السعودية: بدء التعداد العام للسكان والمساكن بمزايا جديدة

يهدف إلى مساعدة صناع القرار ورسم السياسات

يستهدف التعداد جمع وعدّ جميع الأفراد المقيمين داخل المملكة (هيئة الإحصاء)
يستهدف التعداد جمع وعدّ جميع الأفراد المقيمين داخل المملكة (هيئة الإحصاء)
TT

السعودية: بدء التعداد العام للسكان والمساكن بمزايا جديدة

يستهدف التعداد جمع وعدّ جميع الأفراد المقيمين داخل المملكة (هيئة الإحصاء)
يستهدف التعداد جمع وعدّ جميع الأفراد المقيمين داخل المملكة (هيئة الإحصاء)

تبدأ السعودية، اليوم (الثلاثاء)، تنفيذ التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2022؛ حيث تقوم «هيئة الإحصاء» بجمع وعدّ جميع الأفراد المقيمين داخل المملكة وإحصائهم وتحليل البيانات الخاصة بهم؛ للاستفادة منها في تحسين عمليات صنع القرارات، واتخاذها من قِبَل الجهات والهيئات الحكومية، ومنشآت القطاع الخاص ومؤسساته.
ويجري التعداد خلال 35 يوماً، من 10 مايو (أيار) إلى 15 يونيو (حزيران 2022 عبر 3 طرق، هي العد الذاتي من خلال الصفحة الإلكترونية لـ«تعداد السعودية 2022» دون زيارة الباحث، أو من خلال زيارة الباحث الميداني، أو بزيارة محطات العدّ الذاتي الموجودة في الأماكن العامة.
ويعتبر «تعداد السعودية 2022» هو التعداد الخامس في تاريخ السعودية، والأول منذ 12 عاماً؛ حيث كان آخر تعداد في عام 2010، وبلغ حينها عدد السكان في السعودية نحو 27 مليون نسمة.
ويشهد التعداد الحالي 4 مزايا جديدة، تستخدم للمرة الأولى، أبرزها استخدام صور الأقمار الصناعية في تحديد مواقع المساكن بدقة، تصل إلى 90 في المائة، واستخدام إستمارات رقمية عبر الأجهزة اللوحية لزيادة الدقة وسرعة العمل، وتمكين المواطنين والمقيمين من استكمال التعداد عبر خدمة العد الذاتي إلكترونياً، وأخيراً مشاركة المرأة في مختلف أعمال ومراحل التعداد من المناصب القيادية إلى المساهمة في الأعمال الميدانية، بعد أن كانت مشاركتها ضيقة وفي حدود التجمعات السكنية النسائية.
وحول أهمية إجراء «التعداد العام»، بيّنت الهيئة أن البيانات الإحصائية أحد أهم مخرجاته، تعد مدخلاً أساساً يحتاجه صنّاع القرار لرسم سياساتهم الاقتصادية والاجتماعية، وتساعدهم على اتخاذ قرارات فاعلة ودقيقة تمكّنهم من تطوير الخدمات العامة المختلفة كالمستشفيات والمدارس وتخطيط المدن للسكّان، كما تُعين هذه البيانات القطاع الخاص والمستثمرين على رسم خطط فاعلة في دفع عجلة التنمية.
ويستهدف التعداد جميع الأسر والأفراد من المواطنين داخل وخارج السعودية بصفة مؤقتة (أقل من 12 شهراً) لأي سبب، كالعلاج أو السياحة أو التجارة أو الدراسة، وكذلك المقيمون بشكل دائم في السعودية بغضّ النظر عن الأوراق الرسمية مثل «الإقامة» التي تُعنى بها جهات أخرى، ولا يشمل التعداد زوّار المملكة لأغراض الحج أو العمرة أو السياحة.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».