تصريحات الرئيس الجزائري بخصوص الأزمة السياسية تثير غضب التونسيين

تصريحات الرئيس الجزائري حول الأزمة السياسية في تونس أمام نظيره الإيطالي في روما أثارت غضب التونسيين (أ.ف.ب)
تصريحات الرئيس الجزائري حول الأزمة السياسية في تونس أمام نظيره الإيطالي في روما أثارت غضب التونسيين (أ.ف.ب)
TT

تصريحات الرئيس الجزائري بخصوص الأزمة السياسية تثير غضب التونسيين

تصريحات الرئيس الجزائري حول الأزمة السياسية في تونس أمام نظيره الإيطالي في روما أثارت غضب التونسيين (أ.ف.ب)
تصريحات الرئيس الجزائري حول الأزمة السياسية في تونس أمام نظيره الإيطالي في روما أثارت غضب التونسيين (أ.ف.ب)

قال زهير الحمدي، رئيس حزب التيار الشعبي التونسي المؤيد لخيارات الرئيس قيس سعيد، إن عبارة «تونس في مأزق»، التي استعملها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمام الرئيس الإيطالي خلال زيارته إلى روما «لم تكن موفقة لأن تونس لا تعيش حرباً أهلية، ووضعها أفضل من عدة دول أخرى». كما انتقد تصريحات تبون التي أكد فيها استعداد بلاده وإيطاليا «لمساعدة تونس في الخروج من المأزق، والعودة إلى الطريق الديمقراطي».
ورداً على هذه التصريحات، طالب الحمدي الرئيس التونسي بضرورة التوجه خلال يومين بكلمة للشعب التونسي، لتوضيح الكثير من النقاط التي لا تزال، حسبه، غامضة بخصوص مشروعه السياسي، وتبديد المخاوف والتأويلات، التي تحيط بمسار العملية السياسية في تونس، والكشف عن آليات عمل اللجنة الاستشارية. معتبراً أن «هناك محاولات وإرادة تدفع إلى إفشال الاستفتاء، وعدم تنظيمه».
وكان الرئيس الجزائري قد صرح خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، أول من أمس، في روما، بأن بلاده «تتقاسم مشكلات تونس، ونحن مستعدون للمساعدة لكي تخرج من المأزق الذي دخلت فيه، وترجع إلى الطريق الديمقراطي».
وعدّ مراقبون تصريح الرئيس تبون يكشف بوضوح عن موقف الجزائر إزاء التطورات السياسية في تونس، بعد أكثر من عشرة أشهر من إقرار التدابير الاستثنائية في البلاد، ورأوا أن الجزائر قد تكون بصدد تقدير، أو تغيير موقفها من خيارات الرئيس سعيد، بعد أن وصف تبون الوضع الذي انتهت إليه تونس بعد قرارات 25 يوليو (تموز) بـ«المأزق»، خصوصاً أن سلطات الجزائر كانت قد أظهرت حماساً للقرارات التي أقرها سعيد في السابق. فيما قال عدد من المتابعين للتطورات السياسية الحاصلة في تونس إن حديث الرئيس الجزائري حول ضرورة عودة تونس إلى الطريق الديمقراطي «قد يعني تحفظها على المسار السياسي الحالي للرئيس سعيد».
في سياق ذلك، أوضح ملاحظون أن زيارات المسؤولين الجزائريين إلى تونس انخفضت بشلل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، كانت آخرها زيارة الرئيس الجزائري إلى العاصمة التونسية خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. مشيرين إلى أن حديث تبون عن ضرورة «عودة تونس إلى الطريق الديمقراطي يكشف تحفظ الجزائر، ولو بشكل ظرفيّ، على المسلك السياسي الحالي للرئيس قيس سعيد، وهو ما يفسر غياب زيارات المسؤولين الجزائريين إلى تونس، خصوصاً وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الذي توقف عن زيارة تونس منذ زيارة الرئيس تبون إليها أواخر العام الماضي.
على صعيد آخر، أكد عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، أن خارطة الطريق، التي أعلن عنها رئيس الجمهورية، تسير بشكل طبيعي نحو التنفيذ. وقال خلال مشاركته في القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي المنعقدة في غينيا الاستوائية، إنه تم تحديد روزنامة مختلف محطات هذه الخارطة، وتشكيل اللجان المعنية بها للوصول إلى الاستفتاء المرتقب يوم 25 يوليو 2022 لاعتماد الدستور الجديد، وصولاً إلى الانتخابات التشريعية المقررة في 17 من ديسمبر المقبل.
على صعيد متصل، عبّر أعضاء 20 فرعاً من فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، عن رفضهم للبيان الأخير، الصادر عن الهيئة المسيِّرة للمنظمة، الذي أكد مشاركة الرابطة في الحوار الوطني، مطالبين بسحبه. كما طالبوا بعقد مجلس وطني استثنائي لحسم موقف الرابطة النهائي من الحوار الوطني بالشكل الذي طرحه رئيس الجمهورية، معتبرين أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان «لا يمكن أن تكون طرفاً مشاركاً في مبادرات غير جدية محسومة النتائج والمخرجات مسبقاً».
كما رأت نقابة الصحافيين التونسيين أن مسار 25 يوليو الذي خطه الرئيس سعيد، «حاد عن مساره نحو مزيد من التمكن من السلطة والتفرد بالرأي».
وقالت النقابة في بيان لها أمس، إن «كل قرارات الرئيس سعيد اتسمت بالانفراد والهيمنة على مؤسسات الدولة، وإقصائه الممنهج لجميع القوى الوطنية المؤمنة بمدنية الدولة والمدافعة عنها، وآخرها ما يخص الحوار الوطني وإعداد الدستور».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

ما حقيقة تجنيد مصريين في الجيشين الروسي والأوكراني؟

فرضت السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في روسيا (الخارجية المصرية)
فرضت السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في روسيا (الخارجية المصرية)
TT

ما حقيقة تجنيد مصريين في الجيشين الروسي والأوكراني؟

فرضت السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في روسيا (الخارجية المصرية)
فرضت السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في روسيا (الخارجية المصرية)

حذر برلمانيون وخبراء مصريون من إمكانية وجود مقاتلين من بلادهم في الجيشين الروسي والأوكراني، في وقت فرضت فيه السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في البلدين.

واشترطت السلطات المصرية أخيراً «حصول الطلاب على تصريح أمني مسبق للفئة العمرية من 18 إلى 35 عاماً، للراغبين بالسفر للدراسة في روسيا وأوكرانيا خلال الفترة المقبلة»، بعد أسابيع من رصد حالات لتجنيد طلاب مصريين في الجيشين الروسي والأوكراني عقب تجنيسهم والدفع بهم للخطوط الأمامية بالقتال.

ويجري التقدم للالتحاق بالجامعات الروسية عادةً في فصل الصيف، فيما عاد غالبية الطلاب المصريين الذين كانوا يدرسون بالجامعات الأوكرانية، وجرى نقلهم إلى كليات مناظرة في مصر مع بدء الحرب قبل أكثر من 3 سنوات، بينما واصلت الجامعات الروسية استقبال الطلاب المصريين مع امتيازات جعلت بعضها أقل تكلفة من الجامعات المصرية الخاصة.

ونشر صحافي أوكراني، الشهر الماضي، مقابلة مصورة مع شاب مصري وقع في الأسر لدى القوات الأوكرانية على خطوط القتال الأمامية بعدما انخرط في الجيش الروسي للقتال بعد فترة قصيرة من سفره لدراسة الطب في روسيا وفصله من الجامعة.

