قتلت إسرائيل فلسطينياً واعتقلت آخرين في هجوم جديد على جنين في شمال الضفة الغربية ضمن الحملة المستمرة منذ أسابيع طويلة والمعروفة باسم حملة «كاسر الأمواج» لاستهداف واعتقال ناشطين ومصادرة أسلحة وأموال، ردا على هجمات فلسطينية سابقة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن محمد ماهر نافع مرعي (25 عاماً) من جنين قضى خلال مواجهات جرت مع قوات إسرائيلية عند ساعات الفجر الأولى، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه قتل «أثناء إلقاء عبوات ناسفة على قوات الجيش التي ردت بإطلاق النار». وأعلن بيان للجيش «أن قواته دخلت إلى المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية لاعتقال مطلوبين فلسطينيين وخلال العملية، أطلقت النار على عدد من المشتبه بهم بعد أن ألقوا عبوات ناسفة عليها، كما سُمع إطلاق نار في المنطقة وتم تحديد إصابات». وأشار إلى أن قوات منه ومن الشاباك وشرطة الحدود أجرت اعتقالات في أماكن أخرى في الضفة الغربية واعتقلت 13 شخصاً مطلوباً للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، مؤكداً «أنه لم تقع إصابات في صفوف الإسرائيليين».
وتشن إسرائيل حملات ليلية ضد مطلوبين لها في مدن الضفة الغربية بهدف قتلهم أو اعتقالهم وتركز أكثر على جنين شمال الضفة الغربية بعد أن خرج منها عدد من منفذي العمليات في إسرائيل وتحولت إلى مركز للمسلحين من الفصائل الفلسطينية كافة. ونعت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» محمد مرعي وتعهدت بتصعيد المواجهة في جنين.
ومقتل مرعي جاء في ظلّ تقديرات إسرائيلية سابقة بأن الضغط أكثر على جنين قد يقود إلى تصعيد من غزة. وتقول إسرائيل إن حركة «الجهاد» غير راضية عن التزام الفصائل الفلسطينية في القطاع الصمت، وقريبة من التصعيد، «لأنها قلقة من استمرار عمليات الجيش في شمال الضفة الغربية، وبخاصة في جنين، ولن تتمكن من التزام الهدوء إذا استمرت الأحداث كما هي خصوصاً أنها مقتنعة بأن إسرائيل تعمل بشكل ممنهج على القضاء على بنيتها العسكرية في شمال الضفة وضرب قوة وحيوية التنظيم هناك، عدا عن رغبتها بالانتقام لدماء عناصرها التي قتلتهم إسرائيل في الضفة».
لكن رغم ذلك ظلت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تركز على جنين بهدف ملاحقة مطلوبين أو مشتبه بهم في التخطيط لعمليات وإجراء تحقيقات مركزة لجمع أكبر قدر من المعلومات.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات «جريمة الإعدام التي ارتكبتها قوات الاحتلال» بحق الشاب مرعي في جنين، وقالت في بيان، إن «هذه الجريمة البشعة وغيرها حلقة جديدة من مسلسل الإعدامات الميدانية للفلسطينيين، وترجمة عملية لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي في دولة الاحتلال التي تسهل على الجنود استخدام الرصاص الحي بهدف قتل المواطنين». واعتبرت أن مرعي كان «ضحية مباشرة لإفلات إسرائيل المستمر من العقاب».
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة، وقالت إنها «تكشف زيف ادعاءات الاحتلال ودعواته التضليلية للتهدئة، وتثبت من جديد مخططاته المسبقة لتصعيد وتفجير الأوضاع في ساحة الصراع للتغطية على مشاريعه الاستعمارية التهويدية العنصرية في الأرض الفلسطينية المحتلة».
وطالبت الخارجية، مجلس الأمن الدولي «بوقف سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية، وتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له شعبنا من انتهاكات وجرائم وفي مقدمتها جريمة الاحتلال والاستيطان والقتل خارج أي قانون»، كما طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بسرعة تفعيل «نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني»، والمحكمة الجنائية الدولية «بسرعة البدء في تحقيقاتها في جرائم الاحتلال والمستوطنين».
إسرائيل تقتل فلسطينياً في جنين وتعتقل آخرين
إسرائيل تقتل فلسطينياً في جنين وتعتقل آخرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة