استقال حجة الله عبد المالكي وزير العمل الإيراني أمس وسط احتجاجات يومية في أنحاء البلاد على زيادة تكاليف المعيشة يشارك فيها موظفون متقاعدون وتجار وعمال.
وفي حين لم يتضح ما إذا كانت استقالة عبد المالكي مرتبطة مباشرة بالاحتجاجات المستمرة منذ شهر، اتهمه العضو البارز في البرلمان ناصر موسوي لاريجاني «بعدم الكفاءة» في مواجهة الاحتجاجات.
وقال الموقع الإلكتروني لوكالة تسنيم للأنباء شبه الرسمية إن استقالة الوزير جاءت عقب «انتقاد متصاعد لإدارته لسوق العمل ولزيادة هزيلة في أجور التقاعد». وأضاف الموقع في إصداره باللغة الإنجليزية «أثار فشله في توفير عدد مقرر من الوظائف وكذلك الاحتجاجات المتزايدة على الزيادات غير الكافية في أجور التقاعد تكهنات بأن البرلمان سيعزله». وأعلنت وزارة العمل والتعاون والرعاية الاجتماعية أنها ستزيد أجور التقاعد بنسبة 57.4 في المائة إلى 55.8 مليون ريال إيراني (177 دولارا) في الشهر، لكن من يتقاضون أجور التقاعد قالوا إن هذه الزيادة قليلة للغاية ومتأخرة للغاية في مواجهة التضخم المستمر منذ سنوات.
ونقلت وكالة «رويترز» عن النائب لاريجاني قوله أمام البرلمان: «مستوى عدم الثقة غير مسبوق بينما نشهد احتجاجات وغضب العاملين والمتقاعدين». وأضاف أن المتقاعدين عن العمل نحوا كرامتهم جانبا ونزلوا إلى الشوارع لطرح مطالبهم. ومضى قائلا إن اللوم يقع «مباشرة على عدم كفاءة عبد المالكي».
وأشارت المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أمس إلى استمرار الاحتجاجات في عدد من المدن الإيرانية. وجاء في منشور لم يتم التحقق منه أن إضرابات جزئية وقعت في البازارات (الأسواق) في العاصمة طهران وبلدة كازرون في وسط البلاد وفي مركز أراك الصناعي.
من ناحية ثانية، أدخل أكثر من 130 شخصا المستشفى الاثنين في إيران لمعاناتهم من مشاكل في التنفس جراء تسرب من مصنع للمواد الكيماوية في جنوب إيران، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي أمس، مؤكدا أن غالبيتهم غادروا المستشفى.
وأوضحت وكالة «إرنا» أن تحقيقا فتح لمعرفة أسباب تسرب غاز النيتروجين من مصنع لإنتاج كربونات الصوديوم في مدينة فيروزآباد بمحافظة فارس. ونقلت عن مدير هيئة إدارة الكوارث في المحافظة خليل عبد اللهي قوله إن «المصابين عانوا بمعظمهم من مشاكل تنفسية ناتجة عن غاز النيتروجين، وهو غير خطر»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأشار مسؤول طبي في المحافظة إلى أن غالبية هؤلاء غادروا المستشفى، وأن الحادث لم يؤد لأي وفاة، وفق «إرنا».
وافتتح المصنع في عام 2020، وتبلغ طاقته الإنتاجية 320 ألف طن سنويا، وفق الإعلام الرسمي الإيراني. وتستخدم كربونات الصوديوم في صناعة مواد التنظيف والصابون والورق والزجاج ومنتجات بتروكيماوية.
احتجاجات الغلاء تطيح وزير العمل الإيراني
إصابة 130 شخصاً جراء تسرب كيماوي
احتجاجات الغلاء تطيح وزير العمل الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة