على أثر تفاقم الأزمة داخل الائتلاف الحكومي واتهام النواب العرب بالمسؤولية عنها، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «معريب» العبرية، أمس (الجمعة)، أن حكومة نفتالي بنيت تعيش أسوأ وضعية لها، إذ فقدت ربع قوتها في يومين وارتفعت نسبة مؤيدي سقوطها والتوجه إلى انتخابات جديدة بنحو 25 في المائة.
وأظهر استطلاع الرأي أن أحزاب الائتلاف الحكومي، المسمى «كتلة التغيير»، فقدت تأييدها الجماهيري تماماً، فيما استقرت أحزاب المعارضة برئاسة بنيامين نتنياهو على 60 مقعداً (أي نصف مقاعد البرلمان الإسرائيلي). ولا تحتاج إلا إلى مقعد واحد إضافي لتعود إلى الحكم.
وكانت أحزاب الحكومة حمّلت مسؤولية أزمتها للنواب العرب الذين رفضوا تأييد قانون سريان القوانين الإسرائيلية على المستوطنين في الضفة الغربية لأنهم يعتبرونه «قانون أبرتهايد»، وبشكل خاص النائبان مازن غنايم من «القائمة الموحدة» للحركة الإسلامية، وغيداء ريناوي زعبي، من حزب «ميرتس» اليساري. هذا مع العلم بأن مشكلة الائتلاف الأساسية تكمن في انشقاق نائبين من كتلته في حزب «يمينا» وانضمامهما إلى المعارضة، واستعداد نائب ثالث، هو نير أورباخ من حزب نفتالي بنيت (يمينا)، للانشقاق والانضمام إلى المعارضة. وقد اجتمع أورباخ مع بنيت وهدده بالانشقاق خلال الأسبوع المقبل في حال فشله في تمرير القانون المذكور لخدمة المستوطنين. وأخبره بأنه يدير مفاوضات فعلاً مع حزب «الليكود» بغرض إقامة حكومة برئاسة نتنياهو.
ويبدو أن التحريض على النواب العرب تغلغل في نفوس الإسرائيليين، وأدى إلى انهيار آخر في شعبية الحكومة. وقد انعكس ذلك بوضوح في نتائج الاستطلاع الجديد، الذي دل على أنه، في حال إجراء انتخابات للكنيست (البرلمان) الآن، فإن أحزاب الحكومة تهبط من 62 مقعداً إلى 53. ويذهب الفرق لصالح تكتل نتنياهو. فحزب «الليكود» سيحصل على 34 مقعداً، أي أقل بمقعد عن استطلاعات سابقة ولكن أكثر بأربعة مقاعد عن قوته الحالية، وكتلة «الصهيونية الدينية»، التي تضم غلاة المتطرفين اليهود، ترتفع إلى 11 مقعداً، بزيادة مقعدين عن استطلاعات سابقة و5 مقاعد أكثر من قوتها الحالية. وتحصل الأحزاب الدينية على 15 مقعداً (حزب شاس لليهود الشرقيين يهبط من 9 مقاعد إلى 8 وكتلة «يهدوت هتوراة» لليهود الأشكناز تحافظ على قوتها - 7 مقاعد).
أما في «معسكر التغيير» برئاسة بنيت فيحرز حزب «ييش عتيد»، برئاسة وزير الخارجية يائير لبيد، زيادة 4 مقاعد على قوته الحالية (يرتفع من 17 مقعداً إلى 21)، وحزب «كحول لفان» برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس يحافظ على قوته (8 مقاعد)، و«القائمة الموحدة» (الحركة الإسلامية الجنوبية) برئاسة النائب منصور عباس تحافظ على قوتها (4 مقاعد).
أما بقية أحزاب الائتلاف، فتخسر من قوتها على النحو التالي: حزب العمل برئاسة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي يهبط مقعداً واحداً من 7 مقاعد إلى 6، وحزب بنيت «يمينا» يهبط من 7 مقاعد إلى 5، وحزب «يسرائيل بيتينو» برئاسة وزير المالية أفيغدور ليبرمان يهبط من 7 مقاعد إلى 5، وحزب «تكفا حدشاه» برئاسة وزير القضاء غدعون ساعر يهبط من 6 مقاعد إلى 4، ويختفي عن الخريطة السياسية حزب «ميرتس» اليساري، إذ إن الاستطلاع الجديد يشير إلى أنه لن يتجاوز نسبة الحسم.
وبحسب هذا الاستطلاع، ارتفعت قوة «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية بقيادة النواب أيمن عودة وأحمد الطيبي وسامي أبو شحادة، من 6 مقاعد حالياً إلى 7 مقاعد.
وفي رد على سؤال حول ما الذي يفضله الجمهور للخروج من هذا المأزق، قال 39 في المائة من المستطلعين إنهم يفضلون التوجه إلى انتخابات جديدة، بينما أيد 28 في المائة فقط استمرار ولاية الحكومة الحالية. وأيد 19 في المائة تشكيل حكومة جديدة خلال ولاية الكنيست الحالية، و14 في المائة قالوا إنهم لا يعرفون الجواب. وكان استطلاع آخر نشر فقط قبل ثلاثة أيام، دل على أن 27 في المائة فقط من المشاركين رأوا أن التوجه لانتخابات جديدة هو الخيار الأفضل، فيما قال 35 في المائة منهم إنهم يفضلون استمرار عمل الحكومة الحالية. وقال 24 في المائة إنهم يفضلون إقامة حكومة بديلة برئاسة نتنياهو. وأيضاً في هذا الاستطلاع قال 14 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.
حكومة بنيت في أسوأ واقع سياسي منذ تأسيسها
بعد أزمة اليومين الأخيرين مع النواب العرب
حكومة بنيت في أسوأ واقع سياسي منذ تأسيسها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة