدرة على تأمين تكاليف الزواج وتوفير مستلزمات الحياة. وتروي بثينة لـ«الشرق الأوسط» أنها طيلة فترة خطوبتها التي امتدت عامين تلقت وعوداً من خطيبها بشأن تأمين «شقة صغيرة مع عفش معقول»، لكنه لم يستطع إلى أن جرى الانفصال.

عملات من الليرة السورية والدولار (رويترز)

وأدت مسألة ارتفاع قيمة المهر وشروط تتقدم بها بعض العائلات، ولا تراعي الأوضاع المعيشية، إلى عزوف شبان عن الزواج. ويذكر لـ«الشرق الأوسط»، الشاب «محمود»، أنه تقدم لخطوبة ابنة جيرانه، لكنه تفاجئ بشروطهم و«كأنهم يعيشون في عالم آخر، وليس بسوريا»، ويقول: «طلبوا 20 ليرة ذهبية مهراً لابنتهم، و10 ملايين بدل لباس وشقة محترمة وعفشاً ممتازاً»، ويضيف: «صحيح أحوالي ميسورة، لكن الطلبات السابقة لا أقدر عليها».

وأرجع باحث اجتماعي، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، انخفاض معدلات الزواج، إلى «عدة أسباب، أبرزها الفقر»، ويقول: «هناك هوة عميقة جداً بين الرواتب والأجور ومتطلبات الحياة المعيشية، وهذا ما أوصل الغالبية العظمى من الأسر إلى هذه الحالة من الفقر». ويضيف: «هذه الحالة شكلت عائقاً كبيراً أمام الشباب الراغبين بالزوج، لأن تأمين تكاليف الزواج ومتطلباته لم تعد بمئات آلاف الليرات، بل تصل إلى مئات الملايين، وهذه مبالغ لا يقدر على تأمينها الشاب مهما كان أجره الشهري حتى لو وصل إلى مليون أو مليونين، فثمن شقة متواضعة في منطقة عشوائية يصل إلى نصف مليار، عدا تكاليف الحياة بعد الزواج».

سيدة مع طفلها في سوريا (إ.ب.أ)

ويوضح الباحث أن من أسباب العزوف عن الزواج أيضاً «ارتفاع قيمة المهور والخوف من الفشل»، مشيراً إلى تزايد معدلات الطلاق المبكر بعد عدة أشهر من الزواج بسبب صعوبة الحياة المعيشية، إضافة إلى تركيز معظم الشباب في تفكيرهم على الهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل.

ونقلت تقارير، نشرت العام الماضي عن مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية في سوريا، أن نسبة العنوسة تصاعدت لتصل إلى 70 في المائة، مع وجود قرابة 3 ملايين فتاة سورية عازبة تجاوزن سن الـ30 سنة. وأرجع المصدر أسباب ذلك إلى «الحرب والهجرة والفقر والتكاليف».

كما كشف القاضي الشرعي الثالث في دمشق، خالد جندية، في مايو (أيار)، العام الماضي، لإذاعة محلية، عن ازدياد معدلات الطلاق المسجّلة في دمشق خلال الفترة الأخيرة. وأرجع ذلك إلى ارتفاع معدلات الفقر. وبيّن أن 30 ألف حالة زواج و10 آلاف حالة طلاق سُجّلت في دمشق خلال عام 2020، في حين سُجّل 26 ألف حالة زواج و9500 حالة طلاق خلال عام 2019.