منظمة حقوقية تطالب «الجنائية الدولية» بمحاكمة ضباط إسرائيليين

اتهمت المخابرات والجيش والشرطة بتعذيب أسرى ومعتقلين فلسطينيين

TT

منظمة حقوقية تطالب «الجنائية الدولية» بمحاكمة ضباط إسرائيليين

توجهت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية لمناهضة التعذيب برسالة، أمس الجمعة، إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، تطالبها بتقديم ضباط في الجيش والمخابرات الإسرائيلية من الضالعين في ممارسة التعذيب بحق أسرى ومعتقلين فلسطينيين.
وقالت المنظمة إنها أقدمت على هذه الخطوة لمساعدة المحكمة الدولية في التحقيقات التي تجريها بشبهة ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وقالت المديرة العامة للمنظمة، المحامية طال شتاينر: «بعد 30 عاماً من الكفاح ضد التعذيب، توصلنا للاستنتاج المؤسف بأن إسرائيل ليست معنية وغير قادرة اليوم على وقف استخدام التعذيب بحق الفلسطينيين، والتحقيق باستقامة بشكاوى الضحايا ومحاكمة المسؤولين عن ممارسة التعذيب».
وأضافت شتاينر أنه «في هذا الوضع، لم يبق خيار أمامنا سوى الدعوة إلى تدخل المحكمة الجنائية الدولية. وبالنسبة لنا، هذه الخطوة الضرورية والمستوجبة اليوم في كفاحنا من أجل الصورة الأخلاقية للمجتمع الإسرائيلي، ومن أجل العدالة للضحايا الذين نمثلهم». وأكدت شتاينر أن منظمتها لم تكن لتتوجه إلى المحكمة الدولية لو أن إسرائيل وافقت على التعامل بنزاهة وشفافية مع هذه المعضلة. وقالت: «هناك أكثر من 1300 شكوى لضحايا التعذيب، قدمناها إلى سلطات إنفاذ القانون في إسرائيل مسنودة بالوثائق والشهادات المشفوعة بالقسم، انطلاقاً من رغبتنا وآمالنا في أن يقوم الجهاز بواجبه ويطبق القوانين والسلوك الأخلاقي، وأن يجري تحقيقات نزيهة ويستنفد ويحقق العدالة للضحايا، ولكن النتيجة أدت إلى صفر لوائح اتهام، مع أن هناك حالات تم جمع أدلة قاطعة حيالها لارتكاب مخالفات قانونية خطيرة».
واتهمت المنظمة جهاز المخابرات والجيش والشرطة وحتى المحاكم بالشراكة في هذه الجرائم. وقالت: «بدلاً من التحقيق في شكاوى ضحايا التعذيب، تدعم الحكومة والمحاكم في إسرائيل ثقافة الكذب والتستر التي ما زالت موجودة في جهاز الأمن». وأضافت: «الوقت ليس متأخراً بالنسبة لإسرائيل كي تثبت أنها تريد وقادرة على اجتثاث التعذيب بنفسها، من خلال تشريع قانون يحظر بشكل واضح التعذيب، ومن خلال إجراء تحقيقات مهنية وصادقة في الشكاوى المتراكمة لديها، ومحاكمة الذين نفذوا وصادقوا على استخدام التعذيب». وأكدت أن «هذه هي أولاً مصلحة مواطني إسرائيل الذين يريدون العيش في ديمقراطية حقيقية، توجد فيها حدود لقوة السلطة ضد الفرد، وألا يكون هناك أحد فوق القانون».
واستعرضت اللجنة لمناهضة التعذيب في توجهها للمحكمة الجنائية الدولية، شهادات 17 ضحية تعرضوا للتنكيل الجسدي الشديد من جانب محققي «الشاباك»، واحتجاز فلسطينيين في أوضاع مؤلمة، وبأساليب محظورة حتى حسب عدة قرارات قضائية أصدرتها المحكمة العليا الإسرائيلية تباعاً، منذ عام 1999. وأكدت أن الكثيرين من الضحايا أفادوا في نهاية التحقيقات معهم بأنهم لم يتمكنوا من الوقوف على أرجلهم من شدة الألم، وقدموا لمحققي «الشاباك» اعترافات كاذبة فقط من أجل وقف التعذيب الممارس بحقهم.
وشددت اللجنة على أن استخدام التعذيب لا يتم صدفة، وإنما بشكل منهجي، وبموجب أنظمة «الشاباك» السرية وبمصادقة أعلى المستويات.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«قمة فلسطين»: إعمار دون تهجير... ودعوة ترمب لدعم السلام

«قمة فلسطين»: إعمار دون تهجير... ودعوة ترمب لدعم السلام
TT

«قمة فلسطين»: إعمار دون تهجير... ودعوة ترمب لدعم السلام

«قمة فلسطين»: إعمار دون تهجير... ودعوة ترمب لدعم السلام

تمسَّكت «قمة فلسطين» العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة، أمس، بمسار إعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير، مع توجيه دعوات للرئيس الأميركي دونالد ترمب لدعم مسار السلام، والتشديد على «حل الدولتين».

واعتمدت القمة في بيانها الختامي الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، التي ستستغرق 5 سنوات تقريباً، بتكلفة 53 مليار دولار، وتتضمَّن كذلك تدريب مصر والأردن عناصر من الشرطة الفلسطينية لنشرهم في القطاع.

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «القاهرة سوف تستضيف مؤتمراً لإعادة إعمار غزة في أبريل (نيسان) المقبل»، بينما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان «رفض المملكة القاطع للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة».