إنتاج الخبز من البطاطا بمصر... ابتكار يواجه تحديات

مفاضلة بين استخدامها مطحونة أو مسلوقة

أحد المخابز في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أحد المخابز في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

إنتاج الخبز من البطاطا بمصر... ابتكار يواجه تحديات

أحد المخابز في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أحد المخابز في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لم تمر سوى 48 ساعة، على إعلان وزير التموين المصري، علي مصيلحي، بشأن دراسة وزارته استخدام البطاطا مع دقيق القمح لإنتاج رغيف الخبز، حتى تصدّر «خبز البطاطا» أحاديث المصريين، غير أنه على ما يبدو، فإن هناك عوائق لوجيستية تبحث وزارة التموين كيفية تذليلها لتطبيق الفكرة.
وقال عبد المنعم الجندي، أستاذ تربية الخضر والنباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وصاحب فكرة إنتاج «خبز البطاطا» لـ«الشرق الأوسط»، إن الوزارة ترى أن هناك عوائق لوجيستية تحول دون تنفيذ الفكرة بنفس الطريقة التي تم تنفيذها في محافظة الوادي الجديد.
وتم تنفيذ الفكرة خلال شهر رمضان الماضي في محافظة الوادي الجديد، حيث تم سلق البطاطا وخلطها مباشرة مع دقيق القمح، لإنتاج رغيف خبز، غير أن وزارة التموين عادت وأبلغت الجندي اليوم، أنها لا تستطيع بشكل عملي توفير آلية لتزويد آلاف المخابز على المستوى الجمهورية بالبطاطا مسلوقة، وأنها تدرس كيفية تنفيذ الفكرة بشكل عملي.
وعن الإشكالية في تزويد المخابز بالبطاطا المسلوقة، طالما أن هناك تجربة عملية تم تنفيذها في إحدى المحافظات، قال عبد المنعم، إنه لم يفهم لماذا ستكون هناك عوائق تحول دون تنفيذ الفكرة بنفس طريقة تنفيذها بمحافظة الوادي الجديد، ولكن وزير التموين وعده بالبحث عن الحلول المناسبة.
وكان أحد الحلول المطروحة هو تجفيف البطاطا وطحنها وتقديمها دقيقاً للمخابز لتسهيل عملية النقل، غير أن الجندي رفض التعليق على هذا المقترح، مفضلاً الانتظار لحين انتهاء وزارة التموين من دراسة الموضوع وإعلان آلية مناسبة للتنفيذ.
وعن توقعاته للحل الذي ستصل له الوزارة، قال «أنا أديت دوري كباحث في إنتاج صنف من البطاطا يصلح في إنتاج رغيف الخبز، وقمت بتنفيذ تجربة عملية في محافظة الوادي الجديد».
وقبل نحو 20 عاماً تقريباً، كرّس الجندي جهوده للوصول إلى تركيبة وراثية للبطاطا تسمح باستخدامها في صناعة رغيف الخبز.
ويقول «كان لا بد من العمل على إنتاج نوع جديد يحتوي على كمية بسيطة من السكر، وهو ما تمكنت من تحقيقه خلال عمل بحثي امتد منذ 2002، أثمر عن صنف من البطاطا يسمى (جنداوي)، تمت زيادة نسبة المادة الجافة بها نحو 26 في المائة بعد أن كانت 11 في المائة في الأصناف التي تتم زراعتها والمتاحة في الأسواق».
ويضيف، أنه خلال تنفيذ الفكرة في شهر رمضان الماضي بمحافظة الوادي الجديد، تم إضافة 15 طن دقيق من البطاطا مع طنَي دقيق قمح وخبزهم، ولم يكن هناك أي فرق بين الخبز التقليدي والخبز المدعم بالبطاطا».
ويهدف إنتاج الخبز من البطاطا، لتجاوز عجز القمح مع توقف الاستيراد بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وسبق طرح حلول أخرى مثل إدخال الشعير في إنتاج رغيف الخبز، غير أن الفكرة اصطدمت بضعف المساحات المزروعة من الشعير مقارنة بالبطاطا، وهو ما قد يعطي ميزة نسبية للبطاطا.
وكانت تجربة سابقة بالتعاون بين وزارة الزراعة والمركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة (إيكاردا) قد اختبرت إضافة الشعير إلى دقيق القمح في إنتاج الخبز.
ووجدت التجربة، أنه حتى نسبة إضافة 15 في المائة من الشعير إلى رغيف القمح كان الرغيف مقبولاً شكلاً وطعماً، ولكن مع إضافة نسبة 25 في المائة تغير الشكل بعض الشيء وبقي الطعم مقبولاً.
ويحتاج تنفيذ تلك الفكرة إلى مزيد من الدعم للمزارعين من أجل زراعة الشعير، حيث إنه من المحاصيل التي لا تزرع بكميات كبيرة مقارنة بمحصول البطاطا الذي يزرع بكميات تؤهله للاستخدام حال تم التغلب على العوائق اللوجيستية.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


