كشفت شيمريت مئير، المستشارة السياسية السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته نفتالي بنيت، أنها استقالت من منصبها الرفيع قبل ثلاثة أشهر، لأنها اختلفت معه حول قرار اتخذه بالتعاون مع عضوي الكنيست أحمد الطيبي وأسامة سعدي، من القائمة المشتركة، من أجل منع سقوط الحكومة بعدما أصبحت تستند إلى أقلية في الكنيست.
وقالت مئير، في مقابلة مطولة معها نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس (الجمعة)، إنها «أدركت خلال عيد الفصح اليهودي أن بنيت، الذي يعد من أقطاب اليمين الراديكالي، قرر التمسك بالحكم بأي ثمن حتى لو بالشراكة مع الأحزاب العربية المعارضة». وأكدت: «بنيت بنفسه قال لي هذا. وكانت إجاباتي أنه سيرتكب بذلك خطأ شنيعاً. وقلت له إن هذه (فكرة سيئة جداً). واعتقدت أنه، بنيت والائتلاف كله، يجز بآلة جز العشب شرعية هذه الحكومة، انطلاقاً من دوامة التمسك بالحكم، لأنهم يستسلمون لأي ابتزاز بتمسكهم بالكرسي. ومن شدة هذا التمسك، انكسر الكرسي».
وتابعت مئير أن «هذا تسبب بالتباعد بيننا. وقد أدركت أنه لا يسمع. ولا يريد أن يسمع. وأدركت أنْ لا منطق في هذا الجنون، أي التمسك بالحكم بأي ثمن. يستندون إلى (المشتركة) ويرْشون (القائمة الموحدة)، وبعد ذلك (غيداء ريناوي) زعبي أيضاً. وعلمت أن هذا (أي الحكومة) سيبدأ بالتفكك بسبب العرب. لقد كانت هذه الخطة غبية. صفقات من أجل تمرير قوانين. وقد أهملوا حقيقة أنه يوجد جمهور، وأن حيز شرعية هذه الحكومة، التي كانت تعتمد على أطراف متناقضة، من القومي اليهودي حتى القومي العربي، تآكل في كلا طرفيه وتفتت».
وتطرقت مئير إلى إعلان القائمة الموحدة تعليق عضويتها في الكنيست في أثناء التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والمسجد الأقصى، في شهر مايو (أيار) الماضي. وقالت إن «الجميع انتظروا قرار مجلس الشورى في تلك الليلة. وأوفد يائير لبيد بشكل هستيري (مديرة مكتبه) نعاما شولتس إلى كفر قاسم حاملة شيكاً مفتوحاً. وقلت لبنيت يومها إنك ملزم بالتوقف عن هذا الأمر. وهذه الحكومة ستُصبغ بألوان استسلام للعرب. ابتزاز واستسلام ونحن لا نزال نواجه موجة إرهاب».
وقالت شمريت إن «الائتلاف فشل فشلاً ذريعاً في السيطرة على أعضائه: الإدارة السياسية كانت فاشلة منذ اليوم الأول». وروت أن «اللحظة التي بدأ فيها كل شيء ينحدر تماماً، كانت عندما انسحبت عضو الكنيست في حزب (يمينا) إيديت سيلمان من الائتلاف وبدأ أعضاء آخرون في حزب بنيت في ابتزاز رئيس الوزراء».
وقد أثارت هذه التصريحات صدمة في الشارع السياسي، حيث إن تقارير صحافية كثيرة أفادت في حينه بأن سبب استقالة مئير هي العلاقات السيئة بينها وبين أعضاء الكنيست من حزب «يمينا»، الذين اتهموها بأنها تسعى إلى نقل بنيت من اليمين إلى الوسط السياسي. وقالت مئير إن «أقرب الأشخاص من بنيت كانوا يقدمون للصحافيين إحاطة بأنه أصبح يسارياً. وهذا الأمر الأكثر إهانة له، في أضعف نقطة لديه».
يُذكر أن بنيت قرر اعتزال السياسة وعدم خوض الانتخابات القريبة. لكنه سيظل في الحكومة تحت قيادة لبيد، في منصب رئيس الوزراء البديل ومسؤول ملف إيران.
بنيت خطط لتوسيع التحالف حتى يشمل كل الأحزاب العربية
بنيت خطط لتوسيع التحالف حتى يشمل كل الأحزاب العربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة