كشف وزير العدل الأميركي السابق ويليام بار، أنه والعديد من المساعدين السياسيين الآخرين في البيت الأبيض، أبلغوا الرئيس السابق دونالد ترمب، «مراراً وتكراراً» أن مزاعمه بحصول تزوير في انتخابات 2020 لا أساس لها من الصحة وأنه خسر فعلاً إعادة انتخابه، رغم ادعاءاته المتكررة بخلاف ذلك.
وقال بار، في شهادة مسجلة عبر الفيديو، للجنة التحقيق النيابية في أحداث 6 يناير (كانون الثاني) 2021 في مبنى الكابيتول، إن العديد من مزاعم ترمب بشأن مخالفات في الانتخابات كانت «زائفة وسخيفة تماماً». في المقابل، رد ترمب على تلك الشهادات، قائلاً إن الديمقراطيين يستخدمون الجلسات لـ«صرف الانتباه عن سلسلة من القضايا الاقتصادية التي تواجه البلاد».
مزاعم التزوير «هراء»
وقال بار، الذي كان من أبرز حلفاء ترمب ومن أشد المدافعين عنه خلال التحقيقات بملف التدخل الروسي ومحاكماته أمام الكونغرس: «لقد أخبرت الرئيس بأن مزاعم الاحتيال مجرد هراء»، متذكراً أحد اجتماعاته العديدة في البيت الأبيض مع ترمب قبل استقالته في أواخر عام 2020، وأضاف بار: «لقد كان غاضباً من ذلك، وعندما غادرت الاجتماع، كنت على اقتناع بأن الرئيس أصبح منفصلاً عن الواقع إذا كان يعتقد حقاً أنه قد تم خداعه». وقال: «لم يكن هناك أي مؤشر من قبل ترمب على الاهتمام بما هي الحقائق الفعلية».
ويواصل ترمب حتى اليوم الادعاء بفوزه في الانتخابات بشكل شرعي قبل عامين، وأن جو بايدن أصبح رئيساً من خلال عمليات فرز الأصوات المزورة في عدة ولايات، لكن عمليات إعادة الفرز التي جرت في الولايات التي كانت موقع شك، أظهرت أن بايدن هزمه بفارق ضئيل، وأن أي مخالفات طفيفة، تم الكشف عنها، لم تكن كافية لقلب النتيجة.
غير أن استطلاعات رأي عديدة، لا تزال تظهر أن الكثير من أنصار ترمب ما زالوا مؤمنين بمزاعمه عن فوزه في الانتخابات. وقال بار عن ترمب: «من الواضح أنه خسر الانتخابات. لم تكن هناك أدلة كافية لإلغاء النتيجة».
وعرضت لجنة التحقيق عدة مقاطع فيديو لمسؤولين في عدة ولايات رئيسية يدحضون مزاعم ترمب، بما في ذلك ادعاؤه عن «نقل حمولة شاحنة» من الأصوات لبايدن، إلى عدادات التصويت بعد انتهاء يوم الانتخابات، وأن «الآلاف من القتلى» صوتوا، وأن «صندوق الاقتراع صوت فجأة، بعدما تم سحبه من تحت الطاولة»، بينما كان العمال يحتسبون الأصوات في ولاية جورجيا الجنوبية.
وأدلى نائب وزير العدل السابق بالإنابة، ريتشارد دونو، بشهادته في مقطع فيديو آخر، قال فيها: «أخبرته بأن الكثير من المعلومات التي يحصل عليها مزيفة»، في إشارة إلى ترمب.
وكان من المقرر أن يدلي بيل ستيبين، مدير حملة ترمب السابق، بشهادته يوم الاثنين، لكنه اعتذر بعد أن دخلت زوجته الحامل في المخاض.
وبدلاً من ذلك، عرضت لجنة التحقيق مقاطع من شهادته السابقة، قال فيها إنه وآخرين، حذروا ترمب ليلة الانتخابات، من عدم إعلان النصر، فيما الملايين من بطاقات الاقتراع عبر البريد، والتي ذهبت بكثافة لبايدن، لم يتم احتسابها بعد. وبدلاً من ذلك، استمع ترمب إلى محاميه، رودي جولياني، عمدة مدينة نيويورك السابق، الذي وصفه الشهود بأنه «مخمور ليلة الانتخابات»، الذي أقنعه بإعلان النصر. وقال ستيبين إنه قام بحض ترمب على توخي الحذر في إعلان النصر، مقارنة بجولياني ومحامي ترمب الآخرين، الذين دفعوا بادعاءات الرئيس بالاحتيال في الأسابيع التي تلت الانتخابات.
وفي مقطع فيديو آخر، زعمت محققة اللجنة أماندا ويك، أن حملة ترمب استخدمت مزاعم التزوير الانتخابي لجمع ما يقرب من 250 مليون دولار لمحاربة نتيجة الانتخابات قبل 6 يناير، عندما اقتحم نحو ألفي شخص من مؤيديه مبنى الكابيتول لمنع المشرعين من التصديق على فوز بايدن. وأضافت أن الكثير من الأموال ذهبت إلى «أنشطة سياسية أخرى» يفضلها ترمب.
ترمب يرد
وفي رد مكتوب من 12 صفحة على تلك الشهادات، واصل ترمب مزاعمه بتزوير الانتخابات، وقال إن الديمقراطيين يستخدمون الجلسات لصرف الانتباه عن سلسلة من القضايا الاقتصادية التي تواجه البلاد. وأضاف: «إنهم يائسون لتغيير قصة أمة فاشلة، حتى من دون ذكر الفوضى والموت اللذين تسبب فيهما اليسار الراديكالي قبل أشهر فقط». وقال: «يجب ألا نخطئ، فهم يسيطرون على الحكومة. إنهم يمتلكون هذه الكارثة، وهم يأملون من جلسات الاستماع، أن تغير بطريقة ما احتمالات فشلهم».
وقال المدعي العام ميريك غارلاند، الذي يتعين عليه تقرير ما إذا كان يتعين على وزارة العدل محاكمة ترمب في نهاية جلسات الاستماع، إنه «يراقب ويشاهد ما يجري».
ويليام بار: أبلغت ترمب بأن مزاعمه عن تزوير الانتخابات زائفة
ويليام بار: أبلغت ترمب بأن مزاعمه عن تزوير الانتخابات زائفة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة