قتلى وجرحى في تجدد اشتباكات طرابلس

«الوحدة» تجاهلت التطورات وأصدرت قراراً بحظر الاحتجاجات السلمية ضدها

قوات موالية لحكومة الدبيبة تجوب شوارع العاصمة لضمان حفظ الأمن (أ.ب)
قوات موالية لحكومة الدبيبة تجوب شوارع العاصمة لضمان حفظ الأمن (أ.ب)
TT

قتلى وجرحى في تجدد اشتباكات طرابلس

قوات موالية لحكومة الدبيبة تجوب شوارع العاصمة لضمان حفظ الأمن (أ.ب)
قوات موالية لحكومة الدبيبة تجوب شوارع العاصمة لضمان حفظ الأمن (أ.ب)

تجددت، ليلة أول من أمس، الاشتباكات العنيفة في العاصمة الليبية طرابلس، بسبب تصاعد النزاع بين الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوحدة المؤقتة، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، حول قرار إقالة مسؤول بجهاز الاستخبارات وقائد إحدى الميليشيات، لصلته بالمحاولة الفاشلة لدخول فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» المكلفة من مجلس النواب، إلى المدينة مؤخراً.
ولقي خمسة من عناصر الشرطة القضائية مصرعهم، وأصيب آخرون بجراح متفاوتة، وفقاً لتقارير إعلامية محلية، جراء الاشتباكات التي اندلعت لدى محاولة موالين لنائب رئيس المخابرات وآمر كتيبة «النواصي»، مصطفى قدور، استعادة السيطرة على مقر جهاز الاستخبارات في منطقة السبعة، الذي سيطرت عليه سابقاً عناصر من «كتيبة ثوار طرابلس». كما سمع سكان محليون أصوات إطلاق نار بالأسلحة الثقيلة في مدينة صبراتة غرب العاصمة طرابلس.
ونتيجة لذلك، تم إغلاق مطار معيتيقة الدولي، لكنّ مصدراً بالمطار أعلن، في ساعة مبكرة من صباح أمس، استئناف الرحلات الجوية من المطار، بعد توقفها لساعات بسبب الاشتباكات بمقر جهاز الاستخبارات.
وكان الناطق باسم المطار قد أعلن، في وقت سابق من مساء أول من أمس، تعليق الرحلات، وتوقف حركة الملاحة الجوية من برج المراقبة بسبب قرب المطار من منطقة الاشتباكات في طرابلس. وبينما لم يصدر أي تعليق رسمي من حكومة الدبيبة، سعى جهاز الشرطة القضائية للتقليل مما وصفها بـ«شائعات متداولة» بخصوص الاشتباكات، التي حصلت بالقرب من مقره، وقال في بيان رسمي إنه «لا صحة لوجود إصابات أو أضرار مادية بمؤسسات الإصلاح والتأهيل، وجميع العاملين بها والنزلاء بصحة جيدة».
وطبقاً لرواية الجهاز الرسمية، فإن ما حدث مجرد «اشتباك بسيط تم فضه»، واصفاً الحالة الأمنية بأنها «جيدة جداً»، على حد تعبيره.
وتلا هذه الاشتباكات إعلان المجلس الرئاسي، برئاسة محمد المنفي، اعترافه رسمياً، مساء أول من أمس، بقدور نائباً لرئيس جهاز المخابرات، واعتبار إقالته من رئيس الجهاز مصطفى العايب «غير قانونية».
وكانت «القوة الثامنة»، المعروفة باسم «النواصي» برئاسة قدور، قد سهّلت دخول باشاغا إلى العاصمة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الميليشيات الموزع ولاؤها بين الحكومتين المتنازعتين على السلطة في البلاد.
وتعد اشتباكات أول من أمس، الثانية من نوعها خلال أقل من شهر، وبمثابة انتهاك للقرار الذي أصدره المجلس الرئاسي بحظر تحرك أي وحدات عسكرية داخل العاصمة دون الحصول على موافقته.
وفي محاولة لتعزيز قواته، أصدر الدبيبة، الذي تجاهل هذه التطورات، قراراً بإنشاء كتيبة عسكرية باسم «الكتيبة 122 مشاة»، تتبع لمحمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية للحكومة، وتتمركز بمدينة غريان، مع تكليف العميد علي الشريف آمراً لها. فيما أعلن «جهاز دعم الدستور والانتخابات»، التابع لحكومته، حظر الاحتجاجات السلمية في طرابلس لمدة 30 يوماً قابلة للتمديد، وحذر في بيان له، مساء أول من أمس، من خروج الاحتجاجات، واعتبر أن «المظاهرات التي تخرج ضد حكومة الدبيبة في طرابلس، تحت شعارات يستخدمها المخربون لدغدغة مشاعر الناس، تستهدف زعزعة أمن العاصمة».
بدوره، اعتبر المتحدث باسم حكومة الوحدة أن إغلاق الموانئ والحقول، والظروف الأمنية، حال دون استكمال بعض المشروعات ودخولها في المواعيد المحددة، مشيراً إلى أن 600 ميغاوات ستدخل على الشبكة العامة للكهرباء نهاية الشهر الجاري، بعدما تسببت الأحداث الأمنية في تأخر دخول 1000 ميغاوات خلال الشهر الماضي.
في شأن آخر، استشهدت السفارة البريطانية لدى ليبيا بتقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية، تطالب فيه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في استخدام الألغام والأفخاخ المتفجرة، التي اتهمت مجموعة «فاغنر» الروسية بزرعها قرب طرابلس، واعتبرت ذلك بمثابة «مزيد من الأدلة على الآثار الشنيعة لهذه المجموعة في ليبيا، ولا تزال تتسبب في الموت والدمار».
وقالت السفارة، في بيان مقتضب، إن المملكة المتحدة «تدين استخدام الألغام الأرضية غير القانونية، وتواصل دعوتها إلى انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة دون تأخير».
وكانت المنظمة قد تحدثت عن معلومات جديدة تربط مجموعة «فاغنر» باستخدام الألغام الأرضية المحظورة، والأفخاخ المتفجرة في ليبيا بين 2019 و2020، مشيرة إلى أن شركة «فاغنر»، الأمنية العسكرية الروسية الخاصة لها صلات على ما يبدو بالحكومة الروسية، ودعمت «الجيش الوطني» في هجومه على العاصمة طرابلس.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تظاهرة في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعارضة عبير موسي

من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
TT

تظاهرة في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعارضة عبير موسي

من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)

تظاهر مئات من أنصار الحزب «الحر الدستوري» المعارض، اليوم (السبت)، في تونس العاصمة، للمطالبة بإطلاق سراح رئيسة الحزب عبير موسي. وتجمع 500 إلى 1000 متظاهر في وسط العاصمة التونسية، حسب صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي، ورفع العديد منهم أعلاماً تونسية وصوراً لرئيسة الحزب.

أوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج، عندما حضرت، وفقاً لحزبها، للاحتجاج على قرار اتخذه الرئيس قيس سعيّد. وتواجه عبير موسي تهماً خطيرة في عدة قضايا، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة». وقد قضت محكمة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر، في قضية تتعلق بانتقادها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023. وأصدرت المحكمة حُكمها على عبير موسي بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين.

وندد المتظاهرون بـ«المرسوم 54»، الذي أدى تفسيره الفضفاض إلى سجن عشرات السياسيين والمحامين والناشطين والصحافيين. وقال ثامر سعد، القيادي في الحزب «الحر الدستوري»، إن اعتقال عبير موسي لانتقادها الهيئة العليا للانتخابات «لا يليق ببلد يدعي الديمقراطية».

من جانبه، أكد كريم كريفة، العضو في لجنة الدفاع عن عبير موسي، أن «السجون التونسية أصبحت تمتلئ بضحايا (المرسوم 54)»، معتبراً أن هذا المرسوم يشكل «عبئاً ثقيلاً على المجتمع التونسي». وتقبع خلف القضبان شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وكذلك عصام الشابي، وغازي الشواشي المتهمَين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبق أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيسَ التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المئة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».