هل اقتربت مشاورات تأليف الحكومة اللبنانية من الحسم؟

«إعفاء» التيار الوطني من وزارة الطاقة وأسئلة حول مرسوم التجنيس

عون وميقاتي خلال اجتماعهما الأخير (دالاتي ونهرا)
عون وميقاتي خلال اجتماعهما الأخير (دالاتي ونهرا)
TT

هل اقتربت مشاورات تأليف الحكومة اللبنانية من الحسم؟

عون وميقاتي خلال اجتماعهما الأخير (دالاتي ونهرا)
عون وميقاتي خلال اجتماعهما الأخير (دالاتي ونهرا)

(تحليل إخباري)
تدخل المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لتهيئة الظروف والشروط السياسية لولادتها، في مرحلة حاسمة، ولم يعد من مبرر لتمديدها؛ لأن لا مصلحة للبلد في هدر الوقت، بينما الأزمات الكارثية إلى مزيد من التراكم، وباتت في حاجة ملحة إلى توفير الحد الأدنى من الحلول والانتقال بها إلى مرحلة التعافي، شرط التزام الحكومة بدفتر الشروط الذي تعهدت به أمام المجتمع الدولي، للوصول بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي إلى النتائج الإنقاذية المرجوّة منها لإبقاء البلد على قيد الحياة.
فاللقاء التشاوري المرتقب بين عون وميقاتي يُفترض أن يكون حاسماً، وهذا يتوقف على مدى استعداد الأول للتعاطي بإيجابية مع التشكيلة الوزارية التي تسلّمها من الرئيس المكلف، والتي يراد منها تطعيم حكومة تصريف الأعمال بوزراء من الوجوه الجديدة، من دون أن يقفل الباب في وجه مطالبة عون بإدخال بعض التعديلات عليها، برغم أن الصلاحيات المنوطة بميقاتي تجيز له اختيار أسماء الوزراء.
وينقل أحد الوزراء عن ميقاتي قوله بأنه حاضر للتشاور مع عون في أي وقت، شرط ألا تبقى المشاورات تراوح في مكانها من دون حصول أي تقدم؛ خصوصاً أن ضيق الوقت لا يسمح بتمديدها إلى ما لا نهاية. ويؤكد أن الرئيس المكلف لا يؤيد توسيع الحكومة برفع عدد الوزراء من 24 وزيراً إلى 30 وزيراً، من بينهم 6 وزراء دولة يتم اختيارهم من السياسيين.
ويدحض الوزير نفسه، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، ما يتردد من أن الرئيس المكلف يتوخى من التشكيلة الوزارية التي سلمها إلى رئيس الجمهورية حشر عون في الزاوية، ليبادر إلى رفضها بغية تثبيت حكومة تصريف الأعمال وتفعيلها، بذريعة أن لا مصلحة له في تأليف حكومة جديدة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان مثل هذا الادعاء صحيحاً، فما على عون إلا أن يتجاوب معه لاختبار نياته حول مدى استعداده لتشكيل حكومة جديدة».
ويكشف أن ميقاتي لم يتمسك في اجتماعه الثاني مع عون بالتعديلات التي اقترحها، وأبقى الباب مفتوحاً أمام تبادل الآراء، على قاعدة عدم موافقته في الإبقاء على الوزير وليد فياض في وزارة الطاقة، واستبدال وزير آخر به ينتمي إلى «التيار الوطني الحر» الذي يتصرف كما يشاء من خلال وصايته على الوزارة في ملف إعادة تأهيل قطاع الكهرباء.
ويضيف الوزير نفسه أن ميقاتي يبدي انفتاحه للتداول بأي اسم لتولّي حقيبة الطاقة، وبالتالي لا يتمسك بإسنادها إلى وليد سنو، شرط أن يكون البديل هو الشخص المؤهل لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء. ويقول بأن ميقاتي لا يمانع أيضاً أن يتولى وزارة الاقتصاد الخبير المالي رفيق حدادة الذي كان عون قد سماه شخصياً ليكون في عداد الفريق المفاوض مع صندوق النقد الدولي، كما لا يمانع عدم توزير النائبين سجيع عطية وجورج بوشيكيان إذا كان إبعادهما يدفع باتجاه الإسراع في تهيئة الأجواء لتأمين ولادة الحكومة.
ويلفت إلى أن إصرار ميقاتي على عدم «تخصيص» وزارة الطاقة لوزير ينتمي إلى «التيار الوطني» لا يعود إلى موقف شخصي من رئيسه النائب جبران باسيل، وإنما إلى فشل جميع الوزراء المحسوبين عليه في إصلاح قطاع الكهرباء، منذ أن تولى آلان طابوريان المحسوب عليه وزارة الطاقة في أول حكومة شُكّلت عام 2005، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، حتى اليوم. ويقول بأن من نتائجها العملية التمديد للعتمة بدلاً من تحقيق الزيادة المطلوبة للتغذية بالكهرباء.
