لا تزال انتخابات رئاسة البرلمان اللبناني تأخذ الحيز الأبرز من الاهتمام الداخلي والمواقف السياسية، على اعتبار أنها الاستحقاق الأول بعد الانتخابات النيابية، علماً بأن هناك من يربطها بالاستحقاقات المقبلة المتعلقة بتسمية رئيس للحكومة وتأليفها، ومن ثم انتخابات رئاسة الجمهورية.
وبعدما كانت السجالات قد استجدت بين «التيار الوطني الحر» برئاسة النائب جبران باسيل ونواب «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، مع انتهاء تحالفهما الانتخابي، وإثر إعلان «كتلة التنمية والتحرير» عن ترشيح بري لرئاسة البرلمان لولاية جديدة، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أمس (الأحد)، أن «خيارنا المحسوم لرئاسة المجلس نبيه بري ونقطة على السطر».
وقال قبلان في بيان، «الحريص على لبنان يلاقي الآخر بحكومة وفاق وطني، وأي خلاف فليكن على طاولة الحكومة، والفراغ عدو السلم الأهلي ومشروع الدولة، وواقع البلد يفترض المسارعة لملاقاة بعضنا البعض، وليس رفع المتاريس السياسية والشعارات مدفوعة الأجر، وخيارنا المحسوم لرئاسة المجلس النيابي الرئيس نبيه بري ونقطة على السطر».
وبعد إعلان عدد من النواب رفضهم لإعادة انتخاب بري، كما وضعت كتلتا حزب «القوات اللبنانية» و«الوطني الحر» شروطاً ومعايير لاختيار رئيس البرلمان، اعتبر النائب علي خريس في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، أن الحملة على الأخير مفتعلة وواضحة المعالم. وقال أمام وفد زاره في جنوب لبنان، «هناك من يريد أن تبقى لغة الطائفية والمذهبية سائدة»، داعياً «من يتناول بري إلى العودة إلى رشدهم وضمائرهم والتاريخ ويقرأونه جيداً»، مشدداً على أن بري «رجل وطني بامتياز وصمام أمان هذا الوطن».
بدوره، توجه النائب في «التنمية والتحرير» غازي زعيتر، في لقاء شعبي في بعلبك، أمس، إلى من قال إنهم يضعون الشروط والمواصفات بالقول: «ليس أنتم الذين تضعون شروط المواصفات لأي موقع ولأي مركز أو جهة، نحن نصنف جميع اللبنانيين أخوة، ولكن نأسف على هذه المواقف التي تصدر من هنا وهناك للذين تاريخهم حافل وثلاث نقط»، مشيراً إلى أن «كتلة التنمية والتحرير» أعلنت ترشيح دولة الرئيس نبيه بري لانتخابات رئاسة المجلس النيابي، كما أعلنت أيضاً عن مخطط وأسلوب عمل جديد في المجلس المقبل على صعيد التشريع والمراقبة والمتابعة لكل شؤون وشجون أهلنا في كل المناطق والمحافظات اللبنانية.
وأتت هذه التصريحات بعد ساعات على موقف باسيل تحدث فيه مساء أول من أمس، عن انتخابات رئيس البرلمان، وقال في احتفال بنتائج الانتخابات إن «التصويت لبري لدورة جديدة سيكون مرتبطاً باتفاق مسبق على بعض أساليب العمل، وهو ما يجب أن يلتزم به رئيس المجلس»، مؤكداً أن «المقايضة بين التصويت لبري وبين منصب نائب رئيس مجلس النواب ليس وارداً».
وهذا الأمر رد عليه الوزير السابق والنائب علي حسن خليل رافضاً الحديث عن صفقة أو مقايضة مع أي طرف حول أي موقع، وقال «تضخم باسيل فتوهم أمام الجمهور أن هناك من يفاوضه ليضع دفتر شروط، واسترسل في تكرار لمعزوفات تعود عليها اللبنانيون للهروب من مسؤولياته».
وأضاف: «نحن وبكل فخر رشحنا ككتلة الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس، ولم نفاوض أو نطلب من أحد، وبالتأكيد ليس من باسيل، أن نبادله الأصوات مع أي موقع، ونعتز بتجربة القيادة المجلسية التي وضعت هذه السلطة ودورها في موقعها الحقيقي متعاونة مع السلطات كما ينص الدستور».
وتوجه إلى من يحاول أن يضع الشروط، تحديداً إلى باسيل، من دون أن يسميه، قائلاً «الأمر مردود إليه وهو يحاول أن يوهم اللبنانيين بأننا من عطلنا التدقيق الجنائي الذي كان للرئيس بري شرف أن يعمل على إقرار أربعة قوانين تتعلق به وبرفع السرية المصرفية، وكيف عطل فريقه لمرات إقرار (الكابيتال كونترول)، وأوقف التشكيلات القضائية، ولم ينفذ أياً من قوانين مكافحة الفساد وغيرها الكثير مما أوقع البلاد في المصيبة التي نعيش، وأما تطوير النظام واللامركزية، فالجميع سمع الموقف الثابت للرئيس بري»، مضيفاً: «وليجب الناس وليس نحن عن شروطها ومطلبها منه في المحاسبة عن الكهرباء والاتصالات والسدود وصفقاتها»، وأكد «لم يتعود الرئيس بري أن يفاوض من تحت الطاولة على أي من المواقع، ولم يقبل يوماً من أحد أن يضع شروطاً عليه».
وختم قائلاً: «نحن ومع كل هذا، وبعيداً عن أسلوب الصفقات، كما كنا نمد اليد إلى الجميع، من نلتقي معه ومن نختلف، ونعول على شراكة حقيقية مع كل الفرقاء الصادقين، ومؤمنون أننا أمام فرصة لتنظيم خلافاتنا وتوسيع المشترك بيننا من أجل إنقاذ بلدنا من مشاكله».
في موازاة ذلك، وبعدما كان رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، أعلن صراحة أن كتلته النيابية لن تنتخب بري لولاية جديدة، ومع ترجيح حصول الأخير على عدد أقل بكثير من الأصوات التي اعتاد الحصول عليها في الانتخابات السابقة، قال أمس النائب في «القوات» جورج عقيص، في حديث تلفزيوني، «إننا أمام سابقة دستورية وتاريخية، والمعركة هي معركة الأوراق البيضاء، وإذا صدق كل من يقول إنه لن ينتخب الرئيس نبيه بري، فسيكون لنا رئيس لمجلس النواب لا يحظى بأكثرية المجلس الذي هو يرأسه، وهذا يعني الكثير في السياسة، ويجب أن يكون محط تفكير من قبل الفريق الشيعي».
قبلان: بري لرئاسة البرلمان... ونقطة على السطر
سجال متجدد بين «أمل» و«الوطني الحر»
قبلان: بري لرئاسة البرلمان... ونقطة على السطر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة