ضغوط على لندن لإبعاد الإعدام عن مغربي ملاحق في دونيتسك

المغربي سعدون إبراهيم متوسطاً البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر أمام المحكمة في دونيتسك في 9 يونيو (ا.ب.ا)
المغربي سعدون إبراهيم متوسطاً البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر أمام المحكمة في دونيتسك في 9 يونيو (ا.ب.ا)
TT

ضغوط على لندن لإبعاد الإعدام عن مغربي ملاحق في دونيتسك

المغربي سعدون إبراهيم متوسطاً البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر أمام المحكمة في دونيتسك في 9 يونيو (ا.ب.ا)
المغربي سعدون إبراهيم متوسطاً البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر أمام المحكمة في دونيتسك في 9 يونيو (ا.ب.ا)

تعرضت حكومة المملكة المتحدة، أمس الأحد، لضغوط من أجل الدفع باتجاه الإفراج عن مغربي قضت محكمة منطقة انفصالية موالية لروسيا في أوكرانيا بإعدامه مع بريطانيين. وكانت محكمة تابعة للسلطات الانفصالية الموالية لروسيا في إقليم دونيتسك في شرق أوكرانيا قد قضت بإعدام البريطانيين والمغربي بعدما قبضت عليهم قوات روسية أثناء قتالهم إلى جانب قوات كييف. ويُعتقد أن البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون استسلموا في أبريل (نيسان) بعدما شاركوا في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول المحاصرة.
وقال الوزير البريطاني لشؤون آيرلندا الشمالية براندون لويس، في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، إن حكومة المملكة المتحدة «منخرطة بالكامل» مع السلطات الأوكرانية «في مساعٍ لمساعدة أسلين وبينر بعد المحاكمة الصورية» التي أجريت لهما.
والبريطانيان ملتحقان رسمياً بالقوات الأوكرانية، ولهما الحق في الاستفادة من وضعية حماية أسرى الحرب بموجب اتفاقية جنيف، وفق لويس. وقالت زينا كوتنكو صديقة سعدون في تصريح لشبكة «سكاي» من منزلها في شمال إنجلترا، حيث استقرت بعد هروبها من الغزو الروسي، إن المملكة المتحدة يجب أن تتدخل لصالح سعدون. وأوضحت كوتنكو، أنها التقت سعدون البالغ 21 عاماً للمرة الأولى في ملهى ليلي بكييف، ووصفته بأنه «لطيف» و«منفتح» و«مرح». وقالت إن سعدون التحق رسمياً بالجيش الأوكراني بعد محاولات عدة، إذ اعتبر وزنه سابقاً دون المعدل.
ووجهت كوتنكو نداء إلى حكومة المملكة المتحدة قائلة «رجاء اكترثوا للناس الذين يكترثون للديمقراطية». وتابعت: «الناس هم الصوت، هم وجه الحكومة. وجه الحكومة يقبع حالياً في السجن... رجاء أنقذوا (سعدون)».
ولم تدل الحكومة المغربية بأي تعليق على القضية. وكان إبراهيم سعدون طالباً في أوكرانيا عند بدء الهجوم الروسي، حسب والده الذي أكد للموقع الإخباري المغربي «مدار 21»، أن نجله «ليس مرتزقاً»، وأنه تجند للقتال بشكل شرعي. وفي تصريح لوكالة «بي إيه» الإخبارية البريطانية، قال ديميترو خرابستوف (20 عاماً) صديق سعدون، إن الشاب المغربي «لامع ومفعم بالحماسة، يحلم بالتكنولوجيا المستقبلية وبإحداث تغيير». وأوضح أنه التقاه بحفلة في كييف قبل الحرب، وهو يخوض حملة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الإفراج عنه.
والتحق المغربي بالجيش الأوكراني العام الماضي، وقال لأصدقائه إنه يريد أن «يموت بطلاً»، وفق خرابستوف.
والبريطانيان يقيمان في أوكرانيا منذ عام 2018، وقررا المشاركة في القتال بعدما شنت روسيا هجومها على البلاد، وفق عائلتيهما اللتين نفتا أن يكونا «مرتزقة»، وهو ما تتهمهما به محكمة المنطقة الانفصالية في أوكرانيا. وبينر البالغ 48 عاماً متزوج من أوكرانية، فيما أسلين (28 عاماً) مرتبط بواحدة. والسبت قالت عائلة بينر إنها «محطمة» بسبب الحكم الصادر بحقه، وأعربت عن تضامنها مع «كل العائلات المشمولة بهذا الوضع المروع». وتابعت: «نأمل بصدق أن يتعاون كل الأطراف بشكل عادل لضمان الإفراج الآمن عن شون أو تبادله».
والجمعة رجح سفير أوكرانيا في لندن فاديم بريستايكو، أن يحصل تبادل بين البريطانيين ونواب أوكرانيين موالين لروسيا. ورداً على سؤال لهيئة «بي بي سي» حول كيفية الإفراج عن هؤلاء، أوضح بريستايكو: «ستكون عملية تبادل (...) السؤال هو ماذا سيكون الثمن؟».


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.