توافق مصري - أوغندي على «التشاور وعدم الإضرار» في قضايا مياه النيل

جانب من محادثات وزير الخارجية والهجرة المصري ووزير العلاقات الدولية الأوغندي (الخارجية المصرية)
جانب من محادثات وزير الخارجية والهجرة المصري ووزير العلاقات الدولية الأوغندي (الخارجية المصرية)
TT

توافق مصري - أوغندي على «التشاور وعدم الإضرار» في قضايا مياه النيل

جانب من محادثات وزير الخارجية والهجرة المصري ووزير العلاقات الدولية الأوغندي (الخارجية المصرية)
جانب من محادثات وزير الخارجية والهجرة المصري ووزير العلاقات الدولية الأوغندي (الخارجية المصرية)

توافقت مصر وأوغندا على «ضرورة حوكمة التعاون العابر للحدود في نهر النيل وفقاً لقواعد القانون الدولي، لا سيما الإخطار المسبق والتشاور والتوافق وعدم الإضرار، وفقاً للالتزامات والممارسات المستقرة دولياً».

وتناولت محادثات جرت بين وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، ووزير العلاقات الدولية الأوغندي، هنري أوكيلو أوريبم، في القاهرة، الأربعاء، ملف الأمن المائي ونهر النيل، وأكدت أن مصر «لطالما كانت داعمة للتنمية في دول حوض النيل بما فيها المشروعات المائية في أوغندا ومنها سد أوين».

وزار وزير الخارجية والهجرة المصري، أوغندا، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبحث مع الرئيس يوري موسيفيني، وعدد من المسؤولين «التعاون المائي مع دول حوض النيل». وشدد حينها على أن أمن مصر المائي «قضية وجودية»، وجدد تأكيد بلاده على «رفض الإجراءات الأحادية في التعامل مع الأنهار الدولية».

«سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)

ويزور وزير العلاقات الدولية الأوغندي، القاهرة، لعقد الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين مصر وأوغندا والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة المصرية، تميم خلاف، فإن الوزير عبد العاطي أكد خلال لقاء أوريبم «على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وأوغندا والتي ترتكز على الروابط الأخوية والمصالح المشتركة في العديد من المجالات»، مشدداً على أهمية «تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتنمية والتجارة والاستثمار بما يخدم مصالح الشعبين».

واستعرض عبد العاطي النشاط الواسع للشركات المصرية بأفريقيا في مجالات البناء والتشييد والطاقة، مؤكداً «ضرورة تحديث وتفعيل آليات التعاون والتنسيق المُشترك للارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين إلى الشراكة الاستراتيجية».

الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني خلال استقبال وزير الخارجية والهجرة المصري في أكتوبر الماضي (الخارجية المصرية)

وبحسب متحدث وزارة الخارجية والهجرة المصري، تطرق الجانبان إلى الأوضاع في منطقتي البحيرات العظمى وحوض بحيرة تشاد والساحل والقرن الأفريقي، وضرورة استمرار الجهود الهادفة لـ«مكافحة الإرهاب» من خلال تبني استراتيجية شاملة تتناول الأبعاد الأمنية والتنموية والفكرية لظاهرة الإرهاب، ودعم الأزهر في تدريب الأئمة بأوغندا، وكذلك القضاء على الجريمة المنظمة التي تهدد أمن وسلامة المجتمعات الأفريقية.

وتعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات وزارة الري المصرية.

كما ناقش عبد العاطي وأوريبم، التنسيق في جهود إصلاح وتطوير الاتحاد الأفريقي، والعمل المشترك بين الدول الأفريقية ودول الجنوب في مواجهة التحديات الجسيمة في مجالات السلم والأمن والتنمية المستدامة. وتم الاتفاق على «تبادل التأييد في الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية».

عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أوريبم في القاهرة (الخارجية المصرية)

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري أنه اتفق والوزير الأوغندي على «ضرورة تعزيز العلاقات على الصعيد التجاري والاستثماري والوصول بحجم التبادل التجاري إلى آفاق جديدة تليق بالعلاقات السياسية المتميزة بين البلدين».

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أوريبم أن البلدين بصدد إطلاق مجلس لرجال الأعمال بين مصر وأوغندا؛ ليسهم في المزيد من دفع العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أنه أحاط الوزير الأوغندي علماً بالآليات القائمة لدفع التعاون مع أوغندا ومنطقة حوض النيل، مشيراً إلى الآلية الخاصة بتمويل مشروعات تنموية في دول حوض النيل الجنوبي برأسمال نحو 100 مليون دولار من الموازنة المصرية (الدولار يساوي 49.8 جنيهاً في البنوك المصرية).

كما تحدث عبد العاطي عن آلية أخرى، وهي الوكالة المصرية لضمان الصادرات والاستثمارات المصرية في منطقة حوض النيل برأسمال يتجاوز 600 مليون دولار. وتضم دول حوض النيل الجنوبي، «بوروندي، والكونغو، وكينيا، ورواندا، وجنوب السودان، وتنزانيا، وأوغندا»، وتعد من دول «المنابع» للنهر، وتشكل مع دول النيل الشرقي «إثيوبيا والسودان ومصر وإريتريا» إقليم حوض نهر النيل.