السعودية ومصر... علاقة صلبة وتعاون استراتيجي

تتمتع السعودية ومصر بثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية (واس)
تتمتع السعودية ومصر بثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية (واس)
TT

السعودية ومصر... علاقة صلبة وتعاون استراتيجي

تتمتع السعودية ومصر بثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية (واس)
تتمتع السعودية ومصر بثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية (واس)

تتميز العلاقات بين السعودية ومصر بالعمق التاريخي، والتعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر تجاه المسائل والقضايا التي تهمهما على الساحتين الإقليمية والدولية؛ لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، نظراً لمكانتهما العالية وموقعهما الجغرافي الذي يتمتعان به، مما عزز من ثقلهما عربياً وإسلامياً ودولياً.
وبنيت هذه العلاقات على أسس صلبة منذ أول لقاء تاريخي جمع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، بالملك فاروق ملك مصر - رحمهما الله - عام 1945 ليكون حجر الأساس لعلاقة قوية واستراتيجية، تزداد متانةً وصلابةً عاماً بعد عام، وصولاً إلى عهدنا الحاضر؛ لترتسم معالم المستقبل المشرق بين البلدين.
وتشهد العلاقات بين البلدين العديد من الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسؤولين؛ لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تهمهما.

وتتمتع السعودية ومصر بثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، مما يعزز من مستواهما وحرصهما على التنسيق والتشاور السياسي المستمر بينهما؛ لبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية في مواجهة التحديات المشتركة، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والأمن والسلم الدوليين.
وفي الشأن الاقتصادي، ترتبط السعودية ومصر بعلاقات تجارية متنامية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما خلال السنوات الست الماضية (2016 - 2021م) 179 مليار ريال (47.7 مليار دولار)، وتنامى حجم صادرت الرياض غير النفطية إلى القاهرة بنسبة 6.9 في المائة خلال العام 2021 مسجلاً 7.2 مليارات ريال (1.9 مليار دولار).
ويحرص القطاع الخاص السعودي والمصري على الاستثمار في أسواق البلدين لما تتميز به من مقومات وفرص، إذ توجد 6285 شركة سعودية في مصر باستثمارات تفوق 30 مليار دولار، كما يوجد في المقابل 274 علامة تجارية مصرية، وأكثر من 574 شركة مصرية في الأسواق السعودية.

وتدعم الاستثمارات المباشرة للقطاع الخاص السعودي في مصر جهود الحكومة المصرية في تنويع القاعدة الاقتصادية، وخفض البطالة، وكذلك تحسين ميزان المدفوعات، كونها مصدراً مهماً للعملة الصعبة، ما يستدعي العمل على حل التحديات التي تعوق وتعطل استثماراتهم، وسرعة حل القضايا العالقة في القضاء المصري، وتحفيزهم لزيادة تلك الاستثمارات.
وفي المقابل، وجدت 1035 شركة مصرية فرصاً واعدة للاستثمار بالسوق السعودية، وتبلغ قيمة رأسمال الشركات التي يملكها أو يشارك في ملكيتها مستثمرون مصريون بالمملكة 4.4 مليارات ريال، يتركز أغلبها في قطاعات الصناعات التحويلية، والتشييد.
ويتوقع أن يحقق مشروع الربط الكهربائي السعودي المصري عند تشغيله عدداً من الفوائد المشتركة للبلدين، منها تعزيز موثوقية الشبكات الكهربائية الوطنية ودعم استقرارها، والاستفادة المثلى من قدرات التوليد المتاحة فيها، وتمكينهما من تحقيق مستهدفاتهما الطموحة لدخول مصادر الطاقة المتجددة ضمن المزيج الأمثل لإنتاج الكهرباء، وتفعيل التبادل التجاري للطاقة الكهربائية.

وتسهم السعودية في تعزيز جهود مصر التنموية من خلال الدعم الذي تقدمه عبر الصندوق السعودي للتنمية، حيث بلغت قيمة إسهاماته 8846.61 مليون ريال لـ32 مشروعاً في قطاعات حيوية لتطويرها وتمويلها، شملت إنشاء طرق، وتوسعة محطات الكهرباء، وتحلية ومعالجة المياه، وإنشاء مستشفيات وتجمعات سكنية.
وأسهم الصندوق الصناعي السعودي في دعم وتمويل 17 مشروعاً مشتركاً مع مصر، بقيمة تزيد على 393 مليون ريال، ويوجد 27 مصنعاً باستثمارات مصرية في المدن الصناعية السعودية، وذلك بعدد من المجالات، مثل: صناعة الأجهزة الكهربائية، والمعادن، والتصنيع الغذائي، والمطاط، والبلاستيك، والصناعات الطبية وغيرها.
وتتطلع السعودية إلى توطيد التعاون والشراكة مع الجانب المصري في العديد من المشروعات الحيوية بمجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، من خلال بناء القدرات البشرية والرقمية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، والذكاء الاصطناعي، وكذلك التعاون في مجالات التوعية الرقمية والتحول الرقمي، والكابلات البحرية للاتصالات.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


