كيف يحمي وضع «المجهول» الخصوصية الإلكترونية؟

3 طرق لإخفاء المفاجآت وتعطيل المراقبة

يؤمّن وضع «المجهول» مستوى أعلى من الخصوصية مقارنة بعدم استخدامه
يؤمّن وضع «المجهول» مستوى أعلى من الخصوصية مقارنة بعدم استخدامه
TT

كيف يحمي وضع «المجهول» الخصوصية الإلكترونية؟

يؤمّن وضع «المجهول» مستوى أعلى من الخصوصية مقارنة بعدم استخدامه
يؤمّن وضع «المجهول» مستوى أعلى من الخصوصية مقارنة بعدم استخدامه

يعطي النّاس غالباً معظم بياناتهم الشخصية بإراداتهم للمعلنين وشركات التقنية الكبرى والمحتالين وأي طرفٍ آخر يسعى لتحقيق أرباحٍ عن طريقهم. هل أنتم منهم وتريدون استعادة زمام السيطرة؟ يقدّم لكم المتصفّح الإلكتروني وضع «المجهول» أو وضع «الخاص» الذي قد لا يضمن لكم خصوصية تامّة، ولكنّه يحدث فرقاً كبيراً.

- وظيفة المجهول
هل يعدّ وضع أو وظيفة «المجهول» incognito mode، خاصاً؟ نعم، نوعاً ما... إذ يؤمّن وضع «المجهول» المتوفّر في أي متصفّح مستوى أعلى من الخصوصية مقارنة بعدم استخدامه، ولكنّه ليس خاصاً بالقدر الذي يعدوننا به.
عندما تتجوّلون في الشبكة الإلكترونية بوضع المجهول، لا يحتفظ المتصفّح بتاريخ التصفّح، وملفّات تعريف الارتباط، وبيانات المواقع، أو أي معلومات تدرجونها. ولكنّه في المقابل يحتفظ بأي ملفّات أو إشارات مرجعية حمّلتموها خلال أي جلسة بحث.
علاوة على ذلك، لا يحول وضع «المجهول» دون رؤية مزوّد خدمة الإنترنت وربّ العمل أو المؤسّسة التي توفّر الوصول إلى خدمة الإنترنت أو الكومبيوتر لنشاطكم. هل تريدون وضع حدٍّ لهذا الأمر؟ استخدموا شبكة خاصة افتراضية.
يقودنا هذا الأمر إلى سؤال مهمّ: هل يستحقّ وضع «المجهول» التفكير باستخدامه حتّى؟ نعم، لماذا؟ انظروا إلى الأوضاع الثلاثة التالية.
* إخفاء المفاجآت. عند التبضّع عبر شبكة الإنترنت، يحتفظ المتصفّح عادة بمعلومات متعلّقة بالأشياء التي بحثتم عنها. لاحقاً، تبدأ الإعلانات النافرة ذات الصلة بالظهور على مواقع أخرى لحثّكم على العودة والشراء حتّى وإن ابتعتم السلعة.
في هذه الحالة، قد لا تكونون الشخص الوحيد الذي يرى هذه الإعلانات. فإذا كان الشخص الذي تشترون الهدية له يستخدم الكومبيوتر أو الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي نفسه، سيرى الإعلانات، حتّى أنّه قد يراها على أجهزته على اعتبار أنّكم تتشاركون عنوان بروتوكول الإنترنت نفسه.
طبعاً، ستكشف هذه الإعلانات خططكم، ولكنّ هذه الأمور جميعها لن تحصل إذا تبضّعتم في وضع «المجهول».

- تعطيل المراقبة
> تعطيل العين المراقبة. جميعنا نبحث عن أشياء لا نريدها أن ترافقنا على شبكة الإنترنت لسنوات. لعلّكم قلقون من مرضٍ ما، أو تحتاجون إلى مقطع تعليمي لمهمّة منزلية.
ولكنّ التذكير بهذه الأبحاث في كلّ مكان مزعج وخصوصاً في خوارزميّة «يوتيوب». يمكنكم تجنّب هذه الاقتراحات من خلال البحث بوضع «المجهول».
لاحظتم طبعاً أنّنا قلنا «يوتيوب». نعم، فوضع المجهول ليس محصوراً بمحرّكات البحث، ويمكنكم استخدامه على «يوتيوب» أيضاً - ولكن على الهاتف فقط، وإليكم كيف:
- افتحوا تطبيق «يوتيوب».
- انقروا على صورة الملف الشخصي في أعلى يمين الشاشة ومن ثمّ اضغطوا على «تشغيل وضع المجهول».
تعمل هذه الخاصية فقط في حال تسجيل الدخول. وعند التصفّح بوضع المجهول، لن تحفظ المنصّة تاريخ المشاهدة والأبحاث وغيرها من النشاطات في ملفّكم الشخصي.
> فصل حياة العمل عن حياة المنزل. يملك معظمنا نسختين إلكترونيتين من نفسه: العمل والحياة الشخصية.
ولكنّ التحقّق من صندوق الواردات الشخصي أثناء تسجيل الدخول من حساب العمل ليس بالأمر المريح - خصوصاً إذا كنتم تتعاملون مع المزوّد نفسه للحسابين. لهذا السبب؛ وبدلاً من استخدام محركي بحث مختلفين أو تسجيل الدخول والخروج بشكلٍ مستمرّ من الحسابين، يمكنكم استخدام وضع المجهول.
حاولوا تسجيل الدخول إلى بريد العمل الإلكتروني باستخدام المتصفّح كما جرت العادة، ومن ثمّ افتحوا نافذة المجهول للحساب الشخصي... الأمر سهل.

- «يو إس أي توداي» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

بعد قرار تشاد وتصريحات السنغال... هل يُغير الفرنسيون تحالفاتهم الأفريقية؟

تحليل إخباري الرئيس الفرنسي ونظيره النيجيري في باريس قبل أيام (رويترز)

بعد قرار تشاد وتصريحات السنغال... هل يُغير الفرنسيون تحالفاتهم الأفريقية؟

طُرد الجنود الفرنسيون في السنوات الأخيرة من مالي ثم بوركينا فاسو والنيجر، وأخيراً من تشاد.

الشيخ محمد (نواكشوط )
تكنولوجيا «سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:27

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

أعلنت شركة «سيبراني» إحدى شركات «أرامكو» الرقمية عن إطلاق 4 منتجات سعودية مخصّصة لعوالم الأمن السيبراني.

غازي الحارثي (الرياض)
تكنولوجيا فعالية «بلاك هات 2024» تهدف لتمكين خبراء الأمن السيبراني عالمياً عبر ورش وتحديات تقنية مبتكرة (بلاك هات)

فعالية «بلاك هات» تعود في نسختها الثالثة بالرياض بجوائز تفوق مليوني ريال

بمشاركة عدد كبير من الشركات السعودية والعالمية والشخصيات الرائدة في المشهد السيبراني.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات 1.9 % من إيراداتها في المتوسط (رويترز)

الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات البريطانية 55 مليار دولار في 5 سنوات

قالت شركة «هاودن» لوساطة التأمين، إن الهجمات الإلكترونية كلفت الشركات البريطانية نحو 44 مليار إسترليني (55.08 مليار دولار) في السنوات الخمس الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا حذّرت شركة «فورتينت» من تهديدات سيبرانية متزايدة استهدفت انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 (أدوبي)

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

بيّن التقرير تسجيل أكثر من 1000 نطاق وهمي جديد يحمل محتوى انتخابياً منذ بداية عام 2024، يستهدف خداع الناخبين.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».