أنباء عن خروج مدنيين وعائلات «قسد» من تل رفعت

إيران والنظام يعززان مواقعهما شمال حلب استباقاً للهجوم التركي

صورة نشرها موقع «شبكة أخبار عفرين» لاستعدادات «الجيش الوطني السوري» للعملية العسكرية
صورة نشرها موقع «شبكة أخبار عفرين» لاستعدادات «الجيش الوطني السوري» للعملية العسكرية
TT

أنباء عن خروج مدنيين وعائلات «قسد» من تل رفعت

صورة نشرها موقع «شبكة أخبار عفرين» لاستعدادات «الجيش الوطني السوري» للعملية العسكرية
صورة نشرها موقع «شبكة أخبار عفرين» لاستعدادات «الجيش الوطني السوري» للعملية العسكرية

تشهد مناطق شمال سوريا، استعدادات عسكرية مكثفة وأحداثاً متسارعة، تزامنت مع إعلان تركيا والفصائل السورية الموالية لها عن التحضير لعملية عسكرية، ضد «قوات سوريا الديمقراطية»، تهدف إلى تحرير مناطق في شمال وشمال شرقي حلب، وإنشاء منطقة آمنة على الشريط الحدودي السوري والتركي، بعمق 35 كيلو متراً، داخل الأراضي السورية. وأخلى قادة في صفوف «قسد» وعائلاتهم، منازلهم في مناطق تل رفعت ومنغ، بموجب اتفاق مع قوات النظام السوري لتسليمها المواقع القريبة من خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية.
وأرسلت تركيا نحو 18 ألف جندي من قواتها وآلاف الآليات العسكرية (دبابات وراجمات صواريخ ومدافع ثقيلة) ومعدات لوجيستية، إلى قواعدها العسكرية ومواقعها القتالية بالقرب من خطوط التماس مع «قسد»، في مناطق العمليات الثلاثة (غصن الزيتون) و(درع الفرات)، بريف حلب، و(نبع السلام) بريف الرقة، شمال وشمال شرقي سوريا، إضافة إلى إرسال فصائل «الجيش الوطني السوري»، تعزيزات عسكرية كبيرة إلى خطوط التماس مع «قسد»، ترافقت التعزيزات العسكرية مع إجراء مناورات عسكرية بالأسلحة الحية.
وقال مصدر في فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، إنه «عقب إرسال فصائل (هيئة ثائرون) و(حركة البناء والتحرير) وحركة (أحرار الشام الإسلامية) في (الجيش الوطني السوري)، آلاف المقاتلين إلى خطوط التماس مع (قوات سوريا الديمقراطية)، بدأت الفصائل بإجراء مناورات عسكرية لعناصرها، بالأسلحة والذخيرة الحية، لإكساب المقاتلين مهارات عالية، إضافة إلى التنسيق مع القوات التركية في آلية توزيع المقاتلين على مختلف محاور المناطق التي أدرجت على خريطة العملية العسكرية، على رأسها مناطق منبج وتل رفعت والمناطق المجاورة لها».
وأضاف المصدر، أنه «في غضون رصد تحركات عناصر (قسد) ضمن مناطق تل رفعت ومنغ والقرى المجاورة لها، جرى رصد تقدم آليات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري إلى مواقع عسكرية تابعة لـ(قسد)، ورفع أعلام النظام فوق المباني في مدينة تل رفعت ومنطقة منغ شمال حلب، وأعقب ذلك خروج عدد من العائلات لمقاتلين وقادة في صفوف (قسد)، من المدينة، باتجاه مدينة حلب».
وقال نشطاء في حلب، إن «معظم المناطق في شمال حلب وشمال شرقي سوريا، تعيش خلال الآونة الأخيرة، على وقع التجهيزات والاستعدادات العسكرية من مختلف الأطراف، ومشاهد الأرتال العسكرية المتدفقة إلى خطوط التماس، إضافة إلى اشتباكات يومية بالأسلحة الثقيلة، بين (قسد) من جهة، والقوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري من جهة ثانية، وسط حالة من التوتر والتصعيد، ينذر بقرب انطلاق العملية العسكرية التي يتحدث عنها مسؤولون أتراك وقادة في فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، ضد الفصائل الكردية في شمال سوريا».
على الصعيد الإنساني، قال ناشطون في منطقة الشهباء ومنغ وتل رفعت، الخاضعة لسيطرة «قسد»، وآخرون في مدينة عفرين والباب ومارع ومناطق أخرى خاضعة للنفوذ التركي وفصائل المعارضة، إنه «يعيش الأهالي خلال الآونة حالة من التوتر والخوف بعد تزايد الحديث عن قرب انطلاق العملية العسكرية التركية، ويتخوف الأهالي لدى الطرفين من مخاطر وصول القذائف والصواريخ إلى المناطق المأهولة بالسكان، ما دفع خلال اليومين الماضيين، إلى نزوح عدد كبير من العائلات من تلك المناطق إلى مناطق بعيدة نسبياً عن خطوط التماس ومناطق الاشتباكات المتوقعة».
في سياق متصل، قال شهود عيان بريف حلب، إنه «جرى رصد وصول عدد كبير من مقاتلي الميليشيات الإيرانية (لواء فاطميون وزينبيون ولواء الباقر وحزب الله السوري الموالي لإيران)، خلال الساعات الأخيرة الماضية، إلى منطقة نبل والزهراء، وانتشارهم في مواقع عسكرية متقدمة وقريبة من تل رفعت وخطوط التماس مع (الجيش الوطني السوري)، شمال غربي حلب، بهدف حماية المنطقة من توغل محتمل للقوات التركية وفصائل المعارضة».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.