ويسأل الوزير: هل المطلوب مكافأة «التيار الوطني» على «إنجازاته» الكهربائية في الإبقاء على وزارة الطاقة من حصته، وتحت إدارة وإشراف وصاية باسيل أو من ينتدبه لإدارة هذا القطاع من وراء الستار؟ وهل يستطيع عون الدفاع عن موقف وريثه السياسي الذي أخفق في إعادة تأهيل قطاع الكهرباء، وباتت الشكوى عامة من التمديد للعتمة التي تشمل معظم المناطق اللبنانية بدرجات متفاوتة؟
ويرى أن المشاورات حول تشكيل الحكومة مفتوحة على اشتباك سياسي، إذا لم يتدارك عون الأمر ويبادر إلى التعاطي بإيجابية مع التشكيلة التي تسلّمها من ميقاتي، وهي خاضعة للتعديل شرط عدم الالتفاف عليها بمطالبته بتوسيعها بضم 6 وزراء دولة يتمتعون بنكهة سياسية؛ لأن توسيعها يعطّل تشكيلها، ليس بسبب وجود صعوبة في اختيارهم، وإنما لأن مجرد الاستعانة بهم يعني حكماً أنهم سيتصرفون على أنهم «سوبر وزراء» يعود لهم القرار السياسي، وهذا ما يفقد الحكومة الانسجام المطلوب؛ لأن هناك وزراء من الفئة الأولى وآخرين -وهم أكثرية- من الفئة الثانية.
وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي بارز لـ«الشرق الأوسط»، إنه يدعم موقف ميقاتي برفضه الاستعانة بوزراء دولة، حتى لو كانوا من غير العيار الثقيل. ويؤكد أن ذريعة عون بتوفير الغطاء السياسي للحكومة في تصديها للتحديات التي تنتظرها، ما هو إلا كلام حق يراد به باطل، ويتوخى من مطالبته تعويم باسيل، مع أنه كان قد رفض تسمية تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة، وأعلن امتناعه عن عدم المشاركة فيها أو منحها الثقة.
ويسأل المصدر السياسي: كيف سيتم اختيار وزراء الدولة؟ ومن هي القوى السياسية المستعدة للمشاركة في الحكومة، ما دام حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» ليسا في وارد الاشتراك في حكومة كهذه؟ وهذا ما ينسحب على «اللقاء الديمقراطي» وإن كان يتمايز عنهما باستعداده لمنحها الثقة، شرط أن تأتي ببيان وزاري غير تقليدي، وبتركيبة وزارية قادرة على الانتقال بالبلد -ولو تدريجياً- إلى مرحلة الانفراج. كما يسأل عن موقف النواب المستقلين، وعلى رأسهم المنتمون إلى القوى التغييرية، وكانوا قد قالوا كلمتهم بعدم المشاركة في الحكومة.
ويرى المصدر نفسه أن ليس في وسع عون أن يتذرّع بالثنائي الشيعي لتبرير مطالبته بتوسيع الحكومة، ويعزو السبب إلى أنه لا يبدي حماسة، ولا يرى من مبرر لمثل هذه الخطوة ما دامت حصته محفوظة في الحكومة، ويؤكد أن ما يهم عون إعادة تعويم صهره، وهو يحاول تهيئة الظروف السياسية التي تسمح له بأن يطبق بقبضته على الحكومة، وصولاً للضغط على ميقاتي لمعاودة التواصل معه، برغم أنه يدرك مسبقاً أن الظروف تغيّرت، وأن ميقاتي هو من يختار الوزراء ويتشاور في الأسماء مع عون، على قاعدة تعاطيه بمرونة معه دون المساس بالإطار العام للتشكيلة، لقطع طريق الإطاحة بها تحت عنوان تشكيل واحدة «جامعة» لا وجود له، في ظل إحجام المعارضة عن المشاركة.
لذلك، فإن الكرة في مرمى عون، فهل يتعاطى بانفتاح بما يسمح بأن يؤدي اجتماعه المرتقب في أي لحظة بميقاتي إلى تصاعد الدخان الأبيض الذي يبشّر بولادة الحكومة؟ وإلا فلا مجال أمام تفعيل حكومة تصريف الأعمال، وبالتالي يحتفظ ميقاتي في جيبه بالتكليف ما يقطع الطريق على البحث في البدائل.
وعليه، يسأل المصدر السياسي: ما صحة ما يتردد من أن عون أعاد طرح مبدأ المداورة في توزيع الحقائب وعينه على استبدال وزير آخر بوزير الداخلية بسام مولوي، رغم الإنجاز الذي حققه في إجراء الانتخابات النيابية، ودوره في رعايته لقوى الأمن الداخلي في مكافحتها لتهريب المخدرات؟ وهل لما يشاع على هذا الصعيد من علاقة بالمرسوم الخاص بمنح الجنسية الذي يتحضّر عون لإصداره، في ضوء ما يقال من أنه يمتنع عن التوقيع عليه، مع أن ميقاتي ليس في وارد تمريره؛ لأنه يحمل عدداً كبيراً من أسماء المستفيدين منه، وهذا ما يخضعه إلى القيل والقال، وصولاً إلى وضع أكثر من علامة استفهام حول العدد الأكبر من المستفيدين منه؟


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

200 يوم... غزة تنتظر «هدنة بعيدة المنال»


فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

200 يوم... غزة تنتظر «هدنة بعيدة المنال»


فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

مر، أمس، مائتا يوم على اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» على أرض غزة، لكنّ النيران اتسعت بأكثر مما توقع الجميع في بدايتها، فأظهرت الإفادات أنها حصدت أكثر من 34 ألف قتيل. ورغم تلك الأيام والدماء ظلت الحرب من دون حسم؛ لا إسرائيل محت «حماس» كما روّجت، ولا الحركة أجبرتها على الانسحاب من «مستنقع» ينتظرها كما تصورت، وباتت الهدنة «بعيدة المنال».

ميدانياً كثفت إسرائيل، أمس، ضرباتها بأنحاء غزة في بعض من أعنف عمليات القصف منذ أسابيع، وطال القصف شمال القطاع الذي كان الجيش قد سحب قواته منه في السابق. وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن «دبابات الجيش توغلت مجدداً شرق بيت حانون على الطرف الشمالي لقطاع غزة (ليل الثلاثاء)، لكنها لم تتوغل كثيراً في المدينة. ووصل إطلاق النار إلى بعض المدارس التي يحتمي بها نازحون هناك».

وفي إسرائيل، أغلقت المكاتب الحكومية والشركات أبوابها للاحتفال بعيد الفصح اليهودي، ودوت صفارات الإنذار محذرةً من سقوط صواريخ في البلدات الحدودية الجنوبية.

وعبّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس، عن شعوره «بالذعر» لتدمير مستشفيي «ناصر» و«الشفاء» في قطاع غزة والتقارير عن وجود «مقابر جماعية» هناك فيها مئات الجثث. وطالب «مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة»، أمس، بتحقيق دولي في «المقابر الجماعية» التي عُثرعليها في القطاع.

كما أعربت السعودية عن إدانتها لاستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في «ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة في قطاع غزة من دون رادع، وآخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع».

وأكدت السعودية، في بيان لوزارة خارجيتها، أن «إخفاق المجتمع الدولي في تفعيل آليات المحاسبة تجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي لن ينتج عنه سوى مزيد من الانتهاكات وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار». وجددت الخارجية السعودية المطالبة بـ«اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها».


العراق: تحقيق حكومي يُخمد تداعيات «تفجير كالسو»


لقطة فيديو بُثت أمس تُظهر الأضرار التي خلَّفتها انفجارات غامضة في معسكر بمحافظة بابل العراقية الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
لقطة فيديو بُثت أمس تُظهر الأضرار التي خلَّفتها انفجارات غامضة في معسكر بمحافظة بابل العراقية الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
TT

العراق: تحقيق حكومي يُخمد تداعيات «تفجير كالسو»


لقطة فيديو بُثت أمس تُظهر الأضرار التي خلَّفتها انفجارات غامضة في معسكر بمحافظة بابل العراقية الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
لقطة فيديو بُثت أمس تُظهر الأضرار التي خلَّفتها انفجارات غامضة في معسكر بمحافظة بابل العراقية الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)

خلص تحقيق عسكري إجرته السلطات العراقية بشأن تفجير غامض استهدف قاعدةً تابعةً لـ«الحشد الشعبي»، جنوب بغداد، إلى «عدم تسجيل حركة لطائرات مقاتلة أو مُسيّرة في الأجواء وقت الانفجار». وبذلك بدا التحقيق بمثابة إخماد لتداعيات التفجير الذي وقع السبت الماضي وأسفر عن مقتل أحد أفراد «الحشد» وإصابة 8 آخرين.

وقالت لجنة تحقيق إن موقع التفجير في قاعدة «كالسو» بمحافظة بابل (جنوب) كان يضم 3 مواد تستخدم في صناعة المتفجرات.

وذكر تقرير لقيادة العمليات المشتركة، أمس (الثلاثاء)، إن لجنة التحقيق عثرت على «بقايا متناثرة لخمسة صواريخ تبعد 150 متراً عن مكان الحادث»، وذكر أن تقارير قيادة الدفاع الجوي أكدت عدم وجود حركة لطائرات مقاتلة أو مُسيّرة في أجواء المحافظة قبل الانفجار وأثناءه وبعده.

وتزامن استهداف «كالسو» مع تقارير أشارت إلى أن إسرائيل وجّهت صاروخين نحو القاعدة الجوية في أصفهان الإيرانية.

وقالت مصادر سياسية موثوقة إن قادةً في «الإطار التنسيقي»، أبرزهم نوري المالكي، يدفعون باتجاه تثبيت التهدئة، على خلاف قادة فصائل مثل «النجباء» و«كتائب حزب الله».

وأوضح مصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «نتائج التحقيق بشأن ضربة (كالسو) تعكس الرغبة الحكومية، وطرف وازن داخل (الإطار)، في تكريس الهدنة».

