لم تمر سوى 48 ساعة، على إعلان وزير التموين المصري، علي مصيلحي، بشأن دراسة وزارته استخدام البطاطا مع دقيق القمح لإنتاج رغيف الخبز، حتى تصدّر «خبز البطاطا» أحاديث المصريين، غير أنه على ما يبدو، فإن هناك عوائق لوجيستية تبحث وزارة التموين كيفية تذليلها لتطبيق الفكرة.
وقال عبد المنعم الجندي، أستاذ تربية الخضر والنباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وصاحب فكرة إنتاج «خبز البطاطا» لـ«الشرق الأوسط»، إن الوزارة ترى أن هناك عوائق لوجيستية تحول دون تنفيذ الفكرة بنفس الطريقة التي تم تنفيذها في محافظة الوادي الجديد.
وتم تنفيذ الفكرة خلال شهر رمضان الماضي في محافظة الوادي الجديد، حيث تم سلق البطاطا وخلطها مباشرة مع دقيق القمح، لإنتاج رغيف خبز، غير أن وزارة التموين عادت وأبلغت الجندي اليوم، أنها لا تستطيع بشكل عملي توفير آلية لتزويد آلاف المخابز على المستوى الجمهورية بالبطاطا مسلوقة، وأنها تدرس كيفية تنفيذ الفكرة بشكل عملي.
وعن الإشكالية في تزويد المخابز بالبطاطا المسلوقة، طالما أن هناك تجربة عملية تم تنفيذها في إحدى المحافظات، قال عبد المنعم، إنه لم يفهم لماذا ستكون هناك عوائق تحول دون تنفيذ الفكرة بنفس طريقة تنفيذها بمحافظة الوادي الجديد، ولكن وزير التموين وعده بالبحث عن الحلول المناسبة.
وكان أحد الحلول المطروحة هو تجفيف البطاطا وطحنها وتقديمها دقيقاً للمخابز لتسهيل عملية النقل، غير أن الجندي رفض التعليق على هذا المقترح، مفضلاً الانتظار لحين انتهاء وزارة التموين من دراسة الموضوع وإعلان آلية مناسبة للتنفيذ.
وعن توقعاته للحل الذي ستصل له الوزارة، قال «أنا أديت دوري كباحث في إنتاج صنف من البطاطا يصلح في إنتاج رغيف الخبز، وقمت بتنفيذ تجربة عملية في محافظة الوادي الجديد».
وقبل نحو 20 عاماً تقريباً، كرّس الجندي جهوده للوصول إلى تركيبة وراثية للبطاطا تسمح باستخدامها في صناعة رغيف الخبز.
ويقول «كان لا بد من العمل على إنتاج نوع جديد يحتوي على كمية بسيطة من السكر، وهو ما تمكنت من تحقيقه خلال عمل بحثي امتد منذ 2002، أثمر عن صنف من البطاطا يسمى (جنداوي)، تمت زيادة نسبة المادة الجافة بها نحو 26 في المائة بعد أن كانت 11 في المائة في الأصناف التي تتم زراعتها والمتاحة في الأسواق».
ويضيف، أنه خلال تنفيذ الفكرة في شهر رمضان الماضي بمحافظة الوادي الجديد، تم إضافة 15 طن دقيق من البطاطا مع طنَي دقيق قمح وخبزهم، ولم يكن هناك أي فرق بين الخبز التقليدي والخبز المدعم بالبطاطا».
ويهدف إنتاج الخبز من البطاطا، لتجاوز عجز القمح مع توقف الاستيراد بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وسبق طرح حلول أخرى مثل إدخال الشعير في إنتاج رغيف الخبز، غير أن الفكرة اصطدمت بضعف المساحات المزروعة من الشعير مقارنة بالبطاطا، وهو ما قد يعطي ميزة نسبية للبطاطا.
وكانت تجربة سابقة بالتعاون بين وزارة الزراعة والمركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة (إيكاردا) قد اختبرت إضافة الشعير إلى دقيق القمح في إنتاج الخبز.
ووجدت التجربة، أنه حتى نسبة إضافة 15 في المائة من الشعير إلى رغيف القمح كان الرغيف مقبولاً شكلاً وطعماً، ولكن مع إضافة نسبة 25 في المائة تغير الشكل بعض الشيء وبقي الطعم مقبولاً.
ويحتاج تنفيذ تلك الفكرة إلى مزيد من الدعم للمزارعين من أجل زراعة الشعير، حيث إنه من المحاصيل التي لا تزرع بكميات كبيرة مقارنة بمحصول البطاطا الذي يزرع بكميات تؤهله للاستخدام حال تم التغلب على العوائق اللوجيستية.
إنتاج الخبز من البطاطا بمصر... ابتكار يواجه تحديات
مفاضلة بين استخدامها مطحونة أو مسلوقة
إنتاج الخبز من البطاطا بمصر... ابتكار يواجه تحديات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة