رئيس «الوحدة» الليبية يتعهد التصدي لمحاولات الإطاحة بحكومته

السيسي يدعو للإسراع بإجراء الانتخابات وإنهاء وجود الميليشيات

الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة خلال اجتماعها بطرابلس أمس (الحكومة)
الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة خلال اجتماعها بطرابلس أمس (الحكومة)
TT

رئيس «الوحدة» الليبية يتعهد التصدي لمحاولات الإطاحة بحكومته

الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة خلال اجتماعها بطرابلس أمس (الحكومة)
الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة خلال اجتماعها بطرابلس أمس (الحكومة)

اتهمت حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بالدعوة لدخول العاصمة طرابلس بالقتال والحرب، وتوعدت بالرد على أي محاولة للإطاحة بها من السلطة.
وقال الدبيبة، خلال اجتماع لحكومته بطرابلس، أمس، إنه يرفض أي دعوات للحرب والاقتتال بين الليبيين، مبرزاً أن «الكثير يتكلم عن الحرب هذه الأيام، لكن نحن ما زلنا نرفع شعار (لا للحرب، ولا للقتال) بين أبناء الشعب». كما أكد الدبيبة ضمنياً مجدداً تمسكه بالسلطة والبقاء في منصبه، عبر مشروعه المثير للجدل، بشأن إجراء الانتخابات البرلمانية لإنهاء المرحلة الانتقالية، لافتا إلى اعتزامه «الدفاع عن الشعب الليبي بالسلام حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا»، وطالب بضرورة جلوس جميع الأطراف في ليبيا إلى طاولة الحوار، والذهاب لانتخابات حقيقية تنهي المراحل الانتقالية، والتفرغ لعمليات البناء والتنمية في مناطق ليبيا كافة.
في سياق ذلك، دعا الدبيبة لاستئناف بيع النفط أولاً، ومن ثم التفاهم على آلية توزيع الإيرادات، وهدد باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد المسؤولين عن إغلاق النفط. وبرر دعوته لإعادة فتح الموانئ والحقول النفطية بمحاولة استغلال ما وصفه بالفرصة التاريخية لارتفاع أسعار الطاقة في العالم، واعتبر أن توقف الإنتاج لا يخدم أي طرف. كما سعى الدبيبة لاحتواء تهديد جهاز الشرطة القضائية بالتوقف عن العمل، حيث دعا بعد لقائه مع رئيس الجهاز، مساء أول من أمس، بالعاصمة طرابلس، لعقد اجتماع موسع مع وزارتي العدل والمالية لمتابعة الصعوبات كافة، ووضع الحلول المناسبة لها.
وفى أول رد فعل على اجتماع مجلس النواب في سرت لمناقشة الميزانية المقترحة من حكومة «الاستقرار»، برئاسة فتحي باشاغا، قال محمد حمودة، المتحدث باسم حكومة الدبيبة، إنها لن تسمح لأي طرف باستخدام القوة أو العنف من أجل الفوضى، وتنفيذ الأجندات السياسية الخاصة وفرضها بالقوة. وحذر، في بيان له مساء أول من أمس، من «مساعي بعض الأطراف لسحب أموال من إيداعات المواطنين في المصارف التجارية خشية أن تستخدم لتمويل الحروب».
ومن المقرر أن يحسم مجلس النواب، خلال الأيام المقبلة، مشروع الميزانية المقترحة من حكومة باشاغا، حيث أوضح المتحدث الرسمي باسمه، عبد الله بليحق، عقب اجتماع عقد بسرت أول من أمس، أنه تم إلزام جميع رؤساء الأجهزة الرقابية التابعة للمجلس بالتقيد بالتعليمات والقوانين والقرارات الصادرة عن المجلس، معتبراً أن أي جسم يخالف ذلك يعد فاقداً للشرعية، وأن أي عمل خارج إطار حكومة باشاغا مخالف، وأي شخص خارجها لا يحمل أي صفة، لافتاً إلى أنه تم التأكيد على الحكومة بضرورة تقنين الصرف، والمحافظة على الأموال.
كما أوضح بليحق أنه تمت دعوة النائب العام إلى ضرورة اتخاذ إجراءات، والتحقيق مع المتجاوزين في قضايا فساد أو إهدار المال العام أو إساءة استخدام السلطة، ومطالبة حكومة باشاغا بوضع خطة لمعالجة أزمة الغذاء المتوقعة خلال الفترة المقبلة نتيجة الأوضاع الدولية.
ونقلت وكالة «الأنباء الليبية» الرسمية عن رئيس لجنة التخطيط والمالية بمجلس النواب، عمر تنتوش، أنه تقرر إحالة الميزانية إلى اللجنة لمزيد من الدراسة، وتضمين الملاحظات حيالها ليتم عرضها على مجلس النواب، قصد اعتمادها في جلسته المقبلة المتوقع عقدها قريباً.
وأيّد أعضاء في مجلس الدولة اعتماد ميزانية حكومة باشاغا، وطالبوا، في بيان لهم مساء أول من أمس، المصرف المركزي بصرفها حال إقرارها، وتوحيد مجلس إدارته، بينما نقلت وسائل إعلام محلية عن مقرر المجلس أنه يجب استثمار فرصة اعتماد الميزانية لصالح إعادة الاستقرار.
في غضون ذلك، اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اجتماعه أمس بالقاهرة مع أوليفر فارهيلي، مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار والتوسع، على أهمية الإسراع في مسار عقد الانتخابات الليبية، كما أكد السيسي، أهمية «إنهاء وجود الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة داخل ليبيا، التي تقوض فرص تحقيق الاستقرار والسلام».
من جهته، حثّ محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، مجلسي النواب والدولة على ضرورة توحيد المناصب السيادية، وفق الاتفاق السياسي لتوحيد الصف للوصول إلى الانتخابات والاستقرار والسلام. مؤكداً أهمية تعاون البلديات في إنجاح المصالحة الوطنية، وتحقيق الاستقرار في المجتمع. ونقل عن عميدي بلديتي كاباو وزوارة، بعد اجتماعه بهما مساء أول من أمس، دعمهما لجهود المجلس الرئاسي في العمل على تحقيق مشروع المصالحة الوطنية، وإنهاء المراحل الانتقالية، بإيجاد إطار قانوني لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وبمشاركة جميع الأطراف، بما يحقق تطلعات الليبيين.
كما أكد دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز جهود المصالحة الوطنية، والمساهمة من خلال منتسبيها في دعم مساعي المجلس للوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، تنهي المراحل الانتقالية، وتقود البلاد إلى حالة الاستقرار الدائم.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الدبيبة يسعى لاستعادة «أكبر مزرعة» ليبية في غينيا

وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)
وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)
TT

الدبيبة يسعى لاستعادة «أكبر مزرعة» ليبية في غينيا

وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)
وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

تسعى حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة في ليبيا، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إلى استعادة ملكية مزرعة موالح كبرى من دولة غينيا، توصف بأنها «الأكبر في غرب أفريقيا».

المزرعة التي تبلغ مساحتها 2150 هكتاراً، وفق بيانات «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار»، مخصصة لزراعة المانجو والأناناس، وملحق بها مصنع للعصائر وسبع بحيرات. وتعد المزرعة المستهدفة من بين الأصول الليبية، التي تديرها «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار»، وهي عبارة عن صندوق استثماري ليبي، وتتوزع في أكثر من 430 شركة، و200 عقار في كل من أفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

وأجرى وفد رفيع من حكومة «الوحدة»، برئاسة وزير الشباب فتح الله الزني، الذي وصل غينيا مساء (الاثنين)، مباحثات مع مسؤوليها حول كيفية استرجاع المزرعة لليبيا.

وتأتي زيارة وفد الحكومة في طرابلس، عقب جدل وشكوك بشأن انتحال الغيني أمادو لامين سانو صفة «وزير ومستشار خاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو»، خلال لقائه مسؤولين في حكومة أسامة حماد، المكلفة من مجلس النواب.

وكانت غينيا قد صادرت المزرعة الليبية عام 2020 بموجب مرسوم رئاسي أصدره الرئيس الغيني السابق، إلا أن المحكمة العليا الغينية قضت مؤخراً بإبطال ذلك المرسوم، ومن ثم إعادتها إلى ليبيا.

وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة إلى غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

وضم الوفد الذي ترأسه الزني، بصفته مبعوثاً للدبيبة إلى غينيا، أيضاً مصطفى أبو فناس، رئيس مجلس إدارة «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار»، وعضو مجلس إدارة المحفظة خليفة الشيباني، والمدير العام لـلشركة الليبية للاستثمارات الأفريقية (لايكو)، محمد محجوب.

واستقبل الوفد الليبي وزير الشباب الغيني فرنسواه بوقولا، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الغينيين. وشارك في اللقاء القائمون بأعمال سفارتي البلدين.

ورأت «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار» أن هذه الزيارة «خطوة تمثل تطوراً مهماً في سياسة حكومة (الوحدة) لاستعادة وتسوية الملفات العالقة، المتعلقة بالاستثمارات الليبية في القارة الأفريقية، كما تعكس حرص مجلس إدارة (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار) على استعادة جميع ممتلكات المحفظة».

فيما يرى ليبيون أن الانقسام السياسي الليبي أثر على متابعة الأصول الخارجية المملوكة للبلاد.

وكانت أفريقيا الوسطى قد أقدمت على عرض أحد الفنادق الليبية في مزاد علني، ما أعاد السؤال حول مصير الأصول المجمدة بالخارج، التي تديرها «المؤسسة الليبية للاستثمار»، وكيفية الحفاظ عليها من الضياع.

وسبق أن قضت محكمة في عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي ببيع أملاك للدولة الليبية في المزاد العلني، وهي: «فندق فخم»، قدرت قيمته بـ45 مليون يورو، وعمارتان تضمان شققاً بـ80 مليون يورو، بالإضافة إلى قطعة أرض قدرت قيمتها بـ6 ملايين يورو، وخاطبت المحكمة النائب العام ووزير العدل بأفريقيا الوسطى لعقد المزاد العلني. وقالت «الشركة الليبية للاستثمارات الأفريقية» إن الدولة الليبية حصلت على هذه العقارات مقابل قروض منحتها للدولة الأفريقية، بموجب اتفاقية موقعة بين البلدين عام 2007؛ لحماية وتشجيع الاستثمار.

وفي مايو (أيار) 2023 قالت «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار» إنها نجحت في رفع الحجز عن فندق «ليدجر بلازا بانغي»، وهو من فئة 5 نجوم ومملوك لليبيا في عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي.

وتُعنى «لايكو» بإدارة الفنادق والمنتجعات المملوكة للشركة الليبية للاستثمارات الأفريقية، والتي تعمل تحت مظلة «محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار»، والمؤسسة الليبية للاستثمار المعروفة بـ«الصندوق السيادي الليبي». وتضم «لايكو» مجموعة من 11 منشأة، بها أكثر من 2200 غرفة من فئة 4 إلى 5 نجوم، وتطل على المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

وسبق أن ناقش النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين تواديرا، خلال لقائهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ملف الاستثمارات الليبية وكيفية حمايتها.

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة (الوحدة)

وكانت الأموال الليبية المجمدة في الخارج تُقدر بقرابة 200 مليار دولار، وهي عبارة عن استثمارات في شركات أجنبية، وأرصدة وودائع وأسهم وسندات، تم تجميدها بقرار من مجلس الأمن الدولي في مارس (آذار) عام 2011، لكن الأرصدة النقدية تناقصت على مدار السنوات الماضية إلى 67 مليار دولار، وفق فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق الوطني» السابقة.