انكماش نشاط المصانع في الصين بوتيرة أسرع بفعل الإغلاق

موسكو تتوقع زيادة حجم التجارة مع بكين إلى 200 مليار دولار بحلول 2024

مصنع لانتاج المركبات بشرق الصين (أ.ف.ب)
مصنع لانتاج المركبات بشرق الصين (أ.ف.ب)
TT

انكماش نشاط المصانع في الصين بوتيرة أسرع بفعل الإغلاق

مصنع لانتاج المركبات بشرق الصين (أ.ف.ب)
مصنع لانتاج المركبات بشرق الصين (أ.ف.ب)

انكمش نشاط المصانع في الصين بوتيرة أكثر حدة في أبريل (نيسان)، إذ أدت الإغلاقات المفروضة على نطاق واسع لمكافحة (كوفيد - 19) إلى وقف الإنتاج الصناعي وتعطل سلاسل التوريد، مما يثير مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي حاد في الربع الثاني مما سيؤثر على النمو العالمي.
وقال المكتب الوطني للإحصاء أمس السبت، إن مؤشر مديري المشتريات الرسمي للقطاع التصنيعي انخفض إلى 47.4 نقطة في أبريل من 49.5 في مارس (آذار)، في انكماش للشهر الثاني على التوالي. وهذا هو المستوى الأدنى منذ فبراير (شباط) 2020.
كان استطلاع لـ«رويترز» توقع تراجع مؤشر مديري المشتريات إلى 48 نقطة، وهو ما يقل كثيرا عن علامة 50 نقطة التي تفصل بين الانكماش والنمو على أساس شهري.
وتقدم قراءة مؤشر مديري المشتريات، جنبا إلى جنب مع تراجع أكثر حدة في الخدمات، المؤشرات الأولى على أداء الاقتصاد الذي يعصف به توسيع قيود مكافحة (كوفيد - 19) مثل الإغلاق الممتد للمركز التجاري شنغهاي.
ويُعتقد أن العشرات من المدن الصينية الرئيسية في حالة إغلاق كامل أو جزئي بسبب سياسة مكافحة فيروس «كورونا» الصارمة.
ومع بقاء مئات الملايين عالقين في منازلهم، يتعرض الاستهلاك لضربة شديدة، مما دفع مزيدا من المحللين إلى خفض توقعات النمو لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتراجع المؤشر الفرعي للإنتاج إلى 44.4 نقطة في أبريل من 49.5 في الشهر السابق، بينما تراجعت الطلبيات الجديدة إلى 42.6 من 48.8 في مارس، وفقا للمكتب الوطني للإحصاء.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ، إلى بذل الجهود لتنظيم وتوجيه التنمية الصحية لرأس المال في الصين وفقا للقانون، وإفساح المجال للدور الإيجابي لرأس المال كعامل إنتاج مهم. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس، أن الرئيس الصيني، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أدلى بهذه التصريحات خلال كلمته التي ألقاها أمام جلسة دراسة جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الجمعة.
وأوضحت وكالة أنباء «بلومبرغ» أن الرئيس الصيني تعهد أيضا بتعميق الإصلاحات في سوق المال لإعطاء مساحة أكبر لتنمية أنواع مختلفة من رأس المال.
كما أكد شي موقف بكين من الحيلولة دون «توسع غير منظم» لرأس المال، وعلى التزام الحيطة في مواجهة المخاطر المالية. ودعا المسؤولين إلى تعزيز جهود مكافحة الفساد في مجال رأس المال، واتخاذ إجراءات صارمة ضد عمليات التربح التي يقف وراءها استخدام القوة.
وتأتي تعليقات الرئيس الصيني عقب تعهد المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني مؤخرا بتقديم مزيد من التحفيز لمواجهة تباطؤ الاقتصاد الصيني، وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
في الأثناء، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء أمس عن وزارة الخارجية الروسية قولها إنها تتوقع نمو تدفقات السلع الأولية مع الصين، وأن يصل حجم التجارة مع بكين إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2024، في الوقت الذي تتحول فيه موسكو نحو الشرق في مواجهة العزلة الغربية المتزايدة.
وذكرت الوكالة نقلا عن الوزارة أن الشركات الصينية يجب أن تكون حذرة من مخاطر العقوبات الثانوية، لكنها قالت إن بكين مستعدة لتوسيع تعاونها مع موسكو.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».