احتجاجات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم ومقتل متظاهر

«الغذاء العالمي» يحذر من مجاعة تهدد ثلث سكان السودان

متظاهرون سودانيون في أحد شوارع الخرطوم يطالبون بالحكم المدني (أ.ب)
متظاهرون سودانيون في أحد شوارع الخرطوم يطالبون بالحكم المدني (أ.ب)
TT
20

احتجاجات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم ومقتل متظاهر

متظاهرون سودانيون في أحد شوارع الخرطوم يطالبون بالحكم المدني (أ.ب)
متظاهرون سودانيون في أحد شوارع الخرطوم يطالبون بالحكم المدني (أ.ب)

أكدت مصادر حقوقية سودانية، أمس (الخميس)، مقتل أحد المتظاهرين في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم خلال احتجاجات جديدة للمطالبة بالحكم المدني ومحاكمة الذين تسببوا في مقتل محتجين.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان، إن القتيل لقي مصرعه إثر إصابته بطلق ناري متناثر في الصدر والبطن «يرجّح أنه طلق سلاح خرطوش» أطلقته قوات الأمن في مدينة أم درمان أثناء تصديها لتصعيد المواكب السلمية، أمس.
وأشارت اللجنة إلى أن المواكب السلمية التي انطلقت في مدن العاصمة السودانية المثلثة «بحري، أم درمان والخرطوم» تعرضت لعنف مفرط من قبل أجهزة الأمن التي تسيطر عليها السلطة القائمة من أركان الجيش. وأوضحت اللجنة أن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع بذلك إلى 102 منذ بدء المظاهرات التي تخرج بانتظام منذ استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول).
وأمس، خرج مئات المحتجين في وسط الخرطوم وفي حي بري شرق العاصمة وفي مدينة أم درمان غرب النيل إضافة إلى مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة.
واقترب مئات المتظاهرين من محيط القصر الرئاسي بالخرطوم، على الرغم من الاستعدادات الأمنية العالية والانتشار الأمني الكبير للقوات النظامية من الفصائل المختلفة التي طوقت المداخل والشوارع الرئيسية المؤدية إلى قلب الخرطوم.
وكانت لجان المقاومة «تنظيمات شعبية» دعت إلى مظاهرة مليونية في كل أنحاء البلاد، تطالب الجيش بالعودة إلى الثكنات وتسليم السلطة لحكومة مدنية.
في الوقت نفسه، حذر برنامج الغذاء العالمي من مجاعة حادة تضرب السودان، يعاني منها نحو 15 مليون (ثلث السكان).
وعزا المدير القطري للبرنامج، إيدي رو، هشاشة الأوضاع إلى الأزمات السياسية والاقتصادية والنزاعات المجتمعية، وإلى الصدمات المناخية؛ حيث توقع أن تدفع هذه الأسباب إلى مواجهة الملايين الجوع والفقر.
ووفقاً للتقييم الذي أجراه البرنامج، فإنه من المرجح أن تستمر حالة الأمن الغذائي المقلقة، وبحلول العام المقبل، قد ينزلق ما يصل إلى 40 في المائة من السكان، إلى انعدام الأمن الغذائي، الذي سبق أن حذرت منه تقارير المنظمات الدولية.
وذكر «رو» أن مستويات التمويل لا تتوافق مع الاحتياجات الإنسانية، وتستدعي التحرك لتجنب زيادة مستويات الجوع وإنقاذ أرواح أولئك المتضررين بالفعل.
ومن جانبه، قال ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان، بابا غانا أحمدو، إذا لم يتلق دعماً قوياً للموسم الزراعي الحالي، فإن عدد الأشخاص غير الآمنين غذائياً قد يرتفع بشكل كبير إلى مستويات غير مسبوقة، ويؤدي في النهاية إلى مزيد من الصراع والنزوح.
وأشار إلى أن الصراع في أوكرانيا أدى إلى تفاقم الوضع حيث ارتفعت أسعار الغذاء والوقود في السودان، الذي يعتمد على واردات الغذاء؛ حيث يأتي نحو نصف واردات القمح في البلاد من منطقة البحر الأسود.
ودعت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، لمواجهة الارتفاع الحاد في انعدام الأمن الغذائي، لأجل إنقاذ الأرواح ومنع أزمة جوع تلوح في الأفق في السودان.
وأظهر التقرير الشامل للأمن الغذائي هشاشة الأوضاع وانعدام الأمن الغذائي في جميع ولايات السودان، البالغ عددها 18 ولاية، وقد ازداد سوءاً في 16 ولاية من الولايات. ويقع أكثر 10 محليات تضرراً في إقليم دارفور.
وكشف تقييم سابق لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، صدر في مارس (آذار) الماضي، أن قلة المحاصيل في أجزاء كثيرة من السودان أثرت سلباً على توفر الغذاء وفرص كسب العيش. وبناءً على ذلك، يؤكد التقييم الشامل للأمن الغذائي الصادر حديثاً سوء حالة الأمن الغذائي في السودان.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أبدى السودان رغبته في استئناف نشاط عضويته في الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا، المعروفة اختصاراً بـ«إيغاد»، بعدما كان قد جمد عضويته في يناير (كانون الثاني) 2024، بينما دعت «إيغاد» وفي وقت سابق، إلى فتح صفحة جديدة مع السودان. كما تسعى الحكومة السودانية التي يرأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى فك تعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي، بعدما كان الاتحاد قد علّق عضوية السودان إثر الانقلاب العسكري الذي قاده الجيش على الحكومة المدنية الانتقالية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، إلى جيبوتي، حيث التقى الرئيس إسماعيل عمر غيلة، وسلمه رسالة خطية من البرهان تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، كما التقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف.

