تركيا: تنسيق بين 6 أحزاب قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية

أحدث استطلاع للرأي يؤكد استمرار تفوق المعارضة

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في لقاء جماهيري بإسطنبول يوم الأحد (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في لقاء جماهيري بإسطنبول يوم الأحد (إ.ب.أ)
TT

تركيا: تنسيق بين 6 أحزاب قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في لقاء جماهيري بإسطنبول يوم الأحد (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في لقاء جماهيري بإسطنبول يوم الأحد (إ.ب.أ)

اتفق قادة 6 من أحزاب المعارضة التركية على مبادئ عامة سيلتزمون بها خلال المرحلة القادمة التي تسبق الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة وكذلك بعد الانتخابات حال فوز المعارضة، فيما في الوقت الذي أظهر فيه أحدث استطلاعات استمرار تفوق المعارضة. والأحزاب الستة هي: «الشعب الجمهوري» بزعامة كمال كليتشدار أوغلو، و«الجيد» ميرال أكشينار، و«الديمقراطية والتقدم» علي باباجان، و«السعادة» تمل كارامولا أوغلو، و«المستقبل» أحمد داود أغلو، و«الديمقراطي» جولتكين أويصال. وأعلن زعماء الأحزاب الستة، عقب اجتماع استغرق نحو 8 ساعات واختتم في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين بمقر حزب «المستقبل» في أنقرة، الاتفاق على 10 مبادئ سيتم الالتزام بها في الفترة القادمة، التي وصفوها في بيان صدر عنهم، بـ«التاريخية الحرجة».
وتضمنت المبادئ التي اتفق عليها قادة الأحزاب إقرار نظام برلماني معزز على أساس مبدأ الفصل بين السلطات، تطبيق ديمقراطية تعددية وتشاركية وتحررية من شأنها القضاء على جميع أنواع التمييز، وضمان حرية الفكر والتعبير والصحافة، وضمان حرية الدين والمعتقد، وضمان السلم الاجتماعي والمساءلة أمام قضاء محايد ومستقل، وتطبيق نظام الدولة الاجتماعية والعدالة في الدخل، واعتماد الاقتصاد الموجه نحو الإنتاج والتوظيف، وإصلاح الأخلاقيات السياسية والعمل في إطار سياسة خارجية فاعلة ومحترمة.
جاء ذلك بالتزامن مع ظهور أحدث استطلاع للرأي أعلنت نتائجه أمس، أوضح تلاشي الفارق بين حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وحزب «الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة، إلى 0.1 في المائة. وبينما حصل حزب العدالة والتنمية على 29.3 في المائة من الأصوات، ارتفع تأييد حزب الشعب الجمهوري إلى 29.2 في المائة، وحصل حزب «الجيد» على 13.2 في المائة، وحزب «الشعوب الديمقراطية» (المؤيد للأكراد) على 10 في المائة، وحزب «الحركة القومية» على 5.8 في المائة.
وتعني هذه النتائج أن «تحالف الشعب»، المؤلف من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية سيحصل على 35.1 في المائة من أصوات الناخبين، مقابل حصول «تحالف الأمة»، المؤلف من حزبي الشعب الجمهوري والجيد على 42.4 في المائة، وهو ما يعني خسارة مؤكدة للعدالة والتنمية برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، في الانتخابات البرلمانية.

احتجاجات في أنقرة للعاملين بالقطاع الصحي يطالبون بتحسين ظروف العمل (أ.ف.ب)

وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، كشف الاستطلاع الذي أجرى لصالح حزب الشعب الجمهوري، وأعلن نائبه عن مدينة إسطنبول إردوغان توبراك عن نتائجه، أنه في حال اتفاق أحزاب المعارضة الستة على ترشيح كمال كليتشدار أوغلو منافساً لمرشح تحالف الشعب، الرئيس رجب طيب إردوغان، فإن كليتشدار أوغلو سيفوز بالرئاسة بفارق من 7 إلى 8 في المائة من الأصوات.
من جهة أخرى، قرر المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون، أعلى هيئة للمتابعة والرقابة على وسائل الإعلام في تركيا، فرض غرامة مالية على عدد من القنوات نشرت مقطع فيديو كشف فيه رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، عن خطة يعدها الرئيس رجب طيب إردوغان للهروب من البلاد حال فشله في الانتخابات المقبلة، وأنه قام وأفراد من عائلته بتحويل مبالغ وصلت إلى مليار ليرة تركية إلى حساب في الولايات المتحدة عن طريق وقفي «الأنصار» و«الشباب والتعليم» اللذين يسيطر عليهما إردوغان ويتواجد اثنان من أبنائه في عضوية مجلسي إدارتهما، وأنه يمتلك وثائق تحويلات مالية عبارة عن تحويلين قيمة كل منهما 20 مليون دولار، وآخرين قيمة كل منهما 10 ملايين دولار، مستعد لنشرها على الرأي العام.
وقرر المجلس، الذي تسيطر عليه حكومة إردوغان، خصم 3 في المائة من عائدات الإعلانات من قنوات «خلق تي في»، تيلي 1 «فلاش تي في» و«كي آر تي»، لنشرهما المقطع المصور الذي أعلن فيه كليتشدار أوغلو هذه التفاصيل، الأسبوع الماضي. وتعليقاً على تلك العقوبات، قال المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فائق أوزتراك عبر تويتر: «متى كان نشر بيانات وتصريحات زعيم المعارضة الرئيسية جريمة؟ هذا القرار ليس بسبب ما فعلوه، وهو تحويل الأموال عن طريق إنشاء مؤسسة في الخارج، ولكن لأنهم انزعجوا من الكشف عما فعلوه».
ووصف عضو المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون عن حزب الشعب الجمهوري، إلهان تاشجي، القرار بأنه صفعة لحرية الصحافة والإعلام وللديمقراطية، مشيراً إلى أن ما كشف عنه كليتشدار أوغلو بالوثائق من شأنه أن يهز البلاد. ولفت إلى أن قرار المجلس الأعلى تضمن تهديداً للقنوات بفرض مزيد من العقوبات حال نشر المستندات التي أعلن كليتشدار أوغلو أنها بحوزته، معرباً عن اندهاشه لإسراع المجلس بفرض هذه العقوبات في الوقت الذي تتراكم فيه القضايا والوقائع التي لم يبت فيها منذ أشهر، أو حتى سنوات. وأضاف أن القرار صدر بتعليمات خاصة وجهت ليلاً إلى رئيس المجلس أبو بكر شاهين».
وكان إردوغان قد أعلن رفضه ادعاءات كليتشدار أوغلو بحقه وحق عائلته مؤكداً أنه سيقاضيه. كما أعلن محاميه، حسين آيدن، رفع دعوى قضائية ضد كليتشدار أوغلو وطلب تعويضاً مقداره مليون ليرة تركية، إذا فشل المدعى عليه في إثبات ما زعمه.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع لوكالة رويترز للأنباء، نشر يوم الاثنين، أن معدل التضخم في تركيا من المتوقع أنه صعد إلى أعلى مستوى في نحو 24 عاماً عند 76.55 في المائة خلال مايو (أيار) بسبب زيادات في أسعار الغذاء والطاقة وضعف الليرة، في حين ارتفع متوسط التقديرات لنهاية العام إلى 63.5 في المائة. وكان هبوط الليرة وتزايد أسعار الغذاء قد دفع التضخم إلى 69.97 في المائة في أبريل (نيسان)، أعلى مستوى منذ 20 عاماً، رغم تخفيضات ضريبية للسلع الأساسية ودعم حكومي لبعض فواتير الكهرباء لتخفيف العبء على ميزانيات الأسر.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


منسق الجيش الإيراني: لا يمكن التنبؤ بما سيحدث العام المقبل

سیاري إلى جانب المرشد الإيراني علي خامنئي خلال تدريبات بحرية في شمال البلاد (أرشيفية - موقع خامنئي)
سیاري إلى جانب المرشد الإيراني علي خامنئي خلال تدريبات بحرية في شمال البلاد (أرشيفية - موقع خامنئي)
TT

منسق الجيش الإيراني: لا يمكن التنبؤ بما سيحدث العام المقبل

سیاري إلى جانب المرشد الإيراني علي خامنئي خلال تدريبات بحرية في شمال البلاد (أرشيفية - موقع خامنئي)
سیاري إلى جانب المرشد الإيراني علي خامنئي خلال تدريبات بحرية في شمال البلاد (أرشيفية - موقع خامنئي)

قال منسق الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، إنه «لا يمكن التنبؤ بما سيحدث العام المقبل» في ظل تغييرات إقليمية متسارعة، مشدداً على ضرورة «التأهب العسكري» وتطوير مجالات تمكن طهران من «تغيير موازين القوى»، وقلّل من قدرة المفاوضات والتسويات على تفادي الحرب.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الموقف الإيراني تشدداً مع اقتراب ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي تعهد بحرمان إيران من إنتاج أسلحة نووية.

نقلت وسائل إعلام إيرانية عن سياري قوله، خلال لقائه مع مجموعة من قادة الجيش: «اليوم لا يمكننا التنبؤ بما سيحدث بدقة في العام المقبل. ديناميكية محيطنا وسرعة التغييرات تخلقان حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل، وقد تكون هناك العديد من السيناريوهات المحتملة، لذا يجب أن نكون مستعدين لمواجهة مثل هذه الظروف».

وشدد سياري على أهمية المجالات التي قد تؤدي إلى «تغييرات جذرية في موازين القوى»، مثل التكنولوجيا النووية، والفضاء، والبيولوجيا، والذكاء الاصطناعي.

