«رفع العلم الفلسطيني» سر استهداف الجنازات في الضفة والقدس

بنيت يطلق يد الشرطة في «مكافحة الإرهاب»

مشيعون يحملون نعش الفلسطيني وليد الشريف خلال جنازته في المسجد الأقصى مساء الاثنين (أ.ب)
مشيعون يحملون نعش الفلسطيني وليد الشريف خلال جنازته في المسجد الأقصى مساء الاثنين (أ.ب)
TT

«رفع العلم الفلسطيني» سر استهداف الجنازات في الضفة والقدس

مشيعون يحملون نعش الفلسطيني وليد الشريف خلال جنازته في المسجد الأقصى مساء الاثنين (أ.ب)
مشيعون يحملون نعش الفلسطيني وليد الشريف خلال جنازته في المسجد الأقصى مساء الاثنين (أ.ب)

استغل رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، زيارته إلى المستوطنات، أمس الثلاثاء، وإحاطة مجموعات من المتطرفين اليهود به، ليطلق يد الجيش والشرطة والمخابرات في التعرض للفلسطينيين. ورغم الانتقادات الواسعة في العالم للاعتداءات الإسرائيلية الشرسة على جنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة، عادت الشرطة ونفذت اعتداء على جنازة أخرى في القدس الشرقية المحتلة، بغرض إنزال العلم الفلسطيني. ودافع بنيت عن هذه الاعتداءات، أمس، واعتبرها «مطاردة للإرهابيين»، مدعياً أن رجال الشرطة هاجموا من قاموا بقذف الحجارة من الجنازة.
وكان بنيت قد زار المجلس الإقليمي «أفرايم» للمستوطنات القائمة وسط الضفة الغربية، رفقة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، الفريق أفيف كوخافي، وغيره من المسؤولين. وحسب مكتبه، فإنه أجرى تقييماً عملياتياً للوضع، ثم استمع إلى إيجاز بشأن الأنشطة الرامية إلى إحباط الإرهاب في لواء «أفرايم» بشكل خاص، وفي الضفة الغربية والقدس بشكل عام. وقال: «إن الإيعاز الصادر عني واضح، ومفاده استهداف الإرهابيين أينما كانوا، وبكافة أنواع الوسائل القتالية».
وجاءت أقوال بنيت في أعقاب الانتقادات التي نشرت، أمس، حتى داخل إسرائيل ضد قوات الشرطة، لاعتدائها، طيلة ليلة الاثنين- الثلاثاء، على المشاركين في تشييع الشهيد المقدسي وليد الشريف (23 عاماً) الذي أصيب خلال اعتداء الشرطة على المسجد الأقصى في رمضان وتوفي في مطلع الأسبوع، متأثراً بجراحه. وامتدت الاعتداءات على بيت الشهيد في بيت حنينا قبل الجنازة وبعدها، وفي شوارع القدس وخلال سير الجنازة. وقد بدا واضحاً أن الشرطة تعمل وفق أوامر تقضي بمنع رفع أعلام فلسطين في القدس، وفي سبيل ذلك سمحت لنفسها بأن تهاجم عدداً من المشيعين، بالهراوات وقنابل الغاز والعصي والمياه العادمة، واقتحمت مقبرة المجاهدين، واعتدت على الموجودين فيها. وأفادت جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني»، بأن طواقمها تعاملت مع حوالي 70 إصابة على الأقل، جراء الاعتداءات على المشيعين، بينهم 11 صحافياً.
ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الثلاثاء، مقالاً افتتاحياً، أكدت فيه أن رفع العلم الفلسطيني، أمر «مسموح قانونياً»، وقالت إنه إلى جانب ضرورة فحص استخدام القوة المبالغ فيها من أفراد الشرطة، ينبغي التحقيق بعمق في التعليمات التي أصدرها قائد لواء القدس، اللواء دورون ترجمان، لأفراد الشرطة، بمصادرة إعلام فلسطين، ومنع رفعها أثناء الجنازة. وتابعت بأنه في تعليمات المستشار القانوني للحكومة، تقرر أنه يجب إنزال العلم عندما يكون هناك تخوف من احتمال عالٍ بأن يؤدي رفع العلم إلى إخلال خطير بسلامة الجمهور، فقط.
