أحزاب ليبية تهدد بـ«حراك شعبي» في حال فشل المسار السياسي

طالبت بالانتخابات لـ«إنهاء الفوضى»... ودعت إلى مغادرة الأجسام السياسية «المنتهية الصلاحية»

بعض رؤساء الأحزاب السياسية في لقاء سابق برئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)
بعض رؤساء الأحزاب السياسية في لقاء سابق برئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)
TT

أحزاب ليبية تهدد بـ«حراك شعبي» في حال فشل المسار السياسي

بعض رؤساء الأحزاب السياسية في لقاء سابق برئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)
بعض رؤساء الأحزاب السياسية في لقاء سابق برئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)

طالب 24 حزباً سياسياً في ليبيا بضرورة إجراء انتخابات رئاسية ونيابية في أقرب الآجال، بهدف الخروج بالبلاد من دائرة الفوضى، مهددين بتنظيم «حراك شعبي احتجاجي، في حال انسداد المسار السياسي الراهن».
ودعت الأحزاب في بيان أصدرته، مساء أول من أمس، إلى «إنهاء ولاية الأجسام السياسية التي تجاوزت مددها الزمنية، وخروجها من الشهد»، مرحبين بمبادرة المستشارة الأممية لدى ليبيا ستيفاني ويليامز، لجمع اللجنة المشتركة للمسار الدستوري للتوصل إلى اتفاق يمهد لإجراء الانتخابات. كما طالبت رئيسي مجلس النواب و«الأعلى للدولة» عقيلة صالح وخالد المشري، بالتوافق واعتماد الإطار الدستوري، الذي اتفق عليه في محادثات القاهرة، محملين «المعرقلين المسؤولية الكاملة عن فشل ذلك».
وقالت هذه الأحزاب، ومن بينها «التجمع الوطني الليبي»، و«الاتحاد» إن الشعب الليبي الذي «أنهكته سنوات النزاع ومزقت الصراعات المؤلمة نسيجه الاجتماعي، وارتفع فيه معدل الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، يستحق أن ينعم بالاستقرار، ويعيش ظروفا اقتصادية ومعيشية مستقرة». مبرزة أنها تدعم «مطالب الشعب المشروعة»، المتمثلة في إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، ودعت الأطراف كافة إلى التهدئة، والتمسك بالطرق السلمية في حسم الخلافات، والاحتكام إلى لغة العقل، وإعلاء المصلحة العليا للوطن في هذه المرحلة الحرجة، التي تشهد تصعيداً خطيراً لتهديدات، قالت إنها «داخلية وخارجية تمس كيان الوطن ووحدته ومؤسساته».
كما دافعت هذه الأحزاب عن حقها في خوض الانتخابات، وتمسكها بالعمل وفق المادة الرابعة من الإعلان الدستوري في أي قوانين متعلقة بالانتخابات، بحيث تكون الأحزاب السياسية أساسا لأي عملية انتخابية، معلنة تمسكها بتعديل التشريعات الانتخابية الصادرة عن مجلس النواب في المادتين (2) و(18)، بما يتفق مع الإعلان الدستوري بشأن الأحزاب السياسية، المكون الأساسي للعملية الانتخابية، وبما يضمن حقها «دون إجحاف أو نقصان».
وأحدثت «ثورة» 17 فبراير (شباط) 2011 التي أسقطت نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، طفرة ملحوظة في ممارسة العمل السياسي إلى حد كبير بالبلاد، ما سمح بتأسيس عشرات الأحزاب، بعضها يمارس نشاطه، وإن كان على استحياء، بحسب مراقبين، والبعض الآخر اكتفى بتدشين صفحات له على «فيسبوك»، ولا يُعرف على وجه الدقة هل ما زالت هذه الأحزاب قائمة أم حلت نفسها.
في غضون ذلك، يعول الليبيون على مباحثات صالح والمشري، التي احتضنها قصر الأمم المتحدة بجنيف منذ أول من أمس، بحضور المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، بهدف بحث النقاط الخلافية حول الدستور الليبي.
وكان موسى الكوني، نائب رئيس المجلس الرئاسي، قد أكد على حق أي حراك شعبي وسياسي يدفع باتجاه الاستحقاق الانتخابي، «انتزاع المبادرة وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية». وقال خلال لقائه بوفدي تكتل مرشحي الجنوب للانتخابات التشريعية، ومجلس الداعمين للانتخابات إن «الرئاسي يؤكد على الاهتمام بالمبادرات الداعية لسرعة إنجاز الاستحقاق الانتخابي، وانتزاع الحق في تقرير ساعة تنظيم هذا الاستحقاق، قصد تحقيق منجز تاريخي عجزت عنه المشاورات والمؤتمرات على اختلافها».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تبون يخاطب الجزائريين حول «تحديات الداخل واستفزازات الخارج»

الرئيس تبون مع وزيره الأول (الرئاسة)
الرئيس تبون مع وزيره الأول (الرئاسة)
TT

تبون يخاطب الجزائريين حول «تحديات الداخل واستفزازات الخارج»

الرئيس تبون مع وزيره الأول (الرئاسة)
الرئيس تبون مع وزيره الأول (الرئاسة)

ماذا سيعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطابه، المقرر غداً (الأحد) أمام غرفتي البرلمان؟

هذا هو السؤال الذي يجري طرحه منذ الخميس في أوساط الأحزاب المعارضة والمؤيدة له على حد سواء، إثر تداول أخبار بأنه «سيلقي الخطاب السنوي الذي تعهد به العام الماضي»، بحسب حسابات عدد من الناشطين بوسائل الإعلام الاجتماعي.