تواجه إيران سلسلة من الانتكاسات الاستراتيجية، بما في ذلك الهجوم الإسرائيلي على حليفيها، حركة «حماس» في غزة وجماعة «حزب الله» في لبنان، بالإضافة إلى الإطاحة ببشار الأسد في سوريا.

ويعُمّ الترقّب حيال السياسة التي ستتبعها الإدارة الأميركية الجديدة لوقف البرنامج النووي الإيراني، في وقت تمارس فيه القوى الغربية ضغوطاً على طهران لوقف إنتاج اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، التي تقترب من النسبة المطلوبة (90 في المائة) لإنتاج الأسلحة النووية.

وفي مقابلة مع مجلة «تايم»، الجمعة، قال ترمب عندما سُئل عن احتمالات خوض حرب مع إيران خلال ولايته المقبلة: «أي شيء يمكن أن يحدث. إنه وضع متقلّب للغاية».

وأشار سياري إلى أهمية «التأهب العسكري المستمر» في الرؤية الإيرانية للأمن القومي، موضحاً أن «الحرب كانت وما زالت موجودة دائماً، ولن تحل عبر التفاوض والتسوية». وحذر من أن «تجاهل التهديدات والتقنيات الحديثة سيؤدي إلى مفاجآت استراتيجية».

كما دعا إلى التكيّف مع التقدم التكنولوجي، مؤكداً أنه لا يمكن مواجهة الحروب المستقبلية باستخدام تجارب الماضي؛ حيث تغيّرت الأسلحة وطرق الحرب بشكل كبير.

وأضاف سياري أنه لمواجهة تهديدات المستقبل، «يجب بذل جهد ذكي»، كما دعا إلى تبني استراتيجية لمواجهة «الحرب المعرفية»، التي «تعني السيطرة على العقول وفرض أجندة معينة على الشعب أو الخصم عبر وسائل الإعلام».

تأتي تصريحات سياري في وقت تشهد فيه إيران تداعيات سقوط حليفها في سوريا بشار الأسد. وأظهرت مواقف قادة في «الحرس الثوري» ومسؤولين قلقاً إيرانياً بشأن مستقبل نفوذها في المنطقة، خصوصاً في سوريا، وسط تصاعد التوتر مع إسرائيل.

قائد «الحرس الثوري» يدلي بإفادة حول سوريا أمام البرلمان الأسبوع الماضي (تسنيم)

وحذر قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، الأحد، من تكرار السيناريو السوري في إيران، مشيراً إلى الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية سورية. ولفت إلى أن سوريا «تمثل درساً مريراً لإيران»، مؤكداً: «إذا لم يصمد الجيش، قد تُحتل البلاد في لحظة». ونفى أن يكون قتال إيران في سوريا «من أجل ضم أراضٍ أو مصالح طموحة».

وقال: «عندما سقط النظام السوري، أصبح الصهاينة قادرين على رؤية ما يحدث داخل بيوت دمشق دون الحاجة إلى أسلحة».

وأكد سلامي، الأسبوع الماضي، سحب جميع قواته من سوريا، نافياً خسارة إيران أذرعها الإقليمية.

ودعمت إيران الأسد في الحرب الأهلية الطويلة في سوريا، وأنفقت مليارات الدولارات، ونشرت قوات «الحرس الثوري»، ويُنظر للإطاحة به على نطاق واسع باعتبارها ضربة كبيرة «لمحور المقاومة» بقيادة إيران، وهو تحالف سياسي وعسكري يعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وعزا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأسبوع الماضي، سقوط الأسد إلى عنصرين مفاجئين: «ضعف الجيش السوري وسرعة التطورات».

صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الأسد وعراقجي مطلع ديسمبر 2024

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، إن الإطاحة بالأسد كانت نتيجة لخطة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف أن إحدى دول جوار سوريا كان لها دور أيضاً. ولم يذكر بلداً بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا.

وقال مسؤولان إيرانيان لـ«رويترز» إن عراقجي خلال اجتماع متوتر مع نظيره التركي هاكان فيدان نقل شكاوى من الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بشأن دعم تركيا لقوات المعارضة التي أطاحت به، وكذلك، عبّر الوزير الإيراني عن استياء بلاده لانحياز تركيا «للأجندات الأميركية والإسرائيلية». وقال مسؤول تركي للوكالة إن عراقجي لم يحمل أو ينقل أي رسائل من الأسد إلى أنقرة.

ويحرم سقوط الأسد إيران وحليفتها جماعة «حزب الله» اللبنانية من حليف مهم. فقد سمحت علاقات طهران بدمشق بأن تبسط إيران نفوذها عبر ممر بري، يمتد من حدودها الغربية عبر العراق وصولاً إلى لبنان، لنقل إمدادات الأسلحة إلى «حزب الله».

وقال قائد «الحرس الثوري»، الخميس: «الطرق لدعم (جبهة المقاومة) مفتوحة. الدعم لا يقتصر على سوريا وحدها، وقد تأخذ الأوضاع هناك شكلاً جديداً تدريجياً».