استحقاقات مصيرية تلزم «القوات» و«الكتائب» تخطي خلافاتهما

TT

استحقاقات مصيرية تلزم «القوات» و«الكتائب» تخطي خلافاتهما

فرضت نتائج الانتخابات البرلمانية على القوى السيادية، خصوصاً حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، تخطّي خلافات المرحلة السابقة، والعمل ضمن مشروع سيادي يحاكي تطلعات اللبنانيين الذين منحوهم الثقة وأوصلوهم إلى الندوة النيابية بكتل وازنة، ويعترف الطرفان بأن الاستحقاقات المصيرية تحتّم عليهما، تجاوز التباينات والعمل ضمن «جبهة وطنية سيادية قادرة على مواجهة المشروع الفارسي في لبنان».
وقبيل الدعوة لاستشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس للحكومة العتيدة والبدء بمخاض تشكيلها، تبادل الحزبان رسائل وديّة تؤسس لتعاون نيابي وسياسي مشترك، حيث شدد عضو كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب غياث يزبك، على ضرورة «تجاوز المماحكات والانتقادات التي فرضتها أحداث الماضي، والتأسيس لمرحلة مختلفة».
وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان «يمر بمرحلة مفصلية وخطيرة للغاية، تهدد كلّ إنجازات ثورة الشعب اللبناني، وكلّ التضحيات التي قدمها حزبا (القوات) و(الكتائب) خلال تاريخهما النضالي».
وقال: «يدنا ممدودة لزملائنا نواب (الكتائب)، وكنا نراهن قبل الانتخابات على تشكيل جبهة سيادية ينبثق عنها تحالف انتخابي يصب في مصلحة الطرفين، أما وأن الانتخابات باتت وراءنا، فإن قلوبنا مفتوحة وأيدينا ممدودة للعمل على بناء جبهة سيادية تقارب المواضيع السياسية والإنمائية والأمنية ضمن مشروع مشترك ينقذ البلد».
وكان التباين السياسي بين «الكتائب» و«القوات اللبنانية»، بدأ مع التسوية الرئاسية واتفاق معراب مطلع عام 2016، الذي أعلن فيه رئيس القوات الدكتور سمير جعجع تأييده ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ومن ثم وقع الافتراق بينهما بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020، واستقالة نواب «الكتائب» من البرلمان، وامتناع نواب «القوات» عن الاستقالة، لكنّ التحديات التي يواجهها الحزبان تدفعهما إلى تجاوز الماضي، وأبدى عضو كتلة «الكتائب» النائب سليم الصايغ، أسفه لأنه «في الوقت الذي ينشئ فيه (حزب الله) تكتلات الحدّ الأقصى، ننجز كقوى معارضة تحالفات الحدّ الأدنى، وما بين هذين الحدين هوامش كبيرة». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حزب الكتائب اتخذ قراراً سياسياً واضحاً، وهو البناء على نتائج الانتخابات والسعي لجمع أكبر عدد من القوى الحيّة في مجلس النواب للحفاظ على هوية لبنان ومنع السيطرة على مقدراته».
وينطلق الفريقان من قوّة تأثير الأصوات النيابية المناوئة لتحالف الثنائي الشيعي («حركة أمل» و«حزب الله») و«التيار الوطني الحرّ»، التي فرضت نفسها في انتخابات مجلس النواب التي حصلت الثلاثاء الماضي، وأكد الصايغ أنه «كما كان حزب الكتائب و(القوات اللبنانية) في الموقع نفسه في انتخاب رئيس المجلس ونائبه، فإننا اتخذنا قراراً بالتعاون مع الجميع، وقد تكون (القوات) على رأسها عندما يتعلّق الأمر بسيادة لبنان، ونكون أيضاً مع القوى التغييرية عندما يتعلّق الأمر بالإصلاح». وأضاف: «نستطيع ككتائب من خلال قدرتنا على التواصل مع كلّ الأطراف أن نكون حلقة الوصل بين الجميع».
صحيح أن قوى المعارضة أخفقت في إيصال مرشحها إلى مركز نائب رئيس مجلس النواب، لكنّها كسرت الجليد الذي اعترى علاقتهما في السنوات الأخيرة، ويعترف النائب غياث يزبك بحصول «تواصل وتناغم مع نواب الكتائب خلال جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه، ونأمل أن يؤسس ذلك لتعاون في استحقاقات سريعة وخطيرة، وأهمها انتخاب اللجان النيابية وتشكيل الحكومة العتيدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومواجهة المشروع الفارسي».
وأضاف: «علينا أن نتصدّى لمحاولات إيران بالإطباق على لبنان، وأن نكون أهلاً للثقة التي منحنا إياها الشعب، وأن نتوحدّ ضمن فريق سيادي، لا أن نتحول إلى معارضات متعارضة، وأن يبقى مشروعنا وطنياً، ونثبت أننا أكثرية قادرة على التغيير ضمن عمل وطني متعالٍ عن الصغائر، وقادرة على مواجهة مشروع حزب الله»، معتبراً أن «أي عمل بخلاف هذه المبادئ هو انقلاب فاضح على التفويض الشعبي الذي راهن على مشروعنا السيادي الهادف إلى استرجاع السيادة الوطنية».
وحددت القوى السيادية أولوياتها التي تطلق بها عملها النيابي والتشريعي، ولفت النائب سليم الصايغ إلى «أهمية التعاون في المرحلة المقبلة، وأن تكون النظرة واحدة في التعاطي مع مسألة تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية». ورأى أنه «لم يعد جائزاً بعثرة القوى التي تربطها قضايا جوهرية تتعلّق بمصير لبنان ومستقبل أبنائه»، مشيراً إلى ناحية مهمّة للغاية، وهي أن «الأغلبية في المجلس النيابي باتت متحركة، ما يجعل البرلمان الحالي متوازناً ويمنع أحادية واستقواء (حزب الله) ومحاولات وضع يده على البلد».
وتابع الصايغ: «نحن لا نفرض مشروعنا على أحد، لكن الشعب اللبناني ينتظر منّا ومن (القوات اللبنانية) والكتلة التغييرية، مشروعاً إنقاذياً يرضيه ويرضي أشقاء لبنان وأصدقاءه».
وختم بالقول: «لن نقبل بأخذ البلد مجدداً إلى اللعبة التقليدية، بل يجب تغليب مصلحة الشعب والوطن على كل المصالح الفئوية والحزبية».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ماكرون قريباً في لبنان... وتأكيد فرنسي على دعم «غير مشروط» بعد انتخاب عون

الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)
الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)
TT

ماكرون قريباً في لبنان... وتأكيد فرنسي على دعم «غير مشروط» بعد انتخاب عون

الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)
الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)

عجلت فرنسا في الإعراب عن سرورها بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية في الجولة الثانية من جلسة مجلس النواب، وعدّت أن وصوله إلى «قصر بعبدا» يأتي «في لحظة تاريخية وحاسمة بالنسبة إلى لبنان، هذا الانتخاب يضع حداً لسنتين من الشغور الرئاسي الذي أضعف لبنان. ويفتح صفحة جديدة للبنانيين، وينبغي أن يكون الانتخاب مصدر أمل لهم ولجميع شركاء لبنان وأصدقائه»، فيما أعلن «الإليزيه» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور «لبنان قريبا جدا»، بعد اتصال هاتفي جمعه مع الرئيس عون وتمنّى فيه الرئيس الفرنسي «كل النجاح» لنظيره اللبناني.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية، قد قالت بعد دقائق قليلة من انتهاء العملية الانتخابية، في بيان قرأه كريستوف لوموان، الناطق باسمها، إن انتخاب الرئيس الجديد «مصدر تشجيع لفرنسا، التي عملت جاهدةً على إعادة تشغيل المؤسسات اللبنانية عبر التعبئة الكاملة للوزير جان نويل بارو، وبعثة المساعي الحميدة التي يقودها منذ يونيو (حزيران) 2023 الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في لبنان، جان إيف لودريان، بالتعاون الوثيق، بالطبع، مع شركائنا في (اللجنة الخماسية)».

هذا وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون «أبلغ الرئيس عون بأنّ فرنسا ستواصل جهودها الرامية للتوصل سريعاً إلى تشكيل حكومة قادرة على جمع اللبنانيين وتلبية تطلعاتهم واحتياجاتهم وإجراء الإصلاحات اللازمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار والاستقرار والأمن وسيادة لبنان».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً لسفراء بلده عبر العالم الاثنين الماضي... وقد لعب دوراً ميسِّراً ساهم في انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية (أ.ف.ب)

بيد أن الدور الفرنسي لم يتوقف عند بارو وبعثة لودريان؛ إذ إن الرئيس إيمانويل ماكرون أدى درواً خاصاً وفاعلاً عبر الاتصالات الكثيرة التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين، الذين دعا بعضهم إلى باريس، والبعض الآخر تواصل معه عبر الهاتف، حتى في الأيام الأخيرة. فضلاً عن ذلك، أجرى ماكرون مشاورات عدة مع الجانب الأميركي ومع أطراف عربية، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية، وكذلك مع مصر والأردن وقطر والإمارات. كذلك لعبت الخلية الدبلوماسية في «قصر الإليزيه» دوراً مهماً، ممثلة في مانويل بون، مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية، وآن كلير لو جاندر، مستشارته لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي.

باريس تدعو لتعجيل تشكيل حكومة داعمة للرئيس الجديد

لم تكتف باريس بالتهنئة؛ بل وجهت مجموعة من الرسائل؛ أولاها دعوة السلطات والسياسيين اللبنانيين إلى «الانخراط في إنهاض مستدام» للبنان الغارق منذ سنوات في أزمات متعددة الأشكال سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً، فضلاً عن إعادة إعمار ما تهدم بسبب الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» وما نتج عنها من دمار مخيف. والطريق إلى ذلك، يمر، وفق «الخارجية» الفرنسية، عبر «تشكيل حكومة قوية، وداعمة لرئيس الجمهورية، وقادرة على لمّ شمل اللبنانيين والاستجابة لتطلعاتهم واحتياجاتهم، وإجراء الإصلاحات اللازمة لانتعاش لبنان الاقتصادي واستقراره وأمنه وسيادته».

وسبق لفرنسا أن أسدت، مع دول رئيسية أخرى، هذه النصائح للبنان منذ سنوات كثيرة وقبل الشغور الرئاسي؛ لا بل إنها دعت منذ عام 2018 السلطات اللبنانية إلى القيام بإصلاحات سياسية (الحوكمة) واقتصادية يحتاجها لبنان، ويطالب بها المجتمع الدولي والمؤسسات المالية والاقتصادية الإقليمية والدولية؛ لمد يد العون والمساعدة للبنان. ويتعين التذكير بأن مؤتمر «سيدر» الذي دعت إليه فرنسا واستضافته في عام 2018، وعد بتقديم 11 مليار دولار للبنان قروضاً ومساعدات؛ شرط إتمام الإصلاحات، وهو الأمر الذي لم يحدث.

الرئيس اللبناني الجديد مستعرضاً الحرس الجمهوري لدى وصوله إلى قصر بعبدا الخميس (د.ب.أ)

دعم غير مشروط للبنان

ترى باريس أن انتخاب العماد عون يمكن أن يساهم في أمرين؛ الأول: الذهاب إلى استقرار لبنان من جهة؛ وثانياً، من جهة أخرى، «التنفيذ السليم، في المستقبل القريب، لوقف إطلاق النار» بين لبنان وإسرائيل بموجب الاتفاق المبرم في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي دفعت باريس إليه بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية.

بيد أن الرسالة الأخرى التي شددت عليها وزارة الخارجية الفرنسية عنوانها أن باريس «ملتزمة بحزم» بتحقيق هذا الأمر (احترام وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي رقم «1701»)، وذلك «إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية و(قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - يونيفيل)».

وزيرا خارجية فرنسا والولايات المتحدة يتحدثان للصحافة بمقر وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء (أ.ف.ب)

وبكلام قاطع، أرادت فرنسا أن تقول إنها إذا كان لها دور عبر مشاركتها في «اللجنة الخماسية» وفي دفع الطبقة السياسية اللبنانية إلى الوصول لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، إلا إنها لن تتخلى عن لبنان مستقبلاً. وجاء في بيان «الخارجية» أن فرنسا «وقفت إلى جانب لبنان والشعب اللبناني، وستواصل القيام بذلك، وهو الأمر الذي يعلم به رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد جوزيف عون».