اتفاق مبدئي في «الشيوخ» الأميركي على تقييد حمل السلاح

بايدن وصفه بأهم تشريع رغم عدم تقييد البنادق شبه الآلية

مدرسة تكساس التي قُتل فيها 19 طفلاً ومعلمان الشهر الماضي (رويترز)
مدرسة تكساس التي قُتل فيها 19 طفلاً ومعلمان الشهر الماضي (رويترز)
TT

اتفاق مبدئي في «الشيوخ» الأميركي على تقييد حمل السلاح

مدرسة تكساس التي قُتل فيها 19 طفلاً ومعلمان الشهر الماضي (رويترز)
مدرسة تكساس التي قُتل فيها 19 طفلاً ومعلمان الشهر الماضي (رويترز)

أعلنت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي التوصل إلى اتفاق مبدئي وإطار عمل يتعلق بتقييد حمل السلاح بعد حوادث إطلاق النار المأساوية في مدرسة الأطفال بولاية تكساس وفي المتجر في مدينة بافلو في نيويورك.
وركز الاتفاق المبدئي على وضع قيود لسلامة الأسلحة النارية، ورفع سن امتلاك الأسلحة من 18 عاماً إلى 21 عاماً، وإجراء فحص للخلفية الجنائية لمشتري الأسلحة، وتوفير التمويل لقوانين «العلم الأحمر» التحذيرية التي تسهل مصادرة الأسلحة مؤقتاً من الأشخاص الذين يُحتمل أن يكونوا عنيفين، بالإضافة إلى توفير الأموال لتعزيز برامج السلامة المدرسية، والصحة العقلية.
وأصدر عشرون من أعضاء مجلس الشيوخ، من بينهم 10 جمهوريين، بياناً قالوا فيه إن «العائلات خائفة، ومن واجبنا أن نتحد معاً وننجز شيئاً من شأنه أن يساعد في استعادة إحساسهم بالأمن والأمان في مجتمعاتهم». وأشار المشرعون بقيادة السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، والسيناتور الجمهوري جون كورنين والسيناتور الجمهوري ثوم تيليس، والسيناتورة الديمقراطية كريستين، إلى نتائج إيجابية أنتجت الاتفاقية بعد أسبوعين من المحادثات المغلقة، ما قد يسمح بتمرير تشريع حول تقييد السلاح.
ومن المحتمل أن يكون هذا أمراً حاسماً، لأن أكبر عقبة أمام سن الإجراء تكون على الأرجح في مجلس الشيوخ بنسبة 50 – 50، حيث ستكون هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 10 أصوات من الحزب الجمهوري للوصول إلى عتبة 60 صوتاً المعتادة للموافقة. وقال السيناتور ريتشارد بلومنثال، الديمقراطي: «إنها أقل بكثير مما يريده أي منا في الحماية من عنف السلاح، لكنها ستساعد في إنقاذ الأرواح ويمكننا البناء عليها. أنا أعتبرها بداية يمكننا استخدامها كأساس لمزيد من التقدم».
ووصف زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الاتفاق بأنه «خطوة أولى جيدة لإنهاء التقاعس المستمر عن وباء عنف السلاح»، وقال إنه سيطرح الإجراء الكامل للتصويت في أقرب وقت ممكن، فيما كان زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، أكثر تحفظاً، وقال إنه يأمل في التوصل إلى صفقة «تحقق تقدماً كبيراً في القضايا الرئيسية مثل الصحة العقلية والسلامة المدرسية، وتحترم التعديل الثاني، وتحظى بدعم واسع في مجلس الشيوخ، وتحدث فرقاً لبلدنا».
ورغم الانتقادات بأن هذا الاتفاق المبدئي لا يرقى الاقتراح إلى مستوى الخطوات الأكثر صرامة التي سعى إليها الرئيس بايدن والعديد من الديمقراطيين، فقد أثنى بايدن على هذا التوافق الحزبي المبدئي، واعتبر الاتفاق إشارة إلى تحول كبير بعد سنوات من مذابح الأسلحة التي لم تسفر إلا عن القليل من الجمود في الكونغرس. وقال، في بيان، إن «هذا الاتفاق المبدئي لا يفعل كل ما هو ضروري لمواجهة المشكلة، لكنه ضروري ويعكس خطوات مهمة في الاتجاه الصحيح، وسيكون أهم تشريع لسلامة الأسلحة يمرره الكونغرس منذ عقود». وأضاف: «بالنظر إلى دعم الحزبين، لا توجد أعذار للتأخير، ولا يوجد سبب لعدم التحرك بسرعة من خلال مجلسي الشيوخ والنواب».
ويعد الاتفاق أقل طموحاً من المقترحات التي قدمتها إدارة بايدن والديمقراطيون لحظر البنادق شبه الآلية والبنادق الهجومية ومخازن الذخائر عالية السعة. ويأمل المشرعون في دفع أي اتفاق إلى قانون بسرعة خلال الشهر الجاري، قبل أن يتلاشى الزخم السياسي الذي أحدثته عمليات إطلاق النار الجماعية الأخيرة. وحذر المشاركون من أنه لا يزال يتعين استكمال التفاصيل النهائية واللغة التشريعية، ما يعني احتمال ظهور نزاعات وتأخيرات جديدة.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
TT

