المعارضة الموريتانية تنتقد قرار السلطة وقف «مسار التشاور»

أحكام بسجن 8 نشطاء بسبب احتجاجات جنوب البلاد

الرئيس محمد ولد الغزواني في لقاء سابق مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز (إ.ب.أ)
الرئيس محمد ولد الغزواني في لقاء سابق مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز (إ.ب.أ)
TT
20

المعارضة الموريتانية تنتقد قرار السلطة وقف «مسار التشاور»

الرئيس محمد ولد الغزواني في لقاء سابق مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز (إ.ب.أ)
الرئيس محمد ولد الغزواني في لقاء سابق مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز (إ.ب.أ)

انتقدت أحزاب المعارضة الموريتانية، المشاركة في مسار التشاور مع الموالاة والسلطة، قرار الأخيرة وقف المسار إلى أجل غير مسمى، ووصفته بأنه طعنة في ظهر اللجنة التحضيرية للتشاور، مشيرة إلى أن الحجج التي ساقتها السلطة لتبرير هذا القرار الأحادي «لا أساس لها»، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية أمس.
وقالت الأحزاب في بيان مشترك أصدرته، أمس، إنها تحمل السلطات المسؤولية الكاملة لانهيار الحوار والعواقب التي قد تترتب على ذلك.
وكان مقرراً انطلاق جلسات الحوار في وقت لاحق من يونيو (حزيران) الحالي، بعد أشهر من الاجتماعات للجنة التحضير، التي تضم أطراف المعارضة والموالاة بشكل متساوٍ. وكان التشاور سيناقش موضوعات مهمة، أبرزها المسار الديمقراطي والحريات، ومحاربة الفساد والمسار الانتخابي، وإصلاح العدالة، وتعزيز اللحمة الاجتماعية، إضافة إلى إنهاء العبودية ومخلفاتها.
لكن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي وافق على إطلاق مسار التشاور، كان دوماً يكرر أن البلاد تعيش أجواءً من التهدئة والهدوء السياسي، وأنها لا تعاني من مشكلات، أو أزمات تتطلب منها حواراً سياسياً.
من جهة ثانية، أصدرت محكمة الجنايات بمدينة «روصو» جنوب موريتانيا أحكاماً بالسجن، تراوحت بين ثلاثة وخمسة عشر شهراً ضد ثمانية شبان شاركوا في احتجاجات، تخللتها أعمال عنف وحرق لمبانٍ عمومية في مدينة الركيز. كما قضت المحكمة ببراءة 32 آخرين ضالعين في نفس الاحتجاجات.
وكان الشبان يحتجون على تردي وغياب الخدمات العمومية، من انقطاع للتيار الكهربائي والماء، وضعف شبكات الاتصال وغيرها من الخدمات. وبدأت يوم الاثنين الماضي محاكمة المشمولين في الملف بعد ثمانية أشهر من اعتقالهم.
إلى ذلك، قالت عضو البرلمان الموريتاني، النائبة سعداني بنت خيطور، إن قرار حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الإسلامي المعارض طردها من الحزب «مرفوض لأنه غير قانوني، ولا سند له في نصوص الحزب».
ووصفت بنت خيطور في مؤتمر صحافي، عقدته مساء أول من أمس في نواكشوط، وقالت إنها متمسكة بعضويتها في الحزب، وإن فصلها «تعسفي». مضيفة أن الحكم بينها وبين من وصفتهم بـ«الثلة العنصرية» في الحزب هو وثائق الحزب ونظمه، والدستور الموريتاني والقوانين.
كما وصفت البرلمانية قرار فصلها بأنه «ضربة للديمقراطية في موريتانيا»، معتبرة أنه لم يراعِ التدرج في العقوبات، وشددت على أنها ستتحدى أي جهة في الحزب أن تنشر استفساراً أو إنذاراً وقعت هي على تسلمه.
وأثارت بنت خيطور جدلاً واسعاً داخل حزبها، بعد اتهامها للزعيم الروحي للتيار الإسلامي في موريتانيا، الشيخ محمد الحسن ولد الددو، بالتستر على ممارسات العبودية في المجتمع، وبأنه لم يصدر فتوى تحرم ممارسة الاسترقاق ضد شريحة العبيد السابقين والفئات المهمشة.
وتدافع بنت خيطور، المنحدرة من شريحة «الصناع التقليديين»، وهم من الشرائح المستضعفة في موريتانيا، عن شريحتها وتهاجم العلماء، وقادة المجتمع المحافظين، وتتهمهم بمحاباة الإقطاع.
وكان المكتب التنفيذي لحزب تواصل قد أعلن مساء أول من أمس، فصل بنت خيطور بشكل نهائي من الحزب.
في غضون ذلك، استهجنت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية في موريتانيا ما وصفته بـ«تنامي الخطاب المتطرف، الذي يحرض على المساس بالوحدة الوطنية ولحمة المجتمع الموريتاني». ودعت في بيان أصدرته مساء أول من أمس بنواكشوط إلى الكف عن هذا الخطاب الذي «ساد الفضاء العمومي للنقاش، بما حمله من عبارات مناهضة لقيم الدولة، الوطنية ولأسس المواطنة الحقة».
وحذرت السلطة العليا للصحافة من خطورة هذه الخطابات المتداولة بوسائل التواصل الاجتماعي من صوتيات وتغريدات وتدوينات، لما تمثله من مساس بالسلم الاجتماعي، واستهداف لمكونات المجتمع الموريتاني، وإعاقة لمسار تطوير دولة الحق والقانون والمواطنة. داعية كافة مستخدمي هذه الشبكات إلى الامتناع عن أي خطاب من شأنه إشاعة الكراهية، أو ترقية الترويج للشرائحية والقبلية والفئوية، والقيم ما قبل الدولة الوطنية.
وتزامن هذا البيان مع إحالة نشطاء إلى السجن بسبب تسجيلات صوتية، ومحاكمة آخرين أمام القضاء بتهمة نشر الكراهية، والنيل من الوحدة الكونية، والتحريض على التفرقة والكراهية.


