لم تحضر الملكة إليزابيث الثانية، المصابة بالإرهاق، قداس الشكر الذي أُقيم في كاتدرائية القديس بولس في لندن أمس للاحتفال باليوبيل البلاتيني لجلوسها على العرش. وكان غيابها متوقعاً بعدما ظهرت أول من أمس على شرفة قصر باكنغهام ولوّحت للجمهور خارجه. وصرّحت الملكة في الفترة الأخيرة بأنها مرهقة وحركتها محدودة وهذا ما يفسر عدم مشاركتها في جميع الفعاليات المقررة على مدى أربعة أيام والتي بدأت يوم الخميس وتنتهي غداً (الأحد).
ولي العهد الأمير تشارلز وزوجته كاميلا (أ.ب)
حضر القداس أمس كل من الأمير تشارلز وزوجته دوقة كورنوول كاميلا، إلى جانب الأمير وليم وزوجته كيت، وظهر الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، لأول مرة بعد تركهما العائلة المالكة والإدلاء بتلك التصريحات النارية في مقابلة أجرياها مع المقدمة الأميركية أوبرا وينفري.
وكان قصر باكنغهام قد أكد منذ أيام أن الأمير هاري وزوجته لن يشاركا الملكة بالوقوف على شرفة القصر خلال العرض العسكري تفادياً لسرقة الأضواء وتحويل النظر إلى قضيتهما مع العائلة المالكة والتأثير على برنامج الفعاليات خصوصاً أن هناك استطلاعاً شعبياً للرأي بيَّن أن شعبية هاري وميغان إلى نسبة 20 في المائة فقط بعد تخليهما عن مهامهما الملكية وتركهما العائلة بهذه الطريقة منذ سنتين، والخلافات التي وقعت ما بين هاري والأمير وليم والاتهامات التي أطلقتها ميغان تجاه كيت وتكلمهما عن موضوع العنصرية التي تعرضت لها ميغان خلال إقامتها في بريطانيا من أفراد بارزين في العائلة المالكة، حسب قولها.
وعلى ما يبدو فإن هناك بصيص أمل بأن تتحول الأمور إلى الأفضل ما بين الأخوين وليم وهاري لا سيما أن هذا الأخير قـــــــــــــام بإحضار ابنه أرتشي وابنته ليليبيت للقاء الملكــــة وباقي أفـــــــراد العائلة، وهذه هي المــــــــرة الأولى التي تتعرف بهـــــا العائــــــلة على ليليبيت.
الأمير وليم وزوجته كيت على دَرَج كاتدرائية القديس بولس (أ.ب)
وعند وصول رئيس الحكومة إلى مدخل كاتدرائية «سانت بولس» تعرّض لأسوأ أنواع الاستقبال من الحشود التي أطلقت صيحات استهجان عارمة ضده وزوجته كاري، فشعبية جونسون متدنية جداً في هذه الفترة بسبب الحفلات التي قام بها في البرلمان خلال فترة الإغلاق بالإضافة إلى الأكاذيب الأخرى التي أطلقها، وهذا الأمر يطال زوجته أيضاً التي تلعب دوراً مهماً في قراراته المثيرة للجدل.
وكان من المقرر مشاركة الأمير أندرو بالقداس ولكن القصر أصدر بياناً أكد فيه إصابته بـ«كورونا».
وتألقت كيت ميدلتون بفستان باللون الأصفر الفاتح مع قبعة كبيرة الحجم، في حين اختارت ميغان معطفاً باللون الأبيض مع قبعة بنفس اللون، واللافت هو أن كيت اختارت اللون نفسه في اليوم الأول للاحتفال باليوبيل السبعين للملكة وظهرت كعادتها أنيقة من دون جهد وهي تقف إلى جانب أبنائها الثلاثة على شُرفة القصر بالقرب من الملكة.
وارتدى هاري، الكابتن السابق في الجيش البريطاني، سترة عليها ميداليات عسكرية.
الأمير هاري وزوجته ميغان في أول ظهور لهما (رويترز)
وصرح قصر باكنغهام بأن الملكة «شعرت بقدر من الإرهاق» خلال فعاليات أول من أمس، وأن الرحلة إلى لندن من قلعة وندسور، التي تقضي فيها أغلب وقتها هذه الأيام، والأنشطة المطلوبة لحضور القداس تفوق طاقتها خصوصاً أنها ظهرت مرتين يوم الخميس، حيث شاركت مساءً أيضاً في قصر وندسور بمراسم إضاءة مصابيح في كل أنحاء البلاد وفي دول الكومنولث البالغ عددها 54 والتي تترأسها أيضاً.
وتغيّبها الذي قال القصر إنها تلقته «بتردد كبير»، يلقي ظلالاً من الشك على حضورها سباق ديربي للخيول اليوم. ويشار إلى أن الملكة لم تتغيب عن هذا السباق سوى ثلاث مرات منذ تتويجها، آخرها في 2020 عندما مُنع الحضور بسبب كوفيد.
ودُعي أكثر من 400 شخص إلى مراسم الصلاة أمس، من بينهم موظفون في قطاع الصحة والرعاية الاجتماعية لتقديم الشكر لهم على جهودهم خلال فترة الجائحة.