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)

من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين الأمين الفاضل، أن نائب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، جدد رغبة السودان في استئناف نشاطه بمنظمة «إيغاد».

وخلال اللقاء، هنأ عقار الرئيس الجيبوتي بفوز بلاده برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، معرباً عن ثقته في أن تتمكن القيادة الجديدة من تصحيح مسار المفوضية نحو القيام بدورها المطلوب في إيجاد الحلول الناجعة للقضايا الأفريقية.

وبحث الجانبان تطورات الأوضاع العسكرية والمسار السياسي في السودان، وملف السودان في الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد»، وفق إعلام مجلس السيادة السوداني.

وعلق السودان عضويته بعد يوم من القمة التي عقدتها «إيغاد» في يناير بالعاصمة الأوغندية كمبالا، والتي شارك فيها قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي تخوض قواته حرباً ضد الجيش منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وكانت الحكومة السودانية قد احتجت حينها على تجاهل الهيئة لقرار السودان الذي نُقل إليها رسمياً، بوقف انخراطه في «إيغاد» وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص السودان، بسبب دعوة الهيئة لحميدتي، وأيضاً بسبب رفض السودان رئاسة دولة كينيا للجنة الرفيعة المعنية بملف الحرب السودانية، بحجة أن كينيا منحازة لـ«قوات الدعم السريع». وتطالب «إيغاد» طرفي النزاع في السودان بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)
الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)

كما سبق أن اتهم السودان «إيغاد» بإضفاء الشرعية على «قوات الدعم السريع»، التي يعدها الجيش السوداني قوات متمردة عليه، رغم أنها كانت فصيلاً يتبع له حتى اليوم الأخير قبل اشتعال الحرب. واستنكر السودان حينها دعوة حميدتي إلى اجتماع قمة يحضره رؤساء الدول والحكومات، وعدّ ذلك تحيزاً وتدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد.

وذكرت وكالة أنباء السودان الرسمية «سونا» أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع بالبلاد وسبل تفعيل آليات عودة السودان لمقعده في الاتحاد الأفريقي، لا سيما أن ملابسات تعليق عضويته جاءت في مرحلة مختلفة عن المرحلة التي يمر بها السودان الآن. وأبدى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي استعداد المفوضية التام لمناقشة قضية عودة السودان ومزاولة نشاطه مع المؤسسات ذات الصلة داخل الاتحاد الأفريقي.

واندلع القتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل 2023، بعد توتر على مدى أسابيع بين الطرفين بشأن عملية سياسية مدعومة دولياً تهدف إلى نقل السلطة إلى المدنيين وتنحي العسكريين عن الحكم.