لبلبة لـ«الشرق الأوسط»: أنتقد نفسي أثناء مشاهدة أعمالي

اعتبرت أن آراء البسطاء مقياس مُهم لتقييم ما تقدمه

لبلبة تتوسط صلاح عبد الله (يسار) والمخرج مجدي الهواري في لقطة من كواليس «دايما عامر»
لبلبة تتوسط صلاح عبد الله (يسار) والمخرج مجدي الهواري في لقطة من كواليس «دايما عامر»
TT

لبلبة لـ«الشرق الأوسط»: أنتقد نفسي أثناء مشاهدة أعمالي

لبلبة تتوسط صلاح عبد الله (يسار) والمخرج مجدي الهواري في لقطة من كواليس «دايما عامر»
لبلبة تتوسط صلاح عبد الله (يسار) والمخرج مجدي الهواري في لقطة من كواليس «دايما عامر»

قالت الفنانة المصرية لبلبة إن مسلسل «دايما عامر» الذي لعبت بطولته أمام مصطفى شعبان وصلاح عبد الله، وعرض خلال شهر رمضان الماضي، لم يكتف بعرض مشكلة التعليم في مصر، بل قدم حلولاً لاقت تجاوباً من مسؤولين، وأشارت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إلى أنها تعتبر آراء البسطاء مقياساً مهماً لتقييم ما تقدمه على الشاشة، لافتة إلى أن النجاح لا يخضع للصدفة، بل لا بد من توافر الموهبة والاجتهاد حتى يحقق الإنسان نجاحاً يفخر به... وإلى نص الحوار:
> منحك مسلسل «دايما عامر» مساحة واسعة للتمثيل واستفاد من موهبتك الغنائية... هل كانت شخصية «زهرة» مكتوبة خصيصاً لك؟
ـ لا، الفكرة كانت موجودة، ورأى المخرج مجدي الهواري أنني الأنسب لها، لكن لم يكن متوفراً سوى حلقتين فقط من السيناريو، وكنت مترددة بقبول الدور بسبب ذلك، لأنه معروف عني بأنني لا أوافق على المشاركة في أي عمل سوى في وجود سيناريو متكامل، وعودني على ذلك الفنان عادل إمام، الذي شاركته في مسلسلي «صاحب السعادة»، و«مأمون وشركاه»، فقبل التصوير بثلاثة أشهر، كان السيناريو كاملاً بين أيدينا، وحتى مسلسل «الشارع اللي ورانا» الذي صورته مع المخرج مجدى الهواري كان السيناريو معي قبل التصوير بشهرين ونصف، إذ أؤمن بأن النجاح يعتمد على مستوى التجهيز والاستعداد والبروفات، ما جعلنا نبذل مجهوداً مضاعفاً لتحقيق ذلك.
> رغم جدية شخصية «زهرة» فإنها فجرت الضحك في مواقف عدة... هل قصدت ذلك؟
ـ «زهرة» شخصية جادة، والدور ليس كوميديا، ولم أقدمه بشكل كوميدي، وإذا ضحك الجمهور، فقد يكون هذا مجرد رد فعل، لكن لم يكن ذلك متعمداً مني، هي حازمة في إدارتها ولديها مشروع تعمل عليه، لكنها أضاعت فرصاً عديدة للزواج، وظلت تنتظر الشخص المناسب طويلاً لكنه لم يأت.