وبدت صياغة تقرير لجنة التحقيق، وفقاً للمصادر، محاولة للتمسك بأجواء الهدنة بين الفصائل المسلحة والأميركيين، خصوصاً بعد زيارة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني لواشنطن.


مواجهات إسرائيل و«حزب الله» تتسع... ولا تنفجر


مسعفون يتفقدون بقايا سيارة تعرضت لاستهداف إسرائيلي في عدلون بجنوب لبنان (متداول)
مسعفون يتفقدون بقايا سيارة تعرضت لاستهداف إسرائيلي في عدلون بجنوب لبنان (متداول)
TT

مواجهات إسرائيل و«حزب الله» تتسع... ولا تنفجر


مسعفون يتفقدون بقايا سيارة تعرضت لاستهداف إسرائيلي في عدلون بجنوب لبنان (متداول)
مسعفون يتفقدون بقايا سيارة تعرضت لاستهداف إسرائيلي في عدلون بجنوب لبنان (متداول)

اتسعت مواجهات «حزب الله» وإسرائيل إلى نطاق جغرافي أعمق من السابق، حيث قصف الحزب صفد وعكا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، بينما لاحق الجيش الإسرائيلي قياديين في الوحدات الجوية بالحزب إلى عمق جديد في الزهراني وشمال مدينة صور بجنوب لبنان، من غير أن يؤدي هذا «التعمّق» إلى انفجار الوضع الأمني.gf

وأعاد كل من «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، تحديث قواعد الاشتباكات التي استقرّت على ملاحقة إسرائيل مهندسي القوات الجوية بالحزب رداً على إسقاط المسيّرات، في مقابل استهداف الحزب عمقاً جديداً في شمال إسرائيل رداً على اغتيال قيادييه.

وقال الحزب، أمس (الثلاثاء)، إنه نفذ هجوماً بمسيّرات استهدف قواعد عسكرية شمال مدينة عكا، وهي أبعد نقطة تصل إليها هجمات الحزب داخل إسرائيل منذ اندلاع الحرب، وجاءت بعد ساعات على استهداف مدينة صفد بالجليل الأعلى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت حسين عزقول، وهو مسؤول في قوة الدفاع الجوي التابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، في إشارة إلى اغتياله في بلدته عدلون الواقعة بقضاء الزهراني. كما أعلن اغتيال ساجد صرفند في أرزون (شمال صور)، قائلاً إنه مسؤول في الوحدة الجوية التابعة لـ«قوة الرضوان» في «حزب الله».

ومساءً، تصاعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدات عدة، وأدت غارة جوية إلى إصابة 7 مدنيين في بلدة حانين، وقُتلت امرأة وطفلة بالغارة التي أدت إلى تدمير منزل من طبقتين.


 مقتل 4 في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة

دخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي شمال النصيرات في وسط غزة (ا.ف.ب)
دخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي شمال النصيرات في وسط غزة (ا.ف.ب)
TT

 مقتل 4 في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة

دخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي شمال النصيرات في وسط غزة (ا.ف.ب)
دخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي شمال النصيرات في وسط غزة (ا.ف.ب)

أفادت إذاعة «صوت فلسطين»، اليوم (الثلاثاء)، بمقتل أربعة أشخاص في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع عدد الضحايا جراء الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى 34183 قتيلاً، بالإضافة إلى 77143 مصاباً.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي قتل 32 فلسطينياً وأصاب 59 في آخر 24 ساعة، مع وصول الحرب إلى يومها المئتين.


200 يوم على حرب غزة

فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

200 يوم على حرب غزة

فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يهرعون لتسلم طرود غذائية جرى إنزالها جواً في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» على أرض غزة، لكنّ النيران اتسعت بأكثر مما توقع الجميع في مطلعها، فطوت جثثاً، وحفرت قبوراً، وسطرت دروساً، وغيّرت قواعد اشتباك رسخت لعقود. ورغم كل هذه الأيام والدماء فإن الحرب ظلت من دون حسم؛ لا إسرائيل محت «حماس» كما روجت، ولا الحركة أجبرتها على الانسحاب من «مستنقع» ينتظرها كما تصورت... في هذا الملف تسعى «الشرق الأوسط» إلى إطلالة أعمق على مشهد الحرب في أرضها وإقليمها وعالمها، عبر تعيين مواقع أطرافها في هذه اللحظة من عمر المواجهة، وقراءة ما غيّرته الحرب بين الحلفاء والأعداء.


ذعر أممي من «المقابر الجماعية» في غزة... ومطالبات بتحقيق

عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية يوم الأحد في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)
عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية يوم الأحد في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)
TT

ذعر أممي من «المقابر الجماعية» في غزة... ومطالبات بتحقيق

عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية يوم الأحد في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)
عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية يوم الأحد في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)

في حين كثّفت إسرائيل، الثلاثاء، ضرباتها في أنحاء قطاع غزة، في بعض أعنف عمليات القصف منذ أسابيع، قالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مفوض «الأمم المتحدة» السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الثلاثاء، إنه «شعر بالذعر» من تدمير مستشفيي ناصر والشفاء في قطاع غزة، والتقارير عن وجود «مقابر جماعية» هناك فيها مئات الجثث.

