مبادرات دينية لمواجهة إشكالية الطلاق في مصر

جانب من برنامج "تأهيل المقبلين على الزواج" (المركز الإعلامي للأزهر)
جانب من برنامج "تأهيل المقبلين على الزواج" (المركز الإعلامي للأزهر)
TT

مبادرات دينية لمواجهة إشكالية الطلاق في مصر

جانب من برنامج "تأهيل المقبلين على الزواج" (المركز الإعلامي للأزهر)
جانب من برنامج "تأهيل المقبلين على الزواج" (المركز الإعلامي للأزهر)

أُطلقت في مصر عدد من المبادرات الدينية لمواجهة إشكالية ارتفاع حالات الطلاق في البلاد. ودشن الأزهر مؤخرا برامج إلكترونية، وحلقات نقاشية عن الاستشارات الزوجية والأسرية، وذلك للحفاظ على الأسر المصرية.
وافتتح الأزهر برنامج «تأهيل المقبلين على الزواج». وقال وكيل الأزهر محمد الضويني، إن «الرعاية الأسرية وتحصين المجتمع أمر غاية في الأهمية، وإن الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع، والدولة التي تعاني من تفكك أسرها لن تنهض اقتصاديا». فيما أضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نظير عياد، أن «المشكلات تملأ واقعنا لاسيما المشكلات الاجتماعية»، لافتاً إلى أن «هذه المشكلات تحتاج إلى حلول، ومن أبرز المشكلات تلك التي يعاني منها الزواج، والتي أصبحت معضلة وقضية ينبغي أن يتكاتف الجميع لحلها وإزالة العثرات التي تعيق سيرها»، مؤكداً أن «الأزهر يبادر دائماً بتقديم الحلول والعلاج لقضايا الزواج، ولم ينتظر حتى تقع المشكلات، عملاً بمبدأ (الوقاية خير من العلاج)، للإتيان على المشكلة بكل جوانبها، فضلاً عن استمرار المراقبة والمتابعة لتحصين الأسرة والمجتمع»، مشيراً إلى أن (وحدة لم الشمل) بالأزهر هي إحدى المحاولات الجادة لرأب الصدع بين الأسر.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أسامة الحديدي، إن «برنامج (تأهيل المقبلين على الزواج) يتضمن عدداً من الدورات التدريبية المجانية لتأهيل وتدريب المقبلين على الزواج لغير المتزوجين، حيث تتضمن الدورة عشر محاضرات بواقع محاضرتين في اليوم، يحاضر فيها نخبة من المحاضرين المتخصصين الشرعيين والنفسيين، مضيفاً أن «البرنامج التوعوي يهدف إلى التعرف على المفاهيم الدينية والمجتمعية، واكتساب مهارات التعامل بين الزوجين، وضوابط العلاقات الأسرية، كما تراعي محاورها الأبعاد الدينية والنفسية والاجتماعية والطبية».
في السياق نفسه، واصل مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أمس عقد برامجه الإلكترونية الخاصة بالإشكاليات الأسرية، حيث عقدت واعظات الأزهر حلقة عن «الاستشارات الزوجية والأسرية» تناولت المشكلات الأسرية التي تعاني منها الأسرة سواء ما يتعلق بسلوكيات صادرة من الزوج والزوجة، حيث ناقش المشاركون «الحلول اللازمة لتجاوز هذه المشكلات للوصول إلى مفهوم الأسرة الآمنة التي يتحقق من خلالها الاستقرار المجتمعي». وتأتي سلسلة الاستشارات الزوجية والأسرية باعتبارها أحد أنشطة التوعية التي يقدمها واعظات الأزهر بجانب ما يقدم من برامج مباشرة من الوعاظ، في إطار الاشتباك المستمر مع القضايا المجتمعية والسعي لمواجهتها بشكل مباشر خاصة إشكالية الطلاق.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مسؤولة فرنسية: الرباط وباريس تعيشان «عصراً ذهبياً جديداً»

رئيسة الجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية يائيل برون بيفي (أ.ف.ب)
رئيسة الجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية يائيل برون بيفي (أ.ف.ب)
TT

