أحمد زاهر لـ«الشرق الأوسط»: أتدخل في اختيارات بناتي الفنية

قال إنه متفائل بعرض فيلم «فارس» في السعودية

الفنان المصري أحمد زاهر (الشرق الأوسط)
الفنان المصري أحمد زاهر (الشرق الأوسط)
TT

أحمد زاهر لـ«الشرق الأوسط»: أتدخل في اختيارات بناتي الفنية

الفنان المصري أحمد زاهر (الشرق الأوسط)
الفنان المصري أحمد زاهر (الشرق الأوسط)

قال الفنان المصري أحمد زاهر إن فيلم «فارس» الذي يلعب بطولته موجه لكل أفراد الأسرة ولا يتضمن مشاهد أو ألفاظاً مسيئة، بل يقدم قصة ممتعة في إطار أكشن رومانسي، موضحاً أن مشاهد الأكشن التي قدمها بالفيلم استدعت تدريباً طويلاً امتد لأكثر من عامين، مؤكداً أنه رفض الاستعانة بدوبلير (الممثل البديل) ما جعله يصاب عدة مرات أثناء التصوير. وقال زاهر في حواره لـ«الشرق الأوسط» إنه أهدى الفيلم لأستاذه النجم الراحل نور الشريف، وفاءً وعرفانا له بالجميل، مشيراً إلى أنه أطلق على أصغر بناته اسم نور تيمناً بالفنان الراحل.
ورغم مشاركة أحمد زاهر في أفلام عديدة من بينها: «هيما، البدلة، زنزانة 7»، فإن فيلم «فارس» يحمل له خصوصية، كونه أولى بطولاته السينمائية، وحول أسباب حماسه لموضوع الفيلم يقول زاهر: «أعجبني السيناريو الذي كتبه حسام موسى، الذي يؤكد قيماً اجتماعية مهمة ويعتمد في جزء من أحداثه على الأكشن، وهو نوعية لم أقدمها من قبل، وقد اجتهدت فيه لكي أقدمه بالشكل المطلوب، وأجسد من خلاله شخصية (فارس) الذي ينتمي لأسرة بسيطة ويعمل في محطة بنزين، يدخل في مشاكل بسبب شهامته وجدعنته ويتمسك بإظهار الحقيقة مهما كلفه الأمر».
يؤدي زاهر مشاهد الأكشن الصعبة، ويخوض معارك تكسير عظام، الأمر الذي استلزم أن يقضي فترة تدريب طويلة مثلما يؤكد: «قضيت عامين قبل التصوير أتدرب في الجيم علي يد المدرب محمد أبو النجا، الذي أدى شخصية (جاسر) في الفيلم، كما خضعت لتدريبات على الدور ومشاهد الأكشن التي قام بتصميمها «أندرو ماكنزي» الجنوب أفريقي الذي صمم كل مشاهد الأكشن الناجحة في الأفلام المصرية، كانت مشاهد صعبة وتطلبت مجهوداً كبيراً، وتربية عضلات لكي يكون الجسم في كامل لياقته، لذا تفرغت تماماً للفيلم على مدى عام ونصف لم أشارك خلالها إلا في مسلسل قصير خلال فترات توقف تصوير الفيلم.
لم يقبل زاهر الاستعانة بدوبلير في مشاهد خطيرة سببت له إصابات عديدة: «لم أستعن بدوبلير وتعرضت لإصابات كثيرة، وبعد مشهد احتراق بيت فارس أصبت بكحة شديدة وكنت أتقيأ دماً بسبب الدخان، واستكملنا التصوير رغم ذلك، ليظهر فارس في أحد المشاهد وهو يسعل بشدة».
خطوة البطولة لم تكن لتتحقق لأحمد زاهر لولا نجاحات عديدة أحرزها في الدراما التلفزيونية أبرزها مسلسل «البرنس» الذي جسد به دور «فتحي» الممتلئ شراً، وهو ما يجعله يقول بفخر: «دور الشر هذا جعلني بفضل الله نجم 2020 في الوطن العربي، وليس في مصر فقط، وكل الناس توقعت وقتها أن أخطو بأعمالي نحو البطولة لكنني لم أتعجل ذلك منذ بدايتي بل انتظرت طويلاً حتى أجد الموضوع المناسب وأضمن الإنتاج الجيد له، كان يهمني كثيراً أن أقدم عملاً يحقق المتعة ويتسم بالاحترام، لإيماني بأن السينما هي الخلود، ولم أكن أجري وراء البطولة لمجرد أن أكون بطلاً، فقد تلقيت عروضاً كثيرة، ورفضت بطولات عديدة في أفلام مقاولات لأنني أردت فيلماً يحترم الجمهور، تدخله الأسرة وتستمتع به ولا تخجل منه، فلا مشهد يخدش الحياء ولا لفظ خارج ولا إيحاءات.