وطالب «مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة»، الثلاثاء، بتحقيق دولي في «المقابر الجماعية» التي عُثر عليها في القطاع.

وأعربت السعودية عن إدانتها لاستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في «ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة في قطاع غزة دون رادع، وآخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، جنوب القطاع».

وأكدت السعودية، في بيان لوزارة خارجيتها، أن «إخفاق المجتمع الدولي في تفعيل آليات المحاسبة تجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي لن ينتج عنه سوى مزيد من الانتهاكات وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار».

وجدّدت «الخارجية السعودية» المطالبة بـ«اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة، ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها».

وبموازاة مرور 200 يوم على اندلاع الحرب على غزة، قصفت إسرائيل شمال القطاع، الذي كان الجيش قد سحب قواته منه في السابق. وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن «دبابات الجيش توغلت مجدداً شرق بيت حانون على الطرف الشمالي لقطاع غزة (ليل الثلاثاء)، لكنها لم تتوغل كثيراً في المدينة. ووصل إطلاق النار إلى بعض المدارس التي يحتمي بها نازحون هناك».

وفي إسرائيل، أغلقت المكاتب الحكومية والشركات أبوابها للاحتفال بعيد الفصح اليهودي، ودوّت صفارات الإنذار محذرة من سقوط صواريخ في البلدات الحدودية الجنوبية، على الرغم من عدم ورود أنباء عن حدوث إصابات.

وأعلن الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي» مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية على سديروت وكيبوتس نير عام، ما يشير إلى أن المقاتلين ما زالوا قادرين على إطلاق صواريخ بعد مرور نحو 200 يوم من الحرب التي سوّت مساحات كبيرة من قطاع غزة بالأرض، وشردت جميع سكانه تقريباً، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وفي أماكن أخرى من القطاع، أصاب القصف شرق مدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية غداة قصف الدبابات للمنطقة، وفي المنطقة الوسطى تم انتشال 4 جثث من منزل أُصيب خلال الليل بمخيم النصيرات للاجئين.

وندّد مفوض «الأمم المتحدة» السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بالقصف الجديد لغزة، قائلاً إنه أدى بشكل رئيسي لمقتل نساء وأطفال. وكرّر تحذيره لإسرائيل بعدم المضي قدماً في هجومها المزمع على رفح في الجنوب لأن ذلك قد يؤدي إلى «مزيد من الجرائم البشعة».

وفي مستشفى ناصر، وهو المرفق الصحي الرئيسي في جنوب غزة، انتشلت السلطات 35 جثة أخرى مما تقول إنها واحدة من 3 مقابر جماعية على الأقل تم العثور عليها في الموقع، ليصل إجمالي الجثث التي تم العثور عليها هناك إلى 310 في أسبوع واحد.

ويقول فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية دفنت الجثث هناك بالجرافات لتخفي جرائم. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته استخرجت الجثث في الموقع، وأعادت دفنها بعد فحصها للتأكد من عدم وجود رهائن بينهم.

وطالب مكتب حقوق الإنسان التابع لـ«الأمم المتحدة»، الثلاثاء، بتحقيق دولي في المقابر الجماعية التي عثر عليها في مجمّع الشفاء ومجمّع ناصر بقطاع غزة، مشدّداً على ضرورة اتّخاذ إجراءات مستقلّة لمواجهة «مناخ الإفلات من العقاب».

ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الدمار الذي لحق بمجمّع الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، وبمجمّع ناصر الطبي في خان يونس، ثاني المراكز الاستشفائية الكبيرة في القطاع، بأنه «مروع»، مشدّداً في بيان على الحاجة إلى «تحقيقات مستقلّة وفعّالة وشفّافة» في هذه الوفيات.


أمير الكويت في الأردن: مواقف مشتركة من معظم القضايا

الملك الأردني وأمير الكويت (رويترز)
الملك الأردني وأمير الكويت (رويترز)
TT

أمير الكويت في الأردن: مواقف مشتركة من معظم القضايا

الملك الأردني وأمير الكويت (رويترز)
الملك الأردني وأمير الكويت (رويترز)

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال محادثاته مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، من خطورة التصعيد الأخير، الذي قد يدفع بالمنطقة إلى حالة من انعدام الأمن والاستقرار. مجدِّداً تأكيد ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وتوحيد الجهود العربية للتصدي للوضع الإنساني الكارثي في القطاع.

وشدد الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، خلال مباحثات ثنائية مع أمير دولة الكويت، تبعتها أخرى موسَّعة، عُقدت في قصر بسمان، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على «ضرورة إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يضمن حصول الأشقاء الفلسطينيين على كامل حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وثمَّن العاهل الأردني المواقف الحكيمة للكويت تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء الفلسطينيين، وسعيها الدائم لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

العاهل الاردني مستقبلاً أمير الكويت (رويترز)

كان المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين، قد قال إن زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، للمملكة، تحظى باهتمام رسمي بالغ، بالتزامن مع استمرار المشاورات والتحركات الدبلوماسية الأردنية والعربية الساعية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وجهود تدفق المساعدات إلى القطاع والضفة الغربية.

وفي تصريحات خاصة «للشرق الأوسط»، أكد مبيضين أن الزيارة، وهي الأولى إلى المملكة، تركز على الشراكة بين دولة الكويت والأردن والتعاون الثنائي حول مختلف القضايا الإقليمية والعربية والمشتركة، وفي مقدمتها «تأكيد موقف البلدين» على أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وضرورة إدخال واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين.

وبيَّن المبيضين أن الأردن والكويت تجمعهما مواقف مشتركة من مختلف القضايا، مشيراً إلى أن العلاقة بين البلدين شهدت تطوراً خلال السنوات الأخيرة الماضية، وأن الكويت تدعم الاقتصاد الأردني من خلال توجيه استثماراتها كأكبر مستثمر في قطاعات حيوية في المملكة.

ويقدّر حجم الاستثمارات الكويتية في الأردن، بنحو 20 مليار دينار أردني، فيما يقدّر عدد الطلبة الملتحقين بالجامعات الأردنية بنحو 4 آلاف طالب وطالبة، فيما تأتي الزيارة تلبيةً لدعوة ملكية وجَّهها العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني.

وثمَّن الوزير المبيضين مواقف الكويت المشرفة في دعم الأردن واستقراره، مشدداً على أن العلاقات التاريخية بين البلدين تؤكدها روابط العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.

حرس الشرف في استقبال أمير الكويت (رويترز)

كان الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، قد وصل إلى العاصمة الأردنية، مساء الثلاثاء، في زيارة دولة تستمر يومين، وكان في استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وولي عهده الأمير الحسين.


صابرين الروح... الطفلة التي وُلدت بعملية قيصرية خلال احتضار والدتها في رفح

الطفلة صابرين الروح أُخرجت من رحم أمها المحتضرة (أ.ف.ب)
الطفلة صابرين الروح أُخرجت من رحم أمها المحتضرة (أ.ف.ب)
TT

صابرين الروح... الطفلة التي وُلدت بعملية قيصرية خلال احتضار والدتها في رفح

الطفلة صابرين الروح أُخرجت من رحم أمها المحتضرة (أ.ف.ب)
الطفلة صابرين الروح أُخرجت من رحم أمها المحتضرة (أ.ف.ب)

ترقد الرضيعة صابرين الروح شكري الشيخ في حضانة الخدج في المستشفى الإماراتي الميداني في مدينة رفح بعد أن وُلدت بعملية قيصرية من دون تخدير قبل دقائق من وفاة والدتها المصابة في قصف إسرائيلي.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، في 20 أبريل (نيسان)، نقل الدفاع المدني الفلسطيني صابرين محمد السكني إلى مستشفى الكويت التخصصي بعد قصف إسرائيلي استهدف منزلاً شرق رفح، وكانت مصابة إصابة بالغة. كما نُقل زوجها شكري أحمد الشيخ وابنتهما ملاك شكري إلى المستشفى وقد فارقا الحياة نتيجة إصابتيهما.

ويقول مدير مستشفى الكويت التخصصي الدكتور الجراح صهيب الهمص لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وصلت صابرين محمد السكني إلى المستشفى جراء القصف الذي استهدفهم. كانت حالتها ميؤوساً منها، فقد كانت مصابة في أماكن عدة، وكان الدماغ خارج الرأس بالكامل. كما كانت هناك إصابة في البطن أخرجت جزءاً من الأمعاء إلى الخارج، وإصابة في الصدر».

ويصف الهمص ولادة ابنة صابرين السكني «بالمعجزة». وأضاف: «عند إجراء الفحص للمصابة صابرين، رأينا أن بطنها ممتلئ، ولكن لا معلومات لدينا عن حمل، ثم شعرت بحركة وتبيّن لنا أنها حامل».

ويتابع: «أخذنا قراراً بإجراء عملية قيصرية فورية ومن دون تخدير لاستخراج الجنين لعدم وجود طبيب تخدير في ذلك الوقت».

ويشير إلى أن صابرين السكني كانت في الدقائق العشر الأخيرة من حياتها «تتنفّس بصعوبة وتصارع الموت».

ويصف تلك اللحظات بـ«الصعبة»؛ إنقاذ الطفلة في حين أن «أمها ترتقي شهيدة بصعوبة» بعد عشر دقائق.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس» أن 19 شخصاً قُتلوا في الضربة التي استهدفت ذلك المنزل.

وفي المستشفى الإماراتي، يقول المدير الطبي الدكتور حيدر أبو سنيمة: «تمّ تحويل الطفلة إلى المستشفى الإماراتي لتلقّي العلاج، فقمنا سريعاً بوضعها على الحاضنة وأمددناها بالأكسجين والمحاليل والمضاد الحيوي منعاً لحدوث أي التهاب».

ويشير إلى أن «أمورها مستقرّة حتى هذه اللحظة. لكن عندما تموت المرأة أو تصاب بشكل خطير والجنين بداخلها، يتعب الجنين». ويصف إنقاذ الطفلة بـ«الإنجاز الكبير». وتحتاج الرضيعة لأسابيع عدّة للتعافي قبل الخروج من الحاضنة.

صابرين الروح

اندلعت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» بعد هجوم نفّذته «حماس» على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أسفر عن مقتل 1170 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

ورداً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس»، وتشنّ عمليات قصف وهجوماً برياً واسعاً على قطاع غزة، ما تسبّب بمقتل 34183 شخصاً، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وانتشرت على نطاق واسع صور الولادة والجنين، الاثنين، وروى صحافيون قصتها.

وقال المفوّض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، في بيان: «صور طفلة أُخرجت من رحم أمها المحتضرة، وصور منزلين وخمس نساء قتيلات، تتجاوز الحرب».

وليست المرّة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الولادة. في 21 أكتوبر، وُلدت مكة أبو شمالة بعملية قيصرية قبيل وفاة والدتها التي أصيبت بجروح خطيرة جراء غارة جوية على المبنى الذي كانت فيه في رفح.

ويذهب رامي الشيخ، عمّ صابرين، يومياً إلى المستشفى لتفقّد ابنة شقيقه. ويقول إن «الطفلة تعاني من صعوبة في التنفس. نتمنّى أن يشفيها الله وتستقر حالتها».

ويتابع: «استُهدف منزلنا الذي كان يؤوي نازحين، وكلهم مدنيون وأطفال، بصاروخين».

ويضيف بحسرة: «شقيقي كان عبارة عن أشلاء»، ثم يقول بيأس: «أناشد كل العالم أن ينقذنا من هذه الإبادة الجماعية».

ويروي أنه أطلق على ابنة أخيه اسم «صابرين الروح»؛ لأن والدها كان يريد أن يسميها «روح»، واختار لها اسماً مركّباً، تكريماً لوالدتها وعملاً برغبة والدها.


تحريك الوساطة الأميركية لتطبيق الـ«1701» بيد «حزب الله»

الموفد الأميركي آموس هوكستين في لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري خلال إحدى زياراته لبيروت (أ.ف.ب)
الموفد الأميركي آموس هوكستين في لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري خلال إحدى زياراته لبيروت (أ.ف.ب)
TT

تحريك الوساطة الأميركية لتطبيق الـ«1701» بيد «حزب الله»

الموفد الأميركي آموس هوكستين في لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري خلال إحدى زياراته لبيروت (أ.ف.ب)
الموفد الأميركي آموس هوكستين في لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري خلال إحدى زياراته لبيروت (أ.ف.ب)

لا يمكن الركون للجهود الأميركية والفرنسية لنزع فتيل تفجير الوضع على امتداد الجبهة في جنوب لبنان بمنع إسرائيل من إشعالها على نطاق واسع، ما لم تتلازم، كما يقول مصدر سياسي لبناني، مع تهيئة الأجواء لتطبيق القرار 1701، كونه الناظم الوحيد لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وهذا ما يتصدر جدول أعمال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكستين، الذي يربط معاودة تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب بموافقتهما على الأفكار التي طرحها لوضعها موضع التنفيذ، اليوم قبل الغد، لقطع الطريق على توسيع الحرب.

ويأتي الترويج اللبناني لعودة الوسيط الأميركي إلى بيروت في سياق الآمال المعقودة عليه لوقف ارتفاع منسوب المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل، التي تلوّح بتوسيع الحرب لتشمل جنوب لبنان، حتى لو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة الغزاوية.

فعودة الوسيط الأميركي، بحسب مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط»، ليست مطروحة على الأقل في المدى المنظور، وتتوقف على ما سيتوصل إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تواصله مع قيادة «حزب الله» الذي أوكل إليه التفاوض معه، وهذا ما ينسحب أيضاً على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

«أفكار» هوكستين

وكشف المصدر نفسه أن الوسيط الأميركي طرح على الرئيس بري مجموعة من الأفكار يمكن أن تشكل، من وجهة نظره، الإطار السياسي والأمني لتطبيق القرار 1701، وقال إنه طرحها أيضاً على الحكومة الإسرائيلية التي استمهلته في الإجابة عليها إلى حين التأكد من مدى استعداد «حزب الله» للتجاوب معها، ولكن على قاعدة عدم ربط تطبيقه بوقف إطلاق النار في غزة.

