إسرائيل تحبط هجوماً «بالفأس» وتشن حملة اعتقالات في الضفة

محلات تجارية مغلقة في نابلس حداداً على مقتل داود الزبيدي في جنين (وفا)
محلات تجارية مغلقة في نابلس حداداً على مقتل داود الزبيدي في جنين (وفا)
TT

إسرائيل تحبط هجوماً «بالفأس» وتشن حملة اعتقالات في الضفة

محلات تجارية مغلقة في نابلس حداداً على مقتل داود الزبيدي في جنين (وفا)
محلات تجارية مغلقة في نابلس حداداً على مقتل داود الزبيدي في جنين (وفا)

قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، إن «الشرطة أحبطت محاولة هجوم بفأس، واعتقلت المشتبه به (22 عاماً من سكان البيرة) في سيارته، وبداخلها رسالة تشير إلى نيته تنفيذ هجوم» بالقرب من مفترق «تابواح» (زعترة) قرب نابلس، شمال الضفة الغربية.
وبحسب المتحدث: «أظهر التحقيق الأولي أن المشتبه به كان في المنطقة لمدة ساعة، ويبحث عن إسرائيليين يقفون بمفردهم للهجوم بالفأس». وقال قائد شرطة المنطقة حاييم سارجروف، بحسب البيان، إن «يقظة الشرطة ومتابعة الاتصال حالا على ما يبدو دون وقوع هجوم كبير». وأضاف: «سنواصل بعزم ومهنية مع قوى الأمن الأخرى حماية أمن المواطنين الإسرائيليين في أي مكان وزمان».
إحباط الهجوم الجديد جاء في ظل استنفار أمني إسرائيلي عالٍ، رفع حالة التأهب مع حلول ذكرى «النكبة»، في ظل التصعيد الكبير منذ نهاية مارس (آذار) الماضي، والذي شهد سلسلة عمليات فلسطينية، كان آخرها هجوم بالفأس في بلدة إلعاد قرب تل أبيب، وتسبب في مقتل 3 إسرائيليين.
وتتوقع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن يشهد مخيم جنين على وجه الخصوص، تأجيجاً للأوضاع الأمنية قد يمتد إلى سائر مناطق الضفة الغربية، بعد وفاة الأسير الجريح داود الزبيدي من مخيم جنين، متأثراً بجروحه التي أصيب بها قبل يومين، برصاص جيش الاحتلال في مخيم جنين.
وتفجرت اشتباكات مسلحة في جنين، أمس، أثناء اقتحام قوات الاحتلال لبلدة اليامون القريبة. وقالت مصادر إسرائيلية إن القوات تعرضت لحجم نيران كبير. وكتب المحلل والمراسل العسكري لموقع «واللا نيوز» العبري، أمير بحبط، أن المسلحين يفرضون على الجيش الإسرائيلي عملية واسعة وصعبة في الضفة الغربية. وواصلت إسرائيل، أمس، تنفيذ اعتقالات واسعة في الضفة، ضمن حملة تقول إنها استباقية لتجنب عمليات أخرى.
وقال متحدث عسكري، إن قوات الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» وشرطة حرس الحدود، نفذوا عملية مشتركة، تم خلالها اعتقال فلسطينيين مطلوبين في الضفة الغربية، ومشتبهين «بضلوعهم في العمليات الإرهابية». وأعلنت مصادر فلسطينية اعتقال إسرائيل حوالي 20 فلسطينياً على الأقل من رام الله، وجنين، والخليل، وطولكرم، وبيت لحم، واليامون، وقلقيلية.
ومع ارتفاع أعداد المعتقلين الفلسطينيين خلال الشهور الماضية، وإحالة كثير منهم للاعتقال الإداري، أعلن المعتقلون عن برنامج نضالي جديد، في سياق استمرار مواجهتهم لسياسة الاعتقال الإداريّ، إضافة إلى مقاطعة محاكم الاحتلال بدرجاتها المختلفة منذ مطلع العام الجاري. وقال نادي الأسير: «إن هذه الخطوات تستند بشكل أساس على أدوات التمرد والعصيان لقوانين السّجن، وسيتم الإعلان عن كل خطوة في موعدها المقرّر، وسيكون هناك تقييم في كل مرحلة للخطوات».
وأكّد المعتقلون الإداريون في رسالة لنادي الأسير، وعددهم ما يزيد عن 600 معتقل، أنّ خطوة الإضراب عن الطعام ستبقى خياراً مطروحاً وبقوة، ويكون قراره مستنداً على مجريات ونتائج الخطوات المُقرّة حالياً. وقال نادي الأسير إنّ هذا البرنامج يأتي في ظل استمرار الاحتلال في تصعيده لجريمة الاعتقال الإداريّ؛ حيث شهدنا خلال شهري مارس، وأبريل (نيسان) الماضيين، ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد أوامر الاعتقال الإداري بحق معتقلين سابقين أمضوا سنوات رهن الاعتقال الإداريّ، إضافة إلى بروز حالات جديدة لم تتعرض سابقاً للاعتقال الإداري، ومنهم أطفال.
ومن خلال المتابعة المستمرة، فإن الاحتلال لا يستثني أحداً منها، فهي طالت كافة الأجيال والفئات، ابتداءً من المناضل بشيري الخيري، أكبر المعتقلين الإداريين سنّاً، وانتهاءً بمعتقلين أطفال، ونساء. ومنذ مطلع العام الجاري أصدر الاحتلال أكثر من 590 أمر اعتقال إداريّ، شملت القدس والأراضي المحتلة عام 1948. و«الإداري» هو اعتقال بذريعة وجود «ملف سرّيّ»، ولا يعلم المعتقل ماهية التهم الموجهة له، وكذلك محاميه، ويتم ذلك كله ضمن إطار محكمة صورية.
وشدد نادي الأسير على أنّ جريمة الاعتقال الإداري لا تنفصل عن جملة كبيرة من الجرائم والانتهاكات المستمرة بحقّ الأسرى والمعتقلين، فهي إحدى السياسات الممنهجة التي اتبعها الاحتلال على مدار العقود الماضية، ومن خلالها حاول ولا يزال استهداف كل فلسطيني فاعل، بهدف تقويض أي حالة مواجهة راهنّة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

