في إطار خطة لتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر، تواصل الحكومة المصرية تنفيذ مشروع «التجلي الأعظم فوق أرض السلام»، لتطوير مدينة سانت كاترين، الواقعة بمحافظة جنوب سيناء، وهي الخطوة التي توصف بأنها «استكمال لخطوات الحكومة المصرية الرامية لتغيير مفهوم السياحة في مصر، بإدخال أنماط جديدة تركز على السياحة البيئية والدينية».
وتفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، الجمعة، سير أعمال تنفيذ مشروع «موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام»، مشيراً إلى أن «مشروع التجلي الأعظم يستهدف مدينة سانت كاترين، لتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية للمدينة، ذات الطابع الأثري والديني والتراثي والبيئي معاً، تماشياً مع اتجاهات التنمية المستدامة».
وتتولى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفيذ المشروع من خلال الجهاز المركزي للتعمير، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 4 مليارات جنيه، حسب تصريحات اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، في بيان صحافي الجمعة.
ويضم مشروع التجلي الأعظم مركزاً للزوار يقام على مساحة 3170 متراً، إضافة إلى ساحة للاحتفالات الخارجية بمساحة 7300 متر تسمى (ساحة السلام)، ومبنى عرض متحفي متنوع، ومسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافيتريا، وغرف اجتماعات، كما يتضمن المشروع إنشاء «الفندق الجبلي المتكامل»، بمدينة سانت كاترين، ويضم 150 غرفة فندقية متنوعة، وأجنحة فندقية فاخرة، وحمامات سباحة، وكبائن إقامة، إضافة إلى مشروع إنشاء «النزل البيئي الجديد» الذي يضم 192 غرفة فندقية بيئية، في 7 مبانٍ، ويهدف المشروع إلى تطوير النزل البيئي القائم، وكذلك تطوير منطقة استراحة السادات، وربطها بساحة السلام لتكون منطقة زيارة سياحية واحدة، حيث يتم تنفيذ الحديقة الصحراوية بمحاذاة سفح الجبل، ويربط النزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي، وكذا إنشاء ممشى (درب موسى) ليحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى عبر وادي الراحة وصولاً لجبل التجلي.
وقال الخبير السياحي محمد كارم، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه «في ظل الأحداث المتلاحقة، في أعقاب أزمة فيروس (كوفيد - 19) والحرب الروسية الأوكرانية بدأ السياح يتوافدون على مصر في الفترة الأخيرة»، مشيراً إلى أن «الحكومة المصرية تسعى إلى تنشيط السياحة وتغيير مفهومها».
وأوضح كارم أن «السياحة في مصر كانت تعتمد على المزارات الثقافية والشاطئية، لكن الخطة اليوم تستهدف تطوير مزارات أخرى بيئية ودينية، حيث يجري تطوير مسار العائلة المقدسة من العريش إلى أسيوط، إضافة إلى تطوير مدينة سانت كاترين، ومنذ فترة تم الاحتفال بتطوير مسجد الحسين في القاهرة، للتركيز على السياحة الدينية، كأحد الروافد السياحية المهمة».
واحتفلت مصر في الأول من يونيو (حزيران) الجاري بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر، وبهذه المناسبة تم افتتاح مسار العائلة المقدسة في وادي النطرون. وفي إطار زيارة رئيس الوزراء المصري لمدينة سانت كاترين، تفقد مشروع تطوير «منطقة وادي الدير»، بمحيط دير سانت كاترين، مؤكداً أنه «ذو أهمية كبيرة لقطاع السياحة الروحانية، خصوصاً أن المنطقة تخص الأديان السماوية الثلاثة، وتمثل مكاناً جاذباً للسياحة الدينية».
وشمل أعمال تطوير وادي الدير إنشاء مسار للمشاة، وتطوير وإنشاء شبكات الطرق للحركة الآلية وتطوير ورفع كفاءة البنية التحتية وشبكات المرافق، وأعمال الوقاية من السيول، وتطوير منطقة البيوت البدوية، وتحديث مركز المدينة التراثي القائم.
وبانتهاء مشروع التجلي الأعظم ستصل مساحة مدينة سانت كاترين إلى نحو 1500 فدان، لتستوعب 12 ألف نسمة، وفقاً لتصريحات اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء الذي أشار إلى أن «مشروع التجلي الأعظم فوق أرض السلام، يتضمن إنشاء مزارات، للسياحة الروحانية، والجبلية، والاستشفائية، والبيئية، إلى جانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، وفق أولوية تراعي الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر». وفي إطار المشروع تجري عمليات تطوير مطار مدينة سانت كاترين وزيادة مساحة مبنى الركاب، ووجه رئيس الوزراء بأن يتم مضاعفة الطاقة الاستيعابية المخططة، بحيث يخدم 600 راكب في الساعة، بدلاً من 300 راكب.
مصر لتطوير مدينة سانت كاترين عبر مشروع «التجلي الأعظم»
يستهدف تنشيط السياحة الدينية والبيئية
مصر لتطوير مدينة سانت كاترين عبر مشروع «التجلي الأعظم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة