«الرباعي» الغربي سيضغط لتوبيخ إيران في اجتماع «الذرية الدولية»

طهران لوّحت بالرد على أي «تحرك غير بناء» لإدانتها بشأن المواقع السرية

صورة نشرتها «الذرية الدولية» لغروسي لدى عودته من مباحثات في طهران مارس الماضي
صورة نشرتها «الذرية الدولية» لغروسي لدى عودته من مباحثات في طهران مارس الماضي
TT

«الرباعي» الغربي سيضغط لتوبيخ إيران في اجتماع «الذرية الدولية»

صورة نشرتها «الذرية الدولية» لغروسي لدى عودته من مباحثات في طهران مارس الماضي
صورة نشرتها «الذرية الدولية» لغروسي لدى عودته من مباحثات في طهران مارس الماضي

تضغط الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من أجل أن يوبّخ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران على عدم ردها على أسئلة طال انتظارها بشأن آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع سرية.
وأرجأت القوى الغربية تقديم مسودة قرار إلى الاجتماعات الفصلية السابقة لمجلس محافظي «الذرية الدولية» المؤلف من 35 دولة حول هذه المسألة على وجه التحديد، لأنها كانت تخاطر بإفساد تلك المحادثات التي لم تعقد منذ مارس (آذار).
ومع ذلك، وصلت المسألة إلى الذروة بعد أن أبلغت «الذرية الدولية» الدول الأعضاء، هذا الأسبوع، أن إيران لم تقدم لها إجابات موثوقة بشأن الجسيمات التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع رئيسية قديمة ولكن غير معلنة، رغم اتفاق الجانبين، في مارس، على إحياء مناقشاتهما ومحاولة حل القضايا المفتوحة.
وتنص المسودة، التي أُرسلت إلى أعضاء «الذرية الدولية» ونشرت بعض أجزائها وكالة «رويترز» أمس، على أن يدعو مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إيران إلى «العمل بشكل عاجل للوفاء بالتزاماتها القانونية والنظر فوراً في عرض المدير العام (للوكالة) حول مزيد من المشاركة لتوضيح وحل جميع قضايا السلامة العالقة».
ولم يذكر النص، الذي يحمل تاريخ أول من أمس، الدول التي صاغته. ونقلت «رويترز» عن دبلوماسيين أنه تمت صياغته من قبل الولايات المتحدة وما تسمى «مجموعة إي3» التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة غضب إيران التي تشعر بالانزعاج بشكل عام من مثل هذه القرارات، وهذا بدوره قد يضر باحتمالات إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. والمحادثات غير المباشرة بشأن ذلك بين إيران والولايات المتحدة متوقفة بالفعل.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران، التي تصر على أن برنامجها النووي سلمي بينما يقول الغرب إنه يقترب من القدرة على صنع قنبلة نووية، سترد على أي «عمل غير بناء» خلال اجتماع مجلس محافظي «الذرية الدولية»، الأسبوع المقبل.
وما زال يتعين تقديم المسودة رسمياً إلى اجتماع الأسبوع المقبل، ثم اعتمادها دون معارضة أو طرحها للتصويت. ويبدأ اجتماع المجلس الاثنين المقبل، ومن المرجح أن يستمر التفاوض على صياغة المسودة بين أعضائه وتعديلها حتى يتم تقديمها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، على قناة الوزارة على «تلغرام»: «سنرد بطبيعة الحال بطريقة قوية وملائمة على أي عمل غير بناء» من مجلس محافظي الوكالة. وأضاف: «أولئك الذين يستخدمون تقرير المدير العام (رافائيل غروسي) كأداة سياسية ووسيلة للضغط على إيران سيكونون وحدهم مسؤولين عن العواقب المترتبة على ذلك».
وانتقدت إيران، أول من أمس، تقرير «الذرية الدولية»، ووصفته بـ«غير المنصف وغير المتوازن» واتهمت إسرائيل بـ«لعب دور في تقرير الوكالة».
يأتي التحرك الغربي، وسط تصعيد إسرائيل ضغوطها على «الذرية الدولية»، عندما نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، أول من أمس، نسخاً من وثائق سرية للوكالة الدولية، قائلاً إن «طهران سرقتها واستفادت منها من أجل إخفاء عناصر بشأن برنامجها النووي».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية كشفت، في 25 مايو (أيار)، أن إيران استحصلت على وثائق سرّية من الوكالة الدولية، ساعدتها في بلورة خطط لـ«التهرب» من تحقيقاتها بشأن أنشطتها السابقة. وأوضحت أن القضية تعود إلى مطلع الألفية الثالثة، وأن السجلات التي تكشف عن حصولها كانت ضمن وثائق الأرشيف النووي الإيراني التي حصلت عليها إسرائيل بعد عملية استخبارية نفذتها في طهران في 2018.


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
TT

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وافقت إسرائيل ، اليوم (الأحد)، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها».

وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.

وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظَ باعتراف معظم الدول. وتطالب سوريا إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام كثيرة بالفشل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم (الأحد)، لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة».

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان.

وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين».

وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفاً من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان، وإن كثيراً منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة.

وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضاً لما يصل إلى 24 ألفاً من الدروز السوريين.

بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة

وكان قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، قال إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ونددت دول عربية عدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع، في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».