وكتب أحمد زاهر إهداءً في مقدمة الفيلم للفنان الراحل نور الشريف الذي قدم زاهر في مسلسل «الرجل الآخر» للجمهور لأول مرة عام 1999 وهو ما يعبر عنه قائلاً: «كنت أشارك في عرض مسرحي وأنا طالب بمعهد الفنون المسرحية وفوجئت بأن الفنان نور الشريف يحضره، وأثنى على أدائي، واختارني لأؤدي دور ابنه في المسلسل، ظل نور أستاذاً ومعلماً وموجهاً برفق ومحبة، وقد توفي بينما كانت زوجتي على وشك الولادة فأطلقت على ابنتي الصغرى اسم «نور» تيمناً بالفنان الكبير رحمه الله». ورحب الفنان حسين فهمي بالمشاركة في فيلم «فارس» دعماً لبطله، ورغم أنه لا يجمعهما سوى المشهد الأخير، فقد كان وجود حسين فهمي إضافة كبيرة للفيلم، بحسب نقاد، وهو ما يؤكده زاهر: «سعدت كثيراً بمشاركة (البرنس) حسين فهمي، وقال لي سوف أساندك لأنك ابني، فقد جسدت دور ابنه في مسلسلي (أصحاب المقام الرفيع) و(حق مشروع)، وحينما عُرض عليه الفيلم قال: (أنا هاجي عشان أحمد زاهر) لذا سأظل عمري كله أشكره، وكذلك الفنان القدير صلاح عبد الله الذي شارك كضيف شرف بالعمل».
لا يشغل زاهر نفسه بتوقيت العرض ولا بالمنافسة مع أفلام تعرض حالياً: «لا أقارن نفسي بأحد، أقدم شغلي كما ينبغي، وأترك الأمر لله، وأحب الخير لكل الناس، وأتمنى النجاح لكل زملائي، وفيلمي السابق «زنزانة 7» نجح بشكل كبير في منطقة الخليج، ولي جماهيرية أعتز بها في السعودية، لذلك أنا متفائل بعرض فيلم «فارس» بالمملكة حالياً».
وشارك أحمد زاهر في اختيار بعض أبطال الفيلم حسبما يؤكد: «شاركت بالرأي لأنني أردت ممثلين كباراً، وهذا أمر مهم، فالفنان لا ينجح بمفرده، ولا يحقق قفزة في أدائه إذا كان يمثل أمام آخر ضعيف، لكن المخرج رؤوف عبد العزيز هو من اختار ملك ابنتي لتؤدي دور شقيقتي نظراً للشبه الكبير بيننا، وقد وافقت لأن مساحة الدور صغيرة، ولو كان رشحها بطلة لاخترت ممثلة أخرى لأنني أريد لبناتي أن يصعدن سلم الفن درجة درجة بتأنٍ وثقة.
يتلقى زاهر عروضاً عديدة لأفلام تجمعه مع بناته، لكنه يتحفظ كثيراً في هذه الخطوة، مبرراً ذلك بقوله: «لا أحب أن نخوض هذه التجربة الآن، وأفضل أن تشق كل منهما طريقها بأنفسهما وأن تثبت كل منهما نجاحها بمفردها، وقد عُرض علينا أكثر من مرة أفلامٌ تجمعنا، لكنني رفضت، فمن المهم أن يكون العمل مناسباً بالفعل لنا وليس لمجرد مشاركتنا معاً».
وكشف قائلاً: «أنا كأب أتدخل في اختياراتهن الفنية حتى الآن، لكن أوضح لهما أسباب قبولي أو أسباب رفضي، وأعطيهما مساحة للاختيار، وقد أصبحت ليلى وملك أكثر قدرة على ذلك وترفضان من أنفسهما أدواراً لا تناسبهما».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».