وفي السنة الماضية، توجه وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، للمفتش العام للشرطة، داعياً إياه، إلى أن «يقيد مصادرة أعلام فلسطين أثناء المظاهرات، وألا يسمح بالمصادرة إلا في حالات شاذة». واختتمت الصحيفة بالقول: «على المستشارة القضائية غالي برهاب ميارا، أن توضح للشرطة أن رفع علم فلسطين أمر قانوني محمي بحرية التعبير؛ وأن عليها أن تصدر تعليمات للشرطة يفهم منها بوضوح أن رفع العلم ليس بحد ذاته مبرراً لتدخل الشرطة، وليس فيه ما يكفي كي يدل على نيات تعريض الأمن للخطر».
واستنكرت نقابة الصحافيين، أمس الثلاثاء، تصاعد الاعتداءات والجرائم بحق الصحافيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين. وأشارت إلى دعس المستوطنين عضو الأمانة العامة للنقابة، المصور جعفر أشتية، واعتداء قوات الاحتلال على 11 صحافياً خلال تشييع جثمان الشهيد وليد الشريف، في القدس المحتلة أمس، وسحل الصحافية سهى حسين أثناء عملها في المدينة المحتلة قبل يومين، ومن قبلها قتل شيرين أبو عاقلة. واعتبرت ذلك دليلاً على أن حكومة الاحتلال تضع الصحافيين الفلسطينيين في دائرة الاستهداف.
واتهمت «الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات»، قيادة الشرطة الإسرائيلية بإصدار تعليمات عنصرية ووحشية لأفرادها العاملين في مدينة القدس، بتصنيف المقدسيين أهدافاً معادية، والتعامل معهم بقواعد اشتباك استثنائية ودون قيود. وقالت إن شرطة الاحتلال تستخدم نوعين من الرصاص المطاطي، أحدهما الأزرق الخفيف المخصص لليهود، والآخر الأسود القاتل المخصص لقمع المقدسيين الذي استخدمته أمس، وهو الرصاص نفسه الذي أصيب به الشهيد وليد الشريف في المسجد الأقصى. وأكدت الهيئة أن «حجم التعبئة والتحريض اللذين يتلقاهما أفراد الشرطة الإسرائيلية ضد المواطنين المقدسيين، حولهم إلى كتائب فاشية تتسم بسلوك بربري مجرد من الإنسانية، لا يأبه بما لحق الكيان الإسرائيلي من عار بالصوت والصورة أمام العالم».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«لقاء العقبة» يدعم حكومة «جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

«لقاء العقبة» يدعم حكومة «جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أكَّدت لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، في اجتماعها بمدينة العقبة الأردنية، أمس، الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الانتقالية، واحترام إرادته وخيارته، داعية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية جديدة «جامعة».

وشدَّد البيان الختامي الصادر عقب الاجتماع، على دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.

في غضون ذلك، قال أحمد الشرع، زعيم «هيئة تحرير الشام»، إنَّ جماعته ليست بصدد الدخول في صراع مع إسرائيل، عادّاً أنَّ «التذرعات التي كانت تستخدمها إسرائيل قد انتهت»، بحسب ما أورد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس». أمَّا «وكالة الصحافة الفرنسية» فنقلت عنه قوله: «الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».

وقال الشرع في مقابلة بثها التلفزيون السوري: «لقد تجاوز الإسرائيليون قواعدَ الاشتباك»، في إشارة إلى الغارات المستمرة منذ أيام التي دمَّرت قواعد وأسلحة للجيش السوري المنهار.

وجاء كلامه فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنَّ بلاده أقامت «اتصالاً مباشراً» مع «هيئة تحرير الشام»، في الوقت الذي أعادت فيه تركيا فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 12 عاماً من إغلاقها.