موالون لحكومة باشاغا يغلقون ميناءي نفط للضغط على الدبيبة

رئيس المجلس الرئاسي الليبي مستقبلاً محمد عون وزير النفط بحكومة «الوحدة» (الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي مستقبلاً محمد عون وزير النفط بحكومة «الوحدة» (الرئاسي)
TT

موالون لحكومة باشاغا يغلقون ميناءي نفط للضغط على الدبيبة

رئيس المجلس الرئاسي الليبي مستقبلاً محمد عون وزير النفط بحكومة «الوحدة» (الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي مستقبلاً محمد عون وزير النفط بحكومة «الوحدة» (الرئاسي)

أعاد موالون لحكومة «الاستقرار» الليبية الجديدة، برئاسة فتحي باشاغا، إغلاق بعض الحقول النفطية في مناطقهم، في محاولة جديدة للضغط على حكومة «الوحدة» المؤقتة، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، تزامنا مع استمرار حالة الاستنفار الأمني في العاصمة طرابلس، وسط تحركات مكثفة للميليشيات المسلحة.
وأعلن عدد من أهالي بلدية خليج السدرة النفطي، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إغلاق الميناء، احتجاجا على تهميش المنطقة، وعدم توزيع الثروة بالتساوي، وقالوا إن الميناء سيظل مغلقا لحين تسليم حكومة الدبيبة السلطة لحكومة باشاغا، وأرجعوا هذه الخطوة الى ماوصفوه بـ«المعاناة والتهميش التي نتعرض لها في مناطق برقة (شرق)، وجحود حقوقها وتبذير ثروات الدولة».
كما أغلق أهالي طبرق ميناء الحريقة، وتعهدوا في بيان بعدم فتحه حتى إزالة مجلسي النواب والدولة، والحكومات المنبثقة عنهما، عن المشهد السياسي وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهددوا بأنه «لا مياه ولا كهرباء، بل وحتى قرارات تعيين أبنائنا لم يُنظر لها بعين الاعتبار».
وبهذه الخطوة يتوسع الحصار، الذي تفرضه الجماعات المتحالفة مع «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر شرق البلاد، على إنتاج النفط الليبي بعد إغلاق محطتي تصدير إضافيتين، وهو ما يمثل تهديدا بإغلاق محطتين أخريين، وخفض الإنتاج عند مستوى منخفض.
وتوقفت الصادرات في ميناءي رأس لانوف والسدير، بينما نقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن مهندسين في حقل صرير أن الإنتاج قد تقلص.
وانخفض إنتاج النفط بالفعل بنحو النصف إلى 600 ألف برميل يوميا، بعد أن أغلقت الجماعات حقلي الشرارة والفيل الرئيسيين الشهر الماضي، على الرغم من استئناف العمل في الشرارة لفترة وجيزة هذا الأسبوع، قبل التوقف مرة أخرى. وقد طالبت الجماعات، التي أغلقت المنشآت، الدبيبة بتسليم السلطة لغريمه باشاغا، علما بأن فترات التوتر السياسي السابقة كثيرًا ما شهدت عمليات إغلاق لإنتاج النفط، أو تصديره من قبل قوى مختلفة.
في المقابل، أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، لدى اجتماعه مساء أول من أمس في طرابلس مع محمد عون، وزير النفط بحكومة الوحدة، على أهمية حلحلة الإشكاليات التي تعوق عمل القطاع، لما يمثله النفط من أهمية كبيرة لليبيين، لكونه المورد الأساسي للاقتصاد الوطني، كما شددا على ضرورة تنسيق الجهود بين الوزارة والمؤسسة الوطنية للنفط، والشركات النفطية لضمان النهوض بهذا القطاع المهم.
وقال بيان للمجلس الرئاسي إن عون قدم للمنفي إحاطة حول سير عمل المؤسسات والشركات النفطية، وإنتاج النفط والغاز بالحقول والموانئ النفطية، مشيرا إلى بعض التحديات التي تواجه تطوير القطاع في مختلف أنحاء البلاد.
في غضون ذلك، أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام محلية انتشار آليات عسكرية، وأفراد مشاة تابعين لكتيبة القوة الثامنة، المعروفة باسم «النواصي»، والمؤيدة لباشاغا، في عدد من شوارع طرابلس، بالتزامن مع وصول أرتال عسكرية لميليشيات موالية لحكومة الدبيبة من خارج المدينة، في تحركات تمثل أحدث انتهاك من نوعه لحظر فرضه مؤخرا، ومن جانب واحد، المجلس الرئاسي يمنع بموجبه تحرك أي مجموعات مسلحة فى العاصمة دون موافقته.
في شأن آخر، استبق المجلس الأعلى للدولة الجولة المقررة من محادثاته مع مجلس النواب في القاهرة الأسبوع المقبل، للتوصل إلى الإطار الدستوري اللازم لإجراء انتخابات وطنية شاملة، بعقد لجنة مساره الدستوري اجتماعاً مساء أول من أمس، مع التكتل الوطني للأحزاب الليبية، لمناقشة مواد الوثيقة الدستورية، التي تنظم المرحلة القادمة والعملية الانتخابية، وسبل تذليل الصعاب للوصول إلى اتفاق نهائي.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مصر تستعرض خطتها لتعويض «عجز مائي» يقدَّر بـ54 مليار متر مكعب

سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)
سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)
TT

مصر تستعرض خطتها لتعويض «عجز مائي» يقدَّر بـ54 مليار متر مكعب

سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)
سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)

قال وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم، الاثنين، إن بلاده تطبق خطة شاملة لتعظيم الاستفادة من مواردها المائية المحدودة، تتضمن التوسع في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، واستيراد محاصيل من الخارج.

وتعاني مصر من «عجز مائي» يقدَّر بنحو 54 مليار متر مكعب سنوياً، حيث تبلغ مواردها المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، يقابلها احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، حسب الوزير المصري.

وشارك سويلم في جلسة «سد الفجوة وتعزيز الشراكات لصالح الإنسان وكوكب الأرض»، ضمن فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي»، المنعقد في مقر السفارة الألمانية في القاهرة.

وزراء مصريون يشاركون في فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)

وقال سويلم إن محدودية الموارد المائية، دفعت بلاده إلى التوسع في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بإجمالي 21 مليار متر مكعب سنوياً، بالإضافة إلى نحو 5 مليارات متر مكعب أخرى ستضاف سنوياً إلى منظومة المعالجة خلال العامين القادمين من خلال محطات (الدلتا الجديدة - بحر البقر - المحسمة)، في حين يجري استيراد محاصيل من الخارج (مياه افتراضية) بما يقابل نحو 33 مليار متر مكعب سنوياً من المياه.

وتقدَّر حصة مصر في مياه نهر النيل بـ55.5 مليار متر مكعب، تعتمد عليها بنحو 97 في المائة في استخدامات الشرب والزراعة. فيما تتحسب لنقص محتمل في حصتها المائية (التي لا تكفي احتياجاتها)، بسبب «سد النهضة»، الذي تقيمه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، ويثير توترات مع دولتَي المصب (مصر والسودان).

«سد النهضة» الإثيوبي (رويترز)

ووفق الوزير سويلم وضعت مصر خطة شاملة تهدف إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية وترشيد استخدامها وتطوير وتحديث المنظومة المائية من خلال الانتقال إلى (الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0)، لتحقيق الإدارة المثلى للمياه وتحقيق مبادئ الاقتصاد الأخضر.

وتعني المنظومة بالتحول الرقمي وزيادة الاعتماد على الابتكارات والتكنولوجيا الحديثة مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة وتوزيع مياه نهر النيل والترع بما يحسّن من عملية إدارة المياه والتعامل مع العجز الموجود في أعداد المهندسين والفنيين ووسائل الانتقالات، والإعداد لاستخدام التصوير بالدرون لمتابعة المنظومة المائية ورصد التعديات والمساهمة في إدارة المياه.

وسبق أن حذَّرت القاهرة أديس أبابا باتخاذ «توجه آخر» تجاه قضية «السد» حال نقص حصة القاهرة من مياه النيل. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قبل أسابيع، إن «بلاده سعت للخروج بأقل الأضرار من مشروع السد الإثيوبي خلال السنوات الماضية، بإجراءات منها مشروعات فنية لمعالجة المياه»، وإن «التحدي الأساسي حالياً هو حماية حصة مصر من مياه النيل، والحفاظ عليها».

وتبني إثيوبيا «سد النهضة» على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011، بداعي توليد الكهرباء. وتطالب مصر بالتوصل مع أديس أبابا إلى اتفاق قانوني مُلزم لتشغيل وإدارة «سد النهضة» على نهر النيل.

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، في أغسطس (آب) الماضي، «اكتمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق بشكل كامل بحلول نهاية العام الحالي». وقال حينها إن «إجمالي المياه المحتجزة، مع مرحلة الملء الخامس للسد، بلغت 62.5 مليار متر مكعب»، متوقعاً أن تصل نسبة المياه المحتجزة (بنهاية العام) إلى «ما بين 70 و71 مليار متر مكعب».

وفشلت آخر جولة مفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن «سد النهضة» خلال ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، في الوصول إلى اتفاق بشأن ملء السد.