من «سبايك»إلى «ألماس»... «حزب الله» يستخدم صواريخ استنسختها إيران من طراز إسرائيلي

عناصر من «حزب الله» تشارك في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نُظمت في عرمتى بلبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «حزب الله» تشارك في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نُظمت في عرمتى بلبنان (أرشيفية - رويترز)
TT

من «سبايك»إلى «ألماس»... «حزب الله» يستخدم صواريخ استنسختها إيران من طراز إسرائيلي

عناصر من «حزب الله» تشارك في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نُظمت في عرمتى بلبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «حزب الله» تشارك في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نُظمت في عرمتى بلبنان (أرشيفية - رويترز)

أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، السبت، نقلاً عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، بأن «حزب الله» اللبناني استخدم نوعاً من الصواريخ، استنسخته إيران من طراز إسرائيلي استولى عليه الحزب في حرب 2006.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي دفاع إسرائيليين وغربيين وخبراء في الأسلحة قولهم إن من المعتقد أن مقاتلي «حزب الله» استولوا على صواريخ «سبايك» المضادة للدبابات خلال حرب 2006، وأرسلوها إلى إيران التي صنعت نسخاً منها.

وبعد 18 عاماً، يستخدم مقاتلو «حزب الله» الصواريخ، بعد تسميتها «ألماس»، ضد قواعد مدفعية إسرائيلية وأنظمة اتصال ودفاع جوي بقوة ودقة كافية، لتُشكل تهديداً خطيراً على القوات الإسرائيلية.

وقال محمد الباشا، محلل أسلحة الشرق الأوسط، الذي يدير شركة استشارية للمخاطر مقرها فرجينيا، للصحيفة، إن صاروخ «ألماس» مثال على الاستخدام المتزايد للأسلحة المُصنعة في إيران، والتي «تُغير بشكل أساسي ديناميكيات القوة الإقليمية».

وأضاف الباشا: «ما كان في السابق يعد انتشاراً تدريجياً لأجيال الصواريخ القديمة تحوَّل إلى نشر سريع للتكنولوجيا المتطورة عبر ساحات القتال النشطة».

ووفق الصحيفة، فصواريخ «ألماس» من بين مخزونات أسلحة «حزب الله» التي استولت عليها القوات الإسرائيلية منذ بدء غزوها للبنان قبل نحو شهرين، وفقاً لمسؤولين دفاعيين إسرائيليين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة.

وبرزت الصواريخ بوصفها أحد الأسلحة الأكثر تطوراً بين مخبأ كبير من الذخائر ذات الجودة المنخفضة في الغالب، بما في ذلك صواريخ «كورنيت» المضادة للدبابات المصممة في روسيا.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي أن القوات الإسرائيلية المتقدمة في جنوب لبنان عثرت على مخزونات كبيرة من الأسلحة الروسية التي تعزز قدرة «حزب الله» القتالية.

و«ألماس» صاروخ موجه لا يحتاج إلى خط نظر مباشر لإطلاقه من المركبات البرية والطائرات دون طيار والمروحيات والصواريخ المحمولة على الكتف. إنه ما يُسمى بصاروخ الهجوم العلوي، ما يعني أن مساره الباليستي يمكن أن يضرب من فوق أهدافه مباشرة بدلاً من الجانب، ويضرب الدبابات؛ حيث تكون مدرعة بشكل خفيف وعرضة للخطر.

يبدو أن معرضاً، خلال عام 2023 يعرض المعدات العسكرية الإيرانية التي استضافتها وزارة الدفاع، أظهر صاروخين قصيري المدى من طراز «ألماس». وهناك ما لا يقل عن 3 أنواع معروفة من صواريخ «ألماس»، كل منها مطور عن سابقتها.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، قال باحثو «ألما» في إسرائيل إن «حزب الله» يبدو أنه يستخدم الجيل الرابع الأحدث الذي -من بين تحسينات أخرى- أرسل صوراً أكثر وضوحاً لرحلته إلى مشغليه.

ويمكن أن يحمل صاروخ «ألماس» نوعين من الرؤوس الحربية، وفقًا لمجموعة «CAT-UXO»، وهي مجموعة للتوعية بالذخائر. ويمكن لأحدهما أن ينفجر على مرحلتين، ما يسهل اختراق الدروع، والآخر عبارة عن قنبلة وقود هوائية تنفجر في كرة نارية.

وظهرت صواريخ «ألماس» لأول مرة بعد سنوات من انتهاء حرب «تموز 2006». فبعد وقت قصير من انتهاء الحرب، فحص الجيش الإسرائيلي مخزون المعدات التي نشرها في لبنان. ووفق الصحيفة، ظهرت تناقضات بين ما جرى إدخاله إلى لبنان، وما تمت إعادته، وما تم تأكيد تدميره في القتال. وأصبح من الواضح أن نظام صواريخ «سبايك» بأكمله، بما في ذلك قاذفة وعدة وحدات صاروخية، قد تُرك على الأرجح في الميدان، وفقاً لاثنين من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين.

ومنذ تلك اللحظة، عرفت إسرائيل أن هناك خطراً كبيراً من نقل الأسلحة إلى إيران؛ حيث يمكن تفكيكها وعكس هندستها.