انفراجة في أزمة منع دخول السوريين مصر

تجمع للجالية السورية بمصر (مؤسسة سوريا الغد الأهلية)
تجمع للجالية السورية بمصر (مؤسسة سوريا الغد الأهلية)
TT

انفراجة في أزمة منع دخول السوريين مصر

تجمع للجالية السورية بمصر (مؤسسة سوريا الغد الأهلية)
تجمع للجالية السورية بمصر (مؤسسة سوريا الغد الأهلية)

في انفراجة لأزمة منع دخول السوريين إلى مصر، أعلنت السفارة المصرية في دمشق، عن «استثناءات» لبعض الفئات المحددة من السوريين، بمنحهم تأشيرات الدخول إلى مصر.

وحظرت السلطات المصرية، مطلع العام الحالي، دخول السوريين القادمين من مختلف دول العالم، إلى أراضيها، عدا حاملي الإقامة المؤقتة لغير السياحة.

ونقلت صحف ومواقع سورية، عن القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق، السفير أسامة خضر، «بدء فتح باب التأشيرات لفئات محددة من السوريين»، الراغبين في السفر لمصر.

وتضم الفئات التي سيُسمح لها بالتأشيرات، «الطلاب السوريين، المقيدين للدراسة بمختلف المراحل التعليمية»، إلى جانب «المستثمرين السوريين، وأسرهم»، وكذلك «أزواج وزوجات المواطنين المصريين»، حسب السفير خضر.

وبعد التغيير الذي شهدته سوريا، بسقوط نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتولي إدارة جديدة، اتخذت السلطات المصرية، عدة اشتراطات بشأن حركة دخول السوريين لأراضيها، تضمنت قراراً بـ«الحظر الكامل للقادمين من مختلف دول العالم»، وسبق ذلك «عدم السماح بدخول السوريين حاملي الإقامات الأوروبية والخليجية والأميركية والكندية، وحاملي تأشيرات دول (شنغن)، دون موافقة أمنية مسبقة».

ووفق القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق، فإن «القرار، يأتي في ضوء العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والسوري، واستجابة لرغبة قطاع عريض من السوريين»، ويهدف إلى «تعزيز الروابط الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية».

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، تؤكد مصر «وقوفها بشكل كامل مع الشعب السوري، ودعم تطلعاته». فيما قدمت القاهرة، طائرات مساعدات إنسانية، إلى دمشق في الرابع من يناير (كانون الثاني) الحالي، تضم 15 طناً من المساعدات الإغاثية والأدوية والأغذية.

ويشكل استثناء بعض الفئات السورية بمنح تأشيرات الدخول لمصر، «خطوة على طريق تعزيز التلاحم والترابط الشعبي بين القاهرة ودمشق»، وفق الرئيس السابق لرابطة الجالية السورية في مصر، راسم الأتاسي، مشيراً إلى أن «القرار يمثل انفراجة، في ظل حواجز وقيود كثيرة، تفرضها السلطات المصرية، على حركة السوريين القادمين».

ويقيم في مصر ما يقرب من مليون ونصف سوري، وفق بيانات مصرية، فيما يصل عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين بالقاهرة، نحو 153 ألف لاجئ.

ورغم إشادته، يعتقد الأتاسي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن قرار منح تأشيرات الدخول لبعض الفئات «غير كاف، لعودة حركة السوريين بشكل طبيعي لمصر»، مشيراً إلى أن «نسبة قليلة من الجالية التي ستستفيد من القرار، تقارب نحو 5 في المائة من المقيمين»، وقال يجب أن «تكون هناك خطوات أخرى، لتيسير حركة انتقال السوريين، بما ينعكس إيجابياً، على مستوى العلاقات بين القاهرة ودمشق».

ويرى مدير مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، أن قرار منح التأشيرات لبعض الفئات، مؤشر على «تحسن العلاقات المصرية مع الإدارة الجديدة»، وقال إن «القرار ضروري، وسينعكس إيجابياً، على روابط الجالية بمصر، واستثمارات وتجارة كثير من المستثمرين، الذين يمتلكون شركات وأعمالاً بمصر».

وارتبط الوجود السوري في مصر، باستثمارات عديدة، أبرزها انتشار المطاعم السورية في مدن مصرية مختلفة.

ورغم عدم وجود إحصاء رسمي بعدد الطلاب السوريين بمصر، فإن ملهم الخن قدّر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، عدد الدارسين من أبناء الجالية السورية في المدارس والجامعات بنحو «10 آلاف طالب سوري»، وقال إن «كثيراً من الأسر السورية، ما زالت ترتبط معيشتها بالإقامة في المدن المصرية ولا تفضل العودة حالياً، خصوصاً المستثمرين، والأسر التي لديها طلاب في مراحل التعليم»، عادّاً «تسهيل حركة تنقلاتهم خطوة مهمة وضرورية».