مسؤولة فرنسية: الرباط وباريس تعيشان «عصراً ذهبياً جديداً»

رئيسة الجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية يائيل برون بيفي (أ.ف.ب)
رئيسة الجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية يائيل برون بيفي (أ.ف.ب)

أكدت رئيسة الجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية، يائيل برون بيفي، الخميس، في العاصمة المغربية الرباط، أن المغرب وفرنسا «يعيشان عصراً ذهبياً جديداً» للتعاون الثنائي بينهما، مشددة على أن المملكة «تعيش على إيقاع دينامية يمكن لفرنسا أن تجد مكانها فيها».

وقالت يائيل بيفي -في تصريح لوكالة الأنباء المغربية الرسمية (لاماب)- عقب مباحثات أجرتها مع رئيس الحكومة، عزيز أخنوش: «نرى إلى أي مدى توجد اليوم دينامية في المغرب يمكن لفرنسا أن تجد فيها مكانها، خصوصاً من خلال مقاولاتها وخبرتها». مشيدة بالشراكة الاستثنائية المعززة، التي أبرمت بين الرباط وباريس بمناسبة زيارة الدولة، التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب، ومؤكدة أنه «يتوّجب علينا أن نعيشها على جميع المستويات».

رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)

في سياق ذلك، أشارت المسؤولة الفرنسية إلى أن «المغرب بلد يتقدم بشكل متناغم، دون أن يترك أحداً خلف الركب». وأشادت في هذا السياق بالتقدم الكبير الذي حققته المملكة في مجالات التعليم والزراعة، والطاقات المتجددة والمياه، فضلاً عن جميع المبادرات الاجتماعية التي تتم لفائدة المواطنين.

وخلال تطرقها لمباحثاتها مع أخنوش حول الشراكة «المغربية - الفرنسية» القوية، ومختلف البرامج المنجزة بالمملكة، وصفت يائيل بيفي هذه المباحثات بالمثمرة للغاية.

وأجرت يائيل بيفي، التي تقوم بزيارة رسمية للمملكة على رأس وفد برلماني مهم، مباحثات مع رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، تندرج في إطار تعزيز آليات التعاون البرلماني بين البلدين، وتمحورت على الخصوص حول سُبل تعزيز التعاون بين مجلس النواب والجمعية الوطنية الفرنسية.

خلال توقيع العاهل المغربي وإيمانويل ماكرون في أكتوبر الماضي على إعلان «الشراكة الاستثنائية الوطيدة» (أ.ف.ب)

كما استقبل رئيس الحكومة المغربية، الخميس، بالرباط، ‏رئيسة الجمعية الوطنية، وتم خلال اللقاء التنويه بعلاقات الصداقة العريقة والمتميزة بين المغرب وفرنسا، والتي تعزّزت بتوقيع العاهل المغربي، الملك محمد السادس، وإيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على الإعلان المتعلق بـالشراكة الاستثنائية الوطيدة، الرامية إلى تمكين البلدين من رفع جميع التحديات بشكل أفضل، وذلك عبر تعبئة جميع القطاعات المعنية بالتعاون الثنائي والإقليمي والدولي.

وفي هذا السياق، ثمّن رئيس الحكومة دعم الجمهورية الفرنسية لسيادة المملكة على الصحراء المغربية، ومبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية المغربية، بوصفها أساساً وحيداً لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.

كما أبرز أهمية الشراكة المغربية الفرنسية في أفريقيا، مستحضراً في هذا السياق رؤية العاهل المغربي تجاه القارة الأفريقية. كما جرى التطرق إلى أهمية التشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام البرلماني المشترك، وتعزيز أدوار مجموعة الصداقة البرلمانية «المغربية - الفرنسية».

حضر هذا اللقاء نائبة رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية، نعيمة موتشو، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية، برونو ‏فوكس، والكاتب العام للجمعية الوطنية الفرنسية، داميان شاموسي، وسفير فرنسا المعتمد بالرباط كريستوف لوكورتيي.‏