جونسون يسعى لحكم بريطانيا حتى منتصف الثلاثينات

تحمس لمشروع فرنسي بإنشاء مجموعة أوروبية جديدة

جونسون (يمين) وماكرون خلال لقائهما الثنائي أمس على هامش قمة «السبع» في ألمانيا (أ.ف.ب)
جونسون (يمين) وماكرون خلال لقائهما الثنائي أمس على هامش قمة «السبع» في ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

جونسون يسعى لحكم بريطانيا حتى منتصف الثلاثينات

جونسون (يمين) وماكرون خلال لقائهما الثنائي أمس على هامش قمة «السبع» في ألمانيا (أ.ف.ب)
جونسون (يمين) وماكرون خلال لقائهما الثنائي أمس على هامش قمة «السبع» في ألمانيا (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يهدف إلى البقاء في السلطة حتى منتصف العقد المقبل، رغم الدعوات له بالاستقالة، ما سيجعله أكثر زعيم بقاءً في السلطة بشكل متواصل في بريطانيا منذ 200 عام. وأضاف جونسون أنه يريد أن يبقى فترة ثالثة في منصبه وأن يظل رئيساً للوزراء حتى منتصف الثلاثينات لمنحه الوقت لتقليل الفوارق الاقتصادية الإقليمية وإجراء تغييرات في الأنظمة القانونية ونظام الهجرة في بريطانيا. وقال للصحافيين: «أفكر بجدية حالياً في الفترة الثالثة، وأنتم تعرفون، ما يمكن أن يحدث بعد ذلك. لكنني سأراجعها عندما أصل إليها». ولدى سؤاله عما يعنيه قال جونسون: «عن الفترة الثالثة... وهذه ستكون في منتصف الثلاثينات».
ووفق القانون، لا بد أن يدعو جونسون إلى الانتخابات العامة المقبلة في بريطانيا بحلول ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، وسيحتاج إلى فوز انتخابي ثالث بحلول عام 2029، وإذا استمر جونسون في منصبه بعد أوائل عام 2031 فسيحطم بذلك الرقم القياسي لمارغريت تاتشر كأطول رئيس وزراء بريطاني بقاءً في السلطة بشكل مستمر منذ روبرت بانكس جنكنسون الذي استمر في منصبه من 1812 حتى 1827.
وأفلت جونسون في وقت سابق من هذا الشهر من تصويت على الثقة أجراه نواب محافظون صوّت فيه 41 في المائة من زملائه البرلمانيين للإطاحة به، كما أنه يخضع لتحقيق بتهمة تعمد تضليل البرلمان. وخسر حزب المحافظين يوم الجمعة الماضي مقعدين في انتخابات برلمانية فرعية أحدهما في معاقل تقليدية لحزب المحافظين في الجنوب وآخر بشمال إنجلترا كان قد انتزعه من حزب العمال في الانتخابات السابقة. وتشير هذه الخسارة إلى أن القبول واسع النطاق الذي ساعد جونسون في الفوز بأغلبية برلمانية كبيرة في ديسمبر عام 2019 ربما بدأ في التصدع بعد فضيحة بشأن إقامة حفلات غير قانونية في مقر رئاسة الوزراء خلال فترة الإغلاق التي تم فرضها للتصدي لفيروس كورونا.
وبموجب قواعد حزب المحافظين، لا يمكن إجراء تصويت على سحب الثقة من جونسون لمدة عام، ولكن الاستياء الساحق أو استقالة سلسلة من كبار الوزراء، قد يضعف موقفه. كما أن بريطانيا في خضم أعمق أزمة تخص تكاليف المعيشة منذ عشرات السنين بعد أن بلغ التضخم أعلى مستوياته منذ 40 عاماً. وقال مايكل هاوارد زعيم حزب المحافظين السابق إن الوقت حان لرحيل جونسون، كما قدم رئيس حزب المحافظين أوليفر دودن استقالته بعد خسارة الانتخابات الفرعية.
على صعيد آخر، أبدى جونسون «حماساً كبيراً» للمشروع الذي اقترحته فرنسا حول إنشاء مجموعة سياسية أوروبية ستتيح «إعادة إشراك» بريطانيا بأوروبا بعد بريكست، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية الأحد عقب لقاء جمع جونسون والرئيس إيمانويل ماكرون. وقال قصر الإليزيه بعد لقاء بين الرجلين على هامش قمة مجموعة السبع في بافاريا بألمانيا، إن الرئيس الفرنسي شعر بأن جونسون أبدى «حماساً كبيراً» عندما تحدث عن المجموعة السياسية الأوروبية التي ستتيح «إعادة إشراك» بريطانيا بأوروبا.
وأخبر جونسون الرئيس الفرنسي بأن «الفكرة خطرت له في عام 2016»، ليرد عليه ماكرون ممازحاً بأنه في هذه الحال سيمنحه «حقوق الملكية الفكرية». وأضاف الإليزيه قوله إن «هذا سيجعل من الممكن وجود نهج حكومي دولي بحيث نعيد إشراك البريطانيين ودول غرب البلقان». وأشار الإليزيه إلى أن جونسون «يرغب في أن تكون هناك (مساحة) حيث يمكن فتح نقاش خارج الاتحاد الأوروبي»، مشيراً إلى أن الاجتماع الأول للمجموعة السياسية الأوروبية على مستوى رؤساء الدول والحكومات سيُعقد في النصف الثاني من العام الجاري، في ظل رئاسة تشيكيا للاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الفرنسي قد عرض مشروع إنشاء «مجموعة أوروبية جديدة» في التاسع من الشهر الماضي أمام البرلمان الأوروبي وسط نقاش بشأن قبول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في ظل حربها مع روسيا. ويستهدف هذا المشروع بالدرجة الأولى الدول التي تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وبشكل أساسي أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا، ولكن أيضاً دول غرب البلقان، التي تنتظر دورها للانضمام منذ سنوات عدة مثل صربيا ومقدونيا الشمالية. ويسعى المشروع أيضاً إلى جذب الدول الأوروبية التي لا ترغب في الانضمام إلى الاتحاد مثل سويسرا والنرويج أو حتى المملكة المتحدة التي غادرت الاتحاد.
كما يبدو أن جونسون وماكرون قررا تنحية خلافاتهما حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) لا سيما بشأن إقليم إيرلندا الشمالية في بريطانيا. وقال مسؤولون فرنسيون إن البروتوكول الخاص بإيرلندا الشمالية لم يكن ضمن المحادثات الثنائية التي جرت على هامش قمة مجموعة السبع يوم الأحد.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.