لبلبة في لقطة من مسلسل {دايماً عامر}

> يؤمن البعض بأن الفن لا يقدم حلولاً، ويكتفي بتسليط الضوء على الأزمات، لكن متابعون أكدوا أن المسلسل طرح حلولاً لأزمة التعليم، ما تعليقك؟
ـ كان لا بد أن يطرح مسلسلنا حلولاً، وقد فعل ذلك ضمن أحداثه الدرامية، ومنها مبادرة «علم واتعلم» التي دعت لبناء جسر من التواصل بين أقسام المدرسة، وقد جذبني العمل لأنه يناقش قضية التعليم، وهي قضية المستقبل كله، لا شك أن التعليم اختلف عن ذي قبل، هناك متغيرات عديدة دخلت حياتنا والمسلسل يعرض لهذا الجيل الجديد وطريقة تفكيره وشقاوته، وكيف تسيطر مواقع التواصل على حياته.
> هذا هو العمل الثاني الذي يجمعك مع المخرج مجدي الهواري، كيف كانت كواليس العمل معه؟
- قدمنا معا مسلسل «الشارع اللي ورانا» من قبل، وكان من أصعب أعمالي، كنت أجسد فيه شخصية روح امرأة متوفية، والهواري مخرج متميز وشاطر، وكانت الكواليس جميلة، وفريق العمل متناغم.
> بدأتم التصوير قبل رمضان بثلاثة أشهر إلا أنه تواصل حتى قبل العيد بيومين، ما سبب هذا التأخير؟
ـ قمنا بتصوير المسلسل في ثلاث محافظات ولا شك أن السفر أخذ وقتا، فقد سافرنا إلى الأقصر وأسوان والغردقة، كما أن الأغاني والاستعراضات أخذت وقتا أطول، وكان أصعب ما واجهني أننا كنا نكمل التصوير لليوم التالي من دون نوم، ندخل البلاتوه 10 صباحاً ونخرج صباح اليوم التالي، وكنت أنسى تناول طعامي، حتى أنني فقدت سبعة كيلوغرامات من وزني خلال تصوير «دايما عامر».
> في رأيك كيف يمكن حل مشكلة التأخير في تصوير الأعمال الرمضانية؟
ـ حل المشكلة ببساطة يكمن في العودة إلى القواعد التي تربينا عليها، فلا يتم بدء التصوير إلا والسيناريو جاهزاً تماماً.
> هل لاحظت وجود أطفال موهوبين خلال العمل؟
ـ هناك نحو 10 أطفال سيكونون نجوم المستقبل، لأنهم يملكون الموهبة ويجتهدون، هذا الاجتهاد يظل مطلوباً من الممثل، سواء كان كبيراً أو صغيراً حتى يحقق النجاح الذي لا يأتي صدفة.
> بسبب طول أيام التصوير لم تتمكني من متابعة أحداث المسلسل، ما هي طريقتك في التعرف على مدى نجاح العمل؟
ـ أطمئن على العمل من بسطاء الناس في الشارع، ذات مرة كنت عائدة لبيتي في وقت مبكر من الصباح، ففوجئت بعامل قمامة يقول لي: «صباح الخير يا مس زهرة»، وأكد لي ذلك أن العمل قد وصلهم، كما أنني حين أطالع نفسي على الشاشة أنتقدها، وأقول إنه كان من الممكن أن يكون أدائي أفضل من ذلك، فأنا مثل الراحل أحمد زكي كان لا يحب مشاهدة أعماله، وإذا دخل مضطراً لافتتاح فيلم له، كان يغادر الصالة قبل أن ينتهي الفيلم، وكان ينتقد نفسه بقسوة ويخاف ألا يعجب الناس، لكنني بذلت مجهوداً كبيراً ولا يمكن أن أشيد بنفسي أبداً.
> كونك نجمة سينمائية بالدرجة الأولى، هل تجدين ما يلائمك فيها؟
ـ في الفن إذا لم يعجبني عمل أرفضه، عندي قوة الرفض، أنا فنانة لدي تاريخ كبير، حتى لو لم أقدم جديداً، لقد تربيت مع جمهوري وكبرت معه، وبدأت وعمري خمس سنوات، ولم أتوقف عن التمثيل في أي وقت، ومنذ طفولتي أدركت معنى أن يجتهد الإنسان وأهمية أن يخلص لعمله، ويحترم جمهوره ويعمل له ألف حساب، أمي علمتني ذلك رحمها الله، وقد انتهيت مؤخراً من تصوير فيلم «الجواهرجي» مع محمد هنيدي ومنى زكي.


مقالات ذات صلة

دراما رمضانية تراهن على فناني الكوميديا و«المهرجانات»

يوميات الشرق الفنان محمد هنيدي (حسابه بفيسبوك)

دراما رمضانية تراهن على فناني الكوميديا و«المهرجانات»

يراهن عدد من الأعمال الدرامية المقرر عرضها في الموسم الرمضاني المقبل خلال عام 2025 على عدد من فناني الكوميديا و«المهرجانات».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

يراهن صناع مسلسل «إقامة جبرية» على جاذبية دراما الجريمة والغموض لتحقيق مشاهدات مرتفعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يؤدي خالد النبوي في مسلسل «سراب» شخصية «طارق حسيب» الذي يتمتّع بحاسّة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحققها.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مكي يقدم شخصية «شمس الغاوي» في رمضان 2025 (حسابه بموقع فيسبوك)

«الغاوي» رهان أحمد مكي الجديد في الدراما الرمضانية

يراهن الفنان المصري أحمد مكي على خوض ماراثون «الدراما الرمضانية» المقبل بمسلسل «الغاوي» الذي يشهد ظهوره بشخصية مختلفة عما اعتاد تقديمه من قبل.