وحسب روايته المصورة، التي لم يتسن تأكيدها من مصدر مستقل، فإنه واجه مشكلات مادية مع عدم قدرته على سداد رسوم الجامعة التي التحق بها، قبل أن يُفصل ويُعرض عليه التجنيد في الجيش الروسي، مقابل العفو عنه بعد إدانته بالحبس مع منحه الجنسية، لكنه وقع في الأسر بعد 4 أيام فقط من الدفع به على الجبهة الأمامية للقتال في أوكرانيا.

ووصف عضو «لجنة الدفاع والأمن القومي» في مجلس النواب المصري (البرلمان)، فريدي البياضي، اشتراط التصريح الأمني المسبق بـ«الضروري»، الذي يستند لقيام الدولة بدورها في حماية مواطنيها، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن هناك ضرورة لدرس أسباب إقدام الشباب على هذه «المغامرة الخطيرة».

وأوضح البياضي أن مثل هذه الوقائع تشكل أمراً خطيراً يجب التعامل معه بجدية، لكونها مرتبطةً بانخراط مواطنين مصريين للقتال في جيوش دول أخرى.

وحسب مصدر دبلوماسي مصري مطلع، فإن «بعض الشباب الذين يسافرون إلى روسيا بغرض الدراسة يلجأون لممارسة أنشطة غير قانونية من أجل البحث عن مصادر للدخل تمكنهم من الاستمرار في الإنفاق على دراستهم، مما يؤدي لملاحقتهم قانوناً وتعرضهم للحبس». وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «السلطات المصرية تتخذ إجراءات وتدابير احترازية لتوفير الحماية لشبابها الراغب في الدراسة بالجامعات الروسية، ولضمان عدم استدراجهم في أنشطة غير قانونية»، من بينها «التأكد من أن غرض السفر هو الدراسة».

ويصل عدد الطلاب المصريين في روسيا إلى 15 ألف طالب موزعين على العديد من التخصصات الطبية والهندسية والنظرية، حسب تصريحات سابقة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، أيمن عاشور، خلال افتتاح «منتدى خريجي الجامعات السوفياتية والروسية» نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

طلاب مصريون عادوا بعد اندلاع الحرب (أرشيفية)

ووفق الخبير المصري بالشأن الروسي، الدكتور نبيل رشوان، فإن الإجراء يأتي مع تكرار وقائع سفر طلاب جامعيين للتجنيد بحثاً عن العائد المادي، وهو أمر يتكرر ليس فقط في الجيش الروسي ولكن أيضاً الأوكراني، الأمر الذي كان يستلزم تحركاً سريعاً من الدولة بالتدقيق في هوية المسافرين وأسباب توجههم. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن المخاطر ليست فقط على حياة هؤلاء الشباب، ولكن على ما يتدربون عليه وخطورة انعكاسه على المستقبل مع عودتهم إلى البلاد، الأمر الذي يستدعي تحركاً مبكراً من السلطات المصرية لتجنب مخاطر مستقبلية تعيد تكرار تجربة العائدين من أفغانستان بالتسعينات.

لكن رئيس «لجنة العلاقات الخارجية» في البرلمان الأوكراني، أوليكساندر ميريزكو، أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود أي معلومات لديه حول هذا الأمر، نافياً «انخراط مصريين في القتال مع القوات الأوكرانية».

التشديدات المصرية مع تصاريح سفر الشباب الراغب في الدراسة في روسيا، أكدها مصدر بالسفارة الروسية بالقاهرة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «السلطات المصرية اتخذت إجراءات أمنية جديدة مع المسافرين إلى روسيا أخيراً»، مشيراً إلى أن من بين تلك الإجراءات «التشدد في إصدار تصاريح السفر بغرض الدراسة، وسفر الشباب». وأضاف المصدر أن «وزارة الدفاع الروسية تكون مسؤولة عن التعامل مع حالات الوفاة التي تحدث للجنود مزدوجي الجنسية، وعائلاتهم والتواصل معها»، لافتاً إلى أن «الأمر لا يجري من خلال السفارة بشكل مباشر».