وأكد «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى)، في منشور مقتضب بحسابه بمنصة «فيسبوك»، اليوم (السبت)، أن تبون «سيلقي خطاباً موجهاً للأمة أمام البرلمان بغرفتيه»، علماً بأن الغرفة الثانية هي «مجلس الأمة»، ورئيسها هو الشخص الثاني في الدولة، حسبما ينص عليه الدستور.

من جلسة سابقة للمجلس الشعبي الوطني (البرلمان)

ووفق مصادر من محيط الرئاسة بشأن الخطاب، المنتظر في «نادي الصنوبر» بالضاحية الغربية للعاصمة، فإن تبون «سيخوض في أهم مشروعاته للولاية الثانية، والتحديات الاقتصادية الكبرى المطروحة حالياً، والتهديدات الخارجية التي تواجه البلاد، خصوصاً الاضطرابات في الجوار، وجرائم إسرائيل في غزة». كما أشارت المصادر نفسها، إلى «دعوات ملحة لسياسيين لتقديم موعد الحوار السياسي الذي تعهد به»، في إشارة إلى احتمال أن يعلن عن تاريخ الاجتماع مع الأحزاب، بعد أن تعهد بذلك في وقت سابق.

أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي دعا تبون إلى تسبيق موعد الحوار مع الأحزاب (إعلام حزبي)

وصرح تبون في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال لقاء صحافي بثه التلفزيون الحكومي، بأنه يعتزم إجراء «حوار وطني مع الطبقة السياسية، في نهاية 2025 أو بداية 2026»، من دون أن يذكر أي شيء عن مضمون هذه المبادرة. والأسبوع الماضي، دعاه حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» المؤيد له، إلى تسبيق موعد الحوار، بذريعة أن «الاستفزازات التي تتعرض لها البلاد من الخارج تستدعي رص الصفوف، وإطلاق استشارة في الداخل حول كيفية التصدي للظرف الصعب».

وتتعامل الحكومة، وكل الأحزاب والتنظيمات ووسائل الإعلام الموالية لها، مع القطيعة التي تعيشها العلاقات مع فرنسا، والخلاف الحاد مع المغرب حول نزاع الصحراء، وتداعيات الاضطرابات في مالي والنيجر وليبيا، على الوضع في جنوب الجزائر، على أنها «تحديات كبرى، جزء منها مقصود، الهدف منه المس بأمن البلاد القومي».

ومن المنتظر أن يتضمن خطاب الرئيس «استكمال برنامجه الاقتصادي»، الذي دافع عنه في حملة انتخابات الرئاسة، التي نظمت في 7 سبتمبر (أيلول) الماضي. وتقوم خطته على تنويع الصادرات، خصوصاً محاولات فك التبعية لإيرادات المحروقات.

الرئيس تبون أثناء اجتماعه مع الولاة لبحث مشكلات التنمية في 24 ديسمبر الحالي (الرئاسة)

وبكلام آخر، سيشرح تبون حلوله لمشكلات الاقتصاد في الولاية الثانية (2024 - 2029). كما ينتظر أن يتناول «حسنات» قانون الاستثمار الجديد، الذي يهدف إلى «تحسين بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية»، حسب الحكومة.

وصرح تبون في وقت سابق، بأنه حقق 7 مليارات دولار صادرات خارج النفط والغاز، وأنه يعتزم رفع الرقم إلى 13 مليار دولار. لكنّ خبراء مستقلين عن الحكومة يشككون في قدرة البلاد على بلوغ هذا السقف، قياساً إلى حالة الضعف التي يوجد عليها الإنتاج الوطني، ويرجحون بأن البلاد ستبقى تعول على ريع المحروقات لسد حاجياتها لمدة طويلة، في ظل غياب إصلاحات هيكلية جادة على طرق إدارة الاقتصاد والاستثمار.

من اجتماع سابق للرئيس بالأحزاب السياسية (الرئاسة)

وفي تقدير «المجاهد»، الصحيفة الحكومية الأولى، سيتناول خطاب تبون «محورين رئيسيين: الأول يقدم فيه حصيلة ولايته الأولى كما وعد بذلك خلال أدائه اليمين الدستورية في 16 سبتمبر الماضي، بعد إعادة انتخابه لولاية ثانية. أما المحور الثاني، فسيعرض فيه خريطة طريق ولايته الثانية، وتفاصيل خطته الخماسية لتحقيق تعهداته بأن يجعل من الجزائر قوة اقتصادية ناشئة، مع تحقيق ناتج محلي إجمالي قدره 400 مليار دولار في غضون عام 2027».