تقرير دولي يذكر بمعاناة اليمنيات في الحرب

امرأة تحضّر طعاماً في مخيم نازحين في تعز (رويترز)
امرأة تحضّر طعاماً في مخيم نازحين في تعز (رويترز)
TT

تقرير دولي يذكر بمعاناة اليمنيات في الحرب

امرأة تحضّر طعاماً في مخيم نازحين في تعز (رويترز)
امرأة تحضّر طعاماً في مخيم نازحين في تعز (رويترز)

قرب بركة ماء في قرية قهال، تعبئ كاتبة وهي يمنية تبلغ من العمر 60 عاماً الماء في الجرار المخصصة، ثم تحمله رفقة صديقاتها ومجموعة من النساء فوق رؤوسهن إلى المنزل. وتقول «إنها مهمة مرهقة للناس. خصوصاً النساء».
وعلى الرغم من أن القرية التابعة لمحافظة عمران اليمنية لا تبعد سوى 50 كيلومتراً عن صنعاء، إلا أنها تعتمد مياه الأمطار مصدراً أساسياً للماء.
يعمل الأهالي على تخزين الماء في المواسم الممطرة، ويستخدمونه في الطهي والزراعة والتنظيف، بيد أن ذلك لم يكن يفي بالغرض، لذا لجأ البعض إلى شراء الماء عبر الشاحنات الخاصة.
غير أن كثيرين لا يستطيعون الشراء لارتفاع ثمن الشاحنات الذي قد يبلغ خمسين دولاراً للصهريج الواحد.
حديث كاتبة وأخريات، ورد ضمن تقرير لمشروع الاستجابة الطارئة للأزمات التابع للبنك الدولي والممول من المؤسسة الدولية للتنمية، وهو واحد من تقارير عديدة تذكر دوماً بأن النساء أكثر الفئات معاناة وتضرراً من الحرب في اليمن، بمن في ذلك المرأة الريفية التي نالت النصيب الأكبر من المعاناة، حيث تعمل منذ الصباح الباكر وحتى تغلق عينيها في العديد من المهام المتعلقة برعاية المنزل والزراعة وتوفير الماء، وهي مشقة كبيرة تعودت عليها النساء في الريف اليمني الذي يعاني في الأساس من انعدام للخدمات، مع أن المجتمع الريفي يستحوذ علي نسبة 70 في المائة من إجمالي عدد السكان في البلاد.
وطبقاً لما أظهرته التقارير، فإن الكهرباء والماء والمرافق الصحية، والتعليم، أولويات تكاد تكون منعدمة في الريف اليمني، إلا أن الماء يظل من أكثر المشكلات التي تؤرق المرأة في الريف وتستنزفها، حيث إن القرى لا تحتوي على مشاريع مياه ليصل الماء إلى كل بيت، فتضطر النساء أحياناً إلى قطع مسافات كبيرة لجلب الماء إلى المنزل، باعتبار ذلك من الأولويات المهمة التي يقع توفيرها على عاتق المرأة ويأخذ من وقتها وصحتها، كما أنه من أهم أسباب تسرب الفتيات من التعليم، إذ يذهبن لجلب الماء.
ويقول «مشروع الاستجابة الطارئة» إن إسهاماته ساعدت في تخفيف أعباء نساء من خلال بناء خزانات لتجميع الماء ليصبح أكثر قرباً، إذ أسهمت خزانات مياه الشرب النظيفة بخفض حالات الإصابة بمرض الكوليرا وغيرها من الأمراض التي تتسبب بها المياه الراكدة، في بلد يعاني من ندرة المياه الصالحة للاستخدام، وتعاني نساؤه وفتياته من مشقة توفير المياه.
ويقول المشروع إنه عمل على بناء 1279 خزاناً عاماً وأكثر من 30 ألف صهريج لتجميع مياه الأمطار، لتوفير ما يقرب من 900 ألف متر مكعب من المياه في مختلف أرجاء البلاد.
وإلى جانب تحسن الوضع الصحي، عمل المشروع على تطوير الجانب الزراعي من خلال ترشيد وتوزيع الماء، بالإضافة إلى المساهمة في تحسين التقنيات الزراعية جزئياً، وساعد في استعادة أكثر من 24 ألف هكتار من الأراضي الزراعية وزود 7720 مزارعاً بالمعدات الزراعية الحديثة والتدريب لتحسين الإنتاجية.
ورغم المشقة إلا أن تكاتف المجتمع والمزارعات اليمنيات تحديداً يعمل على التخفيف من المعاناة، حيث تقول هايلة وهي مزارعة في عقدها السادس من منطقة بني حشيش الواقعة في ضواحي صنعاء «نحن النساء نساعد بعضنا البعض في مزارعنا. عندما أريد الاعتناء بمزرعتي، أتصل بزميلاتي من النساء لمساعدتي، وفي اليوم التالي، أذهب لمساعدة إحداهن، هذه هي الطريقة التي كنا نفعل بها الأشياء دائماً، وسنواصل القيام بذلك».
وفي مكان آخر، تعمل هايلة منذ 50 عاماً على زراعة العنب في الأرض التي ورثتها عن والديها، إلا أنها في العام الماضي عانت من انتكاسة كبيرة بعد أن ضربت الأمطار الغزيرة محصولها الخاص، وقضت على ما تبقى منه حشرات المن وذباب الفاكهة، لكن وبمساعدة المشروع الطارئ للاستجابة للأزمات استطاعت إلى جانب 70 مزارعاً إعادة تأهيل أرضها، بالتالي تحسن المحصول وتحسن دخلها المعيشي، فقد تم تزويدها بتعريشات تضمن التعرض لأشعة الشمس وتدفق هواء جيد، بالإضافة إلى أدوات يدوية لحرث التربة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.