وأكد المصدر أن الرئيس بري سجّل تحفّظه على عدد من النقاط التي طرحها عليه الوسيط الأميركي، وقال إن هذا الأخير أبدى تفهماً لوجهة نظره، مبدياً استعداده لإعادة النظر في بعضها، لأن ما يهمه في نهاية المطاف أن يتوصل إلى إعداد ورقة أميركية متكاملة تشكل قاعدة لتكثيف لقاءاته على طريق إقناع الأطراف المعنية بتطبيق القرار 1701، وضرورة السير فيها لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان، خصوصاً أن المواجهة بين الحزب وإسرائيل تجاوزت قواعد الاشتباك وباتت تنذر بتوسّع الحرب، على الأقل من جانب إسرائيل.

صعوبات أمام الورقة الفرنسية

ولفت المصدر إلى أن هناك صعوبة في الاعتماد على الورقة الفرنسية لإعادة الهدوء إلى جبهة الجنوب، وقال إنها استُبدلت بالأفكار التي طرحها هوكستين ويسعى لتسويقها، بذريعة أن تلك الورقة طُرحت تحت عنوان التوصل إلى ترتيبات أمنية بين لبنان وإسرائيل، ما يعني أنها تأتي على حساب تطبيق القرار 1701 الذي نصّ على آلية متكاملة لتطبيقه تحت إشراف قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل).

ورأى المصدر نفسه أن الورقة الفرنسية، بما حملته من مضامين، أوحت كأنها تأتي في سياق إعادة النظر في القرار 1701، وصولاً إلى تعديله بالإنابة عن مجلس الأمن، وقال إن التواصل بين الرئيس بري وقيادة «حزب الله» لم ينقطع، لكنه لا يزال محصوراً بالجانب التقني للأفكار التي طرحها الوسيط الأميركي، ولم يبلغ حتى الساعة الانتقال إلى الشق السياسي منه.

وسأل المصدر عما إذا كان لدى «حزب الله» الاستعداد المطلوب المؤدي إلى عدم ربط التهدئة في الجنوب بوقف إطلاق النار في غزة، الذي يتأرجح حالياً بين هبّة باردة وأخرى ساخنة، فيما المخاوف الأوروبية والأميركية حيال إصرار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وفريق حربه على اجتياح مدينة رفح إلى تزايد، وتتقاطع مع التحذير من لجوئه إلى توسيع الحرب جنوباً.

عودة هوكستين مرهونة بردود «حزب الله»

لذلك، يتمهل «حزب الله» في حسم موقفه بصورة نهائية حيال الأفكار الأميركية، برغم أن التهافت الدولي على لبنان لم يتوقف، ويصبّ في خانة إسداء النصائح بعدم الانجرار إلى توسيع الحرب والامتناع عن توفير الذرائع لإسرائيل التي تسعى للالتفاف على الضغوط التي تدعوها إلى ضبط النفس، ظناً منها بأن هناك ضرورة أمنية تقضي بضرب وتفكيك البنى العسكرية للحزب، لئلا يفكر يوماً من الأيام في اجتياح منطقة الجليل الأعلى أسوة بما قامت به «حماس» في اجتياحها للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة في غلاف غزة.

وعليه، فإن عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت ليست مطروحة إلا إذا قرر، في حال قيامه بجولة شرق أوسطية، أن يعرّج على بيروت، وربما من باب رفع العتب، كما يقول المصدر السياسي، لأن مفتاح تزخيم الاتصالات لتطبيق القرار 1701 يبقى بيد «حزب الله»، الذي يبدو أنه ليس في عجلة من أمره، طالما أنه يصرّ على التلازم بين الوضع المشتعل في الجنوب والحرب الدائرة في غزة، ويشترط وقفها للبحث في الأفكار المؤدية إلى تنفيذه بلا أي تعديل.


مقتل امرأة وطفلة بقصف إسرائيلي على منزل في جنوب لبنان

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ب)
TT

مقتل امرأة وطفلة بقصف إسرائيلي على منزل في جنوب لبنان

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ب)

أفاد مسعفون، اليوم (الثلاثاء)، بمقتل مدنيتين إحداهما طفلة بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً ودمره بالكامل في بلدة حانين بمحافظة النبطية في جنوب لبنان، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي وقت سابق اليوم، قال «حزب الله» اللبناني إنه استهدف قيادة لواء «غولاني» الإسرائيلي ووحدة «إيغوز» في ‏عكا بطائرات مُسيّرة وتمت إصابتهما، وذلك رداً على اغتيال أحد مقاتليه في عدلون.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه ليس لديه علم بقيام «حزب الله» بقصف أي من منشآته، لكنه قال في وقت سابق من اليوم، الثلاثاء، إنه اعترض «هدفين جويين» قبالة الساحل الشمالي لإسرائيل.

وأوضح «حزب الله» أنه تحرك رداً على هجوم إسرائيلي سابق أسفر عن مقتل أحد مسلحيه. ونشر الحزب ما يبدو أنها صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية يظهر فيها موقع الضربة محاطاً بدائرة حمراء في منتصف الطريق بين عكا ونهاريا إلى الشمال.

وأعلن «حزب الله»، أمس، مقتل حسين علي عزقول الذي وصفته قناة تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلية، بأنه كان مسؤول الوحدة الصاروخية في الجماعة.