مقالات ذات صلة

الرئيس الموريتاني السابق يؤكد استهدافه لـ«أسباب سياسية»

العالم العربي الرئيس الموريتاني السابق يؤكد استهدافه لـ«أسباب سياسية»

الرئيس الموريتاني السابق يؤكد استهدافه لـ«أسباب سياسية»

قال الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبد العزيز، الذي يحاكم بتهم فساد، إنه «مستهدف لأسباب سياسية بحتة». وأضاف ولد عبد العزيز خلال استجوابه أمام المحكمة المختصة بجرائم الفساد أمس، أنه «مستهدف لأنه سياسي ويعمل ضده سياسيون ورجال أعمال، كانوا يستفيدون من الدولة قبل توليه الرئاسة»، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية. وأوضح الرئيس السابق في أول حديث له حول أصل التهم الموجهة إليه، ومتابعته من قبل القضاء، أنه سجن انفرادياً لستة أشهر، وسجن بعد ذلك مع عائلته ثمانية أشهر في بيته. ويمثل الرئيس السابق أمام المحكمة المختصة بالفساد منذ 25 من يناير (كانون الثاني) الماضي بتهم تتعلق بالفساد وسوء استغلال ال

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا وزير الخارجية الجزائري في مالي بعد موريتانيا

وزير الخارجية الجزائري في مالي بعد موريتانيا

بحث وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، أمس، بمالي، مع المسؤولين الحكوميين وممثلين عن حركات التمرد في الشمال، حل خلافاتهم السياسية بشكل عاجل والتقيد بـ«اتفاق السلام» المتعثر، وفق مصادر تتابع الموضوع، وذلك بهدف قطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة، التي عادت إلى واجهة الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة، باغتيال مسؤول بارز في السلطة الانتقالية. وبحسب المصادر نفسها، حل عطاف بباماكو مساء الثلاثاء آتيا من موريتانيا، بغرض تسليم رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون، لرئيس الحكم الانتقالي العقيد عاصيمي غويتا، تتضمن «أهمية الخروج من المأزق السياسي الذي يتخبط فيه هذا البلد الحدودي مع الجزائر، وتشدد على تطبيق اتفاق ال

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا وزير خارجية الجزائر يبحث في موريتانيا أمن التجارة عبر الحدود

وزير خارجية الجزائر يبحث في موريتانيا أمن التجارة عبر الحدود

يبحث وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، منذ يومين في نواكشوط التبادل التجاري النشط عبر المركز الحدودي منذ عام، والوضع الأمني بالمناطق الحدودية، حيث تعرضت قوافل تجار جزائريين لاعتداءين بين نهاية 2021 ومطلع 2023، أسفرا عن قتلى، وتدمير شاحناتهم، وتسببا في نشر حالة من الخوف. وذكرت «الخارجية» الجزائرية، في بيان، أن لقاء جمع عطاف بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، «وفر فرصة لاستعراض التقدم المحرز، ضمن متابعة وتنفيذ التوجيهات السامية لقائدي البلدين، ومخرجات مشاوراتهما بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الغزواني إلى الجزائر في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2021، والتي أعطت انطلاقة لحقبة جديدة في تا

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي رئيس موريتانيا السابق ينفي تورطه في «أي فساد»

رئيس موريتانيا السابق ينفي تورطه في «أي فساد»

نفى الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، خلال مثوله أمام المحكمة الجنائية المختصة في جرائم الفساد، جميع التهم الموجهة إليه، التي من أبرزها تهمة الفساد وغسل الأموال والإثراء غير المشروع واستغلال النفوذ. وقال ولد عبد العزيز، الذي تحدث للمرة الأولى أمام هيئة المحكمة، مساء أول من أمس، إنه حكم موريتانيا عشر سنوات وغير وضعيتها من الأسوأ إلى الأحسن، مشيراً إلى أن السياسة التي تبناها لا يمكن أبدا أن يتورط صاحبها في أي نوع من «تبديد الأموال العمومية».

الشيخ محمد (نواكشوط)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».