التجريب في القصة القصيرة... غاليانو مثالاً

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
TT

التجريب في القصة القصيرة... غاليانو مثالاً

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر أخيراً عن دار «أبجد للترجمة والنشر والتوزيع» كتاب جديد للناقدة الدكتورة نادية هناوي، بعنوان «إدواردو غاليانو صياد الكلام والعبور الأجناسي»، ويدور موضوعه حول الكاتب الأوروغواياني إدواردو غاليانو، الذي مارس التجريب في القصة القصيرة، كاشفاً أن قوة الحبكة القصصية في منطقيتها وليس في عدد الأحداث والشخوص وتنوع الوحدات والوسائل والتراكيب والتقانات وكيفيات التداخل بينها. تقول المؤلفة: «عبّرت أعمال إدوارد غاليانو السردية عن حساسية سردية من خلال هذا النزوع الجلي نحو التعبير في شكل كتابات ومقطوعات قصيرة ذات عناوين مؤرشفة أو غير مؤرشفة ومتصلة منفصلة في الآن نفسه، في شكل وحدات شعرية ومرايا سردية بوجوه وأقنعة وجولات وأشباح وأغانٍ وأفواه وطرائق وشرايين وأبناء وذواكر تعززت جميعها بميكانيزما عبور القصة القصيرة... ولقد قدم غاليانو أنموذجاً فريداً بأعماله التي كتبها منذ ستينات القرن الماضي إلى العقدين الأولين من القرن الحالي، فاتحاً المجال رحباً للدراسة النقدية المتمحورة حول قضية الأجناس الأدبية. وهذا هو السبب بالضبط الذي حملني على دراسة هذه الأعمال ونقدها، بعد أن وجدت فيها صفة شمولية يمكن التعرُّف من خلالها عملياً على خصائص تدعم نظريتي في العبور الأجناسي». وقد وزعت المؤلفة فصول كتابها الأربعة، بما يظهر هذه العابرية في شعرية القصة القصيرة وهي تحاكي أشكال الحياة في تأريخها الماضي، وما تجسد تاريخياً من هذا الماضي في واقعها الحاضر ومستقبلها الآتي، أياً كان التاريخ؛ رسمياً مدوناً أم شعبياً شفاهياً.
وهذا الكتاب هو الثاني والعشرون للدكتورة نادية هناوي، ويقع في مائتين ونيف من الصفحات، وهو أول كتاب يتخصص في دراسة أدب إدواردو غاليانو، كما أنه الثالث بعد كتابيها: «السونيت... شعر حسب الشيخ جعفر» و«الطائر المكدود في البحث عن اليقين المفقود»، وبه تعزِّز المؤلفة مشروعها في التمثيل على نظريتها حول العبور الأجناسي التي طرحتها في كتابها «نحو نظرية عابرة للأجناس» (2019).


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» لفنلندا

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» لفنلندا

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في جدة شرف التمثيل القنصلي الفخري لفنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة.

يروي الحفيد سعيد بن زقر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد، سافر إلى هناك لبناء مسجد، لكنه واجه تحديات قانونية.

ويضيف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

ويسعى الحفيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات بين السعودية وفنلندا.