أكّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، مساء أمس (الخميس)، أن اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي استمر على مدار يومين، «نجح في وضع الأساس» لمناقشات وقرارات مهمة ستُتخذ في قمة الحلف بمدريد في وقت لاحق من هذا الشهر. بدوره، رأى الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، أن قمة مدريد ستكون حدثاً تغييرياً «في وقت محوري لأمننا».
ووصف الوزراء الحرب الدائرة في أوكرانيا بأنها عملية ارتداد على النظام الدولي القائم الذي تم تصميمه على قواعد وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية لحل القضايا سلمياً، وفق سيادة القانون.
وقال أوستن الذي لعب دوراً محورياً في مناقشات وزراء دفاع الحلف، إن حرب روسيا على أوكرانيا تشكّل تحدّياً مباشراً لهذا النظام، ويجب على الناتو التكيف والرد. وأضاف أن النظام الدولي كان ناجحاً في منع تكرار حروب القوى العظمى التي قتلت 40 مليون شخص في القرن العشرين، رغم «الحروب الصغيرة» التي حصلت، وكان لحلف الناتو دور فعال في منع وقوع حرب مع الاتحاد السوفياتي، واستطاع التكيف مع مرحلة تفككه بعد سقوط جدار برلين، من أجل «تصدير» السلام. وأوضح: «منذ الغزو الروسي الذي لا يمكن الدفاع عنه لأوكرانيا، كان علينا أن نواجه أحداثاً كنا نأمل جميعاً ألا تحدث أبداً. وقد واجه هذا التحالف التحدي بتصميم، وفوق كل ذلك، بالوحدة».
وتابع وزير الدفاع الأمريكي أن التحالف يتطلّع إلى تعزيز الردع والدفاع في دول التحالف الشرقية. وأضاف أنه «خلال هذه الأزمة الهائلة في الأمن الأوروبي، نحن فخورون بالوقوف معاً لتعزيز النظام الدولي القائم على القواعد، الذي يحمينا جميعاً». وأكد أن التحالف «ارتقى إلى مستوى التحدي المتمثل في حرب بوتين التي اختارها والهجوم الروسي على الأمن عبر المحيط الأطلسي». وقال: «لقد قام حلفاؤنا بتنشيط الخطط الدفاعية لحلف الناتو. ونشروا عشرات الآلاف من القوات في المناطق الشرقية من الحلف، إلى جانب الأصول الجوية والبحرية المهمة تحت قيادة الناتو المباشرة».
وشدد على أن الحلف يتطلع إلى المستقبل ويضع قادته خططاً طويلة الأجل لردع أي اعتداء والدفاع عن كل شبر من أراضيه، الذي يستهدف الآن بشكل خاص الشرق. وأكد أنه سيتم تقديم الكثير من توصيات الوزراء إلى قادة الناتو في مدريد، وسيشمل ذلك قرارات تحديد القواعد، وانتشار القوات في جميع أنحاء القارة.
وحول الصين، قال أوستن إن أعضاء التحالف يدركون أهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وضمان بقائها «حرة ومفتوحة» ويمكن الوصول إليها. وأضاف: «ليست روسيا الدولة الوحيدة التي تسعى إلى قلب النظام القائم على القواعد. فالصين أيضاً تريد استبدال النظام رغم أنه رفعها اقتصادياً». ولفت إلى أن المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي يراقب بحذر منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتابع: «لذلك، رأينا عدداً من الدول الأعضاء (...) تعمل بالتعاون مع دول مثل أستراليا واليابان».
توصيات وزراء دفاع «الناتو» تمهد لـ«قمة مدريد»
أوستن: روسيا والصين تريدان تغيير النظام الدولي
توصيات وزراء دفاع «الناتو» تمهد لـ«قمة مدريد»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة