اغتيال قيادي من «فيلق القدس» في طهران

«الحرس الثوري» اتهم «قوى الاستكبار»

صورة نشرتها وكالة «إرنا» بعد لحظات من اغتيال قيادي في «الحرس الثوري» شرق طهران أمس
صورة نشرتها وكالة «إرنا» بعد لحظات من اغتيال قيادي في «الحرس الثوري» شرق طهران أمس
TT

اغتيال قيادي من «فيلق القدس» في طهران

صورة نشرتها وكالة «إرنا» بعد لحظات من اغتيال قيادي في «الحرس الثوري» شرق طهران أمس
صورة نشرتها وكالة «إرنا» بعد لحظات من اغتيال قيادي في «الحرس الثوري» شرق طهران أمس

في عملية اغتيال نادرة، قضى قيادي برتبة عقيد في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني، بنيران مجهولين رشقوا سيارته أمام باب منزله في شرق العاصمة طهران، حسبما أوردت وسائل إعلام رسمية إيرانية.
وقالت وكالة «إرنا» الرسمية إن شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على العقيد صياد خدائي، أحد «المدافعين عن الحرم»، في الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي، بينما كان في طريق العودة إلى منزله في شارع «مجاهدين إسلام»، مشيرة إلى إصابته بخمس رصاصات.
لكن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» ذكرت أنه يُدعى حسن صياد خداياري، موضحة: «اغتيل بينما كان في سيارته أمام منزله الشخصي»، وقالت إن «زوجته كانت أول من عثر على جثته».
وتدل تسمية «مدافعي الحرم» في إيران على عناصر «الحرس الثوري» الذين يقومون بمهام عسكرية واستخباراتية تحت لواء ذراعه الخارجية، «فيلق القدس»، في سوريا والعراق. وتداولت وسائل إعلام إيرانية صورة التقطت بعد لحظات من مقتله. وقال أحد الشهود لوكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إنه سمع صوتاً صاخباً لدراجة نارية تبتعد عن المكان، مضيفاً أنه وصل لسيارة خدائي الذي كان يلفظ آخر أنفاسه، واتصل بفرق الإسعاف على الفور.
وقال شاهد عيان آخر، إنه حاول العبور من الشارع، لكنه واجه سيارة تقطع الطريق على المارة. وقال شاهد عيان آخر إنه رأى أحد المسلحين بعد إطلاق النار، بينما كان يركض باتجاه دارجة نارية يقودها مهاجم آخر، قبل أن يتبعدا عن المكان. وأشار تقرير وكالة «فارس» إلى «وجود كاميرا مراقبة» بالقرب من مكان الهجوم.
وعلى نقيض وكالة «تسنيم»، قال «الحرس الثوري» في بيان رسمي إنه العقيد صياد خدائي.
ووصف «الحرس» استهداف خدائي بـ«عملية إرهابية»، متهماً مَن سماهم «عناصر مرتبطة بالاستكبار العالمي» بالوقوف وراءها. وأعلن «الحرس» عن فتح تحقيق لتحديد هوية المهاجم أو المهاجمين.
جاءت عملية الاغتيال بفارق زمني ضئيل عن إعلان جهاز استخبارات «الحرس الثوري» اكتشاف أعضاء من شبكة جهاز مخابرات إسرائيلي، وإلقاء القبض عليهم، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية.
وقالت خدمة العلاقات العامة في «الحرس الثوري» في بيان: «بتوجيه من جهاز المخابرات التابع للنظام الصهيوني، حاولت الشبكة سرقة وتدمير الممتلكات الشخصية والعامة والخطف وانتزاع اعترافات ملفقة من خلال شبكة من أراذل وأوباش».
وهذه أكبر عمليات اغتيال يتعرض لها مسؤول إيراني، بعد اغتيال محسن فخري زاده، نائب وزير الدفاع لشؤون الأبحاث مسؤول الملف الأمني والعسكري في البرنامج النووي الإيراني، في نوفمبر 2020، الذي قضى في عملية إطلاق نار من رشاش آلي بينما كان في طريقه إلى طهران قادماً من مدية آبسرد في محافظة البرز (شرق العاصمة الإيرانية).
وفي أغسطس 2020، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن اغتيال أستاذ التاريخ اللبناني يُدعى حبيب داود، وابنته مريم البالغة من العمر 27 عاماً، بنيران مجهولين في أحد شوارع العاصمة طهران. ولكن صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين في الاستخبارات، في نوفمبر من نفس العام، أن عملية الاغتيال نفذها عميلان إسرائيليان يستقلان دراجة نارية في العاصمة طهران، واستهدفت الرجل الثاني في «القاعدة»، أبو محمد المصري، المتهم بالمشاركة في تدبير الاعتداءات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998، وقُتلت معه فعلاً ابنته مريم التي تبيّن أنها أرملة حمزة بن لادن، نجل زعيم «القاعدة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
TT

أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)

طالبت الولايات المتحدة تركيا باستخدام نفوذها لجعل حركة «حماس» الفلسطينية تقبل مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة. وأكد البلدان اتفاقهما بشأن ضرورة العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، عقب ختام مباحثاتهما في أنقرة (الجمعة): «اتفقنا على تحقيق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت ممكن»، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها تركيا والولايات المتحدة والشركاء الآخرون في المنطقة من أجل وقف إطلاق النار.

وأضاف فيدان أن «إسرائيل تواصل قتل المدنيين في غزة، وتعمل على استمرار دوامة العنف في المنطقة، وقد اتفقنا على أن تعمل تركيا وأميركا جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين للحد من العنف».

وتابع أن العنف المستمر في غزة، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وأعربت كل من تركيا وأميركا عن قلقهما إزاء الوضع.

جانب من مباحثات فيدان وبلينكن في أنقرة الجمعة (الخارجية التركية)

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه رأى خلال الفترة الأخيرة «مؤشرات مشجّعة» على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف: «ناقشنا الوضع في غزة، والفرصة التي أراها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو مزيد من المؤشرات المشجّعة».

وطالب بلينكن تركيا باستخدام نفوذها كي ترد حركة «حماس» بالإيجاب على مقترح لوقف إطلاق النار، مضيفاً: «تحدثنا عن ضرورة أن ترد (حماس) بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار؛ للمساهمة في إنهاء هذا الوضع، ونُقدِّر جداً الدور الذي تستطيع تركيا أن تلعبه من خلال استخدام صوتها لدى (حماس) في محاولة لإنجاز ذلك».

وكان بلينكن وصل إلى أنقرة، مساء الخميس، والتقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مطار إسنبوغا بالعاصمة التركية، قبل أن يجري مباحثات مع نظيره هاكان فيدان استغرقت أكثر من ساعة بمقر وزارة الخارجية التركية، حيث ركّزت مباحثاته بشكل أساسي على الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والوضع في المنطقة وبشكل خاص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

جانب من لقاء إردوغان وبلينكن بمطار إسنبوغا في أنقرة مساء الخميس (الرئاسة التركية)

وجاءت زيارة بلينكن لتركيا بعدما زار الأردن، الخميس، لإجراء مباحثات تتعلق بسوريا والوضع في غزة أيضاً.

وتبدي أميركا قلقاً من أن تؤدي التطورات الجديدة إلى مخاطر على أمن إسرائيل، وأن تجد جماعات إرهابية فرصة في التغيير الحادث بسوريا من أجل تهديد إسرائيل، التي سارعت إلى التوغل في الأراضي السورية (في الجولان المحتل) في انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك الموقّعة عام 1974، وهو ما أدانته تركيا، في الوقت الذي عدّت فيه أميركا أن من حق إسرائيل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين نفسها ضد التهديدات المحتملة من سوريا.