داليا ماهر (القاهرة )

تطوير أشجار لمكافحة آفات زراعية مدمِّرة

مرض اخضرار الحمضيات من الآفات المدمّرة التي تصيب أشجار الموالح (جامعة فلوريدا)
مرض اخضرار الحمضيات من الآفات المدمّرة التي تصيب أشجار الموالح (جامعة فلوريدا)
TT

تطوير أشجار لمكافحة آفات زراعية مدمِّرة

مرض اخضرار الحمضيات من الآفات المدمّرة التي تصيب أشجار الموالح (جامعة فلوريدا)
مرض اخضرار الحمضيات من الآفات المدمّرة التي تصيب أشجار الموالح (جامعة فلوريدا)

طوَّر باحثون من جامعة «فلوريدا» الأميركية نوعاً جديداً من أشجار الموالح المعدَّلة وراثياً التي يمكنها مقاومة الحشرات الصغيرة المسؤولة عن نقل مرض الاخضرار البكتيري المدمّر.

وأوضحوا أنّ هذه الأشجار تشكّل حلاً بيئياً مستداماً لمكافحة الآفات الزراعية؛ مما يقلّل من الاعتماد على المبيدات الكيميائية، ويخفّض التكاليف، ويُحسّن البيئة؛ ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Invertebrate Pathology».

ويُعدُّ مرض اخضرار الحمضيات، المعروف أيضاً باسم «تعفّن الحمضيات»، من الأمراض المدمِّرة التي تصيب أشجار الموالح مثل البرتقال. ويُنقل عبر حشرات صغيرة تُعرف بـ«السيليد الآسيوي»، التي تهاجم الأشجار وتسبّب تدهورها؛ مما يؤدّي إلى توقّف إنتاج الثمار واصفرار الأوراق، ويؤثّر سلباً في المحاصيل. ومنذ اكتشاف المرض في فلوريدا عام 2005، انتشر بسرعة وتسبَّب في تراجع كبير في صناعة الحمضيات، ما دفع الباحثين والعلماء لإيجاد حلول مبتكرة لمكافحته.

وتعتمد الطريقة التي اختبرها الباحثون على إدخال جين إلى الأشجار المعدَّلة وراثياً يسمح لها بإنتاج بروتين قادر على قتل اليرقات الصغيرة من «السيليد الآسيوي»، التي تُعدُّ الناقل الرئيسي للمرض.

ويُستمد هذا الجين من بكتيريا تُسمى «Bacillus thuringiensis»، تنتقل عبر التربة. وعند إدخاله إلى الأشجار، تتمكن من إنتاج البروتين الذي يقتل اليرقات؛ مما يمنعها من الوصول إلى مرحلة البلوغ والتكاثر، وبالتالي تقليل أعداد الحشرات الناقلة للمرض في البيئة المحيطة بالشجرة.

ورغم فاعلية هذه الأشجار في قتل اليرقات، لا تزال الحشرات البالغة التي تضع البيض تمثّل تحدّياً في التحكّم بها. لذلك، يواصل العلماء بحوثهم لإيجاد حلول لمكافحتها.

وحتى الآن، جرى اختبار الأشجار المعدَّلة جينياً في المختبر، ويعدُّ الباحثون هذا الاكتشاف من الحلول الواعدة لمكافحة المرض الذي أثّر بشكل كبير في صناعة الحمضيات في فلوريدا على مدار العقدين الماضيين.

وأشار الفريق إلى أنهم يتطلّعون لتجربة الأشجار المعدَّلة وراثياً في الحقل خلال المستقبل القريب، وإذا أثبتت التجارب الحقلية فاعلية هذه التقنية، فإنها قد تقدّم أداة قوية للقضاء على الحشرات الناقلة للمرض، وبالتالي وقف انتشار «تعفّن الحمضيات»، ما يساعد في حماية محاصيل الموالح في فلوريدا وأماكن أخرى.

وأضافوا أنّ النتائج تشير إلى إمكانات كبيرة لاستخدام التكنولوجيا البيئية في الزراعة لمكافحة الآفات والأمراض بكفاءة أكبر وأقل تأثيراً في البيئة، مقارنةً بالحلول التقليدية مثل المبيدات الكيميائية.