رحلت الفنانة المصرية فاطمة مظهر، أول من أمس، في هدوء، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 79 عاماً.
الفنانة الراحلة التي وصفها بعض النقاد بأنها إحدى أيقونات الرومانسية والجمال في حقبة السبعينات من القرن الماضي، اختارت الابتعاد عن الأضواء خلال العقود الثلاثة الماضية، حتى رحلت عن عالمنا في صمت.
فاطمة مظهر أخت الفنان الراحل أحمد مظهر، ولدت في القاهرة عام 1943، وتخرجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، والتحقت فيما بعد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأت التمثيل على مسرح الجامعة، قبل أن يرشحها نور الدمرداش للمخرج محمد فاضل للمشاركة في المسلسل التلفزيوني الشهير «القاهرة والناس».
في لقطة مع عبد الرحمن أبو زهرة
شاركت مظهر سينمائياً في 10 أفلام، من أشهرها «الأحضان الدافئة» مع زبيدة ثروت، وسمير صبري، وسمير غانم، و«بائعة الحب» بطولة نور الشريف وناهد شريف، و«الاتحاد النسائي» مع أحمد مظهر ومديحة كامل، و«شاطئ المرح»، و«شياطين البحر»، و«من أجل ولدي»، و«حديقة الزوجات». وتلفزيونياً، شاركت في 35 مسلسلاً، من أهمها «أبنائي الأعزاء شكراً»، و«برج الأكابر»، و«الماضى يعود الآن»، بالإضافة إلى كثير من السهرات التلفزيونية والمسلسلات الإذاعية.
ونعى عدد من الفنانين المصريين الفنانة الراحلة، من بينهم نبيل الحلفاوي، الذي كتب عبر «تويتر» قائلاً: «وداعاً الفنانة الرقيقة الراقية فاطمة مظهر، رحمها الله وصادق العزاء لأسرتها ومحبيها». كما نعاها الفنان أشرف سيف، قائلاً: «وداعاً أمي الثانية الغالية الإنسانة العظيمة الطيبة فاطمة مظهر. لن أنسى أبداً كل الخير والحب الذي قدمتيه لي، حزين جداً أنك رحلتي دون أن أراكي».
ووفق الناقد الفني المصري، محمود عبد الشكور، فإن الفنانة فاطمة مظهر كانت من أوائل الفنانات اللاتي حُفظت أسماؤهن، وكانت من أجمل الوجوه التي عُرفت من خلال التلفزيون. مشيراً إلى «أنها عُرفت من خلال مسلسلي (القاهرة والناس) و(أبنائي الأعزاء شكراً) من إخراج محمد فاضل، ثم عززت حضورها تلفزيونياً من خلال حلقات (الفنان والهندسة) مع عادل إمام».
وحسب ما كتبه عبد الشكور عنها في كتابه «وجوه لا تنسى»، فإنها «انطلقت بين الشاشة الصغيرة والشاشة الكبيرة، عندما كانت الساحة في حاجة إلى وجوه تعبر عن فئة البنات المتعلمات، أو فتيات يشبهن بنات المنازل والمدارس والجامعات، ويظهرن بأقل قدر من الماكياج أو بدونه». مضيفاً؛ أخت «الفنان أحمد مظهر كانت تمثل جيلاً مختلفاً من الفتيات المصريات بوجهها المريح والمألوف وأدائها البسيط، فلا يمكن أن تراها شريرة أو مزعجة، لكن نسمة عابرة وطيبة»، حسب وصفه.
ويلفت عبد الشكور إلى أن أفضل أدوارها كان في فيلم «السلم الخلفي» إخراج عاطف سالم، مضيفاً أن «الفتاة البريئة الحالمة التي ينتهك براءتها جارها الشهواني غسان مطر، لم يكن ممكناً أن تنافس إغراء شمس البارودي، وناهد شريف، ومديحة كامل، وناهد يسري في السينما، وانحصرت أدوارها في التلفزيون». موضحاً أنها «ظلت في الذاكرة عنواناً على فتيات السبعينات في التلفزيون، القادمات من سنوات الستينات العاصفة، رومانسية متوترة، لا ترسو على بر، تحلم بالطريق في فترة اختلطت كل الطرق».