حفيدة الملكة زارا فيليبس (الى اليسار) مع صوفي وينكلمان (أ.ف.ب)
واختيرت قراءات من الإنجيل وصلوات وتراتيل لتعكس ما قال القصر إنها «حياة متفانية في الخدمة» للملكة.
تلقت الملكة التهاني باعتلائها العرش لفترة قياسية، من قادة العالم ومن بينهم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وقام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإهداء الملكة المعروفة بحبها للخيول، واحداً من أفضل الخيول الأصيلة التي يمتلكها الرئيس وذلك احتفالاً بمرور 70 عاماً على ذكرى جلوسها على العرش.
بوريس جونسون وزوجته كاري (أ.ف.ب)
وأفاد مكتب ماكرون بأن الحصان البالغ من العمر سبع سنوات، ويطلق عليه «فابولو دي موكور»، رافق ماكرون في الشانزليزيه في باريس الشهر الماضي في إطار احتفال رسمي.
وكانت الملكة (96 عاماً) تمتطي الجياد معظم حياتها، وهي من أشد المعجبين بسباقات الخيول. وامتلكت الكثير من خيول السباق على مر السنين.
ومن المتوقع أن يحضر أفراد من العائلة المالكة سباق «إبسوم ديربي» اليوم (السبت)، في إطار الاحتفالات، ولم يؤكد القصر ما إذا كانت الملكة ستحضر السباق. وستنقل وقائع السباق في بث مباشر على قناة «آي تي في».
وسيشارك اليوم عند الساعة الثامنة مساءً كل من المغني ألتون جون وأليشا كيز وأندريا بوتشيللي وكريغ ديفيد وديانا روس وكوين، وغيرهم من أهم الأسماء في عالم الفن ومن المنتظر أن يوجد في ساحة القصر 22 ألف شخص سيحضرون الحفل وسيُنقل الحفل مباشرةً على «بي بي سي» وعلى شاشات عملاقة وُزِّعت في مختلف أرجاء العاصمة.
أما بالنسبة لليوم الختامي غداً فسيقام غداء «The Big Jubilee Lunch» يحضره أكثر من 10 ملايين شخص في مختلف أرجاء بريطانيا وخارج البلاد بالإضافة إلى 600 حفل غداء في دول الكومنولث. وعند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ستمر عربة الملكة المذهّبة (من دون أن تكون الملكة بداخلها) في عرض يستمر على طول 3 كلم من «ذا مال» إلى قصر باكنغهام.
كيت ميدلتون في إطلالة راقية بفستان أصفر (أ.ب)
أول ظهور لميغان ماركل خلال الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة (رويترز)
شعبية هاري وميغان تصل إلى أدنى مستوياتها
> عودة وحدات القياس الإمبرليالي ورمز التاج على الأكواب تحيةً للملكة في يوبيلها
- تولت إليزابيث العرش بعد وفاة والدها الملك جورج السادس في فبراير (شباط) من عام 1952، وهي تجلس على عرش المملكة منذ فترة تخطت كل من سبقوها خلال ألف عام، وهي ثالث أطول مدة جلوس على عرش دولة ذات سيادة في العالم.
وتُظهر استطلاعات للرأي أنها ما زالت تتمتع بشعبية قوية وتقدير كبير لدى الشعب البريطاني.
- أكدت الحكومة البريطانية خططاً لمرحلة ما بعد «بريكست» تتمثل في العودة إلى رمز التاج على الأكواب سعة باينت، في خطوة قالت إنها «تحية لائقة» بالملكة.
كما أطلقت استطلاعاً بشأن السماح ببيع السلع بوحدات القياس الإمبريالي (النظام الإمبراطوري البريطاني) بعد أن كان الاتحاد الأوروبي قد أعطى الأولوية للقياس المتري.
وعند وصول الامير هاري وزوجته ميغان لحضور قداس الشكر تعرضا لهتافات إستهجان من الجمهور.
- كان يُنظر إلى هاري، الكابتن السابق في الجيش البريطاني، وزوجته ميغان، الممثلة الأميركية وهي من عرقين مختلفين، في مرحلة سابقة على أنه الوجه العصري للملكية بعد زواجهما في 2018. وأسس هاري (37 عاماً) وميغان (40 عاماً) جمعية خيرية في كاليفورنيا لكنهما أغضبا محبي القصر بعد انسحابهما وكشفهما التالي عن تفاصيل متعلقة بالحياة الملكية في مقابلة تلفزيونية مدوية. وأظهر استطلاع حديث لمعهد «يوغوف» أن شعبيتهما لدى البريطانيين تراجعت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق. فقد أبدى قرابة ثلثي المستطلعين (63 في المائة) رأياً سلبياً بهما. ولدى وصول هاري وميغان، دوق ودوقة ساسكس كما يُطلق عليهما رسمياً، علت هتافات من حشود تجمعت أمام كاتدرائية سانت بول، حسب مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.
الملكة إليزابيث تتغيب عن قداس الشكر... وأول ظهور لهاري وميغان
اليوم الثاني من الاحتفال باليوبيل البلاتيني في بريطانيا
الملكة إليزابيث تتغيب عن قداس الشكر... وأول ظهور لهاري وميغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة