سارع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في التخطيط لحملته الانتخابية المقبلة، على أمل أن تؤدي محاولاته هذه إلى إضعاف سلسلة من الاكتشافات المرتبطة بالتحقيق في أحداث اقتحام الكابيتول عام 2021.
وتهدف هذه الخطوة جزئياً إلى حماية الرئيس السابق من سيل من الاكتشافات الناشئة عن التحقيقات في محاولاته للتشبث بالسلطة بعد خسارة انتخابات 2020، وفقاً لتقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
في حين أن العديد من الجمهوريين سيرحبون بدخول ترمب في السباق، فإن خطوته ستؤدي أيضاً إلى تفاقم الانقسامات المستمرة حول ما إذا كان الرئيس السابق هو أفضل أمل للحزب في استعادة البيت الأبيض. كما أن الحزب منقسم حول ما إذا كان ترشيحه سيشكل إلهاء غير ضروري عن الانتخابات النصفية أو حتى تهديداً مباشراً للديمقراطية.
لقد لمح ترمب منذ فترة طويلة إلى نيته الترشح للانتخابات للمرة الثالثة على التوالي، وقام بحملة واسعة معظم العام الماضي. وسارع في التخطيط لذلك في الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي تكثفت فيه التحقيقات، وكشفت شهادته أمام الكونغرس عن تفاصيل جديدة حول «لا مبالاة ترمب بالتهديد بالعنف في 6 يناير (كانون الثاني) ورفضه التحرك لوقف التمرد»، بحسب ما ذكره التقرير.
كما شاهد ترمب أن بعض مرشحيه المفضلين قد خسروا الانتخابات التمهيدية الأخيرة، مما رفع الآمال بين منافسيه الجمهوريين المحتملين بأن الناخبين قد يبتعدون عن سياسي يعتقد منذ فترة طويلة أنه يتمتع بقبضة حديدية على الحزب.
وشجعت التطورات ترمب على محاولة إعادة تأكيد نفسه كرئيس للحزب، وسرقة الانتباه من المنافسين المحتملين، بما في ذلك حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وهو المفضل لدى المانحين والناخبين. قال الجمهوريون المقربون من ترمب إنه يعتقد أن الإعلان الرسمي من شأنه أن يعزز مزاعمه بأن التحقيقات لها دوافع سياسية.
سيدخل ترمب السباق باعتباره المرشح الأول الواضح، مع نسبة تأييد بين الجمهوريين تبلغ حوالي 80 في المائة، ولكن هناك دلائل على أن عدداً متزايداً من ناخبي الحزب يستكشفون خيارات أخرى.
قالت هالي باربور، رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية السابقة التي خدمت ثماني سنوات أيضاً كحاكمة لميسيسبي: «لا أعتقد أن أي شخص لا يمكن استبداله».
توقيت الإعلان الرسمي للترشح لا يزال غير مؤكد. لكن فاجأ ترمب مؤخراً بعض المستشارين بقوله إنه قد يعلن ترشحه على وسائل التواصل الاجتماعي دون تحذير حتى من فريقه، ويسارع مساعدوه إلى بناء البنية التحتية الأساسية للحملة في الوقت المناسب لإعلان ذلك بوقت مبكر من هذا الشهر.
سيكون هذا التوقيت غير عادي - عادة ما يعلن المرشحون للرئاسة عن ترشيحاتهم في العام السابق للانتخابات - وقد يكون لذلك تداعيات فورية على الجمهوريين الذين يسعون للسيطرة على الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني).
ووجود ترمب كمرشح نشط سيجعل من السهل على الديمقراطيين تحويل السباقات النصفية إلى استفتاء على الرئيس السابق، الذي قام منذ خسارته في عام 2020 بنشر الشائعات حول شرعية الانتخابات. ويخشى بعض الجمهوريين من أن يؤدي ذلك إلى تشتيت الانتباه عن القضايا التي منحت حزبهم ميزة قوية في سباقات الكونغرس.