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

قال مايك والتس، مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب، الأحد، إن رصد سلسلة من الطائرات المسيرة في ولاية نيوجيرسي وولايات أخرى سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي للولايات المتحدة ينبغي معالجتها.

وقللت إدارة الرئيس جو بايدن من المخاوف بشأن مشاهدة عدد من الطائرات المسيرة، وقالت إنه لا يوجد دليل على أي تهديد للأمن القومي. لكن مشرعين أميركيين، بينهم بعض رفاق بايدن الديمقراطيين، عبروا عن إحباطهم مما وصفوها بعدم شفافية الحكومة وعدم التصدي للمخاوف العامة.

وقال والتس في تصريح لشبكة «سي بي إس نيوز»: «ما تشير إليه قضية الطائرات المسيرة هو نوع من الفجوات في وكالاتنا... فجوات بين وزارة الأمن الداخلي، ووكالات إنفاذ القانون المحلية، ووزارة الدفاع».

وأضاف والتس، في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: «تحدث الرئيس ترمب عن قبة حديدية لأميركا. يجب أن يشمل ذلك الطائرات المسيرة أيضاً، وليس فقط أسلحة مثل الصواريخ الأسرع من الصوت»، وفقاً لوكالة «رويترز». وطورت إسرائيل منظومة القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، وهي نظام دفاع جوي متنقل مصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية التي تعرض المناطق المأهولة بالسكان للخطر.

وبدأت مشاهدة طائرات مسيرة في نيوجيرسي في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنها انتشرت في الأيام القليلة الماضية لتشمل ماريلاند وماساتشوستس وولايات أميركية أخرى. وقد استحوذت هذه المشاهدات على اهتمام وسائل الإعلام، ودفعت إلى إنشاء صفحة على موقع «فيسبوك» تضم ما يقرب من 70 ألف عضو.

ودافع وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس عن رد الولايات المتحدة على مثل هذا التهديد المحتمل، قائلاً إن وزارته نشرت أفراداً وتكنولوجيا لمواجهتها. وقال مايوركاس لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «إذا كان هناك أي سبب للقلق، وإذا حددنا أي تورط أجنبي أو نشاط إجرامي، فسوف نتواصل مع الجمهور. لكن في الوقت الحالي، لا علم لنا بشيء من هذا القبيل».

من جانبه، حث السيناتور الأميركي تشاك شومر الحكومة الفيدرالية على استخدام تكنولوجيا أفضل لتعقب تلك المسيرات بهدف التعرف عليها، وفي نهاية المطاف إيقاف هذه «الآفات الجوية». ووفقاً لتصريحات صادرة عن مكتبه، دعا شومر، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية نيويورك، وزارة الأمن الداخلي إلى استخدام تكنولوجيا خاصة على الفور لتحديد وتعقب هذه المسيرات حتى نقاط هبوطها.

وتأتي دعوات شومر وسط تزايد القلق العام من أن الحكومة الفيدرالية لم تقدم تفسيرات واضحة بشأن من يقوم بتشغيل المسيرات، كما أنها لم توقفها. وقال مسؤولو الأمن القومي إن هذه المسيرات لا يبدو أنها علامة على تدخل أجنبي.

وذكر الرئيس المنتخب دونالد ترمب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي: «هل يمكن أن يحدث هذا حقاً دون علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك. دعوا الرأي العام يعرف، وأن يعرف الآن. وإلا، فأسقطوها».