أرقام صادمة لعمليات القتل والاغتيالات في درعا

صورة متداولة في «تويتر» لتفجير سيارة في درعا
صورة متداولة في «تويتر» لتفجير سيارة في درعا
TT

أرقام صادمة لعمليات القتل والاغتيالات في درعا

صورة متداولة في «تويتر» لتفجير سيارة في درعا
صورة متداولة في «تويتر» لتفجير سيارة في درعا

لا تزال مناطق جنوب سوريا تشهد منذ سنوات حالة من الانفلات الأمني بشكل واضح في المنطقة حيث نشطت خلال السنوات الأخيرة عمليات القتل والاغتيال والسرقة والخطف والسطو المسلح، ولم تتمكن أي جهة رسمية أو محلية من كبح استمرار هذه الحالة على العكس فهي حالة متصاعدة، وقد نتج عن استمرار هذه الظاهرة حالة عدم الاستقرار ومناخ الخوف في المنطقة، وتعطل دور العدالة ومحاكمة المتورطين.
وتشير إحصاءات محلية إلى أرقام صادمة لعدد القتلى وعمليات الاغتيال والخطف والسطو التي استهدفت أشخاصا خاضعين لاتفاق التسوية والمصالحة وقوات من النظام السوري وحتى المدنيين في محافظة درعا جنوب سوريا، وتنوعت عمليات الاغتيال والقتل إما بإطلاق النار المباشر على الضحية أو بزرع الألغام الأرضية (العبوات الناسفة). فبحسب شبكة درعا 24 المعنية بنقل الانتهاكات والأخبار المحلية في درعا، فإنها وثقت خلال شهر مايو (أيار) 2022 مقتل ما لا يقلّ عن 57 شخصًا، توزعوا بين مختلف مناطق درعا، بينهم 25 مدنيًّا، وثلاثة أطفال وسيدة، وإصابة ما لا يقلّ عن 28 شخصًا في ظروف مختلفة من حالة الانفلات الأمني، بينهم 22 مصابا مدنياً منهم ثلاثة أطفال وأربع سيدات.
واستهدفت عمليات الاغتيال، وفقاً للإحصائية، ما لا يقل عن 11 شخصاً في ريف درعا الشرقي، و11 في ريفها الغربي، وسبعة في ريفها الشمالي، واثنين في درعا البلد، والأخير قُتل في مدينة درعا أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة تحت إحدى السيارات. وقُتل ضابطان من قوات النظام السوري برتبة ملازم وملازم أول جراء استهدافهما بعبوة ناسفة؛ الأول في مدينة نوى؛ والثاني على الطريق الواصل بين قرية الشيخ سعد ومدينة نوى في ريف درعا الغربي. وكذلك قُتل سبعة عناصر يخدمون في صفوف الجيش والأجهزة الأمنية، معظمهم يؤدون الخدمة الإلزامية ومن أبناء محافظة درعا. وقُتل 19 شخصاً من أبناء محافظة درعا ممن خضعوا لاتفاقية التسوية والمصالحة، سبعة منهم لم ينضموا إلى أي جهة، بينما انضم 12 منهم لأحد التشكيلات العسكرية والأمنية في محافظة درعا، ومن الجدير بالذكر أن معظم شباب محافظة درعا خاصة ممن هم في سن الخدمة الإلزامية، انضموا لأحد التشكيلات العسكرية ليبقوا في مناطقهم وذلك بحسب اتفاقية المصالحة في عام 2018.
ولقي خمسة عشر شخصاً حتفهم بإطلاق نار مباشر، 8 منهم في ريف درعا الشرقي، وأربعة في ريفها الغربي، وتوزع الثلاثة الباقون بين الريف الأوسط والشمالي ودرعا البلد.
بينما عصابات التشليح والسرقة والتي كثُرت في الآونة الأخيرة على بعض الطرق العامة والفرعية، قتلت يافعين في ريف درعا الشرقي وتم سرقة ممتلكاتهما الشخصية، وفي الريف الشمالي قُتل أب وابنه بإطلاق نار بدافع السرقة، وبأن المنطقة التي تم قتلهم فيها تقع بين حاجزين عسكريين يتمركز أحدهما في العالية والآخر في أول بلدة نمر ويتبع لفرع أمن الدولة.
وسجلت عمليات تهريب المخدرات والأسلحة من جنوب سوريا باتجاه الأردن خلال الشهر الماضي 3 عمليات تم إحباطها من قبل الجانب الأردني أحدها باستخدام طائرة مسيرة، وقد أعلن الجيش الأردني في إحدى العمليات قتل أربعة مهربين واصابة خمسة آخرين أثناء تبادل إطلاق نار بين حرس الحدود الأردني والمهربين، وقد اتهم رئيس قسم الاعلام في الجيش الأردني إيران وميليشياتها بالوقوف وراء عمليات التهريب. وكانت أخر عملية تم إحباطها قبل يومين حيث أعلن الجيش الأردني عن إحباط عملية تهريب ذخائر وأسلحة من سوريا باتجاه الأردن.
ويحمل الأهالي تردي الوضع الأمني وجر المنطقة إلى الفوضى، إلى السلطة من خلال طريقة تعاملها وتجاهلها الملف الأمني الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».